أحمد بن ولي الدين الرومي أحمد بن ولي الدين الرومي: أحمد بن ولي الدين، العالم الفاضل الشاعر الشهير بأحمد باشا بن المولى ولي الدين الحسيني الرومي الحنفي قرأ على علماء عصره وفضل، وتنقل في المناصب حتى صار قاضي العسكر، ثم جعله السلطان محمد خان الغازي معلما لنفسه، واشتد ميله إليه حتى استوزره، ثم عزله عن الوزارة لأمر جرى بينهما، وجعله أميرا على بعض البلاد مثل تيرة وأنقرة وبروسا، وكان رفيع القدر، عالي الهمة، كريم الطبع، سخي النفس، ولم يتزوج لعنة كانت به، وكان له نظم منه بالعربية:
#يا رامي قلبي بسهام اللحظات
#هيهات نجاتي
#ما زلت فداك روحي وحياتي
#من قبل مماتي
نمقت إلى بابك قرة عيني | بالدمع كتابا |
أشهدت على الوجد مداد دواتي | سل من عبراتي |
جلباب دجى صدغك هذا | قد أصبح مسكا |
يا ريم لقد أحرق في الصين | قلوب الظبيات |
والشارب على منه خضرا | في ماء الحياة |
من أحمد في ليله أصداغ ملاح | لاحت كلمات |
من شمها فاز بمسك الدعوات | حسب الغدوات |
العارض والخال وأصداغك حفت | إطراق محياك |
والجنة كيف احتجبت بالشهوات | من كل جهات |
إن ضاق عن الوسع عبارات لساني | لا عبرة فيها |
في القلب نكات كتبت بالعبرات | تحكي نكبات |
قد سال على بابك أنهار دموعي | ليلا ونهارا |
فالرحم على السائل أولى الحسنات | ثم العزمات |
كرر عدة الوصل وصلها بخلاف | فالوعد كفاني |
والصب يرى لذته في الفلوات | من ذكر فرات |
لو مرعلى تربة من حيك ظل | يا مؤنس روحي |
أحييت عظامي ورفاتي | من بعد مماتي |
في خطي إذا نقل من فيه مثالا | يحكيك بلطف |
من شاربك الخضر روي في الظلمات | عن عين حياتي |
هذه أنوار مشكاة لمن | عده الرحمن من ممدوحه |
فر من أدناس تلك الدار إذ | كان مشتاقا إلى سبوحه |
قال روح القدس في تاريخه: | إن في الجنات مأوى روحه |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 1- ص: 147