ميرزا اسفند بن قرا يوسف ابن قرا محمد بن بيرام خواجة التركماني
توفي في بغداد يوم الثلاثاء آخر شهر صفر وقيل 28 ذي القعدة سنة 848 بمرض القولنج ودفن داخل بغداد في قبة كان عملها لنفسه في حياته على شاطئ دجلة في بستان في عيسى آباد.
قد اختلفت النسخ في اسمه ففي بعضها اسبند بالباء الفارسية المنقطة بثلاث نقط من تحتها وفي بعضها بالفاء وفي التاريخ الفارسي المخطوط سماه أسبان. والثلاثة أسماء لمسمى واحد. وهو من طائفة تركمانية تسمى قراقوينلو أو قره قوينلو كانت لها دولة وظهرت أيام استيلاء تيمورلنك على قسم من شمال إيران والعراق سنة 782 فاستولت على أذربيجان والعراق العربي زهاء 66 سنة وذلك من سنة 782 إلى سنة 848 وهناك طائفة أخرى من التركمان تعرف باق قويون لو استولت على دياربكر ولواحقها من سنة 780 إلى سنة 908 ملك منها تسعة أمراء وهذه لم يوقف لها على آثار في التشيع نعم يقال إن رأسهم أبو النصر حسن بك ابن أمير علي بن عثمان كان شديد المحبة والإخلاص للشيخ صفي جد الملوك الصوفية وقد زوج السلطان جنيد أخته والسلطان حيدر بن جنيد ابنته وأما الطائفة الأولى فقد قال صاحب مجالس المؤمنين أنهم كانوا شيعة واستدل على ذلك بما كان منقوشا على خواتيم آرايش بيكم وأورق سلطان ابنتي إسكندر بن قرا يوسف فكان على خاتم آرايش بيكم منقوشا هذا الشعر:
در مشغله دنيا در معركه محشر | از آل علي كويد آرايش إسكندر |
وعلى خاتم أورق سلطان منقوشا هذا الشعر:
بود از جان محب آل حيدر | اورق سلطان بنت شهاسكندر |
وكان على خاتم ميرزا بوداع أبو بوداق بن ميرزا جهانشاه بن قرا يوسف منقوشا هذا الشعر:
نامم بداع بنده ياداع حيدرم | هر جا شهي است در همه عالم غلام ماست |
وفي التاريخ الفارسي المخطوط المشار إليه في غير موضع من هذا الكتاب إن الطائفة الأولى تلقب باراني والطائفة الثانية تلقب بايندرية وان مدة سلطنة الطائفة الأولى 63 سنة وكذلك صاحب مجالس المؤمنين. وصاحب التاريخ الفارسي ذكر إن آخرهم حسن علي بن جهانشاه بن قرا يوسف الذي قتل سنة 873 ثم قال وأول سلاطينها قرا يوسف والد المترجم وكان أبوه قرا محمد من أمراء الايلكانية وكان السلطان أحمد الايلكاني متزوجا ابنته وكانت رئاسة جيش القراقونولية متعلقة به وجده بيرام خواجة بعد وفاة السلطان أويس استولى على الموصل وسنجار وارجيش وتوفي سنة 782 والمولوي كان ملازما للسلطان أويس الايلكاني والد السلطان أحمد أما أبوه قرا يوسف فتاتي ترجمته في بابها وكذلك باقي من ملك من ذريته. وفي التاريخ الفارسي المار ذكره كان لقرا يوسف ستة أولاد ببر بوداق خان و الأمير إسكندر وميرزا جهانشاه والأمير شاه محمد والأمير أسبان أسبند و الأمير أبو سعيد وبقي الأمير شاه محمد حاكما في العراق مستقلا مدة عشرين سنة وفي سنة 836 أخذ أخوه أسبان أسبند منه بغداد وهرب منها شاه محمد وبقي الأمير أسبان بعد إخراج شاه محمد حاكما في بغداد ونواحيها اثنتي عشرة سنة وفي يوم الثلاثاء 28 ذي القعدة سنة 848 مات على فراشه (انتهى) وفي مجالس المؤمنين: كان ميرزا اسفند أخا قرا إسكندر لأبيه وأمه وبعد موت أخيه ملك بلاد العرب (كأنه يريد بغداد ونواحيها) وكان بخلاف سلسلة أهله كان بغاية العفة والشجاعة قليل الأكل والمواقعة وكان ينكر على من يكثر منهما واكتفى طول عمره بزوجة واحدة ولما أرسل شاهرخ عسكرا إلى أذربيجان لمحاربة أخيه إسكندر والتقى الفريقان في أواخر رجب سنة 824 حمل ميرزا اسفند عدة حملات على عسكر شاهرخ وقتل كثيرا من أعيان العسكر وفي سنة 840 هجرية طلب الشيخ أحمد بن فهد الحلي وباقي علماء الشيعة في الحلة وغيرها إلى بغداد ووقعت المناظرة بينهم وبين غيرهم من علماء بغداد فكانت الغلبة لعلماء الحلة فأمر بان تكون الخطبة والسكة بأسماء الأئمة الاثني عشر وفي هذه السنة كان ظهور محمد بن فلاح الموسوي أول السلاطين المشعشعية.
وفي أيام حكم ميرزا اسفند في بغداد وقعت محاربات كثيرة بينه وبين أخوته وأولاد أخوته وبينه وبين أمراء آق قوينلو الذين كانوا على حدود بلاده وفي أكثرها يكون النصر له حتى إن أخاه جهانشاه الذي كان واليا على أذربيجان مع ما كان عليه من العظمة لم يستطع مقاومته وفي بعض الأوقات كان خائفا منه وكتب إلى شاهرخ كتابا يستغيث به ويستنجده ويظهر العجز عن مقاومة اسبند ميرزا وكتب في الكتاب بيتا من الشعر من نظم بعض ندمائه وهو:
كوس رحلة را سوى بغداد بايد كوفتن | بهر دفع در وميرزا اسبند بايد سوختن |
وتوفي يوم الثلاثاء آخر شهر صفر سنة 848 بمرض القولنج.
ودفن في قبة كان بناها لنفسه في حياته داخل بغداد على شاطئ دجلة في بستان في عيسى آباد (انتهى).