أبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش ابن علي العسكري ابن الحسن بن علي الأصغر المحدث أبن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام الملقب بالناصر وبالناصر الكبير وبالناصر للحق وبالاطروش صاحب الديلم.
ولد سنة 225 بناء على ما يأتي من أن عمره 79 سنة وتوفي في آمل من بلاد طبرستان في 25 أو 23 شعبان سنة 304 وسنه 79 قاله ابن الأثير وغيره: وله هناك مشهد معروف. وفي عمدة الطالب له من العمر 99 سنة وقيل 95 ويوشك أن يكون صحف سبعون بتسعون وفي رياض العلماء: مات ببلدة آمل من بلاد طبرستان وقبره الآن في قبة بها معروفة وقد رأيته بها في منصرفي من مشهد الرضا عليه السلام مجتازا في تلك البلاد. وفي الرياض أيضا: قد يظن وليس أن الناصر هذا قد استشهد وليس كذلك إنما المستشهد الحسن بن قاسم وكان ختنه، قال: والعجب من النباكتي مع اطلاعه على علم التواريخ وغيره من العلوم أنه ذكر في تاريخه الفارسي ما ترجمته أنه في زمان المقتدر خرج الناصر للحق حسن بن علي في بلاد الديلم وقتل اه. قال ولم أجد ذلك لسواه وقال في حرف النون أنه معاصر للصدوق بل المفيد وأمثالهما اه.
الصواب في نسبه
ما ذكرناه في نسبه هو الصواب المستفاد من كتب الأنساب كعمدة الطالب وكتاب المجدي للشريف الإمامي المعاصر للمرتضى كما في الرياض حيث نسبه هكذا الحسن العلوي العمري النسابة الشيعي ابن علي بن عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب وما في الرياض من أن ما في العمدة يخالف ما في المجدي قد وجدنا في العمدة خلافه وما ذكرناه في نسبه هو المطابق لما ذكره المرتضى في الناصريات وإن كان في النسخة المطبوعة تشويش في نسبه وفي رياض العلماء بعدما ذكر نسبه كما ذكرناه قال واعلم أن الذي نقلناه في صدر الترجمة من نسبه هو الصواب الموافق لكتب الأنساب ويطابق ما في مجالس المؤمنين للقاضي نور الله اه. وقد وقع هنا عدة اشتباهات:
1- ما وقع في تاريخ ابن الأثير ورجال النجاشي وتبعه العلامة في الخلاصة وكل أصحاب كتب الرجال التي بعده كالنقد ورجال الميرزا وغيرها ونحن أيضا تبعناهم في ج 13 من حذف لفظ علي قبل عمر والصواب إثباته وفي الرياض قد تفطن لذلك بعض من علق على رجال النجاشي اه.
2- ما في شرح النهج لابن أبي الحديد وتاريخ رويان من أنه الحسن بن علي بن عمر فأسقطا الحسن بن علي ولعله من النساخ لظن التكرير.
3- ما في مروج الذهب للمسعودي فإنه قال في موضع منه: ظهر ببلاد طبرستان والديلم الأطروش وهو الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن أبي طالب وذلك في سنة 301 اه. وهذا خطأ كما ترى فهو ليس من ذرية محمد بن علي ابن أبي طالب وليس في أجداده من اسمه محمد قطعا ويمكن كونه سهو النساخ وفي موضع آخر اقتصر على الحسن بن علي بن الحسن.
4- ما في رياض العلماء في الجزء الخامس في الألقاب فإنه قال الناصر للحق هو أبو محمد الحسن بن الحسين ابن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ثم قال أن ذلك هو الذي أورده المرتضى في الناصريات اه. وهو مع مخالفته لما في جميع كتب النسب وغيرها القائلة أنه الحسن بن علي لا الحسن ابن الحسين مخالف لما أورده هو في باب الأسماء كما عرفت ومخالف لما في نسخة الناصريات الصحيحة نعم ربما يكون موافقا لبعض النسخ المحرفة والمرتضى أعرف الناس بنسبه فلا يعقل أن يشتبه فيه.
5- ما في فهرست ابن النديم من جعل زيد بدل علي الأصغر وهو خلاف ما يدل عليه كلام صاحب عمدة الطالب وغيره فإنه قال أعقب عمر الأشرف من رجل واحد وهو علي الأصغر المحدث ولم يذكر في أولاد عمر الأشرف من اسمه زيد.
والناصر الكبير لقب للمترجم وأصل لقبه (الناصر للحق) صرح بتلقيبه بذلك ابن النديم في الفهرست وسائر المؤرخين ولما كان هناك شخص آخر لقب بالناصر بعد المترجم ولقب بالداعي أيضا وهو الحسن بن القاسم الآتية ترجمته قيل في المترجم الناصر الكبير فرقا بينهما وربما يطلق الناصر الصغير على كل من ولدي المترجم وهما أبو القاسم جعفر ناصرك وأبو الحسين أحمد صاحب جيش أبيه جد السيدين المرتضى والرضي لأمهما ويطلق الناصر الصغير على أبي محمد الحسن النقيب ببغداد ابن أحمد ابن الناصر الكبير كما في عمدة الطالب. وفي الرياض عن صاحب كتاب المجدي عن شيخه أبي عبد الله ابن طباطبا أنه قال: إن أبا جعفر محمد صاحب القلنسوة ابن أبي الحسين أحمد هو الناصر الصغير ملك بالديلم وطبرستان (وأما الداعي) والداعي إلى الحق فالمعروف أن الملقب به الحسن بن زيد كما مر في ترجمته ثم لقب به أخوه محمد بن زيد وقيل للأول الداعي الكبير والداعي الأول وللثاني الداعي الصغير فرقا بينهما ولكن يظهر من كثير من المؤرخين أن الداعي يلقب به المترجم كما يلقب بالناصر فيقال الداعي إلى الله أو الداعي فقط ففي فهرست ابن النديم الداعي إلى الله الإمام الناصر للحق الحسن بن علي بن الحسن الخ. وفي تجارب الأمم: في سنة 302 خرج الحسن بن علي العلوي وتغلب على طبرستان ولقب الداعي. وفي مروج الذهب الحسن ابن علي العلوي الداعي والأطروش فدل ذلك كله على أن المترجم يلقب بالناصر وبالأطروش وبالداعي وإن كان المعروف في ألقابه الأولين كما أن الحسن بن القاسم الملقب بالناصر الصغير يلقب أيضا بالداعي كما في بعض المواضع من مروج الذهب بل المشهور في لقبه الداعي الصغير. وبذلك يندفع اعتراض ابن الأثير على ابن مسكويه قال ابن الأثير في تاريخه: وقد ذكره - يعني المترجم - ابن مسكويه في تجارب الأمم فقال الحسن بن علي الداعى. وليس به إنما الداعي حسن بن القاسم وهو ختن هذا على ما ذكرناه اه. فإنه يلقب أيضا بالداعي (والأطروش) بضم الهمزة والراء وسكون الطاء والواو قال السمعاني هو من في أذنه أدنى صمم اه. قال ابن الأثير كان سبب صممه أنه ضرب على رأسه بسيف في حرب محمد بن زيد فطرش اه. وفي مجالس المؤمنين كان في خدمة محمد بن زيد وفي بعض الوقائع ضرب على رأسه فصار أصم واشتهر بالأطروش وفي عمدة الطالب كان مع محمد بن زيد الداعي الحسيني بطبرستان فلما غلب رافع على طبرستان أخذه وضربه ألف سوط فصار أصم اه. وفي الرياض عن تعليق أبي الغنائم عن الحسن البصري عن أبي القاسم بن خداع النسابة أن شبل بن تكين مولى باهلة النسابة أخبره أن رافع ابن هرشمة ضرب الناصر الأطروش بالسياط حتى ذهب سمعه.
أقوال العلماء فيه
هو جد الشريفين المرتضى والرضي الأعلى لأمهما فإنه أبو جد والدتهما وهو صاحب المسائل الناصرية التي شرحها الشريف المرتضى قال في أولها وبعد فإن المسائل المنتزعة من فقه الناصر رضي الله تعالى عنه وصلت وتأملتها وأجبت المسؤول من شرحها وبيان وجوهها وذكر من يوافق ويخالف فيها وأنا بتشييد علوم هذا الفاضل البارع كرم الله وجهه - يعني الناصر الكبير- أحق وأولى لأنه جدي من جهة والدتي لأنها فاطمة بنت أحمد محمد الحسن بن أحمد أبي الحسين صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسن بن علي ابن الحسن بن علي بن عمر بن علي السجاد زين العابدين ابن الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين صلوات الله عليه والطاهرين من عقبه عليهم السلام والرحمة. والناصر كما تراه من أرومتي وغصن من أغصان دوحتي وهذا نسب عريق في الفضل والنجابة والرياسة (إلى أن قال) وأما أبو محمد الناصر الكبير وهو الحسن بن علي ففضله في علمه وزهده وفقهه أظهر من الشمس الباهرة وهو الذي نشر الإسلام في الديلم حتى اهتدوا به بعد الضلالة وعدلوا بدعائه عن الجهالة وسيرته الجميلة أكثر من أن تحصى وأظهر من أن تخفي ومن أرادها أخذها من مظانها اه. وقال ابن أبي الحديد في أول شرح النهج في حقه عند ذكر نسب الرضي أم الرضي فاطمة بنت أحمد بن الحسن الناصر الأصم صاحب الديلم وهو أبو محمد الحسن بن علي بن عمر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب شيخ الطالبيين وعالمهم وزاهدهم وأديبهم وشاعرهم ملك بلاد الديلم والجيل ويلقب بالناصر للحق وجرت له حروب عظيمة ومع السامانية وتوفي بطبرستان سنة 304 وسنة 79 سنة وانتصب في منصبه الحسن بن القاسم ابن الحسين الحسني ويلقب الداعي إلى الحق اه. والصواب أنها فاطمة بنت الحسن ابن أحمد بن الناصر الكبير. والمسائل الناصرية المشار إليها تدل على فقه الناصر وعلمه وهي منتزعة من فقهه كما سمعت من الشريف المرتضى وهي بمنزلة الفتاوى وهي 207 مسائل فيذكر الشريف المرتضى المسألة ثم يبين الحق فيها ويستدل عليه استدلالا مفصلا فتارة يوافق الناصر وتارة يخالفه واحتمال صاحب الرياض أن تكون الناصريات لحفيده الناصر الصغير في غير محله فهي للناصر الكبير بلا ريب وصنف بعض علماء الزيدية كتابا سماه الإبانة في فقه الناصر وحصل الاشتباه من قولهم أنه جد المرتضى والرضي من قبل الأم فتوهم أنه الجد الأدنى وإنما هو الجد الأعلى وذكره النجاشي في رجاله فقال الحسن بن علي بن الحسن بن عمر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد الأطروش رحمه الله كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا اه. ثم ذكرها وستأتي فحذف من أجداده علي بن الحسن وفي الخلاصة في القسم الثاني الحسن بن علي بن الحسن ابن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد الأطروش كان يعتقد الإمامة وفي الوجيزة الحسن بن علي بن الحسن الأطروش فيه مدح ويقال أنه ناصر الحق الذي اتخذه الزيدية إماما اه. وفي النقد بعد نقل كلام النجاشي وكأنه الذي اتخذه الزيدية إماما اه. وفي النقد بعد نقل كلام النجاشي وكأنه الذي اتخذه الزيدية إماما وهو المعروف بناصر الحق اه. وفي التعليقة لعل المدح كونه صنف في الإمامة كتبا أو ترحم النجاشي عليه وهو بعيد وإن كان هو من إمارات الجلالة ويحتمل كونه يعتقد الإمامة لكن فيه ما فيه اه. أي أن مجرد اعتقاد الإمامة لا يقتضى مدحا بالمعنى المراد في المقام. والمدح الذي أراده صاحب الوجيزة هو قول النجاشي كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا لا ريب في ذلك ويمكن أن يضاف إليه ترحمه عليه وقال فيه مدح أي نوع من المدح ولم يقل ممدح فذلك لا يدرجه في الحسان وكونه هو ناصر الحق واتخاذ الزيدية له إماما لا ريب فيه لكنه لا يدل على دعواه الإمامة. ويروي عنه الصدوق باسم الحسن بن علي الناصر وكلما ذكره قال قدس الله روحه والمرتضى كلما ذكره في شرح المسائل الناصرية ترضي عنه أو ترحم عليه وربما قال كرم الله وجهه ويأتي عن تاريخ طبرستان أنه في آخر عمره ترك الحكم وبنى مدرسة وصار يدرس في علمي الفقه والحديث وفي رياض العلماء: السيد الجليل ناصر الدين الحسن بن علي بن الحسن بن علي ابن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أبو محمد الأطروش الخارج بالديلم وطبرستان والملقب بالناصر وناصر الحق والناصر الكبير لأنه جاء بعده ناصر آخر من أئمة الزيدية وفي بعض المواضع أن الناصر هو ولده محمد وهو غلط، وكان خروجه في الديلم سنة 301 في خلافة المقتدر العباسي الثامن عشر منهم في وزارة علي بن عيسى وقبل الوزارة الثانية لابن الفرات إلى أن مات ببلدة آمل من بلاد طبرستان وكان صاحب كتب ومؤلفات على طريقة الشيعة الإمامية وعلى طريقة الزيدية أيضا: وقد أورد ترجمته جماعة من أصحابنا في كتب الرجال وهو جد السيد المرتضى لأمه وقد ألف السيد المرتضى المسائل الناصريات في تهذيب مسائل الناصر اه. وفي مجالس المؤمنين ما تعريبه: حسن الأطروش بن علي بن حسن بن علي بن عمر الأشرف ابن الإمام زين العابدين في سنة 301 خرج ببلاد الديلم وملك أكثر بلاد طبرستان ولقب بناصر الحق وأسلم على يده أكثر أهلها ممن لم يسلم إلى ذلك الوقت وحيث كان متبحرا في فقه الزيدية جدا صنف فيه عدة تصانيف ودان بذلك المذهب جمهور أهل تلك البلاد ثم ببركة تشيع ملك تلك البلاد الحالي - يعني محمد خان ملك جيلان في عصر القاضي - وتصرف السلاطين الصفوية في تلك البلاد دانوا جميعا الآن بالمذهب الحق الاثني عشري وتوفي الناصر للحق في 23 شعبان سنة 304 اه. وفي الرياض: عد ابن شهراشوب في أواخر فهرس معالم العلماء الناصر العلوي من جملة الشعراء المجاهرين بمدح أئمة أهل البيت عليهم السلام في جملة الشعراء المترجم اه. أقول: لم أجده فيما عندي من نسخ معالم العلماء وقال المسعودي في مروج الذهب: كان الحسن بن علي الأطروش ذا فهم وعلم ومعرفة بالآراء والنحل وقد كان قد أقام في الديلم والجين سنين وهم كفار على دين المجوسية ومنهم جاهلية الجيل فدعاهم إلى الله عز وجل فاستجابوا وأسلموا إلا قليلا منهم في مواضع من بلاد الجيل والديلم في جبال شاهقة وقلاع وأودية ومواضع خشنة على الشرك إلى هذه الغاية وبنى في بلادهم مساجد وقد كان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين وشالوس وغيرهما من بلاد طبرستان وقد كان بمدينة شالش حصن منيع وبنيان عظيم بنته ملوك فارس يسكن فيه الرجال المرابطون بإزاء الديلم ثم جاء الإسلام فكان كذلك إلى أن هدمه الأطروش اه. وقال ابن الأثير في الكامل: كان الأطروش زيدي المذهب شاعرا ظريفا علامة إماما في الفقه والدين كثير المجون حسن النادرة حكي عنه أنه استعمل عبد الله بن المبارك على جرجان وكان يرمى بالابنة فاستعجزه الحسن يوما في شغل له وأنكره عليه فقال أيها الأمير أنا أحتاج إلى رجال أجلاد يعينوني فقال قد بلغني ذلك اه. وفي المعالم الناصر للحق إمام الزيدية له كتب كثيرة منها الظلامة الفاطمية وفي عمدة الطالب: فأما أبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش وهو إمام الزيدية ملك الديلم صاحب المقالة إليه ينتسب الناصرية من الزيدية وأقام بأرض الديلم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام أربع عشرة سنة ودخل طبرستان في جمادى الأولى سنة 301 فملكها ثلاث سنين وثلاثة شهور يلقب الناصر للحق وأسلموا على يديه وعظم أمره اه. وقال الطبري في تاريخه: لم ير الناس مثل محمد الأطروش وحسن سيرته وإقامته الحق اه. وقال ابن الأثير كان الحسن بن علي حسن السيرة عادلا ولم ير الناس مثله في عدله وحسن سيرته وإقامته الحق. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج فيما حكاه عن الجاحظ من مفاخرة بني هاشم وبني أمية: فمنا الأمراء بالديلم الناصر الكبير وهو الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن عمر الأشرف ابن زين العابدين وهو الذي أسلمت الديلم على يده ثم عدد جماعة من العلويين ثم قال وهم الأمراء بطبرستان وجيلان وجرجان ومازندران وسائر ممالك الديلم ملكوا تلك الأصقاع 130 سنة وضربوا الدنانير والدراهم بأسمائهم وخطب لهم على المنابر وحاربوا الملوك السامانية وكسروا جيوشهم وقتلوا أمراءهم اه. وفي فهرست ابن النديم عند ذكر الزيدية قال: الداعي إلى الله الإمام الناصر للحق الحسن ابن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام على مذاهب الزيدية اه. وقال الشريف العمري النسابة في كتاب المجدي على ما حكاه صاحب رياض العلماء: الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يكنى أبا محمد وهو الناصر الكبير الأطروش صاحب الديلم الشاعر الفقيه المصنف له كتاب الألفاظ وهو لأم ولد قال والدي محمد بن علي النسابة ورد بلاد الديلم سنة 290 أيام المكتفي فأقام بهرسم ثم خرج إلى طبرستان في جيش عظيم فحارب صعلوك الساماني سنة 301 وملك طبرستان وتوفي سنة 305 في شعبان اه. وفي تاريخ رويان لمولانا أولياء الله الآملي: الناصر الكبير أبو محمد الحسن بن علي ابن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين كان سيدا كبيرا فاضلا متفننا في جميع العلوم وصاحب رأي وتصانيف وكان مصاحبا للداعي الكبير الحسن بن زيد والداعي الصغير أخيه محمد بن زيد اه. وفي روضات الجنات عن الرياض في باب الألقاب أنه كان في خدمة عماد الدولة أبي الحسن علي ابن بويه الديلمي المشهور وقد نقل أنه لما استشهد الناصر الكبير هذا هرب هو إلى خراسان واجتمع إليه جماعة كثيرة من الديلم سنة 302 وخرج فصار ملكا وهو أول ملوك الديالمة اه. وهذا (أولا) ليس له أثر في رياض العلماء (ثانيا) إن الناصر مات حتف أنفه ولم يستشهد وقد نسب صاحب الرياض من قال أنه استشهد إلى الوهم كما مر (ثالثا) إن وفاته كانت سنة 304 قبل التاريخ الذي ذكره بسنتين ويوشك أن يكون هذا اشتباه بشخص آخر.
هو إمامي لا زيدي
قد سمعت قول النجاشي أنه كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا ولكن ابن الأثير قال كما مر أنه كان زيدي المذهب ومر قول صاحب عمدة الطالب هو إمام الزيدية صاحب المقالة إليه ينتسب الناصرية من الزيدية. وقال في ولده أبي الحسن علي الأديب ابن الناصر أنه كان يذهب مذهب الإمامية الاثني عشرية ويعاتب أباه بقصائد ومقطعات وكان يهجو الزيدية ويضع لسانه حيث شاء في أعراض الناس اه. فهذا ربما يفهم منه أن أباه كان زيديا وكذلك شعر ولده أبي الحسين أحمد المتقدم قد قال على ذلك كقوله:
يا أيها الزيدية المهملة | إمامكم ذو آية منزله |
فهو صريح في أنهم كانوا يعتقدون فيه الإمامة ومشعر بأنه كان زيديا ومر وصف ابن شهراشوب له بأنه إمام الزيدية. والأصح أنه إمامي اثنا عشري لقول النجاشي المتقدم فإن التصنيف أدل على المذهب من القول باللسان وقول ابن الأثير كان زيدي المذهب الظاهر أنه مستند إلى ما عرف من اعتقاد الزيدية فيه الإمامة ولكن النجاشي أعرف بمذهبه لأنه لا بد أن يكون رأى كتبه المصنفة في الإمامة الدالة أقوى من كل شيء على أنه كان إماميا وقيل أن بعضهم توهم من قول النجاشي أنه كان يعتقد الإمامة أنه يعتقدها لنفسه وهو توهم فاسد وفي رياض العلماء: والناصر الكبير هذا من عظماء علماء الإمامية وإن كان الزيدية أيضا يعتقدونه ويدرجونه في جملة أئمتهم وقد يظن أنه زيدي وليس كذلك اه. وفي هامش رجال الميزرا الوسيط هذا هو الذي اتخذه بعض الزيدية إماما وهو المعروف عندهم بناصر الحق اه. وفي النقد وكأنه اتخذه الزيدية إماما وهو المعروف بناصر الحق اه. وفي الرياض: ألف بعض علماء الزيدية كتابا في فقههم وسماه كتاب الإبانة في فقه الناصر للحق المترجم وهو كتاب معروف عندهم وعليه شروح وتعليقات من علمائهم وقد رأيتها اه. ويظهر مما حكاه في الرياض عن الشيخ البهائي في رسالته المعمولة لإثبات وجود صاحب الزمان عليه السلام أنه كان يظهر خلاف عقيدة الإمامية مداراة واستصلاحا لرعيته قال في تلك الرسالة أعلم أن المحققين من علمائنا قدس الله أسرارهم يعتقدون أن ناصر الحق رضي الله عنه كان تابعا في دينه للإمام جعفر الصادق عليه السلام كما يظهر من تأليفه وأنه لما كان يدعو الفرق المختلفة في المذاهب إلى نصرته أظهر بعض الأمور التي توجب ائتلاف القلوب خوفا من أن ينصرف الناس عنه كما أظهر الجمع بين الغسل والمسح في الوضوء وكما جمح بين قنوت الإمامية والشافعية كما تضمنته كتبه وكما أظهر التوقف والتردد في تحليل المتعة وتحريمها حيث قال في بعض كتبه إن النكاح قد يوجب الميراث وهو ما كان بولي وشاهدين وقد لا يوجبه وهو نكاح المتعة وقد كان الصحابة في عصر النبي يتمتعون ثم ادعى بعض الناس أنه عليه السلام حرمه يوم خيبر ولم تجمع الأمة على أنه حلال ولا على أنه حرام والنكاح الذي لم تجمع الأمة على تحليله فأنا لا أحبه ولا أمر به والتوقف عند اختلاف الأمة هو الصواب هذا كلامه وقال في كتابه المسمى بالمسترشد إن الأرض بمن عليها لا تخلو طرفة عين من حجة قائم لعباده ولا تخلو ما دامت السماوات والأرض ونقل في كتابه حديث لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته إما ظاهر مشهور أو خائف مغمور المروي عن علي عليه السلام وكذا نقله علماء الزيدية عن علي عليه السلام ثم قال لا تتعجب يا أخي من أنه كيف لم يدع الإمامة لنفسه والحال أن أصحابه يعتقدون أنه هو إمام زمانه فإنا قد وجدنا كثيرا من الأتباع يثبتون لمتبوعهم أمورا هو بريء ممن دعاها كما زعم قوم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو فاطر السماوات والأرض وكلما تبرأ عليه السلام من ذلك وقال أنا عبد لخالق السماوات والأرض لم يقبلوا ذلك وأصروا على اعتقادهم حتى أحرقهم بالنار فإذا اعتقد جماعة من العقلاء الإلاهية في علي عليه السلام فلا يتعجب من اعتقاد جماعة من العقلاء الإمامة في ناصر الحق انتهى كلام البهائي قال ثم أن كلام الناصر في مواضع من كتابه الناصريات الذي هو مائة مسألة (مر أنه 207 مسائل) أصولا وفروعا وقد هذبه سبطه السيد المرتضى في كتابه المعروف بالمسائل الناصريات يدل على موافقته لمذهب الزيدية في الأصول والفرع ولذلك يرد السيد المرتضى في تلك المواضع كلامه ويبين المذهب الحق فيه اه.
أخباره
في كتاب خاص الخاص للثعالبي كان الناصر العلوي الأطروش إذا كاتمه إنسان فلم يسمعه يقول يا هذا زد في صوتك فإن بأذني بعض ما بروحك اه. وفي تاريخ طبرستان الذي نقلنا عه في المسودة وفي تاريخ رويان لأولياء الله الآملي فتارة يكون اللفظ للأول وتارة للثاني وأخرى لهما ما تعريبه: أنه بعد قتل محمد بن زيد الداعي الصغير ومجيء إسماعيل بن أحمد الساماني إلى طبرستان ذهب الناصر الكبير إلى ديلمان وطلب من جستان بن وهسوذان الذي كان مرزبان الديلم المدد للطلب بثار الداعي الصغير محمد ابن زيد وجاء إلى كيلان ودعاء أهل كيلان والديلمان إلى نصرته فبايعه منهم خلق كثير ورجعوا عن المجوسية بيمن أنفاسه إلى الدين المحمدي قيل بايعه منهم ألف ألف رجل وخرج في سنة 287 في جمع كثير إلى آمل والتقى بأحمد ابن إسماعيل الساماني بموضع يقال له فلاس على نصف فرسخ من آمل فانهزم الناصر وقتل جمع كثير من الديلم منهم كاكي سلطان كيلان وفيروز أو فيروزان أمير هيلمان واستقرت طبرستان في ملك السامانيين إلى أن هرب محمد بن هارون من إسماعيل بن أحمد والتجأ إلى الناصر فعاد الناصر إلى حرب طبرستان وأرسل إسماعيل عسكرا بقيادة أصفهبد شهريار بن بادوسيان وملك الجبال أصفهبد شهروين أو شروين بن رستم باوند وابن أخيه برويز صاحب لارجان والتقوا بتمنكا واستمرت الحرب أربعين يوما وليلة وانتهى بظفر الناصر وهزيمة السامانيين فذهبوا إلى مطير وبعدما أقام الناصر عدة أيام أو عدة شهور في طبرستان عاد إلى كيلان وكان السامانيون في كل سنة أو أقل أو أكثر يرسلون نوابهم وأتباعهم وكانوا مستولين على طبرستان وكان الأصفهبدات موافقين لهم إلى هذا الحسين فخرج جماعة من الرؤساء في المراكب إلى طبرستان وخربوا فيها واستأصلوا آل سامان بالكلية وكان الناصر في مدة أربع عشرة سنة مشغولا في كيلان بتحصيل العلوم وله شعر جيد في مراثي الداعي وغيره إلى أن عين محمد بن صعلوك أميرا من قبل السامانيين على آمل ورويان فذهب أهالي فجم ومزر مع تمام الديلم والجيل إلى الناصر ورغبوه في استخلاص طبرستان من أيدي السامانية فتوجه الناصر إلى طبرستان وأرسل ابنه أبا الحسين أحمد إلى رويان مقدمة له ليطرد عامل السامانيين عنها وكان اسمه مسيهم وذهب الناصر إلى كلار فبايعه أصفهبد كلار وذهب من هناك إلى قرية كورشيد أو (كوره شيرد) وفي الغد سار إلى شالوس وأرسل ابن عمه السيد حسن بن قاسم مقدمة له ليستخلص شالوس فجاء محمد بن صعلوك مع خمسة عشر ألف مقاتل إلى بورود وهو نهر وهناك وقع أصناف بينه وبين السيد حسن بن قاسم وكان السيد حسن شجاعا فهزم ابن صعلوك وواقعة بورود مشهورة قتل فيها خلق كثير فيقال أن دم القتلى وصل إلى النهر حتى اتصل بالبحر وفي الغد ذهب إلى شالوس وهدم سورها حتى سواه بالأرض وبعد يومين جاء الناصر إلى آمل ونزل في دار الحسن بن زيد وسار في الناس بالعدل والإنصاف ومحمد عن المسيئين اه. وابن الأثير في تاريخه قال أن هرب محمد ابن هارون المتقدم إليه الإشارة كان سنة 289 فقال في حوادث تلك السنة فيها كانت وقعة بين إسماعيل بن أحمد وبين محمد بن هارون بالري فانهزم محمد ولحق بالديلم مستجيرا بهم ودخل إسماعيل الري اه. وقال المسعودي في مروج الذهب ظهر ببلاد طبرستان والديلم الأطروش وهو الحسن ابن علي وأخرج عنها المسودة وذلك في سنة 301 وقد قيل أن دخول الأطروش إلى طبرستان كان في أول يوم من المحرم سنة 301 وقال في موضع آخر ظهر ببلاد طبرستان والديلم الأطروش سنة 301 وهو الحسن بن علي بن محمد ابن علي بن أبي طالب وأخرج عنها المسودة الخ ما ذكره والأطروش ليس في أجداده من اسمه محمد فإما أن يكون من سهو القلم أو من غلط النسخة المطبوعة وقال في موضع أخر أن أسفار بن شيرويه سار إلى الديلم وملك الحصن الذي في وسط قزوين وهو الحصن الذي كان للمدينة أولا في نهاية المنعة مما كانت الفرس جعلته ثغرا بإزاء الديلم وشحنته بالرجال من الديلم والجيل منذ كانوا لم ينقادوا إلى ملة ولا استحبوا شرعا ثم جاء الإسلام وفتح الله على المسلمين البلاد فجعلت قزوين للديلم ثغرا هي وغيرها مما أطاف ببلاد الديلم والجيل وقصدها المطوعة والغزاة فرابطوا وغزوا ونفروا منها إلى أن كان من أمر الحسن بن علي العلوي الداعي والأطروش وإسلام من ذكرنا من ملوك الجيل والديلم على يديه والآن فقد فسدت مذاهبهم وتغيرت أراؤهم وألحد أكثرهم وقد كان قبل ذلك جماعة من ملوك الديلم ورؤسائهم يدخلون في الإسلام وينصرون من ظهر ببلاد طبرستان من آل أبي طالب مثل الحسن بن محمد ابن زيد الحسيني اه. وفي صلة عريب بن سعد القرطبي لتاريخ الطبري في حوادث سنة 301 في هذه السنة بعد قتل أحمد ابن إسماعيل ورد الخبر بأن رجلا طالبيا حسينيا خرج بطبرستان يدعو إلى نفسه يعرف بالأطروش اه. وقال ابن الأثير في تاريخه في حوادث سنة 301 في هذه السنة ورد على الأمير أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني صاحب خراسان وما وراء النهر كتاب نائبه بطبرستان وهو أبو العباس صعلوك وكان يليها بعد وفاة نوح يخبره بظهور الحسن ابن علي العلوي الأطروش بها وتغلبه عليها وأنه أخرجه عنها فغم ذلك أحمد وقتل أحمد تلك الليلة قتله غلمانه ولكن سيأتي عن تاريخي طبرستان ورويان أنه لما بلغه ظهور الناصر تجهز لحربه بأربعين ألف مقاتل فقتله غلمانه في الطريق وتفرق جمعه وقال في حوادث هذه السنة أيضا فيها استولى الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب على طبرستان وكان يلقب بالناصر وكان سبب ظهوره أن الأمير أحمد بن إسماعيل استعمل على طبرستان أبا العباس عبد الله بن محمد بن نوح فأحسن فيهم السيرة وعدل فيهم وأكرم من بها من العلويين وبالغ في الإحسان إليهم وراسل رؤساء الديلم وهاداهم واستمالهم وكان الحسن بن علي الأطروش قد دخل الديلم بعد قتل محمد بن زيد وأقام بينهم نحو ثلاث عشرة سنة يدعوهم إلى الإسلام ويقتصر منهم على العشر ويدافع عنهم ابن جستان ملكهم فأسلم منهم خلق كثير واجتمعوا عليه وبنى في بلادهم مساجد وكان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين وشالوس وغيرهما وكان بمدينة شالوس حصن منيع قديم فهدمه الأطروش حين أسلم الديلم والجيل ثم أنه جعل يدعوهم إلى الخروج معه إلى طبرستان فلا يجيبونه إلى ذلك لإحسان ابن نوح إليهم فاتفق أن الأمير أحمد عزل ابن نوح عن طبرستان وولاها سلاما فلم يحسن سياسة أهلها وهاج عليه الديلم فقاتلهم وهزمهم واستقال من ولايتها فعزله الأمير أحمد وأعاد إليها ابن نوح فصلحت البلاد معه ثم أنه مات بها واستعمل عليها أبو العباس محمد بن إبراهيم صعلوك فغير رسوم ابن نوح وأساء السيرة وقطع عن رؤساء الديلم ما كان يهديه إليهم ابن نوح فانتهز الحسن بن علي الفرصة وهيج الديلم عليه ودعاهم إلى الخروج معه فأجابوه وخرجوا معه وقصدهم صعلوك على شاطئ البحر على يوم من سالوس فانهزم صعلوك وقتل من أصحابه نحو أربعة آلاف رجل وحصر الأطروش الباقين ثم أمنهم على أنفسهم وأموالهم وأهليهم فخرجوا إليه فأمنهم وعاد عنهم إلى آمل وانتهى إليهم الحسن بن القاسم الداعي العلوي وكان حسن الأطروش فقتلهم عن آخرهم لأنه لم يكن أمنهم ولا عاهدهم واستولى الأطروش على طبرستان وخرج صعلوك إلى الري وذلك سنة 301 ثم سار منها إلى بغداد وكان الأطروش قد أسلم على يده من الديلم الذين هم وراء اسفيدرود إلى ناحية آمل وهم يذهبون مذهب الشيعة اه. وفي تجارب الأمم في حوادث سنة 302 فيها خرج الحسن بن علي العلوي وتغلب على طبرستان ولقب الداعي فوجه إليه أخو صعلوك جيشا يثبتوا له وانصرفوا فعاد العلوي إليها اه. وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 702 فيها تنحى الحسن بن علي الأطروش العلوي بعد غلبته على طبرستان عن آمل بعد غلبته عليه وسار إلى سالوس فأقام بها ووجه إليه صعلوك صاحب الري جيشا من الري فلقيهم الحسن وهزمهم وعاد إلى آمل وقال الطبري إلى سالوس اه. فصاحب التجارب جعل خروجه واستيلاءه على طبرستان سنة 302 والصواب أنه سنة 301 كما ذكره الطبري وابن الأثير وجعل الذي وجه الجيش أخا صعلوك والصواب أنه صعلوك نفسه ويمكن أن يكون وجه الجيش مع أخيه وصاحب تاريخ طبرستان سمى الحصن شالوس بالشين الفارسية التي تكتب بصورة الجيم وتحتها ثلاث نقط وابن الأثير سماه سالوس بالسين المهملة ولعله كان شالوس بالسين المعجمة فأبدله الناسخ وصاحب تاريخ طبرستان أعرف بذلك وفي تاريخي طبرستان ورويان وقال الأخطل الشاعر يمدح الحسن بن قاسم الذي يقال له الداعي الصغير الحسني ويذكر محاربة بورود وترتيبه العساكر بأبيات ذكرت في ترجمته قالا فلما استقام أمر الناصر الكبير بآمل رفع عبد الله بن الحسن العقيقي الأعلام البيضاء بساري. والتحق بالناصر في آمل خلق كثير من أهل الدعوة فاستظهر الناصر كثيرا وأقبل عليه الكيل (الجيل) والديلم فخاف جستان بن وهسودان الذي كان حاكم ديلمان وتمرد وبعد محاربات تصالح مع الناصر وأسلم وانضم إلى الناصر فقال الناصر في ذلك.
وجستان أعطى مواثيقه | وإيمانه طائعا في الحفل |
أتاني لآمل بالديلمي | حروبا كبدر ويوم الجمل |
وليس يظن به في الأمور | غير الوفاء بما تد بذل |
فلما وصل خبر الناصر إلى بخارى خرج سلطانها أحمد ابن إسماعيل بأربعين ألف مقاتل قاصدا طبرستان فكان من قضاء الله أن قتله أحد غلمانه في الطريق وتفرق جمعه (وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه فلو لم يقتل الساماني غلمانه في الطريق ووصل إلى الناصر بأربعين ألف مقاتل لما تمكن الناصر ليقوم لهم ولو لم يستعمل صعلوكا لما تمكن الناصر من بث دعوته ولكن إذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه) ولما وصل لخبر إلى طبرستان إلى الناصر استقر بآمل وصالحه أصفهبد شروين أو شهروين ملك الجبال وأعطى الناصر أحكام السلطنة والأمر والنهي إلى ابن عمه السيد حسن بن قاسم ورجحه على أولاده الصلبية وكان الناس يميلون إلى حسن بن القاسم أكثر فإنه كان بغاية العفة وحسن السيرة وكان للناصر ولد اسمه أبو الحسين أحمد له ذكر في الشجاعة وكان إمامي المذهب ومن جهة تقديم الناصر للحسن ابن قدم وعدم التفاته إلى ولده قال ولده أبو الحسين أحمد المذكور هذه الأبيات في حق أبيه الناصر الكبير.
أيا عجبي من قرب أسباب مبعدي | وكثرة أعدائي وقلة مسعدي |
إلى نهاية 20 بيتا مرت في ترجمة أحمد المذكور الثانية ج 13 ونسبا أيضا إلى مرت في ترجمة أحمد المذكور الثانية أبي الحسين أحمد بن الناصر الأبيات الخمسة اللامية الآتية في ترجمة أبي الحسين علي ابن الناصر الكبير. والصواب أن كلا من الأبيات الدالية واللامية هي لأبي الحسن علي ابن الناصر وأنه هو الذي غضب من توليته وسبب ذكر في ترجمة علي بن الحسن الناصر المذكور وأن أحمد لم يغضب من تولية الحسن بن القاسم بل وافق أباه عليها وأن المقطوعتين ليستا له وسيأتي في ترجمة علي مزيد شرح لذلك (إنش).
قبح فعل الحسن بن القاسم
مع الناصر وعفو الناصر عنه
في تاريخ طبرستان قال الناصر للحسن بن قاسم يلزم أن تذهب إلى كيلان وديلمان وتلين قلوب أهل تلك البلاد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلما توجه حسن بن القاسم إلى جهة كيلان ورويان وديلمان لم يفكر في أن الناصر فعل معه ما لم يفعله مع أولاده وحمله الحرص في الدنيا على أن تواطأ مع رؤساء الديلم وأهل رويان وتلك النواحي فبايعوه وشرطوا عليه أن يقبض على الناصر وبعد مدة رجع الحسن ابن قاسم إلى آمل وجاء إلى الناصر فتوهم الناصر منه وعلم أن الشيطان أخرجه عن الطريق فجلس الناصر مع أصحابه وأراد أن يذهب إلى بايدشت فتبعه الحسن بن القاسم وقبض عليه وكتفه وأرسله إلى قلعة لاريجان وذهب عسكره إلى دار الناصر ونهبوا جميع أمواله وأخرج أهله وعياله فعاب الناس ذلك على الحسن بن قاسم ولما سمع ليلى بن النعمان الذي كان نائب الناصر في ساري بهذا الخبر ذهب سريعا إلى آمل ودخل على الحسن بن القاسم ولامه كثيرا وأخذ منه خاتمه قهرا وذهب إلى قلعة لاريجان وأرسل الخاتم علامة بتخليص الناصر فأخرجوه من القلعة وأتوا به ولما وصل الخبر إلى الحسن بن القاسم ركب وجاء إلى قرية سيلة التي تبعد ثلاثة فراسخ عن آمل فجاء أهل آمل وراءه وقالوا له أن كرم الناصر فوق هذا فلا بد أن يعفو عنك فرجع الحسن بن قاسم فذهب إلى الناصر فعفا عنه وأذن له أن يذهب إلى كيلان وبعد مدة طلب أبو الحسين أحمد ابن الناصر صاحب الجيش من أبيه أن يعفو عن الحسن وتشفع فيه فأرجع الحسن من كيلان وزوجه الناصر ابنته وولاه على كركان وأرسل معه ابنه أبا القاسم جعفر ابن الناصر فكانا في كركان إلى أن جاء الترك مع ابنه ولما كان أبو القاسم جعفر بينه وبين الحسن ابن القاسم منافرة ترك الحسن وخرج وجاء إلى أبيه فقال له الحسن مخالف لك وكلما يقوله في قلبه خلافه فلما فارق جعفر الحسن لم يستطع الحسن مقاومة الأتراك فترك كركان وذهب إلى قلعة كجين وبقي فيها كل فصل الشتاء وحاصره الترك فلما صعب الأمر عليه خرج وحمل على الترك وخرج من بينهم وجاء إلى آمل إلى عند الناصر وذهب منها إلى كيلان وكان الناصر في ذلك الوقت قد ترك الحكم واشتغل بالطاعة وبنى مدرسة في آمل عند الموضع الذي هو الآن مشهده وكانت عامرة مدة أربعين سنة وسكن هناك وعامل الناس على موجب الشرع وجاءه الناس من جميع الأطراف لأجل استفادة العلوم وكانوا يستفيدون منه في علم الفقه والحديث والشعر والأدب حتى توفي سنة 304 اه. قال ابن الأثير وبقيت طبرستان في أيدي العلوية إلى أن قتل الداعي وهو الحسن بن القاسم سنة 316.
أولاده
في عمدة الطالب أعقب من خمسة رجال:
ا- زيد.
2- أبو علي محمد المرتضى.
3- أبو القاسم جعفر ناصرك.
4- أبو الحسن علي الأديب المحدث.
5- أبو الحسين أحمد صاحب جيش أبيه اه. وفي الرياض عن كتاب المجدي أن الناصر له عشرة أولاد خمس بنات هن ميمونة ومباركة وزينب وأم محمد وأم الحسن وخمسة ذكور وهم زيد لم يعقب وأبو علي محمد وأبو القاسم جعفر وأبو الحسن علي المحدث وأبو الحسين أحمد وقال ابن الأثير كان له من الأولاد الحسن وأبو القاسم والحسين اه. ولكن الناصر ليس في أولاده من اسمه الحسن ولا الحسين وإنما أولاده أبو القاسم جعفر الملقب ناصرك وأبو الحسن علي وأبو الحسين أحمد كما ذكره النسابون في عمدة الطالب والمجدي وغيرهما فكأنه وقع خطا منه أو من النسخ فأبدل أبو الحسن علي بالحسن وأبو الحسين أحمد بالحسين ويأتي في ترجمة ابنه أبي الحسن علي ابن الناصر لذلك مزيد شرح وبيان فراجع.
مشايخه وتلاميذه
لم يتيسر لنا العثور على اسم أحد من مشايخه ولا على أسماء كثير من تلاميذه وإذا كان من المؤلفين كما ستعرف والمدرسين فلا بد أن يكون له مشايخ وتلاميذ كثيرون. وفي الرياض في المجلد الخامس في الألقاب الناصر للحق يروي عنه أبو المفضل الشيباني كما يظهر من بشارة المصطفي لمحمد ابن أبي القاسم الطبري اه. ومر أن الصدوق يروي عنه وأنه في آخر عمره ترك الحكم وبنى مدرسة وصار يدرس في علمي الفقه والحديث.
مؤلفاته
قال النجاشي كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا منها:
1- كتاب في الإمامة صغير.
2- كتاب الطلاق.
3- كتاب في الإمامة كبير.
4- فدك والخمس.
5- الشهداء وفضل أهل الفضل منهم.
6- فصاحة أبي طالب.
7- معاذير بني هاشم فيما نقم عليهم.
8- أنساب الأئمة ومواليدهم إلى صاحب الأمر عليهم السلام اه. وقال ابن النديم في الفهرست له من الكتب.
9- كتاب الطهارة.
10- الآذان والإقامة.
11- الصلاة.
12- أصول الزكاة.
13- الصيام.
14- المناسك.
15- السير.
16- الأيمان والنذور.
17- الرهن.
18- بيع أمهات الأولاد.
19- القسامة.
20. الشفعة.
21- الغصب.
22- الحدود اه.
ثم قال هذا ما رأيناه من كتبه وزعم بعض الزيدية أن له نحوا من مائة كتاب ولم نرها اه. وقد عرفت أن من مؤلفاته.
23- كتاب المسترشد قال ولعله بعينه كتاب الإمامة الصغير والكبير أو هو غيرهما اه.
والمسترشد ذكره الشيخ البهائي كما مر.
25- كتاب الألفاظ حكاه في الرياض عن المجدي ولم يذكره المعاصر في مؤلفات الشيعة.
26- الظلامة الفاطمية ذكره ابن شهراشوب في المعالم كما مر.
27- تفسير القرآن ذكره في الرياض وقال رأيت في بعض تفاسير الزيدية فوائد كثيرة منقولة عنه.
28- الأمالي ذكره المعاصر في مصنفات الشيعة وحكى عن الحميد الشهيد في الحدائق الوردية أنه قال إنه في الأخبار وفيه كثير من فضائل العترة.
29- أصول الدين ذكره صاحب الرياض ولعل المراد به كتابه في الإمامة. وفي الذريعة ينقل عنه أبو الفضل بن شهر دروير في تفسيره كثيرا وفي الحدائق الوردية أنه احتج في تفسيره بألف بيت من الشعر.
أشعاره
في الرياض عن كتاب المجدي أنشدني الشريف أبو سم الحسيني المسن بالبصرة رحمه الله للناصر الأطروش.
لهفان جم بلابل الصدر | بين الرياض فساحل البحر |
يدعو العباد لرشدهم وهم | ضربوا على الأذان بالوقر |
فخشيت أن ألقى الإله وما | أبليت في أعدائه عذري |
في فتية باعوا نفوسهم | لله بالباقي من الأجر |
ناطوا أمورهم برأي فتى | مقدامة ذى مرة شزر |