الشيخ عباس الأعسم بن عبد السادة النجفي الحيري ولد في النجف عام 1253. هاجر منها إلى الحيرة حوالي سنة 1290 بلغه وهو في الحيرة خبر وفاة طفلين له بالنجف أصيبا بالطاعون الذي عم العراق تلك السنة فقال يرثيهما من قصيدة.
وهاتفة ناحت ولم تصدع النوى | حشاها وفرخاها بحيث تراهما |
فما لي لا أعطي النياحة حقها | وفرخاي عن عيني غابا كلاهما |
دير هند سقاك أوطف غيث | لم يزل برقه بقبض وبسط |
قد شممنا من ترب أرضك طيبا | عبقا من مجر برد ومرط |
طالما كنت للظباء كناسا | ولبيض الحسان أنفس سمط |
فمن الحق أن يحييك دمع | دائما لا وفاء قسط بقسط |
إن حق الهوى على كل صب | أن يبكي دموعه كل خط |
فلقد كان للهوى فيك ناد | فيه أهل الهوى تنال وتعطي |
فلكم أوثقت به من عهود | لحقوق الهوى بحل وربط |
ولكم فيك أرسلت لاحظات | وبألحاظها تصيب وتخطي |
يا رعى الله سالفات ليال | بك مرت تزهو بخد وقرط |
سحائب جفن لا يجف مطيرها | ولوعة قلب لا يخف زفيرها |
وفي ذات خلخال إذا رن هاج لي | لواعج أشجان ذكي سعيرها |
فكم كسرت قلبا بكسر جفونها | وأقتل أجفان الظباء كسيرها |
فيا صاحبي نجواي بالله عارضا | حمولتها من حيث فاح عبيرها |
بما بيننا من حرمة الود خبرا | أسيرة حجليها بأني أسيرها |
إليك ابن طه لا إلى غيرك انتحب | ركائب قصدي والرجاء يسوقها |
أتتك تؤم البيد تستعجل السرى | وما عاقها عن قصدها ما يعوقها |
عليك لها حق الضيافة والقرى | وأي ضيوف لا توفى حقوقها |
خليلي لولا الحب ما خف محملي | إلى الكرخ أطوي البيد سهبا على سهب |
ولا غص بي من مشرق الشمس وسعه | إلى أن ترامى بي إلى شقة الغرب |
أهاجت على قلبي الصبابة غلمة | ترتل آيات الغرام على قلبي |
وأعينهم في المرسلات من البكا | وأكبادهم في النازعات من الحب |
وقد أطبقت أفواههم دهشة النوى | وأضناهم توديع قافلة الركاب |
فبلوا أديم الأرض حيث تهاملت | لهم أعين مخضلة الجفن والهدب |
فها أنا ذا لا أستلذ مطاعمي | وأن هي طابت لا ولا ساغ لي شربي |
نهنها من سراكما واستريحا | قد شممنا من (السماوة) ريحا |
هي دار وحبذا تلك دارا | تنبت الرند أرضها والشيحا |
واحسبا عندها المطايا قليلا | وقفا عندها وقوفا شحيحا |
طالما قد تصفح الطرف فيها | ناظرا أدعجا ووجها صبيحا |
ورشفنا بها سلافة خمر | من ثنايا يرسلن برقا لموحا |
ولثمنا بها ورود خدود | وغبوقا نلنا بها وصبوحا |
وبها الغيد سامرتنا بناد | صافح الروض فيه غيثا دلوحا |
هل سبيل لسلسبيل ثنايا | ك لتشفي به الفؤاد القريحا |
ما منحت الهوى لغيرك إلا | خطرات أقولها تلميحا |
وإذا رمت أن أحط غرامي | عنك يأبى إلا إليك طموحا |
قد مرت أدمعي حمامة أيك | تملأ السمع رنة وصدوحا |
وتذكرت عهد أنس تقضى | بك من قبل أن أراك نزيحا |
وجرى ما جرى فإن شئت فاسمع | من وثيق الهوى حديثا صحيحا |
كل يوم أموت فيك وأحيا | وعذابي هذا إلى أن تلوحا |
كل وجه تراه عيني قبيحا | لا ترى بعدك المليح مليحا |
فإلى كم أبيت منك بنوح | تستحي الورق بعده أن تنوحا |
وإلى كم أهيم في موحش الدو | واطوي به مهامه فيحا |
فوعينيك حلفة ويميني | بمراض الجفون كان صحيحا |
يتدانى إليك في الحب قلبي | كلما زدت جفوة ونزوحا |
أمستودعي سري بليلة منعج | سلتني المعاني أن سلوت هواكما |
نشدتكما بالله أن تتحرشا | بنجد ولو أن العدو وراكما |
وقولا لها أو للتي هي موضع | لنجوى هواها ما أطال جفاكما |
ألم تعلما أن الذي قد سلبتما | حشاه به أودى نحولا نواكما |
وما استعذب الماء النقاح وأنتما | بحيث تمنت عينه أن تراكما |
ويا منيتي استحفظا الرد منهما | ليملي على سمعي الحديث كلاكما |
وذي هيف لي منه ابتسامة | وللبدر منه ضوؤه وتمامه |
لعوب بألباب الرجال وإنما | أضر بقلبي دله واحتكامه |
يا رعى الله ليلة قد تقضت | لي ما بين عالج والغميم |
قصر الجفن في دجاها من الغمض | وطالت رعايتي للنجوم |
واستفرت صبابتي نغمة الورق | وهاج الجوى خفوق النسيم |
واستثارت لواعج الشوق ذكرى | رشا مائل القوام رخيم |
فاستذلت مصاعب الدمع حتى | أخجلت واكف الغمام العميم |
حيث بتنا والروض مبتسم الثغر | ابتهاجا على بكاء الغيوم |
طرقتنا نشوانة الطرف فيه | وهي تعطو بجيد ظبي الصريم |
نادمتنا حتى إذا استيقظ الصبح | ومال الدجى إلى التهويم |
فامتطت غارب النوى ورهين | الشوق منها بمثل خال السليم |
يتشكى ما لا تنوء به الشم | الرواسي من غاشيات الهموم |
وغيداء يشكو الضعف مرهف خصرها | كما يتشكى طرفها من سقامه |
ويا رب ليل بالغوير تواصلت | عرى الأنس فيه تحت ليل ظلامه |
ينادمنا فيه غضيض نواظر | من العرب يثنيه الحيا عن كلامه |
ونحن بربع طرزت أنمل الحيا | ثراه بأزهار زهت في اكامه |
يرنح معتل النسيم غصونه | فتثنى ويشجينا بكاء حمامه |
تدرع دلص الليل | على اجرد سرحوب |
بليل مقتم الجو | طويل الذيل غربيب |
وشق سورة الحرب | بفتيان مناجيب |
وضرب يقحف الهام | وطعن غير تذبيب |
يضيع همة الليث | لدى قرع الأنابيب |
لقد أوعدني السيف | بوعد غير مكذوب |
بما تقترح العزة | من قود المصاعيب |
بقلبي عقدة لك لا تحل | وفي الأحشاء من جفنيك نصل |
وزاحمني العذول عليك جهلا | وأي مولع يثنيه عذل |
وكم لي من رضابك طاب ورد | به قد ساغ لي نهل وعل |
وربع الأنس مبتسم الروابي | وطرف السحب أدمعه تهل |
قد استوثقت منك عرى عهود | ظننت بأنها لا تضمحل |
فشق على العواذل أن ترانا | ونحن بحيث مر العيش يحلو |
فجرد جائر الأيام سيفا | تبدد فيه للأفراح شمل |
أقول لسعد والحمائم هتف | وأيدي المطايا بالأحبة تعنف |
عداك الحجى أن كنت تعذل ذا هوى | مدامعه من ذائب القلب تنطف |
أحن إذا حنت بذي الأثل ناقتي | وأهفو إذا ما الورق في الأيك تهتف |
أجل لي في وادي الغريين أغيد | هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف |
غزال ولكن يخجل البدر طلعة | وغصن ولكنه يحنو ويعطف |
نشر الربيع الطلق قد تنفسا | ومن برود نسجه البر اكتسى |
بمربع بالخيف ما مشت به | ريح الصبا إلا وطابت أنفسا |
ومن ملث الغيث ورد أهله | وذاك ماء برده يطفي الأسى |
وبين اجرعيه من قيس مها | تخشن قلبا وتلين ملمسا |
ترشفني على ظمأ سلساله | من الحميا لقبوها اللعسا |
أن نظرت ترمي الحشا بأسهم | من الحميا لقبوها اللعسا |
فارقتها وفي الحشى نار جوى | منها استعارت الجحيم قبسا |
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها | وأنى يحاكي الظبي لفته جيدها |
لعينيك تبدو الشمس من ضوء خدها | كما أنه الدجى من جعودها |
ألمت بنا والليل مرضى نجومه | كأجفان عينيها وقلب عميدها |
فطارحتها عتبا رقيقا كأدمعي | غداة افترقنا اوجمان عقودها |
وذكرتها ما كان منها فأطرقت | على خجل من هجرها وصدودها |
وقامت كمثل الغصن رنحه الصبا | تطوف بمثل النار عند وقودها |
فبتنا ولم نشرب معتقة الطلا | نشاوى حميا ثغرها وخدودها |
ونحن بحيث السحب ينهل دمعها | على روضة يفتر ثغر ورودها |
إذا ما بدا البرق اللموع بذي الغضا | ذكرت بذاك الشعب ماضي عهودك. |
وبلت جفوني مطر في بمدامع | تصان على غير الهوى بجمودها |
ولكن إعادتها على النفس ليلة | بدا مشرقا في الأفق نجم سعودها |
تزف بها من عصبة مضرية | مهاة كأن الريم يعطو بجيدها |
لأكرم مولى ينتمي لاكارم | غطارفة شم المعاطس صيدها |
لقد شيدوا للمجد أبيات سؤدد | يطاول سامي النجم سامي عمودها |
وهم قلدوا الدين الحنيف جواهرا | يفوق نظام الدر نظم عقودها |
وقد ورثوا عن خير جد ووالد | مناقب لا أستطيع حصرها عديدها |
إذا فخروا يوما ترى المجد والعلى | لهم والأيادي البيض بعض شهودها |
نقضتم عهودا قد استوثقت | عراها بعقد وفاء الذمم |
أقول ويا لهفة النادمين | وهل ينفع النادمين الندم |
حلبنا لكم لبنا صافيا | وانتم حلبتم مشوبا بدم |
سددت منافذ الريح الخفوق | بجيش غير منقطع اللحوق |
تضاحك في جوانبه سيوف | على صفحاتها لمع البروق |
تقل إلى الوغى آساد حرب | تنوء بهم إلى طلب الحقوق |
وقفت بهم بمعترك المنايا | وقوف الشائقين على المشوق |
وأطلقت القنا العسال طعنا | تعبس منه ذو الوجه الطليق |
وأوردت الظبا الهامات ضربا | به بعد الشقيق عن الشقيق |
وأجريت السدير دما عبيطا | جرى من ضفتيه إلى الخروق |
عبثت بالرياض أيدي النسائم | وتغنت على الغصون الحمائم |
وجفون الغمام تنطف حتى | ضحك الروض من بكاء الغمائم |
وعلينا الأكواب تهوي كما تنـ | ـقض من أفقها النجوم الرواجم |
من يدي أهيف القوام مفدى | ثمل المقلتين حلو المباسم |
مخطف الكشح مدمج الردف إلى | اتلع الجيد من جآذر جاسم |
جال ماء الشباب في وجنتيه | فعلى ورده القلوب حوائم |
قد أحاطت به مخاوفة زور | حرس دونها الليوث الضراغم |
ركزت عندها قنا الخط لدنا | تتلوى كما تلوى الأراقم |
ولكم خضت لجة الليل تهوي | بي له الضمر الهجان الرواسم |
ثم حيا تحية مثلما انفضت | عقود الجمان من كف ناظم |
قائلا مرحبا وأهلا وسهلا | بالذي لم يزل به القلب هائم |
فبعثنا ما بيننا رسل التقبيل | شوقا إلى الخدود النواعم |
وانتشينا من خمرة الحب حتى | أيقظ الصبح كل من هو نائم |
فارعوى كلبه وقال تيقظ | ما ترى الصبح في الأفق صارم |
وتذكر إن بنت عني عهودا | بيننا فالمحب يرعى الذمائم |
هجن للحرب ماضغات الشكائم | بين آذانها القني اللهاذم |
قادها من خزاعة أحوذي | غير رث السلاح عند الملاحم |
أريحي يهتز شوقا إلى الحرب | كلما هزت الغصون النسائم |
وعليها من أسد كهلان شوس | يوردون القنا نجيع الغلاصم |
والفتى منهم ترى تحت برديه | عفرنى وبين جنبيه حاتم |
وهو في السلم مثلما هو في الهيجا | ء طلق اليدين طلق المباسم |
ولكم غادروا العذارى أيامي | معولات تنوح نوح الحمائم |
ولبسن السواد حزنا وحلقن | عقاصا كأنهن الأراقم |
سافحات عيونهن دموعا | عاقدات لنوحهن مآتم |
مثل يوم به تنقب وجه الشمس | من عثير الوغى المتراكم |
يوم وافى فرعون فيه بجيش | فيه سمر القنا وبيض الصوارم |
فاستشاطت غيظا خزاعة حتى | وثبت وثبة الليوث الضراغم |
ولقد خاضت الوغى وهي بحر | بظبا الهند موجه متلاطم |
معشر زوجت سيوفهم الأرواح | بالموت والنثار الجماجم |
وسقوا عاطش الثرى من دما القوم | كما اشبعوا النسور القشاعم |
والذي قد نجا من القتل ألقى | فرقا بالسلاح فهو مسالم |
ثم جاسوا خلال تلك الثنايا | بعد قطع لكل دابر ظالم |
وليس لما بي غير موسى بن جعفر | فذاك الذي لا يستضام مجاوره |
كفاه فصيح الذكر عن كل مدحة | فأوله يثني عليه وآخره |
أهوى السماور إذ فيه صفات شج | يطوي على جذوات الشوق أضلعه |
ضميره كضمير الصب متقد | وقد حكى بانسياب الماء أدمعه |
وربما أن من نار يكابدها | أنين ذي شغف يشكو توجعه |
على الهضبات الحمر تنطف أجفاني | وفي الذكوات البيض تنزل أشجاني |
وقفت بها أمتاح عيني أدمعا | على ما مضى من أريحيات أزماني |
مضى حيث لا أنسي يكدر صفوه | تشتت أحباب وفرقة أخوان |
فآونة نسترشف الخمر من لمى | شنيب وأخرى من كؤوس وقعبان |
ظمئت إلى ذاك اللمى العذب ذوقه | وكم بت منه ناهلا غير ظمآن |
تطوف به من عامر عربية | بألحاظ غزلان وأعطاف أغصان |
بها أرقلت بدن النوى وتشاحطت | ففي الكرخ مثواها وفي الجزع أوطاني |
فيا طرف نهنه غير نافعك البكا | إذا ما تلهى من تحب بسلوان |
ولما علت نار المشيب بمفرقي | تمغط عن قربي وأنكر عرفاني |
وما أنا ممن يثلم الجبن عزمه | إذا اقترعت بيض الظبا بالجماجم |
ولولا الهوى لم يمتط الذل غاربي | ولا قبضت كف الهوان شكائمي |
لقد ذل من يهوى الحسان وأن يكن | بعيد مناط الهم سامي العزائم |
وما كنت قبل الحب أثني لغامز | قناتي ولا ألوي بجيدي للائم |
إلى أن لوت كفي مخطفة الحشى | منعمة الأطراف ريا المعاصم |
أسيرة خدر أشرعت لحفاظه | أساود من هندية ولهاذم |
ومذ علقت باليأس كف مطامعي | بقيت أناجي ساجعات الحمائم |
بحنة مبري الأضالع مولع | وعبرة منهل المدامع هائم |
وكم مرة خضت الظلام إليكم | على ظهر موار الملاطين أجرد |
وما راعني حيث اشتملت ببردها | لقى مشبل دامي الأظافر ملبد |
عوى إذ رأى مني بسالة ضيغم | وصولة موتور وهيبة سيد |
فأسفرت عن سيف كأن وميضه | تبسم مصقول الشبيبة أغيد |
وما ارتد إلا وهو شفع بحالة | يخيل للرائين هيكل مفرد |
وفتاة كلما صوبت في | وجنتها ناظري آلمها |
من لئالي ادمعي قد لقطت | درها بل نظمت مبسمها |
كلما استرشفتها عادية | من حميا أرشفتني فمها |
ولقد شعشعها الساقي بما | رق صفوا وبه أضرمها |
وبعينيه حكي أفعالها | وبخديه لنا ترجمها |
اربح بنفس جمة عزماتها | وليس إلى غير المعالي التفاتها |
أرى البأس لم يثلم حدود شفارها | فلا برحت مشحوذة |
وأغدو بفتيان كأن وجوهم | وأعراضهم من بيضهم صفحاتها |
يجرون أرسان الوشيج إلى الوغى | إذا ما استفزتهم إليها دعاتها |
على أريحيات المذاكي تعودت | لقاء العدى منشورة وفراتها |
وعلى أربي غير العلى من مآرب | وعما قليل تستلين قناتها |
أرى الحر معتصما بالإباء | إذا أنبت دون الصعود السبب |
وما الحر من جنحت نفسه | إلى السلم خوف ورود العطب |
فثبت عجلا لتنال العلي | فما الليث ليث إذا لم يثبت |
وتحت ظلال الرماح المقيل | إذا ما استحرت صروف النوب |
وما المجد إلا بسمر الرماح | وبيض الصفاح وقرع اليلب |
وليس على غير ملس المتون | شداد المغارة نجح الطلب |
قلبت لهذا الزمان المجن | وحايدات عنه مناط الرسن |
وأوحشت فيه كأني به | غريب الديار بعيد الوطن |
سأصبح لا عزمتي تنثني | ولا اتقى سطوات الزمن |
وأن لم أنل أربي في العراق | فأقرب شيء علي اليمن |
طرقت وكان طريقها سنة الكرى | في ناظري من الفريق فتاته |
في هجع من بعدما وصلوا الكرى | في مثله وتقطعت فتراته |
ساموا مواصلة السرى وتهافتوا | فوق الثرى فكأنهم أمواته |
وأن تنكرا يا صاحبي تغيري | فإنكما لم تعرفا دائي الخافي |
ومن بينات الشوق مج نواظري | كراها وترنيقي وتغيير أوصافي |
كأن غرامي في هواهم جناية | ورب هوى أغرى على جفوة الجافي |
تنفس منه المسك طيبا وإنما | له خلق من بعض نفحته المسك |
علقت به حتى استباحت حشاشتي | له مقلة تشكو من السقم ما أشكو |
ويا رب قاض جائر في قضائه | كأن له مال الخلائق موروث |
لقد صرخت من جور أحكامه الدنا | كما قد شكت لله منه المواريث |
ألفت هواه حين شب ولم أزل | أحن إلى اللقيا كفاقدة إلفا |
وهيهات من غريدة الأيك لوعتي | ولو صدقت في النوح ما خضبت كفا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 414