الشيخ محمد حسن سميسم ابن الشيخ هادي ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد ابن ملا
بري بن حميدان بن سميسم بن خميس اللامي
وآل خميس فخذ من النصرين المنحصرة فيهم رئاسة بني لام وبنو لام هم القبيلة العراقية الشهيرة التي تقطن على ضفاف نهر دجلة في لوائي العمارة والكوت. وعلى اثر قتلهم للشيخ بلاسم الزعيم العام يوم ذاك أجلتهم أعمامهم إلى لواء الديوانية فجاوروا حمود آل حمد زعيم الخزاعل يومئذ حوالي 1187 ولما إن انتهت الزعامة إلى الشيخ عبد القادر أرجعهم إلى وطنهم وتخلف عن العودة منهم سميسم وولده وحفيده وهبطوا النجف طلبا للعلم.
ولد المترجم في النجف سنة 1278 وفيها توفي سنة 1342 وقد أخذ عن علماء النجف ولازم السيد محمد سعيد الحبوبي وتلمذ عليه وقد ترك ديوان شعر كبير.
(شعره)
قال مهنيا الحاج ميرزا حسين آل ميرزا خليل في زواج الشيخ محمد إبراهيم آل ميرزا خليل:
حيا وما أصغى إلى لوامه | فأعاد عيد البشر في إلمامه |
وافى إلي مسلما فعجلت في | رد السلام عليه قبل سلامه |
ودهشت من فرحي به فلثمته | في وجنتيه من وراء لثامه |
رشا قلوب العاشقين تقطعت | ما بين نصلي لحظة وقوامه |
حكم الهوى في إن يحكمه على | أرواحنا والقتل من أحكامه |
ومهفهف قاسي الفؤاد منعم | لم يطمع المشتاق في إنعامه |
الورد في الأكمام يشرق نوره | من خده وشذاه من أكمامه |
قسما بلفته جيده مهما رنا | وبلحظه مهما رمى بسهامه |
كملت عليه من المحاسن لامة | تغري جبان القوم في أقدامه |
فالشعر عن أدراعه والقد عن | عساله واللحظ عن صمصامه |
وسطا فأحجم عنه أغلب باسل | لم تطمع الآساد في أحجامه |
طاشت له أحلامه ولو إنه | في رقدة لارتاح في أحلامه |
من حيث فردي الحتوف تحوطه | من خلفه ويمينه وأمامه |
إن كر فالداء الدفين غريمه | أو فر فهو أسير قيد غرامه |
زجر الحمام فأنبأته إنه | لا بد يشرق في الهوى بحمامه |
يشكو له ما نابه وسفاهة | شكوى السقيم إلى مثير سقامه |
ما حن منه سوى الوشاح ولم يلن | منه سوى أعطافه وكلامه |
يا هائما فيه إلي فإن لي | قلبا كقلبك مولع بهيامه |
فلكم تبعت الركب أين نوى النوى | لحجازه عزم النوى أم شامه |
في ظهر أدهم كالدجى ذي غرة | كالفجر طار فشق جنح ظلامه |
وعلى قوائمه وجبهته غدا | متوزعا بدر السما بتمامه |
لا ورد يأمل غير رغوته ولا | مرعى له يرجوه غير لجامه |
يا مهر إن جئت العذيب وأهله | تنل المنى بثماده وتمامه |
وعسى أنال به المنى من أحور | حل العذيب فكان من آرامه |
جساس أوتار مهلهل نغمة | حرب البسوس يهون عن أيامه |
ما طاف بالكاسات إلا وانتشت | بجفونه الندمان لا بمدامه |
فكأنما في جامه من جفنه | وكأنما في جفنه من جامه |
لهب الكؤوس كنار إبراهيم في | حشد السرور ببرده وسلامه |
عرس تزود مكمد الأيام من | بشراه ما يكفيه من أعوامه |
هو واحد الإسلام من يك شك في | تفضيله فالشك في إسلامه |
للدين أعلام رفعن كثيرة | لكنه علم على أعلامه |
حبر إذا صعد المنابر أطرقت | عظماؤها للأرض من إعظامه |
في نقضه نقض الضلال ومبرم | الإلحاد والإشراك في إبرامه |
يا حاكما في الدين قد أحكمت من | بنيانه وأبنت من أحكامه |
أزمعت عن وادي السلام مقوضا | فإذا على وادي السلام سلام |
أفديك يا حامي الحمى من راحل | كيف الحمى يبقى بغير محامي |
يا كافل الأيتام هل من أوبة | تعتادنا يا كافل الأيتام |
للمسلمين من الذي خلفته | علم الهدى عن زلة الأقدام |
من للصلاة وللصلات وللقضا | من يتقي الأحكام بالأحكام |
أنت الوحيد بلا شريك وإن تكن | مستنجدا بالواحد العلام |
إن غبت عن بصري فكن ببصيرتي | نورا عن الأوهام والإبهام |
قلم به سر النبوة مضمر | لم يبده إلا بكف أمام |
قاد الملوك مطيعة في نصله | قود الجنيب له بغير خطام |
لم يبق من ملك بصدر سريره | إلا وعفر وجهه برغام |
رامت بك العلياء تسحب ذيلها | والموت جب مرامها ومرامي |
إذا المرء لم يكرم ولم يهن العدى | فلا يدرك المجد المؤثل مقعدا |
وما المرء يدعى بالمنيع جواره | إذا لم يكن في نفسه يمنع الردى |
تعودت إن أسعى معا أنا والردى | لكل امرئ من دهره ما تعودا |
أنا البدر والنجم الرجوم قبيلتي | أنا الصل من تلك الأفاعي تولدا |
يلبون صوت المستجير إذا دعا | بساحتهم من قبل إن يرجع الصدا |
فلا عيب فيهم غير إن إباءهم | لدى الروع تلقاه غشمشم أصيدا |
وما في من عيب يشان به الفتى | سوى أنني للضيف أبدي التقيدا |
طربت إلى داعي الوغى لا لغيره | ولو كان إسحاق بجنبي مرددا |
كأن صهيل الصافنات ضوابحا | مزامير داود تعبدن معبدا |
كأن لظى الهيجاء مذ رنح القنا | نسيم الصبا بالجزع رنح خردا |
كأن صليل السيف في شجر القنا | حمام على غصن الأراكة غردا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 179