مرتضى قلي خان بن محمد علي خان نظام الدولة ابن أمين الدولة عبد الله خان ابن الصدر محمد
حسن خان الأصبهاني النجفي الطهراني
توفي في طهران 16 ذي القعدة 1306 ودفن في مقبرة شاه عبد العظيم.
فاضل أديب شاعر نجفي المنشأ والمسكن. كان جده صدرا أعظم عند فتح علي شاه وكانت له أياد في بناء المدارس وترويج الدين وتنشيط العلماء، فلما بلغ ابنه نظام الدولة مبلغ الرجال أنهى إليه السلطان محمد شاه ما يناسبه من المناصب فأبى فأجبره على قبولها فتولاها أياما ثم فر منها إلى النجف فاشتغل بالعلم وصنف وألف وربى ولده المترجم تربية أدبية علمية.
وفي الطليعة: كان فاضلا مشاركا في الفنون وسيم الشكل وقور المجلس تلمذ على الشيخ محسن خنفر المتوفى سنة 1271 وكان أديبا شاعرا حسن القريحة جيد النظم له مطارحات في ديوان عبد الباقي العمري سكن أخيرا طهران إلى أن توفي فمن شعره قوله:
جدد التذكار للقلب المعنى | لمح برق لاح بالأبرق وهنا |
فمتى شاهد شملا جامعا | ذكر الأحباب والوصل فحنا |
يطرب القلب دنوا منهم | وهم مني إلى قلبي أدنى |
يا ليالي الوصل حياك الحيا | كم بها نال فؤادي ما تمنى |
جاد فيها بوصال أهيف | يخجل الميال مهما يتثنى |
رشأ يحيى الحشا مهما سقى | من لماه بعدما باللحظ أفنى |
سل من حاجبه السيف ومن | لحظه مهما رنا الأسهم سنا |
يا رعى الله زمانا بالنقى | وسقى الخيم وهاتيك الخيام |
كم وقفنا العيس في كثبانه | ونعمنا في حمى نعمانه |
غازلتني الغيد من غزلانه | راق فيها العيش والدمع رقى |
ربرب من قده هز القنا | كلما كلمني خفت الضنا |
سدد السهم لحتفي مذرنا | يا لقلبي من سهام رشقا |
أفتدي حيا بقلبي نزلوا | عن ربى الجرعاء لما رحلوا |
فيهم رق وراق الغزل | نهبوا الروح وأبقوا رمقا |
يا أخا البدر ضياءا وسنا | هل لأيام مضت بالمنحنى |
رجعة نقضي بها بعض المنى | ويولي جند همي مزقا |
دع ملامي في هوى الغيد وذر | لست أصغي لك كلا إلا وزر |
قد قضى الله بهذا وقدر | أقلل اللوم كفاه ما لقى |
حبذا ليلة تيه ومرح | كم وكم ما بيننا دار القدح |
قدح من نورها الليل قدح | فأحال الليل صبحا مشرقا |
يا إمام الورى وخير البرايا | بك أضحى دون الأنام اعتصامي |
كيف لا ألتجي لخير إمام | صاغه الله رحمة للأنام |
يا كثير الصد قد أسر | فت في هجري وصدي |
ابق من هجرك شيئا | للذي يهواك بعدي |
وافى الكتاب من الحبيب معاتبا | أقصر كفاه من الهوى هجرانه |
شطت دياري عنهم وهفا بي | الشوق المبرح فالتظت نيرانه |
كاتمت واشيهم هواي وقد بدا | هن بعد صدهم له كتمانه |
وأبان بينهم هواي فما عسى | بي فاعل هذا الهوى وبيانه |
ضمن الهوى أن لا أزال مقرحا | بعد النوى فوفى بذاك ضمانه |
وإذا تميز ما أقول لعاذلي | خلى العتاب ولم يطعه لسانه |
هذا كتاب فتى تجود بوابل | من دمعه بعد النوى أجفانه |
وأخو الهوى مثل الكتاب دليل ذا | ك عيانه ودليل ذا عنوانه |
يحكي البروق فؤاده فضرامها | أشواقه وخفوقها خفقانه |
نمت على حسراته زفراته | وكذا ينم على الضرام دخانه |
لو يعلمون مكانهم ما أضرموا | قلبي بحبهم وهم سكانه |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 120