التصنيفات

السيد نعمة الله بن عبد الله الجزائري الموسوي التستري ولد في الصباغية قرية من قرى الجزائر من أعمال البصرة سنة 1050 وتوفي سنة 1112 وكان قد توجه من تستر إلى زيارة الرضا عليه السلام ثم رجع حتى وصل إلى جايدر من أعمال الفيلية فتوفي بها ودفن هناك وبنيت عليه قبة فوقفوا له أوقاف وقبره إلى الآن مزور معمور.
ذكره حفيده السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله فقال: كان من مبدأ نشوه إلى آخر عمره مولعا بطلب العلم ونشره وترويجه كدودا لا يفتر عنه ولا يمل وكان في أسفاره يستصحب ما يقدر عليه من الكتب فإذا نزلت القافلة وضعها واشتغل بها إلى وقت الرحيل وربما كان يطالع في الكتاب وهو راكب قرأ أولا في الجزائر على جماعة من علمائها منهم الشيخ العالم الفاضل الفقيه الأصولي المنطقي صاحب المصنفات في أصول الفقه قاضي المسلمين يوسف بن محمد بن سليمان الجزائري والعالم الفاضل الفقيه المحدث النحوي العابد الزاهد الورع الثقة محمد بن سليمان الجزائري والعالم الفاضل الفقيه المحدث الثقة العابد الزاهد الورع الكريم المعظم المطاع فرج الله بن سليمان بن محمد بن الحارث الجزائري ثم انتقل إلى الحويزة واشتغل على علمائها منهم العالم الفاضل الثقة الأديب الشاعر الماهر المبارك الشيخ حسين بن سبتي الحويزي ثم سافر في أوائل الترعرع إلى شيراز وهي يومئذ دار العلم ومجمع فضلاء الأمصار ومقصد الطلبة من جميع الأقطار ومعه أخوه السيد نجم الدين وابن عمه السيد عزيز الله ابن السيد عبد المطلب الموسوي وغيرهما من أقاربه واشتغلوا جميعا على علماء فارس، أخذ المعقول عن الأستاذ العالم الفاضل المحقق المدقق المتكلم الحكيم العابد الصالح المطاع بين الناس الشاه أبو الولي ابن الشاه تقي الدين محمد الشيرازي والفاضل الفيلسوف الجليل الثقة الصدوق إبراهيم بن صدر الدين إبراهيم الشيرازي طيب الله ثراهما وغيرهما من الفلاسفة والمنطقيين وأخذ المنقول عن المولى المحدث التقي الشيخ صالح بن عبد الكريم البحريني رحمه الله وغيره ثم انتقل إلى أصبهان دار الملك واتصل بمن فيها من العلماء الربانيين كالمولى المتكلم المحدث الجليل الشأن ميرزا رفيع الدين محمد النائيني وقرأ عليه حاشيته على أصول الكافي والفقيه المحدث الرياضي الإلاهي المولى محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري وقرأ عليه رسالته في الجمعة ثم اختص بالمولى الثقة الأوحد العديم النظير البارع في التحرير والتقرير أفضل المتأخرين وأكمل المتبحرين محيي آثار الأئمة الطاهرين محمد باقر بن محمد تقي المجلسي وأحله من محل الولد البار من الوالد المشفق الرؤوف والتزمه بضع سنين لا يفارقه ليلا ولا نهارا وكان ممن يستعين به في تأليفه جامعه المسمى ببحار الأنوار وشرحه على الكافي الموسوم بمرآة العقول ويخصه من سائر الأصحاب بمزيد اللطف والإكرام ويثني عليه في المحافل ويوقره ويرفع منزلته ويحسن الظن به ويصوب تحقيقاته ويميل إلى ترجيحاته ثم عاد إلى الجزائر وقد عب من كل بحر ونهر وقلب كل فن بطنا لظهر. وفي تتمة أمل الآمل: أحسن من ترجمه حفيده في تحفة العالم وهو كتاب في التاريخ فارسي قال بعد سرد نسبه: كل آباء هذا الفاضل علماء إمامية أجلاء أتقياء وبنو أعمامه إلى الآن في الجزائر محترمون معظمون عند العشائر العامة والخاصة إلى أن قال: وجمع في خلال ذلك ’’أي خلال إقامته في أصفهان’’ عدة كتب تبلغ أربعة آلاف كتاب وكتب بيده القاموس والكتب الأربعة وتفسير البيضاوي وغير ذلك وكل كتاب من كتبه ليس عليه تعليقه أو تصحيحه وكتب له هؤلاء إجازات عامة وعاد إلى الجزائر وأخذ في الإرشاد والإفادة حتى دخلت سنة 1079 وعصى حسين باشا ابن علي باشا والي البصرة على الوزير والي بغداد العثماني فوقعت بينهما الحرب فانكسر حسين باشا وفر إلى الهند وانتشرت العساكر العثمانية في البصرة ونواحيها وأخذوا بالنهب والقتل وتتبع الناس حتى فر أكثرهم ومنهم السيد نعمة الله رحل من الجزائر إلى الحويزة وكانت للصفوية والولاة فيها السادات الأماجد المشعشعية من قديم الزمان ويومئذ كان الوالي السيد الأجل السيد علي ابن السيد خلف فأكرم السيد نعمة الله غاية الإكرام ورحب به والتمسه على السكنى بالحويزة وكاتبه أهل تستر وطلبوا قدومه فاستخار الله فخار له فورد تستر وأقام بها ولما سمع الشاه السلطان سليمان الصفوي بذلك سر بقدومه وكتب إليه وفوض إليه القضاء ومنصب شيخ الإسلام والتدريس ونيابة الصدر وإمامة الجمعة والجماعة وتولية المسجد الجامع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر المناصب الشرعية فأخذ السيد في ترويج الدين وتربية الناس ولم يكن في تستر من يعرف شيئا من الأحكام حتى تذكية الحيوان ولم تمض مدة إلا وصار منهم أهل المعرفة والدين فأمر السيد ببناء المساجد في كل محلة وعين لكل مسجد إماما يصلي بأهل تلك المحلة وصارت تستر من البلاد التي تقصد لتحميل العلم والسيد مداوم على التدريس والتعليم حتى تكمل من تلامذته جماعة ووصلوا إلى أعلى مقام من الفضل والعلم مثل مولانا محمد بن علي النجار ومولانا محمد باقر بن محمد حسين والسيد محمد شاهي والحاج عبد الحسين الكركي والقاضي نعمة الله ابن القاضي معصوم.
مؤلفاته
له (1) شرحه الكبير على تهذيب الأحكام اثنا عشر مجلدا (2) شرحه الصغير ثمان مجلدات (3) شرح الاستبصار ثلاث مجلدات (4) شرح غوالي اللآلي مجلدان (5) الأنوار النعمانية مجلدان مطبوع (6) نوادر الأخبار مجلدان (7) رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار ثلاث مجلدات (8) زهر الربيع مجلدان الأول منه مطبوع قال حفيده إلا أن فيهما أشياء كثيرة ركيكة قابلة للحذف والإسقاط (9) قصص الأنبياء (10) شرح توحيد الصدوق (11) قاطع اللجاج في شرح الاحتجاج (12) شرح عيون أخبار الرضا (13) شرح روضة الكافي كبير (14) شرحها صغير (15) شرح تهذيب النحو (16) شرح مغني اللبيب (17) حاشية على شرح الجامي إلى آخر مبحث الاسم (18) رسالة منتهى المطلب في النحو (19) هداية المؤمنين في الفقه والطهارة والصلاة طبع في بغداد (20) منبع الحياة في فتاوى الأموات (21) مسكن الشجون في حكم الفرار من الطاعون (22) مقامات النجاة في الوعظ والتذكير (23) الحواشي على كلام الله ثلاث مجلدات (24) حواشي نهج البلاغة (25) حواشي الصحيفة (26) حواشي شرح ابن أبي الحديد على النهج وله على أكثر كتب الحديث والفقه والعربية حواش وتعليقات.
من يروي عنهم
يروي عن تسعة من الأجلاء وهم العلامة المجلسي والمحقق الخوانساري والشيخ حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي ويروي مسلسلا بالآباء عن المحقق الكركي ومنهم الفاضل بالأصولين هاشم بن الحسين بن عبد الرؤوف الأحسائي عن السيد نور الدين أخي صاحب المدارك، ومنهم السيد ميرزا محمد بن شرف الدين علي بن نعمة الله الجزائري عن صاحب الحاوي ومنهم الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني عن علي بن نصر الله الجزائري ومنهم الشيخ المحدث علي بن جمعة العروسي الحويزي صاحب تفسير نور الثقلين، ومنهم السيد الجليل الأمير شرف الدين علي بن حجة الله الحسني الشوستاني الغروي وتاسعهم الأمير فيض الله بن غياث الدين محمد الطباطبائي الراوي عن السيد حسين بن حيدر الكركي وأما من يروي عنه فكثيرون أجلهم ولده السيد نور الدين صاحب فروق اللغة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 226