الشيخ هادي النحوي الحلي النجفي ابن الشيخ أحمد أخو الشيخ محمد رضا
توفي سنة 1235.
من شعره يرثي الحسين (ع):
هذي الطفوف فسلها عن أهاليها | وسح دمعك في أعلى روابيها |
ومدها بدم الأجفان إن نفدت | دموع عينك أو جفت مآقيها |
وقف على جدث السبط الشهيد وقل | سقاك رائحها من بعد غاديها |
فديت بالروح مني أعظما سكنت | ذيالك الرمس في نائي مواميها |
لهفي لناء عن الأوطان منتزح | عليه سدت من الدنيا نواحيها |
لهفي لثاو رمت أيدي الخطوب به | بأرض كرب البلا أقصى مراميها |
ثوى قتيلا بشط الغاضرية ظمـ | ـأن الفؤاد فلا ساغت مجاريها |
طوبى لها بذلت للقتل أنفسها | وعندها إن ذاك القتل يحييها |
تسابقت للفنا في ذات سيدها | واستبدلت بقصور عند باريها |
ما ضرها بز أثواب واردية | والله من حلل الرضوان كاسيها |
هاتيك أبدانهم صرعى مطرحة | تضيء من نورها السامي دياجيها |
فيا لها وقعة بالطف ما ذكرت | إلا وقد بلغت روحي تراقيها |
لله أطواد حلم هد شامخها | لله أبحر علم غاض طاميها |
يا أمة قد بغت في فعلها وطغت | ودام في الغي والشقوى تماديها |
أوسعتم كبد المختار جرح أسى | وقرحة بحشاه عز آسيها |
أجريتم دمع عين المكرمات دما | فليس يرقى على الأيام جاريها |
تبا لرأي بني حرب لقد تعست | منها الجدود وقد ضلت مساعيها |
إن المنابر لولا سيف والده | لم ترق يوما ولا شيدت مراقيها |
ما عذر أرجاس حرب يوم موقفها | والمصطفى خصمها والله قاضيها |
يا آل أحمد يا من محض ودهم | فرض على الخلق دانيها وقاصيها |
يا سادتي أنتم سفن النجا وبكم | قد أنزل الله بسم الله مجريها |
هادي بن أحمد قد أهدى لكم مدحا | إن الهدايا على مقدار مهديها |
إلى الله أشكو ما أجن من الجوى | وبرح أسى بين الجوانح والصدر |
فلو تشهد الخنساء وجدي ولوعتي | لعلمتها كيف البكاء على صخر |
فمالي وما للدهر فوق سهمه | فأصمى فؤادي من نصيري على الدهر |
سطا بغتة إذ عز نصري واعتدى | على حين لم آخذ لسطوته حذري |
تكلفت هذا الشعر أني لفاقد | وجود حياة أن يكلف بالشعر |
يقولون لي صبرا جميلا ولم أخل | عليه جميل الصبر يجمل بالحر |
إذا لم أرح والشجو دأبي وديدني | فلا در فيما بين أهل الوفا دري |
وإن أنا لم أندب رمانا فضيته | بظل علاه ظلت أندب وأخسري |
نعمت به إذ كان دهري مسالمي | وعيشي طلق والحوادث فى أسر |
أيا قبر ما والله أنصفت ماجدا | وماذا الذي أعددت للمجد من عذر |
لقد راح لا يلوي وودع من رأى | وداع أياس من رجوع ومن كر |
غشتنا دياج حالكات من الردى | ويا طالما كنا بطلعته نسري |
أصيب لعمري زهد عيسى بن مريم | وعفة سلمان وصدق أبي ذر |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 230