طبقات الفقهاء الشافعية لتقي الدين ابن الصلاح (ت 643هـ) كتاب مهم في علم التراجم، جمع فيه تراجم فقهاء الشافعية على هيئة مقطعات، معتمدًا على مصادر كثيرة جمعها أثناء رحلاته، خصوصًا إلى خراسان، وكان يركّز على التراجم الغريبة والنادرة. لم يُتم ابن الصلاح كتابه، فتولّى الإمام النووي تهذيبه وترتيبه، وأشاد به قائلاً: "لم يُصنَّف مثله ولا يغني عنه غيره"، وأضاف أربع عشرة ترجمة جديدة مع فوائد في تسع تراجم أخرى. لكن النووي توفي قبل إتمام عمله. ثم جاء الحافظ المزي (ت 742هـ)، فنقح الكتاب وبيّضه دون أن يغيّر في محتواه، إلا أنه أضاف ترجمة واحدة فقط للداوودي. يُعد الكتاب من أمهات كتب التراجم في المذهب الشافعي، ونموذجًا لتكامل جهود ثلاثة من كبار العلماء.