يعد كتاب التاريخ الكبير من الكتب التي تأكد لدى أهل العلم صحة نسبتها إلى أبي عبد الله البخاري رحمه الله، والمطالع لكتب أهل العلم يجد كثيرًا منهم يعرج على الكتاب ويستفيد منه، ويصرح بنسبته إلى البخاري، وإليك طرفًا من ذلك:

  1. نقل عن الكتاب واستفاد منه جمع كبير من أهل العلم، لو ذهبنا نعددهم لطال بنا الكلام جدًّا، إلا أننا نذكر بعضهم على سبيل المثال؛ كابن عدي في الكامل (٢٨) ، (٣) ، وابن النديم في الفهرست (ص: ٣٨٥) ، والكلاباذي في رجال صحيح البخاري (١، ٣٩٣) ، (٢٦١٧، ٨٢٩) ، والحاكم في المستدرك (١٦٨) ، والبيهقي في شعب الإيمان (١٦٨، ٤٧٩) ، (٣٢، ٤٨٨) ، وابن عبد البر في الاستيعاب (١٧٠) ، (٣٦) ، وابن ماكولا في الإكمال (٦٥) ، والقرطبي في التفسير (١) ، وغيرهم كثير.
  2. اهتمام العلماء بالكتاب سماعًا وإسماعًا؛ فقد ذكره ابن حجر ضمن مسموعاته عن مشايخه في المعجم المفهرس برقم (٦٣٠) ، وذكره الفاسي في ذيل التقييد (٢، ٢٧١، ٣٨٣) ضمن مسموعات بعض أهل العلم.

 (وصف الكتاب ومنهجه)
احتل كتاب التاريخ الكبير للبخاري مكانة الصدارة في الدراسات الحديثية لاشتمال الكتاب على مادة علمية قيمة؛ فقد استطاع البخاري أن يجمع مادة واسعة وخصبة تدل على فهم عميق وحفظ واسع.
وينبغي التنبه إلى أننا قد اقتصرنا في هذا الجزء من الكتاب على إيراد الأحاديث المرفوعة فحسب، وقد ساق المحقق الأحاديث المرفوعة الواردة في الكتاب على ترتيبها الوارد في أصل الكتاب، وهو سياق غير مرتب لا على الشيوخ ولا على مسانيد الصحابة ولا على غير ذلك، مع ملاحظة أن البخاري في هذا الكتاب لم يلتزم إيراد الصحيح من المرويات كما فعل في جامعه، بل ذكر هنا الصحيح والضعيف، والله أعلم.
 
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع جامع الحديث]