من نفائس كتب التراجم الغالية. وتضم القطعة التي وصلتنا منه ترجمة (328) شاعراً، منذ الجاهلية وحتى أوائل القرن السابع الهجري، وقد رتبها حسب الترتيب الهجائي للآباء، وأولها: محمد بن أحمد الرقي. وممن ذكرهم من شعراء الجاهلية: محمد بن حمران الشويعر. وهو أحد ثلاثة كتب هي كل ما وصلنا من تآليف الوزير الأكرم جمال الدين القفطي الشيباني (ت646هـ) التي تشكل بمجموعها مكتبة ضخمة، وتضم (27) عنواناً، تناول فيها تاريخ الإسلام برمته. وهذا الوزير الجليل هو الذي ألف له ياقوت الحموي كتاب: (معجم البلدان). انظر في هذه الموسوعة رسالة ياقوت إليه، وأولها: (كان المملوك ياقوت .. إلخ). وقد ألف القفطي كتابه هذا بعد موت ياقوت، فلم يذكره ياقوت في قائمة مؤلفات القفطي، التي أعدها كما يبدو قبل عام (620هـ). على أن كتبه الثلاثة التي وصلتنا، لم تصلنا كاملة، وهي: (إخبار العلماء بأخبار الحكماء) وصلنا مختصره وهو مطبوع، والثاني: (إنباه الرواة على أنباه النحاة) طبعت ثلاثة مجلدات منه فقط. والثالث وهو هذا الكتاب وصلتنا منه قطعة بخطه الرائق الجميل، تنتهي بترجمة (محمد بن سعيد). أما ترجمة محمد بن علي بن حسول آخر الكتاب، فهي في المخطوطة بعد ترجمة محمد بن أسامة، وقد أوصى المؤلف بإصلاح هذا الخطأ. ويستدل على أن ما وصلنا هو قطعة من الكتاب قوله في ترجمة محمد بن إسماعيل (أبي العتاهية): (وقد ذكرتُ شيئاً من شعره ونثره في باب الكنى في آخر الكتاب). وتختلف تراجم الكتاب في طولها وقصرها، فبينما اكتفى بذكر بيتين في بعضها، نراه في ترجمة ابن شبل البغدادي يخصه بعشرين صفحة (حسب النسخة المطبوعة). ووقعت في الكتاب تراجم مكررة، مثل ترجمة محمد القفصي ومحمد الصوفي أبي يعلى، ومحمد بن سلطان المغربي، ومحمد بن سليمان الحناط (الخياط). وتتجلى قيمة الكتاب في كثرة مصادره التي أصبح معظمها في عداد الكتب المفقودة مثل كتاب (الوشاح) للبيهقي (ت565هـ) و (زينة الدهر) لأبي المعالي الخطيري (ت568هـ) و (ديوان الإسلام) لابن المرستانية (ت599هـ) و (الأترجة) لمسلم بن محمد اللحجي، و (أشعار الندماء) للمتيم الإفريقي، و (تاريخ) ابن شيران، و (الحدائق) لابن فرج الجياني، و (الدرة الخطيرة في شعر أهل الجزيرة) لابن القطاع الصقلي، و (طبقات الشعراء) لابن عبد الرحيم، و (عقود الجواهر) لابن الهيصم.
المرجع: نشرة الأستاذ حسن معمري بمراجعة حمد الجاسر، الرياض 1970م.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]