كتاب يعرض تراجم سير الأعلام والمشهورين من العرب والمستعربين والمستشرقين، الذين وقعت وفياتهم بعد سنة 1975م حتى تاريخ إصدار هذا الكتاب، الذي يعد متابعة لكتاب الأعلام للزركلي، الذي توقف عند السنة المشار إليها، وهو على نسقه وطريقته. والطبعة الثانية هذه تتضمن مع المواد السابقة في طبعته الأولى، تراجم الأعلام المتوفين في العامين اللذين تم بهما القرن العشرون، واللذين شهدا رحيل كثير من الشخصيات الهامة، كما تتضمن تصحيحات لبعض تراجم الطبعة الأولى، واستدراكات لتراجم فاتتها، وخصوصاً بعد ظهور مصادر جديدة في الأسواق في الموضوع. ويغفل ذكر كثير من المعروفين ممن لم يتصفوا بالصفات التي اشترطها الزركلي صاحب الأعلام، في أن يكون صاحب الترجمة ممن يتردد ذكره ويسأل عنه، دون النظر إلى التزامه الأخلاقي، أو رقيه الفكري، أو مذهبه المرضيّ عنه. ويعرض عن ذكر أناس وإن كانوا فضلاء كراماً، لأنهم لم يقدموا شيئاً يذكر في الواقع العملي إلا قليلاً لا يرقى بهم ليكونوا مع الأعلام. وقد يتوسع قليلاً في حجم الترجمة أحياناً، وبحدود ضيقة، لإضاءة تفيد في إبراز النقاط الأساسية في حياة المترجم لهم، ما لهم وما عليهم.
1- الدقة البالغة في تحرير الترجمة، وإبراز أهم ملامح العلم المترجم.
2- ذكر ما قد يكون من خلاف، في الاسم، والمولد والوفاة، ونسبة الكتب مع اتخاذ مواقف الحسم، أو الترجيح.
3- تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها، من وهم، أو تصحيف، أو تحريف.
4- الرجوع في توثيق الترجمة إلى المصادر المخطوطة، إذا عزت المطبوعة، أو كانت الثقة بها نازلة.
5- الاستعانة بالمراجع الحية، من أهل العلم، والمنتسبين إلى مذهب المترجم.
6- جلاء الغموض الذي يكتنف بعض الأعلام.
7- التنبيه على بعض الفوائد العلمية.
8- الإنصاف والبعد عن الهوى، وسوق الرأي الخاص ملففاً في بجاد النزاهة والتصون. وأكثر ما ترى ذلك في تراجم المعاصرين، من أهل الفكر والأدب والسياسة.
9- الإحالة الذكية بعد الفراغ من الترجمة إلى أصول المصادر والمراجع.
10- ذكر نفائس المخططات ونوادرها، التي رآها في رحلاته وأسفاره. وكذلك التي اطلعه عليها أصدقاؤه، وفي مقدمتهم السيد أحمد عبيد، بدمشق، وما أكثر ما أشار إليه في تعليقاته.
11- إثبات صور خطوط العلماء قديماً وحديثاً. وهذا يفيد في توثيق المخطوطات التي يقال إنها بخطوط مؤليها. فعن طريق مضاهاة ما بيدك منها بما أثبته من تلك النماذج للخطوط، يظهر لك وجه الصواب، أو الخطأ. ويتصل بذلك إثباته لتوقيعات الخلفاء والملوك والأمراء والوزراء وصور المحدثين من المعاصرين، ومن قرب منهم، ممن أدركهم فن التصوير الفوتوغرافي.
12- وقد زان ذلك كله حسن البيان، وصفاء العبارة. فالرجل رحمه الله، كان أديباً شاعراً. وقد كان الأدب ومازال، خير سبيل لإيصال المعرفة، وسرعة أنصابها إلى السمع، واستيلائها على النفس. والبليغ يضع لسانه حيث أراد. وإنك لتجد كثيراً من الدراسات قد جمعت فأوعت، لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة؛ لجفافها وعسرها. أما ما وراء ذلك من حلو الشمائل، وكرم الطبع، ونقاء الخلق، فهو مما لهج به الخاصة والعامة، ممن اتصلوا بالرجل، بسبب من الأسباب.
ولست أشك في أن إقامة الزركلى - رحمه الله - في مصر والمغرب، سنين ذوات عدد، قد أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ. وآية ذلك أن كثيراً من نماذج المخطوطات، التي امتلأ بها كتابه، من محفوظات دار الكتب المصرية، ومعهد المخطوطات بالقاهرة، وخزائن الكتب الخاصة والعامة، بالمغرب الأقصى.» ا. هـ كلام الطناحي رحمه الله مما أُخذ على الكتاب: قال أحمد العلاونة: «بذل المؤلف ما وسعه من- جهد في جمع التراجم وتحريرها، بيد أن عمله- كأي عمل آخر- لا يخلو من مآخذ وهنات، و إذا قيست مآخذه وهناته بعمله الجريء، كانت كأنها لم تكن. وأجملتُ المآخذ بما يلي:
1- لم يترجم مشاهير قدماء وعصريين. فمن القدماء: أحمد بن هبة الله المدائني صاحب كتاب أحكام الجدل والمناظرة، والقاسم بن محمد بن علي الشاشي صاحب التقريب، والشاعر ابن زريق البغدادي وأبو بكر محمد بن داود الداوودي وابن المكوي. ومن العصريين: الدكتور محمد غنيمي هلال، وإبراهيم حمروش، وممدوح الشريف (الخطاط).
2- الإيجاز المخل لبعض المشاهير مثل: الحريري صاحب المقامات. انظر ترجمته 5/177.
3- لم يترجم للأنبياء الذين ذكر اسمهم في القرآن الكريم، ولم يترجم إلا للأنبياء: محمد، وشعيب، وأيوب، وهود، وإسماعيل، وصالح صلوات الله عليهم.
4- لم يترجم لسلاطين الدولة العثمانية، مع أنه ترجم للمماليك والمستشرقين.
5- ترجم لمجاهيل، أو ممن هم ليسوا أحقاء بالترجمة، منه وهو كثير: محمد هادي 7/127، والحسيني 7/129، والحلاق 7/156، والكشميري 7/123، ومهدي الكاظمي 7/312، والنوري 7/ 314.» ا. هـ -
قالوا عن الكتاب: * أما «الأعلام» فهو خير كتاب ألف في بابه، بل هو خير ما كتب كاتب في تراجم الرجال والنساء في هذا العصر. (محمود الطناحي) * خلاصة القول: أن هذا الكتاب أبلغ رد على من يزعم أن العرب المعاصرين لم يصنعوا شيئاً ذا بال، في تاريخ رجالهم وأعلامهم. وأنه لا ينبغي أن تخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب. (محمود الطناحي) * كتاب الأعلام للزركلي أحد الكتبِ العشرةِ التي يفاخر بها هذا القرن القرون السابقاتِ. (الشيخ علي الطنطاوي)