أشهر كتب المرادي وأجلها، وقد وصلتنا أجزاء من الكتاب، ثم ضاعت بعد طبعها، وذكر الزركلي أنه تملك أوراقاً منه. وظفر صاحب (حلية البشر) بنسخة من (ذيل سلك الدرر) بخط المرادي، جمعها في حلب سنة 1205هـ فنقل منه في مواضع كثيرة من الحلية. افتتح المرادي شبابه بالعمل في تأليف كتابه، وجمع أصوله من الآفاق بمكاتبة أعيان الأدباء، وأتم مسودته وهو في السابعة والعشرين من عمره، أثناء توليه نقابة الأشراف في دمشق، ومات في حلب وهو لم يتجاوز الثالثة والثلاثين، والكتاب في مسوداته، فنهض بتحريرها تلميذه عبد الحليم بن أحمد اللوجي المتوفى سنة 1223هـ. قال الجبرتي في حديثه عن المرادي: (وهو وإن لم نره، ولكن سمعنا خبره، ووردت علينا من رسائله ووشي طروسه المحبرات ... وراسل فضلاء البلدان البعيدة، ووصلهم بالهدايا والرغائب العديدة، والتمس من كل واحد جمع تراجم أهل بلاده، وأخبار القرن الثاني عشر....وكان هو السبب الأعظم لجمع هذا التاريخ على هذا النسق)أي: تاريخ الجبرتي، انظر تفصيل ذلك في تاريخ الجبرتي (ج4 ص211) ثم ساق رسالة له بعث بها إلى المرتضى الزبيدي أواخر ربيع الثاني سنة 1200هـ وفيها: (فالمأمول تبييض مسودات التراجم وإرسالها حتى تكمل بها مادة التاريخ، وبحسن توجهاتكم القلبية مع هذه الأشغال الدنيوية بلغ من التراجم ثلاث مجلدات ضخام، ونحوها وزيادة باقية في المسودات، هذا ما عدا تراجم أبناء العصر وشعرائه، الذين في الأحياء ... فتراهم وآثارهم مجموعة بمجلد آخر) وختم الجبرتي ترجمته بقوله: (ولا أدري ما فعل الدهر بتاريخه المذكور). طبعت الأجزاء الثلاثة الأولى من الكتاب في استنبول سنة 1291هـ ثم طبع الجزء الرابع في بولاق سنة 1301هـ وضاعت المخطوطة الوحيدة للكتاب على إثر طبعه. قال صلاح الدين المنجد: ونعتقد أن المطبوع ناقص، لأننا وجدنا في بعض الكتب تراجم منقولة عنه، وليست في المطبوع. (المؤرخون الدمشقيون ص73) وقد أضاف المرادي إلى فوائد مكاتباته نصوصاً كثيرة، استقاها من مؤلفات معاصريه، كنفحة الريحانة وذيلها، ورحلات ابن شاشو والحمودي والنابلسي، وثبت الشمس الغزي وتذكرته. وسماه (أخبار الأعصار في أخيار الأمصار) قال: ويليق أن يسمى (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر). وانظر في رسائل عمر اليافي الملحقة بديوانه ص256 رسالته إلى المرادي في موضوع الكتاب. وعثرت في نشرة صلاح الدين الموصلي الشيباني لديوان عبد الرحمن الموصلي على تعريف بنسخة مخطوطة لمجموعة تراجم بخط صاحب سلك الدرر، وهي تراجم لمن التقاه من العلماء في حمص وحلب وقراهما، وأريحا وأرمناز. يقع في (94) صفحة ويضم (60) ترجمة. قال: وهذه المجموعة محفوظة بمكتبة جامعة برنستون في نيوجرسي، برقم (84/ ب 650 مجموعة يهودا) وعليها تملكات آخرها: تملكها الشيخ عبد الرزاق بن حسين البيطار =مؤلف حلية البشر= يوم الجمعة 3/ ذي الحجة/ 1268هـ وفيه أيضا (ص213) تعريف بكتاب للمرادي بعنوان (تحفة الدهر ونفحة الزهر في أعيان المدينة المنورة من اهل العصر) يقع في (200) صفحة وينسب أيضا لعمر بن عبد السلام الداغستاني. منه نسخة في مكتبة كمبريدج.
دار النشر | تاريخ النشر | رقم الإصدار | عدد الأجزاء |
---|---|---|---|
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم | 1988 | 3 | 4 |