يُعد كتاب "التاريخ الكبير" للإمام البخاري من أوثق مصادر التراجم عند المحدثين، وقد أجمع العلماء على صحة نسبته إليه، واعتنوا به سماعًا وتدريسًا، حتى ذكره ابن حجر في "المعجم المفهرس" ضمن مسموعاته، وكذلك الفاسي في "ذيل التقييد". استفاد منه كبار الأئمة، وعرجوا عليه في مؤلفاتهم الحديثية والرجالية.
يمتاز الكتاب بجمعه لتراجم آلاف الرواة، من الصحابة فمن بعدهم، مع بيان نسبهم، وشيوخهم، وتلاميذهم، وأقوال الجرح والتعديل فيهم، وأحيانًا إيراد حديث أو أكثر من مروياتهم. وقد رتب البخاري هذه التراجم على حروف المعجم، وضمنها أحكامًا نقدية تدل على تبحره في علم الرجال.
ولم يلتزم فيه بشرط الصحة كما في "صحيحه"، بل أورد فيه الصحيح والضعيف، رغبة في الإحاطة والاستيعاب. وقد حرص بعض المحققين على استخراج الأحاديث المرفوعة من الكتاب، فظهرت مرتبة كما جاءت في الأصل، دون تنظيم على المسانيد أو الأبواب.
يُعد "التاريخ الكبير" مقدمة لمشروع البخاري في التصنيف الحديثي، ويكشف عن نضج مبكر في منهجه النقدي، حتى قيل: من لم يكن عنده التاريخ، فلا يُعد من أهل الحديث.
دار النشر | تاريخ النشر | رقم الإصدار | عدد الأجزاء |
---|---|---|---|
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن | 0 | 1 | 8 |