التحبير في المعجم الكبير

لمحة عن الكتاب

أحد أبرز كتب التراجم التي صنفها المؤرخ والمحدث الشهير أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562هـ)، ويعد من معاجم الشيوخ المتخصصة، حيث ترجم فيه لأكثر من (1320) من شيوخه الذين سمع منهم في مختلف رحلاته، ووصلنا من هذا الكتاب ما يقرب من (1191) ترجمة، في نحو 148 ورقة، بحسب ما حققته الباحثة منيرة ناجي سالم، التي نشرت الكتاب في بغداد سنة 1973م في ثلاثة أجزاء، خصصت أولها لدراسة تحليلية وافية.

يمثل هذا المعجم توثيقًا دقيقًا للحياة العلمية في القرن السادس الهجري، ويمتاز بتنوع مصادره بين الحضر والسفر، واشتماله على تراجم الرجال والنساء ممن لقيهم المؤلف، مع اهتمامه بذكر نسب الشيخ، وبلده، وسيرته، وكتبه، وشيوخه، والمواضع التي لقيه فيها، وأعلى ما سمعه عنه من الحديث أو الشعر أو الحكايات. كما يعقّب كل ترجمة بذكر ما سمعه منه من أجزاء أو كتب أو مجالس.

وقد صرح السمعاني في مقدمته أنه اقتدى في هذا العمل بمعجم شيخه الحافظ النخشبي، وكذلك معجم أبي شجاع، وابتدأ تأليفه ضحوة يوم الأحد 12 ذي الحجة سنة 553هـ. ويُعد هذا الكتاب من المصادر الغنية للباحثين في تاريخ الرواية والسمع والإجازة العلمية، ويمثل نمطًا مبكرًا من الموسوعات التراجمية الشخصية التي تحتفي برحلة العالم في طلب العلم وتوثيق شيوخه.