المستعين بالله أحمد بن محمد بن المعتصم بن هارون الرشيد، أبو العباس امير المؤمنين، المستعين بالله: من خلفاء الدولة العباسية في العراق. ولد بسامراء وكانت اقامته فيها وبويع بها بعد وفاة المنتصر ابن المتوكل (سنة 248 هـ) قال اليعقوبي ’’ولم يكن يؤهل للخلافة، ولكن لما توفي المنتصر استوحش الاتراك من ولك المتوكل، فبايعوه وانكر بعض القواد البيعة، ففرق اموالا كثيرة فأستقامت اموره ’’ وكان المتحكم في الدولة على عهده ’’اوتامش’’ التركي ورجاله، فثارت عصبة من الاتراك والموالي على اوتامش - بموافقة المستعين - فقتلوه وقتلوا كاتبه شجاع بن القاسم (سنة 249هـ) وكتب المستعين إلى الافاق بلعنه. وفي ايامه ظهر يحيى بن عمر الطالبي بالكوفة وقتل. وقامت ثورات في الاردن وحمص والمعرة والمدينة والروذان (بين فارس وكرمان) وانتقل إلى بغداد، فغضب القواد وطلبوا عودته إلى سامراء، فأمتنع فنادوا بخلعه، واتصلوا بالمعتز، وكان سجينا في سامراء فأطلقوه وبايعوه، وزحفوا لقتال المستعين ببغداد، فأنتشرت الفوضى فيها، فخلع نفسه واستسلم للمعتز لقاء مال معلوم يدفع اليه، ورحل إلى واسط بأمه واهله (في اوائل 252) فأقام 10 اشهر، ونقله المعتز إلى القاطول فسلم إلى حاجب يدعى ’’سعيد بن صالح’’ فضربه حتى مات. وقال ابن شاكر: كان قبل الخلافة خاملا يرتزق بالنسخ. واورد له نظما. وكان يلثغ بالسين يجعلها ثاء.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 204
المستعين بالله العباسي أحمد بن محمد بن هارون، أمير المؤمنين أبو العباس المستعين بن المعتصم بن الرشيد ابن المهدي بن المنصور. ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين وبويع في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين عند موت المنتصر ابن المتوكل. واستقام له الأمر واستوزر أبا موسى أوتامش بإشارة شجاع بن القاسم ثم قتلهما ثم استوزر صالح بن شيرازاذ. فلما قتل وصيف وبغا باغرا التركي الذي قتل المتوكل تعصب الموالي وتنكروا له فخاف وانحدر من سر من رأى إلى بغداذ فأخرجوا المعتز بالله من الحبس وبايعوه وخلعوا المستعين وبنوا الأمر على شبهة، وهي أن المتوكل بايع لابنه المعتز بعد المنتصر وأخرجوا المؤيد بالله إبراهيم بن المتوكل. ثم إن المعتز جهز أخاه أحمد لحرب المستعين، واستعد المستعين وابن طاهر للحصار وتجرد أهل بغداذ للقتال ودام أشهرا وغلت الأسعار ببغداذ ودام البلاء وصاح أهل بغداذ: الجوع فانحل أمر المستعين لما كاتب ابن طاهر للمعتز وعلم أهل بغداذ بالمكاتبة فانتقل المستعين إلى الرصافة وخلع المسعتين نفسه، وأحدر إلى واسط تحت الحوطة وأقام بها مسجونا. ثم إنه رد إلى سر من رأى فقتل بقارسيتها في ثالث شوال سنة اثنين وخمسين ومائتين وقيل ليومين بقيا من شهر رمضان وله إحدى وثلاثون سنة.
كان مربوع القامة أحمر الوجه خفيف العارضين بمقدم رأسه طول، وكان حسن الوجه والجسم بوجهه أثر جدري عبل الجسم، وكان يلثغ بالسين نحو الثاء. وأمه أم ولد. وكان مسرفا مبذرا للخزائن، ويقال أنه قيل له اختر أي بلد تكون فيه فاختار واسط. فلما أحدروه قال له في السفينة بعض أصحابه: لأي شيء اخترتها وهي شديدة الحر؟ فقال: ما هي بأحر من فقد الخلافة. وأورد له المرزباني في معجم الشعراء لما خلع:
كل ملك مصيره لذهاب | غير ملك المهيمن الوهاب |
كل ما قد ترى يزول ويفنى | ويجازى العباد يوم الحساب |
أستعين الله في أمـ | ـري على كل العباد |
وبه أدفع عني | كيد باغ ومعادي |
أحببت ظبيا ثمين | كأنه غثن تين |
بالله أي عالمين | ما في الثما مثلمين |
من لامني في هواه | شوكته بالعجين |
أحببت ظبيا سمين | كأنه غصن تين |
بالله أي عالمين | ما في السما مسلمين |
شربت كأسا أذهبت | عن ناظري الخمرا |
فنشطتني ولقد | كنت حزينا خاثرا |
هذا خرا هذا خرا | هذا خرا هذا خرا |
جاء لطف الله بالأمـ | ـر الذي لا أرتجيه |
فعلي اليوم أن أقـ | ـضي حق الله فيه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
المستعين بالله أمير المؤمنين اسمه أحمد بن محمد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
المستعين بالله الخليفة، أبو العباس أحمد بن المعتصم بالله؛ محمد بن هارون الرشيد ابن المهدي العباسي، أخو الواثق والمتوكل.
ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وبويع في ربيع الآخر، سنة ثمان وأربعين، عند موت أخيه المنتصر.
وكان أحمر الوجه، ربع القامة، خفيف العارضين، مليح الصورة، بوجهه أثر جدري، بمقدم رأسه طول، يلثغ بالسين كالثاء.
وأمه أم ولد.
وكان متلافا للمال، مبذرا، فرق الجواهر، وفاخر الثياب، اختلت الخلافة بولايته، واضطربت الأمور.
استوزر أبا موسى أوتامش بإشارة كاتبه شجاع بن القاسم، ثم قتلهما، واستوزر أحمد بن صالح بن شبرزاذ. ولما قتل باغر التركي الذي قتل المتوكل، غضبت له الموالي، وكان المستعين من تحت أوامر وصيف وبغا، وكان جيد الأدب، حسن الفضيلة، واسم أمه مخارق.
ولما مات المنتصر، استوزر الأمراء وابن أبي الخصيب، فقال لهم أوتامش: متى وليتم أحدا من، ولد المتوكل، لا يبقي منا أحدا، فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المفتصد، هو ابن أستاذنا. فقال: محمد بن موسى المنجم سرا: أتولون رجلا يرى أنه أحق بالإمامة من المتوكل اصطنعوا من يعرف لكم ذاك. فأبوا، وبايعوه، واستقل أياما، فبينا هو قد دخل مجلس الخلافة، إذا جماعة من الغوغاء، والشاكرية، والجند نحو الألف في السلاح، وصاحوا: المعتز يا منصور. فنشبت الحرب وقتل جماعة، ومضى المستعين إلى القصر الهاروني، فبات به، ونهبت الغوغاء الدار وعدة دور، وحازوا سلاحا كثيرا، فزجرهم بغا الصغير عن دار الخلافة، وكثرت القتلى، فبذل المستعين الخزائن، فسكنوا، وبويع له ببغداد، وأميرها محمد بن عبد الله بن طاهر.
ثم غضب المستعين بإشارة أوتامش الوزير على أحمد بن الخصيب، وأخذ أمواله، ونفاه إلى جزيرة أقريطش.
ومات طاهر بن عبد الله متولي خراسان، فولى المستعين ابنه محمد بن طاهر موضعه، وولى العراق والحرمين أخاه محمد بن عبد الله.
ومات بغا الكبير، فولى مكانه ولده موسى بن بغا. وسجن المعتز والمؤيد، وضيق عليهما، واشترى أملاكهما كرها. وقرر لهما في العام نيفا وعشرين ألف دينار ليس إلا.
وعقد لأوتامش مع الوزارة الإمرة على مصر وسائر المغرب. ونفى عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى برقة. وأنفق ألفي ألف دينار في الجند، وقتل علي بن يحيى الأرمني، وعمر الأقطع، مجاهدين ببلاد الروم. وكثرت الأتراك ببغداد، وتمكنوا، وعسفوا، وآذوا العامة، فثارت الشاكرية والجند، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدواوين، وهاج مثلهم بسامراء، فركب بغا وأوتامش ووضعوا السيف، وقتلوا عدة، وتناخت العامة، فقتلوا طائفة من الأتراك، وعظم الخطب، وخرج وصيف، فأمر بإحراق الأسواق، ثم بعد يسير قتل أوتامش، ووزر ابن يزداذ، وعزل، عن القضاء جعفر الهاشمي.
ودخلت سنة خمسين ومائتين، فخرج بطبرستان الحسن بن زيد الحسني، وعظم سلطانه، وحكم على عدة مدائن، وانضم إليه كل مريب، وهزم جيش ابن طاهر مرتين، ووصل إلى همذان، فجهز المستعين له جيشا.
وفيها: عقد المستعين لابنه عباس على العراق والحجاز.
وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين ظهر: بقزوين الحسين بن أحمد الحسيني، فتملكها، وكان هو وأحمد بن عيسى الزيدي قد اتفقا، وقتلا خلقا بالري، وعاثا فأسر أحدهما، وقتل الآخر.
وخرج بالحجاز إسماعيل بن يوسف الحسني، وتبعه الأعراب، فعاث، وأفسد موسم الحاج. وقتل من الوفد أزيد من ألف، ثم قصمه الله بالطاعون هو وكثير من جنده.
وهاجت الفتنة الكبرى بالعراق، فتنكر الترك للمستعين، فخاف، وتحول إلى بغداد، فنزل بالجانب الغربي على نائبه ابن طاهر، فاتفق الأتراك بسامراء، وبعثوا يعتذرون، ويسألونه الرجوع، فأبى عليهم، فغضبوا، وقصدوا السجن، وأخرجوا المعتز بالله، وبايعوا له، وخلعوا المستعين، وبنوا أمرهم على شبهة، وهي أن المتوكل عقد للمعتز بعد المنتصر، فجهز المعتز أخاه أبا أحمد لمحاربة المستعين، وتهيأ المستعين، وابن طاهر للحصار، وإصلاح السور، وتجرد أهل بغداد للقتل، ونصبت المجانق، ووقع الجد، ودام البلاء أشهرا، وكثرت القتلى، واشتد القحط، وتمت بينهما عدة وقعات بحيث إنه قتل في نوبة من جند المعتز ألفان إلى أن ضعف أهل بغداد وذلوا وجاعوا وتعثروا، فما أصبرهم على الشر والفتن! وقوي أمر المعتزية، فكاتب ابن طاهر في السر المعتز، وانحل نظام المستعين، وإنما كان قوام أمره بابن طاهر، وكاشفه الناس، فتحول إلى الرصافة ثم سعى الناس في الصلح، وخلع المستعين، فأقام في ذلك إسماعيل القاضي وغيره بشروط وثيقة، فأذعن بخلع نفسه في أول سنة اثنتين وخمسين، وأشهد عليه، فأحدر بعد خلعه تحت الحوطة إلى واسط، فاعتقل بها تسعة أشهر، ثم حول إلى سامراء، فقتل بقادسية سامراء في ثالث شوال من السنة. وقيل: قتل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلاثون سنة وأياما. فيقال: بعث المعتز إليه سعيدا الحاجب، فلما رآه المستعين تيقن التلف، وبكى، وقال: ذهبت نفسي. فأخذ سعيد يقنعه بالسوط، ثم أضجعه، وقعد على صدره، وذبحه -فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقال الصولي: بعث المعتز أحمد بن طولون إلى واسط لقتل المستعين، فقال: والله لا أقتل أولاد الخلفاء. فبعث سعيدا الحاجب، فما متع الله المعتز، بل عوجل بالخلع والقتل جزاء وفاقا.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 451