اليمان أبو بشر البندنيجي اليمان ابن أبي اليمان، أبو بشر البندنيجي. أصله من الأعاجم، من الدهاقين، وله أكمه لا يرى الدنيا في سنة مائتين، وتوفي سنة أربع وثمانين ومائتين. نشأ بالندنيجين وحفظ هناك أدبا كثيرا وأشعارا كثيرة؛ وكان بها أبو الحسن علي بن المغيرة الأثرم، صاحب أبي عبيدة معمر بن المثنى، يروي كتبه كلها ويروي عن الأصمعي وغيره. فلزم أبو بشر ذلك النمط وحفظ من كتب علي بن المغيرة علما كثيرا، قال: حفظت في مجلس واحد مائة وخمسين بيتا من الشعر بغريبه.
وخرج إلى بغداد وسر من رأى ولقي العلماء، وقرأ على محمد بن زياد الأعرابي وسمع منه، ولقي أبا صاحب الأصمعي، وهو ابن أخته، وحفظ كتاب (الأجناس الأكبر). وكانت لأبي بشر ضياع كثيرة وبساتين خلفها أبوه فباعها وأنفقها في طلب العلم. ولقي يعقوب بن السكيت، ولقي الزيادي والرياشي بالبصرة وقرأ عليهما من حفظه كتبا كثيرة. ومن تصانيفه: (كتاب التقفية)، (كتاب معاني الشعر)، (كتاب العروض).
ومن شعره:
أنا اليمان ابن أبي اليمان | أشعر منم أبصرت في العميان |
إن تلقني تلق عظيم الشان | تلاقني أبلغ من سحبان |
ناحت مطوقة بباب الطاق | فجرت سوابق دمعي المهراق |
حنت إلى أرض الحجاز بحرقة | تسبي فؤاد الهائم المشتاق |
تعس الفراق وجز حبل وتينه | وسقاه من سم الأساود ساق |
يا ويحه ما باله قمرية | لم تدر ما بغداذ في الآفاق |
كانت تفرخ في الأراك وربما | سكنت بنجد في فروع الساق |
فأتى الفراق بها العراق فأصبحت | بعد الأراك تنوح في الأسواق |
إني سمعت حنينها فابتعتها | وعلى الحمامة جدت بالإطلاق |
بي مثل ما بك يا حمامة فاسألي | من فك أسرك أن يفك وثاقي |
فديوان الضياع بفتح ضاد | وديوان الخراج بغير جيم |
إذا ولي ابن عباس وموسى | فما أمر الإمام بمستقيم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 29- ص: 0
اليمان بن أبي اليمان أبو بشر البندنيجي: أصله من الأعاجم من الدهاقين، ولد أكمه في سنة مائتين ونشأ ببندنيج بلده، وحفظ أدبا كثيرا وأشعارا كثيرة، وكان بها أبو الحسن علي بن المغيرة المعروف بالأثرم صاحب أبي عبيدة يروي كتبه كلها وكتب الأصمعي، فلزم أبو بشر ذلك النمط وحفظ من كتب الأثرم علما كثيرا، قال: حفظت في مجلس واحد مائة وخمسين بيتا من الشعر بغريبه، وخرج إلى بغداد وسرمن رأى ولقي العلماء، وقرأ على محمد بن زياد الأعرابي، ولقي أبا نصر صاحب الأصمعي، وهو ابن اخته، وحفظ «كتاب الأجناس الأكبر» للأصمعي.
وكان لأبي بشر ضياع كثيرة وبساتين خلفها له أبوه فباعها وأنفقها في طلب العلم وعلى العلماء، ولقي أبا يوسف يعقوب بن السكيت والزيادي والرياشي بالبصرة، وقرأ عليهم من حفظه كتبا كثيرة.
وصنف كتاب معاني الشعر. وكتاب العروض. وكتاب التقفية.
مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
ومن شعره:
أنا اليمان بن أبي اليمان | أسعد من أبصرت في العميان |
ان تلقني تلق عظيم الشان | تجدني أبلغ من سحبان |
فديوان الضياع بفتح ضاد | وديوان الخراج بغير جيم |
إذا ولي ابن عيسى وابن موسى | فما أمر الأنام بمستقيم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2844