ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي مولى بني هاشم، أبو العباس:حافظ زيدي جارودي، كان يقول:احفظ مئة الف حديث بأسانيدها واذاكر بثلاث مئة اف. مولده ووفاته بالكوفة. كانت كتبه ستمائة حمل !. له تصانيف، منها ’’التاريخ و ذكر من روى الحديث) و (اخبار أبي حنيفة و مستده) و (الولاية ومن روى غدير خم) و (الاداب) و (الشيعة من اصحاب الحديث) و (صلح الحسن ومعاوية’’ وكتاب في ’’تفسير القرآن’’.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 207

ابن عقدة اسمه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الزيدي. وفي الرياض قد يطلق على ابنه أبي نعيم محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الإمامي وفي الأغلب يطلق على والده.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 269

أبو العباس بن عقدة اسمه أحمد بن محمد بن سعيد المشهور بابن عقدة وفي النقد أن أبا العباس أشهر فيه وفي ابن نوح.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 372

أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن ابن زياد بن عبد الله بن زياد بن محمد بن عجلان مولى عبد الرحمن بن قيس السبيعي الهمداني أبو العباس الكوفي المعروف بابن عقدة الحافظ.
ولد ليلة النصف من المحرم سنة 249 ومات بالكوفة سنة 333 قاله النجاشي أو (32) عن 84 سنة.
نسبه
هكذا ساق نسبه الشيخ الطوسي في الفهرست وقال: أخبرنا بنسبه أحمد بن عبدون عن محمد بن أحمد بن الجنيد وفي كتاب النجاشي ابن زياد بن عجلان بإسقاط ابن محمد، وفي تاريخ بغداد للخطيب: ابن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد، وفيه أيضا زياد هو مولى عبد الواحد بن عيسى بن موسى الهاشمي عتاقة، وجده عجلان هو مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني ثم قال: وعقدة هو والد أبي العباس وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو ثم حكى عن ابن النجار أنه إنما سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف وبذلك ظهر سر ما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد من أنه كان يكتب أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى سعيد بن قيس ثم ترك ذاك وكتب أحمد بن محمد بن سعيد مولى عبد الوهاب بن موسى الهاشمي ثم ترك ذاك وكتب الحافظوالسبيع بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية والعين المهملة بطن من همدان بالميم الساكنة والدال المهملة.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في الفهرست أمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك مات وإنما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم. وقال النجاشي: هذا رجل جليل في أصحاب الحديث مشهور بالحفظ والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك مات وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته. وقال الشيخ في كتاب الرجال في من لم يرو عنهم ع: جليل القدر عظيم المنزلة كان زيديا جاروديا إلا أنه يروي جميع كتب أصحابنا وصنف لهم وذكر أصولهم وكان حفظة سمعت جماعة يحكون أنه قال أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث وذكره العلامة في القسم الثاني من الخلاصة المعد لغير الموثقين ولم يوثقه قال السيد مصطفى التفريشي في نقد الرجال لعل الأولى أن يوثقه بل أن يذكره في الباب الأول كما ذكر فيه من هو أدنى منه كثيرا مثل محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي ومحمد بن عبد الرحمن السهمي ومحمد بن عبد العزيز الزهري وغيرهم مع أن المدح الذي نقل في ابن أبي ليلى والسهمي نقل مثله في ابن عقدة وما نقل في ابن عبد العزيز يدل على ذمه وكذا فعل ابن داود والأمر كما قال. وفي مناقب ابن شهراشوب: أحمد بن محمد بن سعيد صنف كتابا في أن قوله تعالى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي تاريخ بغداد: قدم أبو العباس بغداد فسمع بها وقدمها في آخر عمره فحدث بها ثم ذكر أخبار حفظه وسعة روايته.
حفظه العجيب وكثرة حديثه وسعته
قد سمت قول الشيخ: أمره في الحفظ أشهر من أن يذكر وقوله كان حفظة وحكاية عن جماعة أنه قال: أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث وقول النجاشي مشهور بالحفظ والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه وقال الخطيب في تاريخ بغداد كان حافظا عالما مكثرا جمع التراجم والأبواب والمشيخة وأكثر الرواية وانتشر حديثه وروى عنه الحفاظ والأكابر ثم حكى عن ابن النجار أنه قال: كان أبو العباس أحفظ من كان في عصرنا للحديث حدثت عن أبي أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري قال قال لي أبو العباس بن عقدة دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني فقلت لا تطول تقدم إلى دكان وراق وتضع القبان وتزن من الكتب ما شئت ثم تلقي علينا فنذكره فبقي. أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد النيسابوري هو الحاكم بن البيع صاحب المستدرك سمعت أبا علي الحافظ يقول ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة. حدثني محمد بن علي الصوري بلفظه سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول سمعت أبا الفضل الوزير ابن خنزابة يقول سمعت علي ابن عمر هو الدارقطني يقول اجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه. حدثنا علي بن أبي علي البصري عن أبيه: سمعت أبا الطيب أحمد بن الحسن بن هرثمة يقول كنا بحضرة أبي العباس بن عقدة الكوفي المحدث نكتب عنه وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو العباس أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم. وضرب بيده على الهاشمي. حدثنا الصوري سمعت عبد الغني بن سعيد يقول سمعت أبا الحسن علي بن عمر يقول سمعت أبا العباس بن عقدة يقول أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة. حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري لفظا أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يقول سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد يقول أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث. حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب من حفظه غيره مرة سمعت أبا الحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوي يقول حضر أبو العباس بن عقدة عند أبي في بعض الأيام فقال له يا أبا العباس قد أكثر الناس علي في حفظك الحديث فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ فامتنع أبو العباس أن يخبره وأظهر كراهة ذلك فأعاد المسالة وقال عزمت عليك إلا أخبرتني فقال أبو العباس أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث قال أبو العلاء وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عن أبي العباس بن عقدة مثل ذلك. حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي من حفظه سمعت أبا الحسن محمد بن عمر العلوي يقول كانت الرياسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا ثم فشت رياسة بني عبيد فعزم أبي على قتالهم وجمع الجموع فدخل إليه أبو العباس بن عقده وقد جمع جزءا فيه ست وثلاثون ورقة فيها حديث كثير لا أحفظ قدره في صلة الرحم عن النبي (ص) وعن أهل البيت وعن أصحاب الحديث فاستعظم أبي ذلك واستكثره فقال له يا أبا العباس بلغني من حفظك للحديث ما استنكرته فكم تحفظ فقال له أنا أحفظ منسقا من الحديث بالأسانيد والمتون خمسين ومائتي ألف حديث وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث. وبسنده عن عبد الله الفارسي قال: أقمت مع أخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عن ابن عقدة فلما أردنا الإنصراف ودعناه فقال: قد اكتفيتم مما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث فقلت أيها الشيخ نحن أخوة أربعة قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث. وبسنده عن الدارقطني: كان أبو العباس بن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده. وبسنده عن عبدان الأهوازي: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ قال: وسمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا اخذوا في المذكرة شرطوا أن يعدلوا عن حديث ابن عقدة لاتساعه وكونه مما لا ينضبط. وبسنده لما قدم الدارقطني مصر اجتمع مع حمزة بن محمد الكناني الحافظ وأخذا يتذاكران حتى ذكر حمزة عن ابن عقدة حديثا فقال له الدارقطني أنت ها هنا ثم فتح ديوان أبي العباس ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره أو كما قال.
مكتبة ابن عقدة
وقال: قال الصوري وقال لي أبو سعيد الماليني أراد أبو العباس بن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر فاستأجر من يحمل كتبه وشارط الحمالين أن يدفع لكل منهم دانقا لكل كرة فوزن لهم أجورهم مئة درهم وكانت كتبه ستمائة حمل.
خبره مع يحيى بن صاعد
وبسنده أنه روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في إسناده فأنكر عليه ابن عقدة الحافظ فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى وحبس ابن عقدة فقال الوزير من يسال ويرجع إليه فقالوا ابن أبي حاتم فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك فنظر وتأمل فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة فكتب إليه بذلك فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه. حدثني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: سمعت جماعة يذكرون أن يحيى بن صاعد كان يملي حديثه من حفظه من غير نسخة فأملى يوما في مجلسه حديثا عن أبي كريب عن حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر فعرض على أبي العباس بن عقدة فقال ليس هذا الحديث عند أبي محمد عن أبي كريب وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج فاتصل هذا القول بابن صاعد فنظر في أصله فوجده كما قال فلما اجتمع الناس قال لهم أنا كنا حدثناكم عن أبي كريب عن حفص عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه إنما حدثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث وقد رجعنا عن الرواية الأولة قلت لحمزة: ابن عقدة الذي نبه يحيى على هذا فتوقف ثم قال: ابن عقدة أو غيره. وبسنده عن ابن الجعابي: دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات والثانية في حياة ابن منيع وطلب مني شيئا من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه فجئت إلى ابن صاعد وسألته أن يدفع إلي شيئا من حديثه لأحمله إلى ابن عقدة فدفع إلي مسند علي بن أبي طالب فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به مع اتساعه في حديث الكوفيين وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه ثم رده علي فقلت أيها الشيخ هل فيه شيء يستغرب فقال نعم! فيه حديث خطا فقلت أخبرني به فقال والله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد فطالت علي الأيام انتظارا لوعده فلما خرج إلى الكوفة سرت معه فلما أردت مفارقته قلت وعدك؟ فقال نعم الحديث عن أبي سعيد الأشج عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومتى سمع منه وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له ولد أبو سعيد الأشج في الليلة التي فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فقال كذا يقولون، فقلت له في كتابك حديث عن الأشج عنه فما حاله فقال لي عرفك ذلك ابن عقدة فقلت نعم فقال لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة، ثم رجع يحيى إلى الأصول فوجد الحديث عنده عن شيخ غير أبي سعيد عن ابن أبي زائدة وقد أخطأ في نقله فجعله على الصواب أو كما قال.
وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال فقال: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العباس محدث الكوفة شيعي متوسط أي ليس بغال ضعفه غير واحد وقواه آخرون قال ابن عدي صاحب معرفة وحفظ وتقدم في الصنعة رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ثم قوى بان عدي أمره وقال: لولا إني شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه يعني لا أحابي لم أذكره للفضل الذي كان فيه والمعرفة ولم يسق له ابن عدي شيئا منكرا وقال كان مقدما في الشيعة.
وفي لسان الميزان: قال ابن عدي وقد كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان وفي تذكرة الحفاظ: ابن عقدة حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم وكان أبوه نحويا صالحا يلقب بعقدة. وكتب أبو العباس العالي والنازل والحق والباطل حتى كتب عن أصحابه وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون إليه ولو صان نفسه وجود لضربت إليه أكباد الإبل ولضرب بإمامته المثل، لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين، ومقت لتشيعه. ثم أورد حديثا في طريقة ابن عقدة استدل به على عدم غلوه في التشيع. قال: ولكن الكوفة تغلي بالتشيع وتفور والسني فيها طرفة قال: وسال السلمي أبا الحسن الدارقطني عنه فقال: حافظ محدث ولم يكن في الدين بقوي لا أزيد على هذا، قال: وقد أفردت ترجمته في جزء وقع لي حديثه بعلو وفي تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبراني: قال جعفر بن أبي السري سالت ابن عقدة أن يعيد لي فوتا وشددت فقال من أين أنت؟ قلت من أصبهان فقال ناصبة؟ فقلت لا تقل هذا فيهم فقهاء متشيعة فقال شيعة معاوية قلت بل شيعة علي! وما فيهم إلا من علي أعز عليه من عينه وأهله! فأعاد علي ما قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي وهو الطبراني فقلت لا اعرفه! فقال يا سبحان الله! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى؟ ما أعرف له نظيرا‍.
القدح فيه
قال الخطيب تكلم فيه مطين باخرة لما حبس كتبه عنه. ثم ذكر عن ابن عقدة أنه قال كان قد أتاني كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا وانه أخذ بعض وراقيه إلى بجيلة وأمره أن يسال عن قصيعة المخنث فخرج رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء فقال له ما اسمك؟ فقال قصيعة فقال ما اسمك على الحقيقة فقال محمد ابن من قال ابن علي ابن من قال ابن حمزة ابن من قال لا أدري فقال أنت محمد بن علي بن حمزة بن فلان بن فلان ابن حبيب بن أبي ثابت الأسدي فاخرج من كمه جزءا فدفعه إلي ثم جعل يقول دفع إلي فلان ابن فلان ابن فلان ابن حبيب بن أبي ثابت كتاب جده فكان فيه كذا وكذا. وبسنده عن أبي بكر بن أبي غالب: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها كيف يتدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم وقد بينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة. وبسنده عن الباغندي: كتب إلينا ابن عقدة أنه قد خرج شيخ بالكوفيين فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه فقال ليس عندي أصل إنما جاءني ابن عقدة بهذه فقال اروه يكن لك فيه ذكر ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك وبسنده عمن دخل إلى دهليز ابن عقدة وفيه رجل يكتب من أصل عتيق فقلت له أرني فقال قد أخذ علي ابن سعيد أن لا يراه معي أحد فرفقت به حتى أخذته عنه فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفيه سماعي وخرج ابن سعيد وهو في يدي فحرد على الرجل وخاصمه ثم التفت إلي وقال هذا عارضنا به الأصل فأمسكت عنه، وبسنده أنه وجه إليه من خراسان بمال ليعطيه إلى بعض الضعفاء وكان على باب جاره صخرة عظيمة فقال لابنه ارفع هذه الصخرة فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها فقال أراك ضعيفا وأعطاه المال. وبسنده سئل الدارقطني عن ابن عقدة فقال كان رجل سوء قال الذهبي في الميزان بعد نقله: يشير إلى الرفض. وحكى الخطيب أن البرقاني سأله أيش أكبر ما في نفسك على ابن عقدة قال الإكثار من المناكير. وبسنده عن أبي عمر بن حيويه كان أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في جامع براثى يملي مثالب أصحاب رسول الله (ص) أو قال الشيخين فتركت حديثه لا احدث عنه بشئتاريخ بغداد.
وفي لسان الميزان قال ابن عدي سمعت ابن مكرم يقول كنا عند ابن عثمان بن سعيد في بيت وقد وضع بين أيدينا كتبا كثيرة فنزع ابن عقدة سراويله وملاها منها سرا من الشيخ ومنا فلما خرجنا قلنا ما هذا الذي تحمله فقال دعونا من ورعكم. وفي ميزان الاعتدال: سئل عنه الدارقطني فقال لم يكن في الدين بالقوي واكذب من يتهمه بالوضع إنما بلاؤه من هذه الوجادات وقال ابن عدي رأيت فيه مجازفات كان يقول حدثتني فلانة قالت هذا كتاب فلان قرأت فيه قال حدثنا فلان. أقول الرجل ثقة حافظ ورع لا ذنب له سوى التشيع كما صرح الذهبي بأنه مقت لتشيعه وأبو الحسن بأنه لا يزيد على أنه حافظ محدث ليس بقوي في الدين وأراد بعدم قوته في الدين نسبته إلى التشيع. ومر تفسير الذهبي قول ابن عدي كان رجل سوء بالرفض أما رواية المناكير فلأنه يروي ما يرونه منكرا لمخالفته رأيهم وما ألفوه وذلك لا يجعله منكرا مع أن ابن عدي لم يسق له شيئا منكرا وأما خبر قصيعة المخنث فمن السخافة بمكان لا يصدقه إلا سخيف العقل وما الذي يحمله على هذا الفعل وهو بالمكانة العالية من العلم والحفظ والرجل لو لم يكن متدينا فهو عاقل وهذا ما لا يفعله عاقل، كما أن حمله شيوخ الكوفة على الكذب لا يقبله عقل فإذا كان يريد الكذب فليقتصر على أمرهم بالرواية عنه ولما ذا يعود فيرويها عنهم وهو رجل عاقل وكذلك حكاية الدهليز هي من هذا النوع وأسخف الكل حكاية السراويل فكيف تمكن أن يملأ سراويله كتبا ويحملها ولا يعلم به صاحب البيت ولا الحضور ثم يراه الحضور بعد خروجه ولا يراه صاحب البيت والظاهر أن هذه حكايات وضعوها عليه قصد شينه حسدا أو بغضا كحكاية الصخرة. وأما الوجادة فهي أحدى طرق تحمل الراية فلا ينبغي أن يتهم بالوضع من أجلها بعد ما ظهر وثاقته، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ بعد نقل كلام أبي بكر بن غالب المتقدم قلت ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث أما الأسانيد فلا أدري وفي لسان الميزان بعد نقل ما مر عن تذكرة الحفاظ قلت أنا ولا أظنه كان يضع في الإسناد إلا الذي حكاه ابن عدي وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني قال وقيل لأبي علي الحافظ ما يقوله بعض الناس فيه فقال لا تشتغل بمثل هذا أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسال عن التابعين وإتباعهم فلا يسال عنه أحد من الناس. وإذا كان ابن عدي صح عنده قول أبي غالب فلماذا قال إني لولا ما شرطته لم أذكره أي في المقدوحين للفضل الذي كان فيه والمعرفة والله العالم بأسرار عباده.
مشايخه
في تاريخ بغداد: قدم أبو العباس بغداد فسمع من محمد بن عبيد الله المنادي وعلي بن داود القنطري والحسن بن مكرم ويحيى بن أبي طالب وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن روح المدائني وإسماعيل بن إسحاق القاضي ونحوهم وقدمها في آخر عمره فحدث بها عن هؤلاء الشيوخ وعن أحمد بن عبد الحميد الحارثي وعبد الله بن أبي أسامة الكلبي وإبراهيم بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم العقيلي وأحمد بن يحيى الص وفي والحسن بن علي بن عفان العامري ومحمد بن الحسين الحنيني ويعقوب بن يوسف بن زياد ومحمد بن إسماعيل الراشدي ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني والحسن بن عتبة الكندي وعبد الله بن أحمد بن المستورد والحسن بن جعفر بن مدرار وعبد العزيز بن محمد بن زبالة المديني وعبد الله بن أبي مسرة المكي وغيرهم وفي تذكرة الحفاظ حدث عن أبي جعفر بن عبيد الله بن المنادي وذكر معه جماعة ممن تقدم ثم قال وأمم لا يحصون وفي ميزان الاعتدال عن ابن عدي أنه ذكر أنه سمع من العطاردي ولم يحدث عنه لضعفه عنده. تلاميذه
في تاريخ بغداد: روى عنه الحفاظ والأكابر مثل أبي بكر بن الجعابي وعبد الله بن عدي الجرجاني وأبي القاسم الطبراني ومحمد بن المظفر وأبي حفص بن شاهين وعبد الله بن موسى الهاشمي وعمر بن إبراهيم الكناني وأبي عبيد الله المرزباني ومن في طبقتهم وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي وأبو الحسين بن المقيم المتيم وأبو الحسن بن الصلتوزاد ابن حجر في تذكرة الحفاظ وابن جميع الغساني وإبراهيم بن خرسنده مولاه.
مؤلفاته
في الخلاصة: من جملة كتبه كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل وأخرج لكل رجل الحديث الذي رواه، وفي الفهرست: له كتب كثيرة منها:
(1) التاريخ وهو في ذكر من روى الحديث من الناس كلهم من العامة والشيعة وأخبارهم خرج منه شيء كثير ولم يتمه
(2) السنن وهو كتاب عظيم قيل أنه حمل بهيمة لم يجتمع لأحد وقد جمعه هو
(3) من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ومسنده
(4) من روى عن الحسن والحسين عليه السلام
(5) من روى عن علي بن الحسين عليه السلام وأخباره
(6) من روى عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام وأخباره
(7) من روى عن زيد بن علي رضي الله عنه ومسنده
(8) كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد عليه السلام
(9) الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
(10) أخبار أبي حنيفة ره ومسنده
(11) الولاية ومن روى حديث غدير خم
(12) فضل الكوفة
(13) من روى عن علي أمير المؤمنين عليه السلام أنه قسيم الجنة والنار
(14) الطائر
(15) مسند عبد الله بن بكير بن أعين
(16) حديث الراية
(17) الشورى
(18) ذكر النبي عليه السلام
(19) الصخرة والراهب وطرق ذلك
(20) الآداب وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل المحاسن
(21) طرق تفسير قول الله عز وجل إنما أنت منذر ولكل قوم هاد
(22) طرق حديث النبي(ص) أنت مني بمنزلة هارون من موسى
(23) تسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه السلام حروبه من الصحابة والتابعين
(24) الشيعة من أصحاب الحديث
(25) من روى عن فاطمة عليه السلام من أولادها
(26) يحيى بن زيد بن الحسين وأخباره، أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن موسى الأهوازي وكان معه أبي العباس بإجازته وشرح رواياته وكتبه عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد وذكر النجاشي هذه الكتب سوى كتاب من روى عن فاطمة عليه السلام من أولادها وزاد عليها
(27) كتاب صلح الحسن عليه السلام ومعاوية، قال ورأيت له
(28) كتاب تفسير القرآن قال وهو كتاب حسن وما رأيت أحدا ممن حدثنا عنه ذكره وقد لقيت جماعة ممن لقيه وسمع منه وأجازه منهم من أصحابنا ومن العامة ومن الزيدية وقال عند ذكر كتاب الآداب: وسمعت أصحابنا يصفون هذا الكتاب ولا يخفى أنه اكتفى عن ذكر سنده إلى كتبه بقوله وقد لقيت الخ. يروي عنه بالإجازة الشيخ أبو غالب أحمد بن محمد الزراري صرح أبو غالب في إجازته لابن ابنه أنه كتب ابن عقدة بخطه إجازة له.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: يعرف أحمد أنه ابن محمد بن سعيد الجليل الكبير المعروف بابن عقدة برواية أحمد بن موسى الأهوازي والتلعكبري وابن المهتدي وأحمد بن محمد المعروف بابن الصلت ومحمد بن أحمد بن الجنيد عنه.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 112

أحمد الهمداني في البحار: هو أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي الحافظ وقد يعبر عنه بابن عقدة وبأحمد الكوفي الهمداني.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 201

الحافظ ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن أبو العباس الكوفي مولى بني هاشم المعروف بابن عقدة، وهو لقب لأبيه، كان حافظا كبيرا جمع الأبواب والتراجم، قال: أنا أجيب في ثلاثة مائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم، رواه الدارقطني عنه. وكان ضعيفا، قال ابن عدي: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ مقدما في هذه الصنعة إلا أني رأيت مشايخ بغداذ يسيئون الثناء عليه ورأيت فيه مجازفات. وقال حمزة بن محمد بن طاهر سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة رجل سوء. وقال أبو عمر ابن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة أو قال الشيخين فتركت حديثه. توفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0

ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، وحفيد عجلان، هو عتيق عبد الرحمن بن الأمير عيسى بن موسى الهاشمي، أبو العباس الكوفي الحافظ العلامة، أحد أعلام الحديث، ونادرة الزمان، وصاحب التصانيف على ضعف فيه، وهو المعروف بالحافظ ابن عقدة.
وعقدة لقب لأبيه النحوي البارع محمد بن سعيد، ولقب بذلك لتعقيده في التصريف، وهو من العلماء العاملين. كان قبل الثلاث مائة.
وولد أبو العباس في سنة تسع وأربعين ومائتين بالكوفة.
وطلب الحديث سنة بضع وستين ومائتين. وكتب منه ما لا يحد ولا يوصف عن خلق كثير بالكوفة وبغداد، ومكة.
فسمع من: أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن علي بن عفان، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن أبي طالب، وأبي يحيى بن أبي مسرة المكي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن أسامة الكلبي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن روح المدائني، وإسحاق بن إبراهيم العقيلي، وأحمد بن يحيى الصوفي، ويعقوب بن يوسف بن زياد، ومحمد بن إسماعيل الراشدي، وعبد الملك بن محمد الرقاشي، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأبي مسلم الكجي، وأبي الأحوص العكبري، ومحمد بن سعيد العوفي، ومحمود ابن أبي المضاء الحلبي، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، والحسن بن عتبة الكندي، وعبد الله بن أحمد بن المستورد، والحسن بن جعفر بن مدرار، وعبد العزيز بن محمد بن زبالة المديني، وأمم سواهم.
وجمع التراجم والأبواب والمشيخة، وانتشر حديثه، وبعد صيته، وكتب عمن دب ودرج من الكبار والصغار والمجاهيل، وجمع الغث إلى السمين، والخرز إلى الدار الثمين.
روى عنه: الطبراني، وابن عدي، وأبو بكر بن الجعابي، وابن المظفر، وأبو علي
النيسابوري، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأبو عبيد الله المرزباني، وابن جميع الغساني، وإبراهيم بن عبد الله خرشيذ قوله، وأبو عمر بن مهدي، وأبو الحسين أحمد ابن المتيم، وأحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، وخلائق.
ووقع لي حديثه بعلو.
فقرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم الدمشقي، أخبركم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري القاضي سنة تسع وست مائة وأنت في الرابعة، قال: أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم السلمي سنة ثمان وعشرين وخمس مائة، أخبرنا الحسين بن طلاب الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، حدثنا علي بن سيف ابن عميرة، حدثني أبي، حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي، حدثني أبي عن ثعلبة أبي بحر، عن أنس -رضي الله عنه- قال: استضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’عجبت لأمر المؤمن، إن الله لا يقضي له قضاء إلا كان خيرا له’’.
أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي، والمؤمل بن محمد البالسي -كتابة- قالا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الحافظ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا شريك، عن أبي الوليد، عن الشعبي، عن علي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا عنده، وأقبل أبو بكر وعمر: ’’يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين’’.
وبه إلى الحافظ أبي بكر، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو العباس بن عقدة إملاء في صفر سنة ثلاثين وثلاث مائة، حدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن بن الأشقر قال: سمعت عثام بن علي العامري، قال: سمعت سفيان، وهو يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال.
قلت: قد رمي ابن عقدة بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه، يدل على عدم غلوه في تشيعه، ومن بلغ في الحفظ والآثار مبلغ ابن عقدة، ثم يكون في قلبه غل للسابقين الأولين، فهو معاند أو زنديق والله أعلم.
وبه إلى الحافظ أبي بكر، قال: وإنما لقب والد أبي العباس بعقدة لعلمه بالتصريف والنحو. وكان يورق بالكوفة، ويعلم القرآن والأدب، فأخبرني القاضي أبو العلاء، أخبرنا محمد بن جعفر بن النجار، قال: حكى لنا أبو علي النقار، قال: سقطت من عقدة دنانير، فجاء بنخال ليطلبها. قال عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس في الدنيا غير دنانيرك؟ فقلت للنخال: هي في ذمتك، وذهبت وتركته.
قال: وكان يؤدب ابن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم، وجه إليه أبوه بدنانير صالحة، فردها فظن ابن هشام أنها استقلت، فأضعفها له، فقال: ما رددتها استقلالا، ولكن
سألني الصبي أن أعلمه القرآن، فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن، ولا أستحل أن آخذ منه شيئا، ولو دفع إلي الدنيا.
ثم قال ابن النجار: وكان عقدة زيديا، وكان ورعا ناسكا، سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف، وكان وراقا جيد الخط، وكان ابنه أحفظ من كان في عصرنا للحديث.
قال أبو أحمد الحاكم: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني. فقلت: لا تطول نتقدم إلى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت، ثم يلقى علينا، فنذكره قال: فبقي.
الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ، يقول: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة.
وبه إلى الخطيب أبي بكر: حدثني محمد بن علي الصوري، سمعت عبد الغني بن سعيد، سمعت أبا الفضل الوزير، يقول: سمعت علي بن عمر -وهو الدارقطني- يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه.
وأنبأنا ابن علان، عن القاسم بن علي، أخبرنا أبي، أخبرنا هبة الله بن الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد، حدثنا العلاء بن حزم، حدثنا علي بن بقاء، حدثنا عبد الغني فذكرها، ثم قال عبد الغني: وسمعت أبا همام محمد بن إبراهيم، يقول: ابن جوصا بالشام كابن عقدة بالكوفة.
قلت: يمكن أن يقال: لم يوجد أحفظ منه وإلى يومنا وإلى قيام الساعة بالكوفة، فأما أن يكون أحد نظيرا له في الحفظ، فنعم، فقد كان بها بعد ابن مسعود وعلي، علقمة، ومسروق، وعبيدة، ثم أئمة حفاظ كإبراهيم النخعي، ومنصور، والأعمش، ومسعر، والثوري، وشريك، ووكيع، وأبي نعيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد ابن عبد الله بن نمير، وأبي كريب، ثم هؤلاء يمتازون عليه بالإتقان والعدالة التامة، ولكنه أوسع دائرة في الحديث منهم.
قال أبو الطيب أحمد بن الحسن بن هرثمة: كنا بحضرة أبي العباس بن عقدة نكتب عنه وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاث مائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم، وضرب بيده على الهاشمي.
وبه إلى الخطيب: حدثنا الصوري، حدثنا عبد الغني، سمعت أبا الحسن -يعني: الدارقطني- سمعت ابن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاث مائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة.
قال أبو الحسن: وكان أبوه عقدة أنحى الناس.
وبه: حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري، حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ، سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد، يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاث مائة ألف حديث.
وبه: حدثنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب -غير مرة- سمعت أبا الحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوي، يقول: حضر ابن عقدة عند أبي، فقال له: يا أبا العباس قد أكثر الناس في حفظك للحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ. فامتنع، وأظهر كراهية لذلك، فأعاد أبي المسألة وقال: عزمت عليك إلا أخبرتني. فقال أبو العباس: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأذاكر بثلاث مائة ألف حديث.
قال أبو العلاء: وسمعت جماعة يذكرون، عن أبي العباس مثل ذلك.
وبه: حدثنا أبو القاسم التنوخي -من حفظه- سمعت أبا الحسن محمد بن عمر العلوي، يقول: كانت الرياسة بالكوفة في بني الغدان قبلنا، ثم فشت رئاسة بني عبيد الله، فعزم أبي على قتالهم، وجمع الجموع، فدخل إليه أبو العباس بن عقدة، وقد جمع جزءا فيه ست وثلاثون ورقة، وفيها حديث كثير في صلة الرحم، فاستعظم أبي ذلك، واستكثره، فقال له: يا أبا العباس، بلغني من حفظك للحديث ما استكثرته، فكم تحفظ؟ قال: أحفظ بالأسانيد والمتون خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع بست مائة ألف حديث.
وبه: حدثنا محمد بن علي بن مخلد الوراق -بحضرة البرقاني- سمعت عبد الله الفارسي -وعرفه البرقاني- يقول أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عن ابن عقدة، فلما أردنا الانصراف، ودعناه، فقال: قد اكتفيتم بما سمعتم مني!! أقل شيخ سمعت منه، عندي عنه مائة ألف حديث. فقلت: أيها الشيخ نحن أربعة إخوة، قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث.
وبه: أخبرنا الصوري، قال لي عبد الغني: سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة، يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده.
قال الصوري: وقال لي أبو سعد الماليني: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع إلى كل واحد دانقا. قال: فوزن لهم أجورهم مائة درهم. وكانت كتبه ست مائة حملة.
وبه: أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ، سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول: روى ابن صاعد ببغداد حديثا أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة فخرج عليه أصحاب ابن صاعد، وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى وحبس ابن عقدة. فقال الوزير: من نسأل ونرجع إليه؟ فقالوا: ابن أبي حاتم. فكتب إليه الوزير يسأله، فنظر وتأمل، فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة، وارتفع شأنه.
وبه: حدثنا حمزة بن محمد الدقاق، سمعت جماعة يذكرون أن ابن صاعد كان يملي من حفظه، فأملى يوما عن أبي كريب، عن حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، فعرض على أبي العباس بن عقدة، فقال: ليس هذا عند أبي محمد، عن أبي كريب، وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد، فنظر في أصله، فوجده كما قال. فلما اجتمع الناس قال: كنا حدثناكم، عن أبي كريب بحديث كذا، ووهمنا فيه. إنما حدثناه أبو سعيد وقد رجعنا عن الرواية الأولة.
قلت لحمزة: ابن عقدة هو الذي نبه يحيى؟ فتوقف، ثم قال: ابن عقدة أو غيره.
وبه: حدثنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدثني أبو إسحاق الطبري، سمعت ابن الجعابي يقول: دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات، سمع في الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية في حياة ابن منيع، فطلب مني شيئا من حديث ابن صاعد لينظر فيه، فجئت إلى ابن صاعد، فسألته، فدفع إلي مسند علي، فتعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به! مع اتساعه في حديث الكوفيين، وحملته إلى ابن عقدة، فنظر فيه، ثم رده علي، فقلت: أيها الشيخ، هل فيه شيء يستغرب؟ فقال: نعم؛ فيه حديث خطأ. فقلت: أخبرني به. فقال: لا والله لا عرفتك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية، وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد، فطالت علي الأيام انتظارا لوعده، فلما خرج إلى الكوفة، سرت معه، فلما أردت مفارقته، قلت: وعدك؟ قال: نعم، الحديث عن أبي سعيد الأشج، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا. فودعته، وجئت إلى ابن صاعد، فأعلمته بذلك، فقال:
لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة -يعني: ابن عقدة- ثم رجع يحيى إلى الأصول، فوجد عنده الحديث عن شيخ غير الأشج، عن ابن أبي زائدة، فجعله على الصواب.
قلت: كذا أورد الخطيب هذه الحكاية، وخلاها، وذهب غير متعرض لنكارتها.
فأما يحيى بن زكريا أحد حفاظ الكوفة، فتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقد روى عنه: ابن معين، وأبو كريب، وهناد، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق كثير، من آخرهم يعقوب الدورقي. ويقال: مات سنة اثنتين وثمانين. وكان إذ ذاك أبو سعيد الأشج شابا مدركا بل ملتحيا. وقد ارتحل وسمع من هشيم. وموته بعد يحيى بأشهر، فما يبعد سماعه من يحيى بن زكريا.
قال الحاكم: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقول في أبي العباس، قال: في ماذا؟ قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم.
وبه قال الخطيب: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم البصري -لفظا- حدثنا محمد بن عدي بن زحر، سمعت محمد بن الفتح القلانسي، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة- يعني: ابن عقدة.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي الواسطي المقرئ، أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا ابن عدي سمعت عبدان الأهوازي يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر حديثه معهم -يعني: لما كان يظهر من الكثرة والنسخ. وتكلم فيه مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه.
وبه: حدثني الصوري، قال لي زيد بن جعفر العلوي، قال لنا علي بن محمد التمار، قال لنا أبو العباس بن عقدة: كان قدامي كتاب فيه نحو خمس مائة حديث، عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا. قال التمار: فلما كان يوم من الأيام، قال لبعض وراقيه: قم بنا إلى بجيلة موضع المغنيات. فقال: أيش نعمل؟ قال: بلى، تعال فإنها فائدة لك، فامتنعت فغلبني على المجيء، فجئنا جميعا إلى الموضع. فقال لي: سل عن قصيعة المخنث. فقلت: الله الله يا سيدي، ذا فضيحة. قال: فحملني الغيظ، فدخلت، فسألت عن قصيعة، فخرج إلي رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء، فجئت به إليه، فقال: يا هذا امض، فاطرح ما عليك، والبس قميصك، وعاود فمضى، ولبس قميصه، وعاد، فقال: ما اسمك؟ قال: قصيعة. فقال: ما اسمك على الحقيقة؟ قال: محمد ابن علي. قال: صدقت، ابن من؟ قال:
ابن حمزة، قال: ابن من؟ قال: لا أدري والله يا أستاذي. قال: ابن حمزة بن فلان بن فلان بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي، فأخرج من كمه الجزء، فدفعه إليه، فقال: أمسك هذا، فأخذه، فقال: ادفعه إلي. ثم قال له: قم فانصرف. ثم جعل أبو العباس يقول: دفع إلي فلان بن فلان كتاب جده، فكان فيه كذا وكذا.
قال الخطيب: سمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا أخذوا في المذاكرة، شرطوا أن يعدلوا، عن حديث ابن عقدة لاتساعه، وكونه مما لا ينضبط.
وبه حدثني الصوري، سمعت عبد الغني يقول: لما قدم الدارقطني مصر أدرك حمزة بن محمد بن الكناني الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه، وأخذا يتذاكران، فلم يزالا كذلك حتى ذكر حمزة عن ابن عقدة حديثا. فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أبي العباس، ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة، أو كما قال.
قال أبو جعفر الطوسي في ’’تاريخه’’: كان ابن عقدة زيديا جاروديا، على ذلك مات، وإنما ذكرته في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم. وله تاريخ كبير في ذكر من روى الحديث من الناس كلهم وأخبارهم، ولم يكمل، وكتاب ’’السنن’’ وهو عظيم، قيل: إنه حمل بهيمة، وله كتاب ’’من روى عن علي’’، وكتاب ’’الجهر بالبسملة’’، وكتاب ’’أخبار أبي حنيفة’’، وكتاب ’’الشورى’’، وذكر أشياء كثيرة.
ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخا، ويأمرهم أن يرووها.
قال ابن عدي: سمعت الباغندي يحكي فيه نحو ذلك، وقال: كتب إلينا أنه خرج بالكوفة شيخ عنده نسخ، فقدمنا عليه، وقصدنا الشيخ، فطالبناه بأصول ما يرويه، فقال: ليس عندي أصل، وإنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ. فقال: اروه يكن لك فيه ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد.
حمزة السهمي: سألت محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن ابن عقدة، فقال: دخلت إلى دهليزه، وفيه رجل يقال له: أبو بكر البستي، وهو يكتب من أصل عتيق، حدثنا محمد بن القاسم السوداني، حدثنا أبو كريب، فقلت له: أرني. فقال: أخذ علي ابن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت به حتى أخذته، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفيه سماعي. وخرج ابن سعيد وهو في يدي، فحرد على البستي، وخاصمه، ثم التفت إلي، فقال: هذا عارضنا به الأصل، فأمسكت عنه. قال ابن سفيان: وهو ذا الكتاب عندي، قال حمزة: وسمعت ابن سفيان، يقول: كان أمره أبين من هذا.
وبه حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد القصري، سمعت محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ، يقول: وجه إلى ابن عقدة بمال من خراسان، وأمر أن يعطيه بعض الضعفاء، وكان على بابه صخرة عظيمة، فقال لابنه: ارفعها، فلم يستطع، فقال: أراك ضعيفا، فخذ هذا المال، ودفعه إليه.
وبه: حدثنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: سئل الدارقطني -وأنا أسمع- عن ابن عقدة، فقال: كان رجل سوء.
وبه: أخبرنا البرقاني، سألت أبا الحسن عن ابن عقدة: ما أكثر ما في نفسك عليه؟ قال: الإكثار بالمناكير.
وبه: حدثني علي بن محمد بن نصر، سمعت حمزة بن يوسف، سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: كان ابن عقدة في جامع براثا يملي مثالب الصحابة، أو قال الشيخين، فلا أحدث عنه بشيء.
قال أبو أحمد بن عدي: هو صاحب معرفة وحفظ وتقدم في الصنعة، رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ثم إن ابن عدي قوى أمره، ومشاه، وقال: لولا أني شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه -يعني: ولا أحابي- لم أذكره، لما فيه من الفضل والمعرفة.
ثم إن ابن عدي والخطيب لم يسوقا له شيئا منكرا.
وذكر ابن عدي في ترجمة أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أن ابن عقدة سمع، منه، ولم يحدث عنه: لضعفه عنده.
وقيل: إن الدارقطني كذب من يتهمه بالوضع، وإنما بلاؤه من روايته بالوجادات، ومن التشيع.
قال ابن عدي: رأيت فيه من المجازفات، حتى إنه يقول: حدثتني فلانة، قالت: هذا كتاب فلان، قرأت فيه، قال: حدثنا فلان.
قال أبو الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ: مات ابن عقدة لسبع خلون من ذي القعدة، سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
وكان قال لي قديما، وكتب لي إجازة، كتب فيها يقول: أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى سعيد بن قيس، ثم ترك ذلك آخر أيامه. وكتب مولى عبد الوهاب بن موسى الهاشمي، ثم ترك ذلك.
وسمعته يقول: ولدت سنة تسع وأربعين ومائتين. فيقال: ولد في نصف محرمها.
مات مع ابن عقدة في العام المذكور صاحب ابن أبي الدنيا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللنباني الأصبهاني، وشيخ العربية أبو العباس أحمد بن محمد بن ولاد التميمي المصري، وشيخ المالكية بقرطبة أيوب ابن صالح بن سليمان المعافري، والعباس بن محمد بن قوهيار النيسابوري، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري، وأبو بكر محمد بن بشر بن بطريق الزبيري العسكري المصري، ومسند نيسابور أبو بكر محمد ابن الحسين بن الحسن القطان، وأبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي، وأبو روق الهزاني، وأبو الفضل يعقوب بن إسحاق الفقيه، وأبو عمر أحمد بن عبادة الرعيني بالأندلس.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 528

أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الهمداني يعرف بابن عقدة، كان صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصناعة، إلا أني رأيت مشايخ بغداد مسيئين الثناء عليه.
وسمعت أبي بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخا ويأمرهم أن يرووها، فكيف يتدين بالحديث وهو يعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم، ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيوخ بالكوفة.
وسمعت محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيها بذلك، وقال: كتب إلينا؛ أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفيين، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ، فطالبناه بأصول ما يرويه واستقصينا عليه، فقال: لنا ليس عندي أصل، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ فقال: ارويها يكن لك فيه ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعونه منك، أو كما قال، وقد كان من المعرفة والحفظ بمكان، وقد رأيت فيه مجازفات في روايته، حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت ’’ هذا كتاب فلان فقرأت فيه: حدثنا فلان، وهذه مجازفة، وكان مقدما في الشيعة وفي هذه الصنعة أيضا، ولم أجد بدا من ذكره لأني شرطت في أول كتابي هذا؛ أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم ولا أحابي، ولولا ذاك لم أذكره للذي كان فيه من الفضل والمعرفة.
وسمعت ابن مكرم يقول: كان ابن عقدة معنا عند ابن لعثمان بن سعيد المري بالكوفة في بيت، ووضع بين أيدينا كتبا كثيرة، فنزع ابن عقدة سراويله وملأه من كتب الشيخ سرا منه ومنا، فلما خرجنا قلنا له: ما هذا الذي معك؟ لم حملته؟ فقال: دعونا من ورعكم هذا.
وسمعت عبدان الأهوازي يقول: ابن عقدة قد خرج من معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر حديثه معهم، يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ، وتكلم فيه مطين بآخرة لما حبس كتبه عنه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 5( 1997) , ج: 1- ص: 338

أحمد بن محمد بن سعيد عبد الرحمن أبو العباس بن عقدة الحافظ أخبرنا أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ بالكوفة، حدثنا يحيى بن زكريا ، بن شيبان، حدثنا علي بن سيف بن عميرة، حدثني أبي، حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي، حدثني أبي، عن ثعلبة أبي بحر، عن أنس، قال: استضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «عجبت لأمر المؤمن أن الله عز وجل لا يقضي له قضاء إلا كان خيرا له»

  • مؤسسة الرسالة , دار الإيمان - بيروت , طرابلس-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 167

أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العباس، محدث الكوفة، شيعي متوسط. ضعفه غير واحد، وقواه آخرون.
قال ابن عدي: صاحب معرفة وحفظ وتقدم في الصنعة، رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ثم قوى ابن عدي أمره، وقال: لولا أنى شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه - يعنى ولا أحابى - لم أذكره للفضل الذي كان فيه من الفضل
والمعرفة، ثم لم يسق ابن عدي له شيئا منكرا.
وذكر في ترجمة العطاردي أن ابن عقدة سمع منه، ولم يحدث عنه لضعفه عنده.
قلت: وقد سمع من أبي جعفر بن المنادى، ويحيى بن أبي طالب، والكبار.
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو عمر بن مهدي، وابن الصلت، وأبو الحسين ابن المتيم.
وعقدة لقب لأبيه لعلمه بالتصريف والنحو، وكان عقدة ورعا ناسكا، وروى أبو الفضل بن حنزابة الوزير، عن الدارقطني، قال: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن ابن مسعود أحفظ من أبي العباس بن عقدة.
وقال أحمد بن الحسن بن هرثمة:
كنت بحضرة ابن عقدة أكتب عنه وفي المجلس هاشمي، فجرى حديث الحفظ، فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت، هذا سوى غيرهم، وضرب بيده على الهاشمي.
قال الخطيب: حدثنا أبو العلاء الواسطي، سمعت محمد بن عمر بن يحيى العلوي يقول: حضر ابن عقدة عند أبي، فقال له: قد أكثر الناس في حفظك، فأحب أن تخبرني.
فامتنع، فأعاد عليه المسألة، وعزم عليه، فقال: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث.
قال الخطيب: وحدثنا التنوخي، سمعت محمد بن عمر العلوي يقول: قال أبي لابن عقدة: بلغني من حفظك ما استكثرته، فكم تحفظ؟ قال: أحفظ بالأسانيد والمتون خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع بستمائة ألف حديث.
وقال عبد الغنى بن سعيد: سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.
وقال أبو سعد المالبنى: أراد ابن عقدة أن يتحول فكانت كتبه ستمائة حملة.
وقال البرقاني: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير.
وروى حمزة بن محمد بن طاهر عن الدارقطني، قال: كان رجل سوء، يشير إلى الرفض.
قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي: سئل الدارقطني، عن ابن عقدة، فقال: لم يكن في الدين بالقوي، وأكذب من يتهمه بالوضع، إنما بلاؤه من هذه الوجادات.
وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملى مثالب الصحابة - أو قال: مثالب / الشيخين - فتركت حديثه.
وقال ابن عدي: رأيت فيه مجازفات، حتى كان يقول: حدثتني فلانة، قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: قال: حدثنا فلان - قال: وكان مقدما في الشيعة.
وقال ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخنا بالكوفة على الكذب، يسوى لهم نسخا، ويأمرهم أن يرووها ثم يرويها عنهم.
قلت: مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 136

أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ: مشهور، ضعفوه.

  • مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 8

أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان أبو العباس الكوفي، المعروف بابن عقدة.
سمع محمد بن عبيد الله المنادي، وعلي بن داود القنطري، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن روح المدائني، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وعبد الله بن أسامة الكلبي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم العقيلي، وأحمد بن يحيى الصوفي، والحسن بن علي بن عفان
العامري، ومحمد بن الحسين الحنيني، ويعقوب بن يوسف بن زياد، ومحمد بن إسماعيل الراشدي، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، والحسن بن عتبة الكندي، وعبد الله بن أحمد بن المستورد، والحسن بن جعفر بن مدرار، وعبد العزيز بن محمد بن زبالة المديني، وعبد الله بن أبي مسرة المكي، وغيرهم.
قال الخطيب: كان حافظاً عالماً مكثراً، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية، وانتشر حديثه، وروى عنه الحفاظ والأكابر مثل أبي بكر بن الجعابي، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي القاسم الطبراني، ومحمد بن المظفر، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأبي عبيد الله المرزباني، ومن في طبقتهم وبعدهم.
وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي، وأبو الحسين بن المتيم، وأبو الحسن بن الصلت.
وروى الخطيب عن أبي علي البقال: كان أبو العباس أحفظ من كان في عصرنا للحديث. وعن أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري، قال: قال لي أبو العباس بن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم
أنه أحفظ مني فقلت: لا تطول نقدم إلى دكان وراق، ونضع القبان، ونرى من الكتب ما شئت ثم تلقي علينا فنذكره، فبقي.
وعن أبي علي الحافظ: ما رأيت أحداً أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة.
وعن الدارقطني: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه.
وعنه سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة.
قال: وكان أبوه عقدة أنحى الناس.
عن أبي الطيب أحمد بن الحسن بن هرثمة قال: كنا بحضرة أبي العباس بن عقدة نكتب عنه وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم، وضرب بيده على الهاشمي.
وعن أبي بكر بن أبي دارم سمعت أبا العباس يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث.
ثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب من حفظه غير مرة، قال: سمعت أبا الحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوي يقول: حضر أبو العباس بن عقدة عند أبي في بعض الأيام فقال له: يا أبا العباس قد أكثر الناس علي في حفظك للحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ؟ فامتنع، وأظهر كراهة لذلك، فأعاد المسألة وقال: عزمت عليك إلا أخبرتني، فقال أبو العباس: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث.
قال أبو العلاء: وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عن أبي العباس بن عقدة مثل ذلك.
حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي من حفظه قال: سمعت أبا الحسن محمد بن عمر العلوي يقول: كانت الرياسة بالكوفة في بني الغدان قبلنا، ثم فشت رياسة بني عبيد الله، فعزم أبي على قتالهم وجمع الجموع، فدخل عليه أبو العباس بن عقدة وقد جمع جزءاً فيه ست وثلاثون ورقة فيها حديث كثير لا أحفظ قدره في صلة الرحم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أهل البيت وعن أصحاب الحديث، فاستعظم أبي ذلك واستكثره فقال له: يا أبا العباس بلغني من حفظك للحديث ما استكثرته واستنكرته فكم تحفظ؟ فقال له: أنا أحفظ متسقاً من الحديث بالأسانيد والمتون خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث.
حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن مخلد الوراق بحضرة أبي بكر الدقاق
قال: سمعت عبد الله الفارسي، وعرفة البرقاني يقول: أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عن ابن عقدة فلما أردنا الانصراف ودعناه فقال ابن عقدة: قد اكتفيتم بما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث. قال: فقلت أيها الشيخ نحن أخوة أربعة قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث.
حدثني الصوري قال: قال لي عبد الغني بن سعيد سمعت الدارقطني يقول: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا تعلم الناس ما عنده.
قال الصوري: وقال لي أبو سعد الماليني: أراد ابن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع إلى كل واحد منهم دانقاً لكل كرة، فوزن لهم أجورهم مائة درهم، وكانت كتبه ستمائة حملة.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن أحمد بن محمد الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول:
روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثاً أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة الحافظ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى، وحبس ابن عقدة، فقال الوزير من نسأل ونرجع إليه؟ فقالوا ابن أبي حاتم. فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك فنظر وتأمل، فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة، وارتفع شأنه.
حدثني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قال سمعت جماعة يذكرون أن يحيى بن صاعد كان يملي حديثه عن حفظه من غير نسخة، فأملى يوماً في مجلسه حديثاً عن أبي كريب، عن حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمرو، فعرض على أبي العباس بن عقدة، فقال: ليس هذا الحديث عند أبي محمد عن أبي كريب، وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد فنظر في أصله فوجده كما قال، فلما اجتمع الناس قال لهم: إنا كنا حدثناكم عن أبي كريب عن حفص عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه إنما حدثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث وقد رجعنا عن الرواية الأولى. قلت لحمزة: ابن عقدة الذي نبه يحيى على هذا؟ فتوقف، ثم قال: ابن عقدة أو غيره.
حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، ثنا أبو إسحاق الطبري قال: سمعت ابن الجعابي يقول: دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات، فسمع في الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية في حياة ابن منيع فطلب مني شيئاً من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه فجئت إلى ابن صاعد وسألته أن يدفع إلي شيئاً من حديثه لأحمله إلى ابن عقدة، فدفع إلي مسند علي بن أبي طالب، فتعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به، مع اتساعه في حديث الكوفيين وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه ثم رده علي فقلت: أيها الشيخ هل فيه شيء يستغرب؟ فقال: نعم، فيه حديث خطأ فقلت: أخبرني به. فقال: والله لا عرفتك ذلك حتى
أجاوز قنطرة الأشرية، وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد فطالت علي الأيام انتظاراً لوعده، فلما خرج إلى الكوفة سرت معه، فلما أردت مفارقته قلت: وعدكم ؟! فقال: نعم، الحديث عن أبي سعيد الأشج عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له: ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة؟ فقال: كذا يقولون. فقلت له: في كتابك حديث عن الأشج عنه فما حاله؟ فقال لي: عرفك ذلك ابن عقدة؟ فقلت: نعم. فقال: لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يحيى إلى الأصول فوجد الحديث عنده عن شيخ غير أبي سعيد عن ابن أبي زائدة، وقد أخطأ في نقله فجعله على الصواب، أو كما قال. حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم البصري لفظاً، قال: سمعت محمد بن عدي بن زحر يقول: سمعت محمد بن الفتح القلانسي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة، يعني أبا العباس ابن عقدة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، ثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت عبدان الأهوازي يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم، يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ، وتكلم فيه مطين بأخرةٍ لما حبس كتبه عنه.
حدثني محمد بن علي الصوري، قال: قال لي أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي، قال لنا: أبو الحسن علي بن محمد التمار قال لنا أبو العباس بن سعيد كان قدامي كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقاً قال: فلما كان يوم من الأيام قال لبعض وراقيه قم بنا إلى بجيلة موضع المغنيات، فقلت: أيش نعمل؟ فقال: بلى تعال فإنها فائدة لك، قال: فامتنعت عليه، فغلبني على المجيء، قال: فجئنا جميعاً إلى الموضع، فقال لي: سل عن قصيعة المخنث. قال: فقلت الله الله يا سيدي يا أبا العباس ذا فضيحة لا يفضحنا قال: فحملني الغيظ فدخلت فسألت عن قصيعة فخرج إلي رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء فجئت به إليه، فقلت له: هذا قصيعة، فقال: يا هذا امض فاطرح ما عليك، والبس قميصك، وعاود، فمضى ولبس قميصه وعاد، فقال له: ما اسمك؟ قال قصيعة فقال: دع هذا عنك هذا شيءٌ لقبك هؤلاء ما اسمك على الحقيقة؟ قال: محمد قال: صدقت ابن من؟ قال: ابن علي قال: صدقت ابن من؟ قال: ابن حمزة. قال: ابن من؟ قال: لا أدري والله يا أستاذي، قال: أنت محمد بن علي بن حمزة بن فلان بن حبيب بن ثابت الأسدي، قال فأخرج من كمه الجزء فدفعه إليه، فقال له: امسك هذا، فأخذه [قال] ثم ادفعه إلي، ثم قال له: قم انصرف، قال: ثم جعل أبو العباس يقول: دفع إلي فلان بن فلان بن فلان بن حبيب بن أبي ثابت كتاب جده فكان فيه كذا وكذا.
قال أبو بكر: وسمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا أخذوا في المذاكرة شرطوا أن يعدلوا عن حديث أبي العباس بن عقدة لاتساعه وكونه لا ينضبط فحدثني الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: لما قدم أبو الحسن الدارقطني مصر أدرك حمزة بن محمد الكناني الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران، فلم يزالا كذلك حتى ذكر حمزة عن أبي العباس بن عقدة حديثاً، فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أبي العباس، ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره أو كما قال.
أخبرنا أبو سعد الماليني إجازةً، وحدثنيه أحمد بن سليمان المقري عن أبي عبد الله بن عدي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقد لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخةً، ويأمرهم أن يرووها، فكيف يتدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم، ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة.
قال ابن عدي: وسمعت محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيهاً بذلك، وقال: كتب إلينا أنه قد خرج شيخٌ بالكوفة عنده نسخ الكوفيين، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه واستقصينا عليه، فقال لنا: ليس عندي أصل، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، فقال: اروه يكن لك فيه ذكر ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك، أو كما قال.
حدثني علي بن محمد بن نصر، قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن ابن عقدة فقال: وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل في كتابه إلينا ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سفيان واللفظ لحديث حمزة، قال: دخلت إلى دهليز ابن عقدة وفيه رجل كان مقيماً عندنا يقال له أبو بكر البستي، وهو يكتب من أصل عتيق حدثنا محمد بن القاسم السوداني، ثنا أبو كريب، فقلت له: أرني. فقال: قد أخذ علي بن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت به حتى أخذته منه، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفيه سماعي، وخرج ابن سعيد وهو في يدي، فخرج علي البستي وخاصمه. ثم التفت إلي فقال: هذا عارضنا به الأصل، فأمسكت عنه، فقال ابن سفيان: وهو ذا الكتاب عندي. قال حمزة: وسمعت ابن سفيان يقول: كان أمره أبين من هذا.
حدثني أبو عبد الله بن أحمد بن أحمد بن محمد القصري قال: سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ يقول: وجه إلى أبي العباس ابن عقدة من خراسان بمال، وأمر أن يعطيه بعض الضعفاء، وكان على باب داره صخرة عظيمة، فقال لابنه: ارفع هذه الصخرة، فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها، فقال له: أراك ضعيفاً، فخذ هذا المال، ودفعه إليه.
حدثنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: سئل أبو الحسن الدارقطني وأنا أسمع عن أبي العباس بن عقدة فقال: كان رجل سوء.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: كان أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في جامع براثا يملي مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال الشيخين: يعني: أبا بكر وعمر، فتركت حديثه، لا أحدث عنه بشيء، وما سمعت منه بعد ذلك شيئاً.
أخبرنا البرقاني قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي العباس بن عقدة، فقلت: أيش أكثر ما في نفسك عليه؟ فوقف ثم قال: الإكثار بالمناكير.
حدثني محمد بن علي المقرئ، ثنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري قال: قلت لأبي علي الحافظ إن بعض الناس يقول في أبي العباس قال في ماذا؟ قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمامٌ حافظٌ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم انتهى.
وقال ابن عدي: صاحب معرفة، وحفظ، وتقدم في الصنعة، رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ولولا أني شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه لم أذكره للفضل الذي كان فيه والمعرفة ثم لم يسق له شيئاً منكراً وذكر في ترجمة
العطاردي أن ابن عقدة سمع منه ولم يحدث عنه لضعفه عنده.
قلت: وهذا يرد ما حكي عن ابن أبي غالب من أنه يسوي النسخ.
وقال يوسف بن أحمد الشيرازي: سئل الدارقطني عن ابن عقدة فقال: لم يكن بالقوي، وأكذب من يتهمه بالوضع، وإنما بلاؤه هذه الوجادات.
وقال حمزة السهمي: ما يتهم مثل أبي العباس بالوضع إلا طبل، وقال حمزة عن الدارقطني: أشهد أن من اتهمه بالوضع فقد كذب.
وأما قوله رجل سوء أو نحوه فالمراد به التشيع، والناس يختلفون في أمانته فمن راض به ومن متسخط به.
وقال الخليلي: أبو العباس من الحفاظ الكبار، وهو شيخ الشيعة، في حديثه نظر، فإنه يروي نسخاً عن شيوخ لا يعرفون، ولا يتابع عليها.
وقال المهرواني: أراد مطين أن ينشر أن ابن عقدة كذاب، ويصنف في ذلك، فمات قبل أن يفعل.
توفي ابن عقدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين..

  • مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1

ابن عقدة حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد الكوفي
مولى بني هاشم أبوه نحوي صالح يلقب عقدة
سمع أمماً لا يحصون وكتب العالي والنازل حتى عن أصحابه وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث ورحلته قليلة ألف وجمع
حدث عنه الدارقطني وقال أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بها من زمن ابن مسعود إلى زمنه أحفظ منه
وعنه أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها وأجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم
وقال أبو علي ما رأيت أحفظ منه لحديث الكوفيين وعنده تشيع
ولد سنة تسع وأربعين ومائتين ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 350

الحافظ الكبير أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 111

أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الهمداني
يعرف بابن عقدة كانت له معرفة حسنة وحفظ
قال ابن عدي إلا أنني رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه ويقولون كان لا يتدين بالحديث ويحمل شيوخاً بالكوفة على الكذب ويسوي لهم نسخا ويأمرهم بروايتها
وقال الدارقطني كان ابن عقدة رجل سوء

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 1

ابن عقدة
الحافظ الكبير، أبو العباس، أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، الكوفي، مولى بني هاشم.
روى عن: أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي، والحسن بن علي بن عفان، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن مكرم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن أسامة الكلبي، وخلق كثير.
روى عنه: الجعابي، والطبراني، وابن عدي، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وابن جميع، وأبو عمر بن مهدي، وأبو الحسن بن الصلت، وأبو الحسين بن المتيم، وغيرهم.
وكتب العالي والنازل، والصحيح والباطل، وكان إليه المنتهى في الحفظ، وكثرة الحديث، والغرائب.
وعقدة لقب أبيه، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو، وكان ورعاً ناسكاً، يعلم القرآن والأدب.
قال الدارقطني: كان أنحى الناس.
وقال الخطيب: كان ابن عقدة حافظاً، عالماً مكثراً، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية، وانتشر حديثه. وروى عنه الحفاظ والأكابر.
وقال أبو الفضل بن حنزابة الوزير: سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه.
وقال أبو أحمد الحاكم: قال لي أبو العباس بن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني، فقلت له: لا تطول، نتقدم
إلى دكان وراق، ونضع القبان ونزن من الكتب ما شئت، ثم يلقى علينا فنذكره. فبقي.
وقال أبو علي الحافظ: ما رأيت أحداً أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة.
وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدارقطني يقول: كان أبو العباس بن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده.
قال الدارقطني: وسمعت ابن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاث مئة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصةً.
وقال البرقاني: سألت الدارقطني عن ابن عقدة، فقلت: أيش أكبر ما في نفسك عليه؟ فوقف ثم قال: الإكثار بالمناكير.
وقال حمزة بن مححد بن طاهر الدقاق: سئل الدارقطني - وأنا أسمع - عن ابن عقدة فقال: كان رجل سوء.
وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدين بالقوي.
وقال ابن عدي: كان صاحت معرفة وحفظ، ومقدماً في هذه الصنعة، إلا أني رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه.
وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخاً ويأمرهم أن يرووها، فكيف يتدين بالحديث، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة.
قال ابن عدي: وقد كان ابن عقدة من المعرفة والحفظ بمكان، وقد رأيت فيه مجازفات في روايته، وكان مقدماً في الشيعة، وفي هذه الصنعة أيضاً، ولم أجد بداً من ذكره؛ لأني شرطت في أول كتابي هذا أن أذكر كل من تكلم فيه متكلم ولا أحابي، ولولا ذلك لم أذكره للفضل الذي كان فيه.
قلت: ابن عقدة لا يتعمد وضع متن، لكنه يجمع الغرائب والمناكير، وكثير الرواية عن المجاهيل، والله أعلم بحاله في الأسانيد.
وكان مولده في سنة تسع وأربعين ومئتين.
ومات في ذي العقدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
وفيها: مات بأصبهان أبو الحسن، أحمد بن محمد بن عمر اللنباني، راوي تصانيف ابن أبي الدنيا. ومسند مصر أبو بكر محمد بن بشر الزبيري العكري. ومسند نيسابور أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري، والله أعلم.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1