ابن دراج أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي، أبو عمر: شاعر كاتب من أهل (قسطلة دراج) المسماة اليوم (Cacella) قرية في غرب الأندلس منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. له (ديوان شعر) في جزأين. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضا من شعره.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 211
ابن دراج القسطلي أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج الأندلسي القسطلي الكاتب، كاتب المنصور ابن أبي عامر وشاعره؛ كان من جملة الفحول في شعراء المغاربة والعلماء المتقدمين. ذكره الثعالبي في اليتيمة وقال في حقه: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام وهو أحد الشعراء الفحول وكان يجيد ما ينظم ويقول. وأورد له أشياء مليحة. وذكره ابن بسام في الذخيرة وساق طرفا من رسائله ونظمه. وأمره المنصور ابن أبي عامر أن يعارض أبا نواس في قصيدته التي أولها:
أجارة بيتينا أبوك غيور
فأنشده قصيدة بليغة من جملتها:
ألم تعلمي أن الثواء هو التوى | وأن بيوت العاجزين قبور |
تخوفني طول السفار وإنه | لتقبيل كف العامري سفير |
دعيني أرد ماء المفاوز آجنا | إلى حيث ماء المكرمات نمير |
فإن خطيرات الهالك ضمن | لراكبها أن الجزاء خطير |
ولما تداعت للوداع وقد هفا | بصبري منها أنه وزفير |
تناشدني عهد المودة والهوى | وفي المهد مبغوم النداء صغير |
عيي بمرجوع الخطاب ولحظه | بموقع أهواء النفوس خبير |
تبوأ ممنوع القلوب ومهدت | له أذرع محفوفة ونحور |
فكل مفداة الترائب مرضع | وكل محياة المحاسن ظير |
عصيت شفيع النفس فيه وقادني | رواح لتدآب السرى وبكور |
لئن ودعت مني غيورا فإنني | على عزمتي من شجوها لغيور |
ولو شاهدتني والهواجر تلتظي | علي ورقراق السراب يمور |
أسلط حر الهاجرات إذا سطا | على حر وجهي والأصيل هجير |
وأستنشق النكباء وهي لوافح | وأستوطن الرمضاء وهي تفور |
وللموت في عين الجبان تلون | وللذعر في سمع الجريء صفير |
لبان لها أني من الضيم جازع | وأني على مض الخطوب صبور |
ولو بصرت بي والسرى جل عزمتي | وجرسي لجنان الفلاة سمير |
وأعتسف الموماة في غسق الدجى | وللأسد في غيل الغياض زئير |
وقد حومت زهر النجوم كأنها | كواعب في خضر الحدائق حور |
ودارت نجوم القطب حتى كأنها | كئوس مها والى بهن مدير |
وقد خيلت طرق المجرة أنها | على مفرق الليل البهيم قتير |
وثاقب عزمي والظلام مروع | وقد غض أجفان النجوم فتور |
لقد أيقنت أن المنى طوع همتي | وأني بعطف العامري جدير |
سأمنع قلبي أن يحن إليك | وأنهى دموعي أن تفيض عليك |
أغدرا ولم أغدر وخونا ولم أخن | لقد ضاع لي صدق الوفاء لديك |
أصد بوجهي عن سنا الشمس طالعا | لأن صار منسوب الصفات إليك |
وأستفظع الشد اللذيذ مذاقه | لمطعمه الموجود في شفتيك |
وأصرف عن ذكراك سمعي ومنطقتي | ولو نازعتنيه حمامة أيك |
ولو عن لي ظبي الفلاة اجتنبته | لتمثال عينيك وسالفتيك |
كفي شئونك ساعة فتأملي | فلعلها بشرى الصباح المقبل |
وتنجزي وعد المشارق وانظري | واستخبري زهر الكواكب واسألي |
فلعل غايات الدجى أن تنتهي | وعسى غيابات الأسى أن تنجلي |
لا تخدعي بدموع عينك في الورى | قلبا يعز عليه أن تتذللي |
وتحملي شجن النوى لا تمكني | أيدي الصبابة من عنان تجملي |
لا تخذلي بالعجز عزمي بعدما | شافهت أعجاز النجوم الأفل |
فليسعدن الحزم إن لم تسعدي | وليفعلن الحق إن لم تفعلي |
ولأعسفن الليل غير مشيع | ولأركبن الهول غير مذلل |
وكأنما الشعرى سراج موقد | وقف على طرق النجوم الضلل |
وكأن ملتزم الفراقد قطبها | ركب على عرفان داثر منزل |
وتحولت أم النجوم كأنها | زهر تراكم فوق مجرى جدول |
إلى أي ذكرى بعد ذكراك أرتاح | ومن أي بحر بعد بحرك أمتاح |
إليك انتهى الري الذي بك ينتهي | ويسرح لي الرأي الذي بك يلتاح |
وفي مائك الإغداق والصفو والروا | وفي ظلك الريحان والروح والراح |
وكل بأثمار الحياة مهدل | وبالعطف مياس وبالعرف مياح |
فأغدق للظمآن محيا ومشرب | وأفسح بالضاحي غصون وأدواح |
تغني طيور اليمن فيها كأنما | بعلياك تشدو أو لذكراك ترتاح |
فألحانها في سمع من أنت حزبه | أغان وفي أسماع شانيك أنواح |
أوجفت خيلي في الهوى وركابي | وقذفت نبلي بالصبا وحرابي |
وسللت في سبل الغواية صارما | عضبا ترقرق فيه ماء شبابي |
ورفعت للشوق المبرح راية | خفاقة بهوائج الأطراب |
ولبست للوام لأمة خالع | مسرودة بصبابة وتصاب |
وبرزت للشكوى بشكة معلم | نكص الملام بها على الأعقاب |
فاسأل كمين الشوق كيف أثرته | بغروب دمع صبابة التسكاب |
واسأل جنود العذل كيف لقيتها | في جحفل البرحاء والأوصاب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
ابن دراج القسطلي الشاعر اسمه أحمد بن محمد بن العاص.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
ابن دراج الأديب، إمام البلغاء، والشعراء، أبو عمر، أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج، القسطلي، الأندلسي.
قال ابن حزم: لو قلت: إنه لم يكن بالأندلس أشعر منه، لم أبعد، وقال: لا يتأخر عن شأو حبيب والمتنبي.
وكان من كتاب الإنشاء في دولة المنصور بن أبي عامر.
له ديوان مشهور. عاش أربعا وسبعين سنة.
توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وقسطلة بليدة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 107
ابن دراج العلامة المنشىء البليغ، أبو عمر، أحمد بن محمد بن العاص، القسطلي، الأندلسي، من أعيان الأدباء، وفحول الشعراء.
قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.
قلت: هو من كتاب المنصور الحاجب، فقال فيه قصيدة، منها يقول:
ألم تعلمي أن الثواء هو النوى | وأن بيوت العاجزين قبور |
تخوفني طول السفار وإنه | لتقبيل كف العامري سفير |
دعيني أرد ماء المفاوز آجنا | إلى حيث ماء المكرمات نمير |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 181