ابن العريف أحمد بن محمد بن موسى الصنهاجي الاندلسي المري، أبو العباس: فاضل شهير بالصلاح. له شعر ومشاركة في العلوم. وصنف كتاب ’’محاسن المجالس - ط) على طريق القوم. نسبته إلى المرية ووفاته بمراكش.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 215
ابن العريف الأندلسي أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي الأندلسي المربي المعروف بابن العريف.
كان من كبار العلماء الصالحين والأولياء المتورعين وله المناقب المشهورة وله كتاب المجالس وغيره من الكتب المتعلقة بطريق القوم، وبينه وبين القاضي عياض بن موسى مكاتبات، وكان عنده مشاركة في أشياء من العلوم وعناية بالقراءات وجمع للروايات واهتمام بطرقها وحملها. وكان العباد والزهاد يألفونه ويحمدون صحبته. قال ابن خلكان: حكى بعض المشايخ الفضلاء أنه رأى بخطه فصلا في حق أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري الأندلسي فقال فيه: كان لسان ابن حزم المذكور وسيف الحجاج ابن يوسف شقيقين؛ وإنما قال ذلك لأن ابن حزم كثير الوقوع في الأئمة المتقدمين والمتأخرين لم يكد يسلم منه أحد. وسعي بابن العريف إلى صاحب مراكش فأحضره إليها فمات فاحتفل الناس بجنازته، وظهرت له كرامات، وندم علي بن يوسف بن تاشفين صاحب مراكش على استدعائه؛ وتوفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمراكش رحمه الله تعالى؛ ومن شعره:
شدوا المطي وقد نالوا المنى بمنى | وكلهم بأليم الشوق قد باحا |
سارت ركائبهم تندى روائحها | طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا |
نسيم قبر النبي المصطفى لهم | روح إذا شربوا من ذكره راحا |
يا واصلين إلى المختار من مضر | زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا |
إنا أقمنا على عذر وعن قدر | ومن أقام على عذر كمن راحا |
تمشى والعيون له سوام | وفي كل النفوس إليه حاجه |
وقد ملئت غلائله شعاعا | كما ملئت من الخمر الزجاجه |
إذا نزلت بساحتك الرزايا | فلا تجزع لها جزع الصبي |
فإن لكل نازلة عزاء | بما قد كان من فقد النبي |
إن لم أمت شوقا إليك فإنني | سأموت شوقا أو أموت مشوقا |
ألبستني ثوب الضنى فعشقته | من ذا رأي قبلي ضنى معشوقا |
لا قر قلبي في مقر جوانحي | إن لم يطر قلبي إليك خفوقا |
وبرئت من عيني إذا هي لم تدع | للدمع في مجرى الدموع طريقا |
بحلاوة الإخلاص جد لي بالرضى | إني رأيتك بالعباد رفيقا |
قفا وقفة بين المحصب والحمى | نصافح بأجفان العيون المغانيا |
ولا تنسيا أن تسألا سمر اللوى | متى بات من سمر الأسنة عاريا |
فعهدي به والماء ينساب فوقه | سماء وماء الورد ينساب واديا |
كأن فؤادي في فم الليث كلما | رأيت سنا برق الحمى أو رآنيا |
أقام على أطلالهم ضوء بارق | من الحسن لا يبقي على الأرض ساليا |
سلام على الأحباب تحدوه لوعة | من الشوق لم يفقد من البين حاديا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
ابن العريف الأندلسي أحمد بن محمد بن موسى.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
ابن العريف أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله، الإمام، الزاهد، العارف، أبو العباس بن العريف الصنهاجي الأندلسي، المريي، المقرىء، صاحب المقامات والإشارات.
صحب: أبا علي بن سكرة الصدفي، وأبا الحسن البرجي، ومحمد بن الحسن اللمغاني، وأبا الحسن بن شفيع المقرىء، وخلف بن محمد العريبي، وعبد القادر بن محمد الصدفي، وأبا خالد المعتصم، وأبا بكر بن الفصيح.
واختص بصحبة أبي بكر عبد الباقي بن محمد بن بريال، ومحمد ابن يحيى بن الفراء، وبأبي عمر أحمد بن مروان بن اليمنالش الزاهد. قاله: ابن مسدي.
وقال ابن بشكوال: روى عن أبي خالد يزيد مولى المعتصم، وأبي بكر عمر بن رزق، وعبد القادر بن محمد القروي، وخلف بن محمد بن العربي، وسمع من جماعة من شيوخنا، وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلم، وعناية بالقراءات وجمع الروايات، واهتمام بطرقها وحملتها، وقد استجاز مني تأليفي هذا، وكتبه عني، واستجزته أنا أيضا فيما عنده، ولم ألقه، وكاتبني مرات، وكان متناهيا في الفضل والدين، منقطعا إلى الخير، وكان العباد والزهاد يقصدونه، ويألفونه، ويحمدون صحبته، وسعي به إلى السلطان، فأمر بإشخاصه إلى حضرته بمراكش، فوصلها، وتوفي بها.
قلت في ’’تاريخي’’: إن مولد ابن العريف في سنة ثمان وخمسين وأربع مائة، ولا يصح.
وكان الناس قد ازدحموا عليه يسمعون كلامه ومواعظه، فخاف ابن تاشفين سلطان الوقت من ظهوره، وظن أنه من أنموذج ابن تومرت، فيقال: إنه قتله سرا، فسقاه، والله أعلم.
وقد قرأ بالروايات على اثنين من بقايا أصحاب أبي عمرو الداني، ولبس الخرقة من أبي بكر عبد الباقي المذكور آخر أصحاب أبي عمر الطلمنكي وفاة.
قال ابن مسدي: ابن العريف ممن ضرب عليه الكمال رواق التعريف، فأشرقت بأضرابه البلاد، وشرقت به جماعة الحساد، حتى لسعوا به إلى سلطان عصره، وخوفوه من عاقبة أمره، لاشتمال القلوب عليه، وانضواء الغرباء إليه، فغرب إلى مراكش، فيقال: إنه سم: وتوفي شهيدا، وكان لما احتمل إلى مراكش، استوحش، فغرق في البحر جميع مؤلفاته، فلم يبق منه إلا ما كتب منها عنه. روى عنه: أبو بكر بن الرزق الحافظ، وأبو محمد بن ذي النون، وأبو العباس الأندرشي، ولبس منه الخرقة، وصحب جدي الزاهد موسى بن مسدي، ولعله آخر من بقي من أصحابه.
ثم قال: مولد ابن العريف في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وأربع مائة.
قلت: هذا القول أشبه بالصحة مما تقدم، فإن شيوخه عامتهم كانوا بعد الخمس مائة، فلقيهم وعمره عشرون سنة.
ثم قال: وأقدم شيوخه سنا وإسنادا عبد الباقي بن محمد الحجاري الزاهد، وكان عبد الباقي قد حمله أبوه وهو ابن عشر سنين إلى أبي عمر الطلمنكي، فقرأ عليه القرآن، وقد ذكرناه في سنة اثنتين وخمس مائة، وأنه عاش ثمانيا وثمانين سنة.
قال: وتوفي أبو العباس بن العريف بمراكش، ليلة الجمعة، الثالث والعشرين من رمضان، سنة ست وثلاثين وخمس مائة.
وأما ابن بشكوال، فقال: في صفر، بدل رمضان، فالله أعلم.
ثم قال ابن بشكوال: واحتفل الناس بجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه، فظهرت له كرامات، رحمه الله.
الحلواني، ابن المهتدي بالله:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 486
ابن العريف
أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي، ابن العريف الزاهد، من أهل المرية. ولي الحسبة ببلنسية، وقد أقرأ بسرقسطة، وبعد ذلك بَعُدَ صيته في العبادة. توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة ودفن بمراكش، وقيل إنَّه سُمّ، وله أخبار انظرها في غير هذا الموضع، وله نثر ونظم، فمن ذلك قوله:
تمشَّى والعيونُ لهُ سَوامٍ | وفي كلِّ النفوسِ إليه حاجهْ |
وقد مُلِئَتْ غَلائلهُ شُعاعاً | كما مُلئتْ من الخمرِ الزجاجهْ |
إذا نزلَتْ بساحتكَ الرَّزايا | فلا تجزعْ لها جَزعَ الصبيِّ |
فإنَّ لكلّ نازلةٍ عَزاءً | بما قدْ كان من فقدِ النبيّ |
إنْ لم أمتْ شوقاً إليكَ فإنني | سأموتُ شوقاً أو أموتُ مشوقا |
ألبسْتَني ثوبَ الضنى فعَشِقتُهُ | مَنْ ذا رأى قبلي ضنًى معشوقاً |
لا قرَّ قَلْبي من مَقَرَّ جوانحي | إن لم يَطِرْ قلبي إليكَ خفوقاً |
وبرئتُ من عيني إذا هي لن تَدَعْ | للدَّمعِ في مجرى الدُّموعِ طريقا |
بحلاوةِ الإخلاصِ جُدْ لي بالرِّضى | إنِّي رأيتُكَ بالعِبادِ رفيقا |
قِفا وقفةً بينَ المحصّبِ والحمى | نصافحْ بأجفانِ العيونِ المغانيا |
ولا تنسيا أنْ تسألا سَمُرَ اللِّوَى | متى بات من سُمْرِ الأسنَّةِ عاريا |
فعهدي به والماءُ ينسابُ فوقَهُ | سماءٌ وماءُ الوردِ ينسابُ واديا |
كأنَّ فؤادي في فمِ الليثِ كلّما | رأيتُ سنا برقِ الحمى أو رآنيا |
أقامَ على أطلالهمْ ضوءُ بارقٍ | من الحسنِ لا يُبقي على الأرضِ ساليا |
سلامٌ على الأحبابِ تحدوه لوعةٌ | من الشَّوق لم يفقد من البينِ حاديا |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 26