أبو بكر العيدي أحمد بن محمد أبو بكر العيدي: وزير الدولة الزريعية في عدن، وصاحب ديوان الإنشاء بها. يلقب بالأديب. وله شعر جيد. وفي سيرته طرائف، وفي اسمه ونسبته اضطراب. ولد ونشأ في ’’أبين’’ قرب عدن، وتفقه وتأدب في عدن. واستكتبه صاحبها بلال بن جرير المحمدي مولى السلطان الداعي محمد بن سبأ الزريعي، ثم جعله بمنزلة الوالد والصاحب، لا يقطع أمرا دون رأيه، حتى قال له مرة، وقد راجعه بشأن جماعة وصلوا من نواح شتى: يا مولاي الأديب! الدولة دولتك والمال بيدك، فأجب وأثب كيف شئت ولمن شئت بما شئت ! وزاده هذا تواضعا وتحرزا من حسد من كانوا حول بلال. وأعجب أخباره ما صنعه مع ’’عمارة اليمني’’ الشاعر الأديب: كان عمارة في بدء حياته فقبها اشتغل بالتجارة، ودخل عدن، ورآه أبو بكر. وكان لا يدخل عدن فاضل الا جاءه أبو بكر وسلم عليه وتولى إكرامه وقضاء مصالحه حتى البيع والشراء، فقام بمثل ذلك لعمارة وأشار عليه بمدح ’’الداعي محمد بن سبأ’’. وهنا يحدثنا عمارة، قال: ’’فأجبته بأني لست بشاعر، فلم يزل يلازمني ويحسن علي حتى عملت قصيدا غير مرضي فأعرض الأديب - وكان هذا نعت أبي بكر ويعرف به - وعمل على لساني قصيدا مرضيا ذكر به المنازل من زبيد إلى عدن وهنأ به الداعي محمد بن سبأ بإعراسه على ابنة الشيخ بلال، بألفاظ كنائية، ثم تولى عني نشيدها بالمنظر، وأنا حاضر كالصنم لا أنطق، وأخذ لي جائزة من الداعي بلال. ثم لما عزمت على السفر، قال لي: يا هذا انك قد سميت عند القوم شاعرا، فطالع كتب الأدب ولا تجمد على الفقه’’. وكان ذلك سبب إقبال عمارة على الأدب والشعر، وصحبته للملوك. وعمي أبو بكر في آخر عمره ولم تنقص منزلته عند الزريعيين إلى أن مات بعدن. ومن آثاره فيها ’’مسجد العيدي’’ تغير بناؤه بعد. والمصادر مضطربة في نسبته: ’’ بناؤه بعد. والمصادر مضطربة في نسبته: ’’العيدي’’ و ’’العيدي’’ و ’’العبدي’’ و ’’العندي’’ وفي تسميته ’’أبا بكر بن أحمد بن محمد’’ و ’’أبا بكر ابن محمد’’ - وأنما عولت في نسبته ’’العيدي’’ على مخطوطة متقتة كتبت سنة 592 أي بعد وفاته بقليل، أملاها صديق له يكاتبه. وهي النسخة الفريدة من كتاب (ترسل الأعز أبي الفتوح نصر بن عبد الله، ابن قلاقس) وعندي قليل من الشك في تنقيطها. واعتمدت في تسميته ’’أحمد بن محمد’’ على عدة مصادر.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 216