المستنصر بالله أحمد (المستنصر) بن محمد الظاهر ابن الناصر المستضئ، أبو القاسم العباسي: أول الخلفاء العباسيين بمصر. دخلها بعد ثلاث سنين من انقراض عباسية العراق، فأثبت نسبه في مجلس الظاهر بيبرس البندقداري أمام جمع من العلماء وأركان الدولة، فسر به الظاهر ووجد فيه قوة جديدة لملكه فجمع الناس وأعلن فيهم الأمر وبايعه بالخلافة، ولقبه بالمستنصر، وأمر أن يخطب باسمه على المنابر وأن ينقش اسمه على النقود وأقيمت له المظاهر وأنزل في دار فخمة. وكان ذلك سنة 659 هـ. ولم يكن له و لا لمن ولى بعده عظيم أثر يذكر في الملك، لأنهم إنما كان لهم من الخلافة اسمها وأبهتها - ودام لهم ذلك في مصر مدة 255 عاما - ولم تطل مدة أبي القاسم (المستنصر) فان الظاهر سيره في جيش إلى العراق سنة 659 لاسترداد بغداد من أيدي التتار، فزحف وحارب التتر وانهزم جيشه، وفقه هو، وقيل: قتل في المعركة قريبا من هيت. ويعدونه الثامن والثلاثين من خلفاء بني العباس.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 219
المستنصر بالله العباسي المصري أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن أمير المؤمنين المستنصر بالله أبو القاسم ابن الظاهر بن الناصر بن المستضيء، ولي الخلافة بعد قتل ابن أخيه المستعصم بثلاث سنين ونصف فخلا الوقت فيها من خليفة. قال أبو شامة: في رجب قرئ بالعادلية كتاب السلطان إلى قاضي القضاة نجم الدين ابن سني الدولة بأنه قدم عليهم مصر أبو القاسم أحمد بن الظاهر بن الناصر وهو أخو المستنصر وأنه جمع له الناس من الأمراء والعلماء والتجار وأثبت نسبه عند القاضي في ذلك المجلس، فلما ثبت بايعه الناس وبدأ بالبيعة السلطان الملك الظاهر ثم الكبار على مراتبهم ونقش اسمه على السكة وخطب له ولقب بلقب أخيه وفرح الناس. وقال الشيخ قطب الدين: كان أبو القاسم المستنصر محبوسا ببغداذ فلما أخذت أطلق فصار إلى عرب العراق واختلط بهم، فلما تسلطن الظاهر وفد عليه ومعه عشرة من بني مهارش فركب السلطان للقائه ومعه القضاة والدولة فشق القاهرة وركب يوم الجمعة من البرج الذي كان بالقلعة بعدما أثبت نسبه وبويع وعليه السواد إلى جامع القلعة وصلى بالناس. وفي شعبان رسم بعمل خلعة خليفتية وبكتابة تقليد ثم نصبت خيمة بظاهر القاهرة وركب المستنصر والسلطان يوم الاثنين رابع شعبان إلى الخيمة وحضر الأمراء والقضاة والوزير ولبس الخليفة السلطان الخلعة بيده وطوقه وقيده ونصب منبر فصعد فخر الدين ابن لقمان وقرأ التقليد ثم ركب السلطان بالخلعة ودخل من باب النصر وزينت القاهرة وحمل الصاحب التقليد على رأسه والأمراء مشاة. وهذا هو الثالث والثلاثون من خلفاء بني العباس، وأول من بايعه قاضي القضاة تاج الدين ثم السلطان ثم الشيخ عز الدين بن عبد السلام. وكان شديد السمرة جسيما عالي الهمة شجاعا. وما بويع أحد بعد أخيه إلا هو والمقتفي ابن المستظهر، بويع بعد الراشد بن المسترشد بن المستظهر، وولي الأمر ثلاثة إخوة: الراضي والمقتفي والمطيع بنو المقتدر، وولي قبلهم المكتفي والمقتدر والقاهر بنو المعتضد، وولي من قبلهم المنتصر والمعتز والمعتمد بنو المتوكل، ووليها الأمين والمأمون والمعتصم بنو الرشيد، وولي من بني أمية من الإخوة الأربعة: الوليد وسليمان ويزيد وهشام بنو عبد الملك. قال: ورتب له السلطان أتابكا وأستاذدار وشرابيا وخزندارا وحاجبا وكاتبا وعين له خزانة وجملة من المماليك ومائة فرس وثلاثين بغلا وعشرة قطارات جمالا وأمثال ذلك، وسار هو والظاهر في تاسع عشر شهر رمضان فدخلوا دمشق في سابع القعدة، ثم جهز السلطان الخليفة ومعه ملوك الشرق: صاحب الموصل وصاحب سنجار والجزيرة من دشمق في الحادي والعشرين من القعدة وأنفق الظاهر عليهم ألف ألف دينار وستين ألف دينار. حكاه محيي الدين بن عبد الظاهر، قال: سمعته من الظاهر، وكان نزوله بالتربة الناصرية بالجبل ودخل يوم الجمعة جامع دمشق إلى المقصورة وجاء إليها بعده السلطان ثم خرجا ومشيا إلى جهة مركوب الخليفة إلى باب البريد ثم رجع السلطان إلى باب الزيادة وسافر الخليفة وصاحب الموصل إلى الرحبة ففارق الخليفة صاحب الموصل هو وأخوه ثم نزل الخليفة بمن معه مشهد علي، ولما وصلوا إلى عانة وجدوا بها الحاكم بأمر الله ومعه نحو سبع مائة نفس فاستمالهم المستنصر وأنزله الحاكم معه في دهليزه وتسلم الخليفة عانة وحمل إليه واليها وناظرها الإقامة فأقطعها ثم وصل إلى الحديثة ففتحها أهلها له، فلما اتصل ذلك بمقدم المغل وشحنة بغداذ خرج المقدم إليه بخمسة آلاف وقصد الأنبار فدخلها وقتل جميع من فيها ثم لحقه الشحنة ووصل الخليفة إلى هيت فأغلق أهلها الأبواب فحصرها ثم دخلها ونهب من بها من أهل الذمة فجاءت عساكر المغل والتقوا مع الخليفة وانكسر أولا عسكر الشحنة ووقع معظم أصحابه في الفرات ثم خرج كمين التتار وأحاطوا بعسكر الخليفة فصدقوا الحملة فأفرج التتار لهم فنجا جماعة من المسلمين منهم الحاكم في نحو خمسين نفسا. وأما الخليفة فالظاهر أنه قتل وقيل إنه سلم وأضمرته البلاد. وقال بعضهم: قتل الخليفة يومئذ بعدما قتل ثلاثة وذلك في سنة ستين وست مائة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0
المستنصر بالله العباسي المصري احمد بن محمد بن الحسن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0