أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عوف المازنية الانصارية، من بني النجار: صحابية، اشتهرت بالشجاعة. تعد من ابطال المعارك، تزوجها في الجاهلية زيد بن عاصم المازني، ومات عنها فتزوجها غزية بن عمر المازني. ولما ظهر الاسلام اسلمت وشهدت بيعة العقبة وأحدا والحديبية وخيبر وعمرة القضية وحنينا، وسمعت من رسول الله (ص) احاديث. وكانت تخرج إلى القتال، فتسقى الجرحى وتقاتل. وابلت يوم أحد بلاءا حسنا، وجرحت اثني عشر جرحا، بين طعنة رمح وضربة سيف، وكانت ممن ثبت مع رسول الله حين تراجع الناس. وقد رؤيت في ذلك اليوم تقاتل اشد القتال، وامها معها تعصب جراحها. وكان رسول الله اذا حدث عن يوم احد وذكر (ام عمارة) يقول: ما التفت يمينا ولا شمالا الا رأيتها تقاتل دوني. وحضرت حرب اليمامة، فقاتلت قتال الابطال، وقطعت يدها وجرحت، فانصرفت إلى المدينة تداوى جراحها، فكان أبو بكر وهو خليفة يعودها ويسأل عن حالها.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 19

أم عمارة الأنصارية (ب د ع) أم عمارة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار. وهي أنصارية من بني مازن، واسمها نسيبة، وقد تقدمت في النون. وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم.
كانت قد شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم ومع ابنيها حبيب وعبد الله، في قول ابن إسحاق. وشهدت بيعة الرضوان، وشهدت يوم اليمامة فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة.
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة. وروى عنها عكرمة مولى ابن عباس أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أرى كل شيء إلا للرجال... الحديث. قاله أبو عمر.
وأما ابن منده وأبو نعيم فلم ينسباها، بل قالا: أم عمارة بنت كعب الأنصارية، وروى لها أبو نعيم حديث «الصائم إذا أكل عنده». وأما ابن منده فروى لها أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر بدنه قياما، وقال: رحم الله الحلقين.
فابن منده وأبو نعيم جعلا هذه والتي قبلها ترجمتين، وأبو عمر جعلهما واحدة، فلو نسبها ابن منده وأبو نعيم لظهر هل هما واحدة أم اثنتان؟ والله أعلم.
أخرجها الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1626

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 360

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 371

أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم، من بني مازن بن النجار الأنصارية النجارية، والدة عبد الله وحبيب، من بني زيد بن عاصم.
قال أبو عمر: شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها وولدها منه في قول ابن إسحاق، وشهدت بيعة الرضوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقطعت يدها وقتل ولدها حبيب.
روت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث، روى عنها ابنها عباد بن تميم بن زيد، والحارث بن عبد الله بن كعب، وعكرمة، وليلى مولاة لهم.
روى حديثها الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من طريق شعبة عن حبيب بن زيد، عن مولاة لهم يقال لها ليلى، عن جدته أم عمارة بنت كعب- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما، فقال: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: «إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة».
وأخرج أبو داود، من طريق شعبة، عن حبيب الأنصاري: سمعت عبادة بن تميم يحدث فيقول عن عمتي، وهي أم عمارة- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توضأ فأتي بإناء فيه قدر ثلثي المد... الحديث.
وأخرج ابن مندة بسند فيه الواقدي، إلى الحارث بن عبد الله بن كعب، عن أم عمارة بنت كعب، قالت: أنا انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ينحر بدنه قياما بالحربة... الحديث.
قال ابن سعد: هي أخت عبد الله بن كعب. وقد شهد بدرا، وأخت أبي ليلى بن كعب، واسمه عبد الرحمن، وكان أحد البكاءين. قال: وخلف عليها بعد زيد بن عاصم- غزية بن عمرو، فولدت له تميما وخولة، وشهدت العقبة، وبايعت ليلتئذ، ثم شهدت أحدا، والحديبية، وخيبر، والقضية، والفتح، وحنينا، واليمامة.
وأسند الواقدي، من طريق ابن أبي صعصعة، قالت أم عمارة: كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة، والعباس أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بقيت أنا وأم سبيع نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول الله، هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعنك. فقال: «قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء».
وبه: قال: كانت أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد. فقالت: خرجت أول النهار ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في أصحابه والريح والدولة للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجعلت أباشر القتال، وأذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراحة. قالت: فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف، فذكر قصة ابن قميئة.
وأخرج بسند آخر إلى عمارة بن غزية أنها قتلت يومئذ فارسا من المشركين.
ومن وجه آخر عن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما التفت يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 441

أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.
الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية.
كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين. وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين.
شهدت أم عمارة ليلة العقبة وشهدت أحدا والحديبية ويوم حنين ويوم اليمامة. وجاهدت وفعلت الأفاعيل.
روي لها أحاديث. وقطعت يدها في الجهاد.
وقال الواقدي: شهدت أحدا مع زوجها غزية بن عمرو ومع ولديها.
خرجت تسقي ومعها شن وقاتلت وأبلت بلاء حسنا وجرحت اثني عشر جرحا.
وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث، عن جدته وكانت قد شهدت أحدا قالت: سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول: ’’لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان’’.
وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها. وكان أعظم جراحها فداوته سنة. ثم نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم. إلى حمراء الأسد. فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم -رضي الله عنها ورحمها.
ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الجبار بن عمارة، عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: رأيتني انكشف الناس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني ولا ترس معي فرأى رجلا موليا ومعه ترس فقال: ’’ألق ترسك إلى من يقاتل’’ فألقاه فأخذته فجعلت أترس به، عن رسول الله. وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله.
فيقبل رجل على فرس فيضربني وترست له فلم يصنع شيئا وولى فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره. فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصيح: ’’يابن أم عمارة أمك أمك’’ قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن عمرو بن يحيى، عن أمه، عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحا وجعل الدم لا يرقأ. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’اعصب جرحك’’.
فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقوها فربطت جرحي والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقف فقال: ’’انهض بني فضارب القوم’’ وجعل يقول: ’’من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة’’؟!.
فأقبل الذي ضرب ابني فقال رسول الله: ’’هذا ضارب ابنك’’. قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك.
فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبتسم حتى رأيت نواجذه وقال: ’’استقدت يا أم عمارة’’!
ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’الحمد لله الذي ظفرك’’.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدا فلما تفرقوا، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دنوت منه أنا وأمي نذب عنه. فقال: ’’ابن أم عمارة’’؟ قلت: نعم قال: ’’ارم’’ فرميت بين يديه رجلا بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس. فوقع هو وصاحبه وجعلت أعلوه بالحجارة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يبتسم.
ونظر إلى جرح أمي على عاتقها فقال: ’’أمك أمك! اعصب جرحها! اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة’’.
قلت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.
وعن موسى بن ضمرة بن سعيد، عن أبيه قال: أتي عمر بن الخطاب بمروط فيها مرط جيد فبعث به إلى أم عمارة.
شعبة، عن حبيب بن زيد الأنصاري، عن امرأة، عن أم عمارة قالت: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقربنا إليه طعاما وكان بعض من عنده صائما فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’إذا أكل عند الصائم الطعام صلت عليه الملائكة’’.
وعن محمد بن يحيى بن حبان قال: جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحا وقطعت يدها يوم اليمامة وجرحت يوم اليمامة سوى يدها أحد عشر جرحا. فقدمت المدينة وبها الجراحة فلقد رئي أبي بكر -رضي الله عنه- وهو خليفة يأتيها يسأل عنها.
وابنها حبيب بن زيد بن عاصم هو الذي قطعه مسيلمة.
وابنها الآخر عبد الله بن زيد المازني الذي حكى وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتل يوم الحرة وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب بسيفه.
انفرد أبو أحمد الحاكم وابن مندة بأنه شهد بدرا.
قال ابن عبد البر: بل شهد أحدا.
قلت: نعم الصحيح أنه لم يشهد بدرا. والله أعلم.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 515

أم عمارة ومنهن أم عمارة المبايعة بالعقبة المحاربة عن الرجال والشيبة، كانت ذات جد واجتهاد وصوم ونسك واعتماد
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال: ’’وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا إحداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة وكانت تشهد الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت معه أحدا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيد وابنها حبيب هو الذي أخذه مسيلمة الكذاب فجعل يقول له: أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول: نعم، ثم يقول: أتشهد أني رسول الله فيقول: لا أشهد فقطعه مسيلمة فخرجت
نسيبة مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه في الردة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله تعالى مسيلمة ورجعت وبها عشر جراحات بين طعنة وضربة ’’ قال ابن إسحاق: حدثني هذا الحديث عنها محمد بن يحيى بن حبان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا محمد بن يوسف التركي، حدثني علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن حبيب بن زيد، قال: سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن جدته أم عمارة بنت كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعت له بطعام فدعاها لتأكل فقالت: إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا» رواه شريك، عن حبيب نحوه

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 64

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 64

أم عمارة الأنصارية اسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن عنم بن مازن بن النجار، وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد ابن عاصم. كانت قد شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم، ومع ابنيها حبيب، وعبد الله فيما ذكر ابن إسحاق، ثم شهدت بيعة الرضوان، ثم شهدت مع ابنها عبد الله وسائر المسلمين اليمامة. فقالت حتى
أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثني عشر جرحا من بين طعنة وضربة. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة. وروى عكرمة مولى ابن عباس، عن أم عمارة الأنصارية- أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن، فنزلت هذه الآية: {إن المسلمين والمسلمات..} الآية. زعم بعضهم أن أم عمارة هذه التي روى عنها عكرمة غير الأولى، وهي الأولى عندي.
والله أعلم بالصواب.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1948

أم عمارة وهي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم من بني مازن بن النجار. وأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن عضب بن جشم بن الخزرج. وهي أخت عبد الله بن كعب. شهد بدرا. وأخت أبي ليلى عبد الرحمن بن كعب أحد البكائين لأبيهما وأمهما. وتزوج أم عمارة بنت كعب زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار فولدت له عبد الله وحبيبا. صحبا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم خلف عليها غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار فولدت له تميما وخولة. أسلمت أم عمارة وحضرت ليلة العقبة وبايعت رسول الله وشهدت أحدا والحديبية وخيبر وعمرة القضية وحنينا ويوم اليمامة.
وقطعت يدها. وسمعت من النبي أحاديث.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا يعقوب بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال: قالت أم عمارة نسيبة بنت كعب: شهدت عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - والبيعة له ليلة العقبة وبايعت تلك الليلة مع القوم. قال محمد بن عمر:
شهدت أم عمارة بنت كعب أحدا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم بشن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى. فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا وجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف. فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلت عليها فقلت حدثيني خبرك يوم أحد. قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء. فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح. قالت:
فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف. فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت:
أقبل ابن قميئة. وقد ولى الناس عن رسول الله. يصيح: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه. فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان.
فكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته. وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء. [قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان]. وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا. وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها. وكان أعظم جراحها فداوته سنة. ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم. ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا. فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها.
فسر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عمارة بن غزية قال:
قالت أم عمارة: قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة. وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه. والناس يمرون به منهزمين.
ورآني لا ترس معي فرأى رجلا موليا معه ترس فقال لصاحب الترس: ألق ترسك إلى من يقاتل. فألقى ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله. وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل. لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله. فيقبل رجل على فرس فضربني وتترست له فلم يصنع سيفه شيئا. وولى. وأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره. [فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصيح: يا بن أم عمارة أمك أمك!] قالت: فعاونني عليه حتى أوزدته شعوب.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى. ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني. وجعل الدم لا يرقأ.
فقال رسول الله: اعصب جرحك. فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح فربطت جرحي. والنبي واقف ينظر إلي. ثم قالت: انهض بني فضارب القوم. [فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة!] قالت:
وأقبل الرجل الذي ضرب ابني. [فقال رسول الله: هذا ضارب ابنك. قالت:
فأعترض له فأضرب ساقه فبرك. قالت: فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه وقال: استقدت يا أم عمارة. ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه. فقال النبي. ص: الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك].
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدا مع رسول الله. فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه. فقال: ابن أم عمارة؟ قلت: نعم. قال: ارم. فرميت بين يديه رجلا من المشركين بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه. وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرا.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر يتبسم. [ونظر جرح أمي على عاتقها فقال: أمك أمك. اعصب جرحها. بارك الله عليكم من أهل بيت. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان. رحمكم الله أهل البيت. ومقام ربيبك. يعني زوج أمه. خير من مقام فلان وفلان. رحمكم الله أهل البيت. قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة. فقال: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة]. فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني يعقوب بن محمد عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قال: أتى عمر بن الخطاب بمروط فكان فيها مرط جيد واسع. فقال بعضهم:
إن هذا المرط لثمن كذا وكذا فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد. قال: وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر. فقال: أبعث به إلى من هو أحق به منها. أم عمارة نسيبة بنت كعب. [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم أحد: ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني].
أخبرنا محمد بن عمر عن معاذ بن محمد بن عمرو بن محصن النجاري عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف عن ليلى بنت سعد عن أم عمارة نسيبة بنت كعب قالت: [دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائدا لي فقربت إليه طفشيلة وخبز شعير. قالت: فأصاب منه وقال: تعالي فكلي. فقلت: يا رسول الله إني صائمة.
فقال: إن الصائم إذا أكل عنده لم تزل الملائكة تصلي حتى يفرغ من طعامه].
أخبرنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن خبيب بن زيد الأنصاري عن امرأة يقال
لها ليلى [عن أم عمارة قالت: أتانا رسول الله فقربنا إليه طعاما فكان بعض من عنده صائما. فقال النبي. ص: إذا أكل عند الصائم الطعام صلت عليه الملائكة].
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي. أخبرنا شعبة عن خبيب بن زيد [قال: شهدت ليلى تحدث عن جدتها أم عمارة الأنصارية من بني النجار أنها حضرت النبي - صلى الله عليه وسلم -
فسمعته يقول: الصائم تصلي عليه الملائكة حتى يفرغوا. أو قال يشبعوا].
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني المنذر بن سعيد مولى لبني الزبير عن محمد بن يحيى بن حبان قال: جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحا. وقطعت يدها باليمامة.
وجرحت يوم اليمامة سوى يدها أحد عشر جرحا فقدمت المدينة وبها الجراحة. فلقد رئي أبو بكر يأتيها يسأل بها وهو يومئذ خليفة. قال: تزوجت ثلاثة كلهم لهم منها ولد:
غزية بن عمرو المازني لها منه تميم بن غزية. وتزوجت زيد بن عاصم بن كعب المازني فلها منه خبيب الذي قطعه مسيلمة. وعبد الله بن زيد قتل بالحرة.
والثالث نسيبة ومات ولده ولم يعقب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 303

أم عمارة الأنصارية
صحابية عنها حفيدها عباد بن تميم وكريب وجماعة من خير نساء الأنصار 4

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1