الدعي ابن أبي عمارة أحمد بن مرزوق: متسلط في المغرب. اصله من بجاية (بأفريقية) ولحق بصحراء سجلماسة فأدعى انه من آل البيت وانه ’’الفاطمي المتظر’’ فأعرض البدو عنه، فرحل إلى اطراف طرابلس الغرب فالتقى بفتى اسمه ’’نصير’’ كان مولى للواثق الحفصي (يحيى بن محمد) فأعلمه نصير بأنه قريب الشبه من الفضل بن الواثق (وكان قتل مع ابيه - قتلهما إبراهيم بن يحيى) واراه انه اذا تسمى بالفضل وادعى انه ابن الواثق افلح. فوافقه ابن أبي عمارة واظهر انه ’’الفضل’’ وانه لم يقتل، فصدقه أهل تلك النواحي، وبايعوه بالخلافة. وكثر جمعه فأستولى على طرابلس، وزحف إلى قابس سنة 671 هـ ، فبايع له عاملها (عبد الملك بن مكي) واستولى على عدة ايالات وعظم شأنه. وبلغ خبره ابا اسحاق إبراهيم بن يحيى امير المؤمنين بتونس فجهز جيشا لمقاتلته فلم يفده، ونزل ابن أبي عمارة بالقيروان فبايع له اهلها وهم لا يرتابون في انه الفضل بن الواثق، واقتدى بعهم أهل المهدية وصفاقس، وكثر الارجاف بتونس فأرتحل إبراهيم بن يحيى بجيشه إلى ظاهر البلد، فقصده الدعي (ابن أبي عمارة) وقرب من تونس، فلحق به معظم جيش إبراهيم، وخاف إبراهيم على نفسه ففر إلى بجاية. ودخل الدعي تونس ثم سير إلى إبراهيم جيشا قتله في بجاية. واقام الدعي بتونس سلطانا على المغرب مدة ثلاث سنين، ثم ضعف امره بظهور اخ لإبراهيم يعرف بأبي حفص (المستنصر بالله، عمر بن يحيى) فأنخذل الدعي واختفى، فأخرجه أبو حفص ومثل به وقتله.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 256