نصر الدولة أحمد بن مروان بن دوستك:صاحب ديار بكر و ميافارقين. كردي الاصل. يلقب بالملك نصر الدولة. تملك بعد مقتل اخيه منصور سنة 401 هـ. و استمر في الملك 51 سنة. وكان مسعودا عالي الهمة حازما عادلا، محافظا على الطاعات، مع اقباله على اللهو. وكانت له 360 سرية. استوزر ابا القاسم ابن المغربي، الاديب، مرتين، فخر الدولة ابن جهير. ومات بميارفاقين.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 256
نصر الدولة صاحب ميافارقين أحمد بن مروان بن دوستك الكردي الحميدي نصر الدولة صاحب ميافارقين ودياربكر. ملك البلاد بعد قتل أخيه أبي سعيد منصور في قلعة الهتاخ، قيل إنه الذي قتل أخاه، وكان رجلا مسعودا عالي الهمة حسن السياسة كثير الحزم، قضى من اللذات وبلغ من السعادة ما يقصر عنه الوصف ونقل ابن الأزرق في تاريخه أنه لم يصادر أحدا في أيامه غير شخص واحد، وقص قصة لا حاجة إليها، وأنه لم تفته صلاة الصبح مع انهماكه في اللذات. وكان له ثلاثمائة وستون جارية يخلو كل ليلة من السنة مع واحدة منهن ولا تعود النوبة إليها إلا بعد سنة. وقسم أوقاته في مصالح دولته ولذاته والاجتماع بأهله وألزامه، وخلف أولادا كثيرة وقصده شعراء عصره ومدحوه ووزر له الوزير أبو القاسم المغربي مرتين وفخر الدولة ابن جهير وهما وزيرا خليفتين، وتوفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، قتل في قصره بالسدلي وعاش سبعا وسبعين سنة، وكانت إمارته اثنتين وخمسين سنة، قال سبط ابن الجوزي في المرآة: وكان عنده الحبل الياقوت الأحمر الذي كان لبني بويه وأنفذه إلى طغرلبك مع هدايا كثيرة تساوي ثلاثمائة ألف دينار ومع مائة ألف دينار عينا. وكان مداريا، إذا قصده عدو يقول: كم مقدار ما ينفق لرده؟ فإذا قيل: مائة ألف دينار مثلا بعث بها إلى العدو فيدفع شره ويأمن على عسكره من المخاطرة. وتزوج عدة من بنات الملوك، وكان في قصره ثلاثة آلاف جارية عمالات يبلغ شرى الجارية الواحدة من ألف دينار إلى خمسة عشر ألف دينار. وملك خمسمائة سرية سوى توابعهن وخمسمائة خادم، وكان في مجلسه من الأواني والآلات والجواهر ما يزيد على مائتي ألف دينار. ورخصت الأسعار في زمانه وتظاهر الناس بالأموال، ووفد إليه الشعراء وسكن عنده العباد، وبلغه أن الطيور تخرج من الجبال إلى القرى في الشتاء فتصاد فأمر بفتح الأهراء وأن يحمل إليها من الأهراء ما يشبعها، وكانت الطيور في ضيافته طول عمره ولا يتجاسر أحد أن يصيد طيرا. وقيل لبعض أصحابه: إن أيام نصر الدولة كانت ثلاثا وخمسين سنة فقال: لا بل مائة وست سنين فقيل له: وكيف؟ قال: لأن لياليه كانت أحسن من أيامه.
ووفد عليه منجم حاذق من الهند فأكرمه، فقال له يوما: أيها الأمير يخرج على دولتك بعدك رجل قد أحسنت إليه وأكرمته فيأخذ الملك من ولدك ويقلع البيت ولا يلبث إلا مدة يسيرة وتؤخذ منه؛ ففكر ساعة، وكان الوزير ابن جهير واقفا على رأسه، فرفع رأسه إليه وقال: إن كان هذا صحيحا فهو هذا الشيخ، فقبل ابن جهير الأرض وقال: الله الله يا مولانا ومن أنا؛ قال: بلى إن ملكت فأحسن إلى ولدي. وكان ابن جهير قد اطلع على الخزائن والذخائر وارتفاع البلاد. قال ابن جهير لبعض أصحابه: من يوم قال المنجم ما قال وقع في قلبي صحة كلامه، وكان الأمر كما قال.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
نصر الدولة صاحب ميافارقين أحمد بن مروان.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
نصر الدولة صاحب ديار بكر وميافارقين الملك نصر الدولة أحمد بن مروان ابن دوستك الكردي.
قتل أخاه منصورا بقلعة الهتاخ وتمكن وكانت دولته إحدى وخمسين سنة.
وكان رئيسا حازما عادلا مكبا على اللهو ومع ذا فلم تفته صلاة الصبح فيما قيل وكان له ثلاث مائة وستون سرية يخلو كل ليلة بواحدة خلف عدة أولاد مدحته الشعراء ووزر له الوزير أبو القاسم ابن المغربي صاحب الأدب مرتين ثم وزر له فخر الدولة بن
جهير وكان محتشما كثير الأموال نفذ إلى السلطان طغرلبك تقدمة سنية وتحفا من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بويه أخذه بالثمن من ابن جلال الدولة وكان من كرمه يبذر القمح من الأهراء للطيور.
توفي في شوال سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة وعاش نحو الثمانين وتملك بعده ابنه نظام الدولة نصر.
فمن أخبار نصر الدولة والحديث شجون أن مملكة الموصل ذهبت من أولاد ناصر الدولة ابن حمدان سنوات وانضم ولداه إبراهيم وحسين إلى شرف الدولة ابن عضد الدولة فكانا من أمرائه فلما تملك أخوه بهاء الدولة؛ استأذناه في المسير لأخذ الموصل فأذن لهما فقاتلهما عاملها فمالت المواصلة إلى الأخوين فهرب العامل وجنده ودخل الأخوان الموصل فطمع فيهما الأمير باد؛ صاحب ديار بكر فالتقاهما فقيل: فبادر ابن أخته الأمير أبو علي بن مروان الكردي في سنة ثمانين وثلاث مائة إلى حصن كيفا وهناك زوجة باد فقال لها: قتل خالي وأنا أتزوجك فملكته الحصن وغيره واستولى على بلاد خاله وحارب ولدي ناصر الدولة مرات وسار إلى مصر وتقلد من العزيز حلب وأماكن ورجع فوثب عليه شطار آمد بالسكاكين فقتلوه وتملك بآمد ابن دمنة وقام ممهد الدولة أخو أبي علي فتملك ميافارقين فعمل الأمير شروة له دعوة قتله فيها واستولى على ممالك بني مروان سنة اثنتين وأربع مائة وحبس ممهد الدولة أخاه وهو أحمد بن مروان صاحب الترجمة لأجل رؤيا فإنه رأى الشمس في حجره وقد أخذها منه أحمد فأخرجه شروة من السجن وأعطاه أرزن. هذا كله وأبوهم مروان باق أعمى مقيم بأرزن فتمكن أحمد وخرجت البلاد عن، طاعة شروة واستولى أحمد على مدائن ديار بكر وامتدت أيامه وأما الموصل فقصدها الأمير أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي وحارب وظفر بصاحبها أبي الطاهر إبراهيم بن ناصر الدولة وبأولاده وبجماعة من قواده فقتلهم وتملك زمانا.
طالت إمرة ابنه نصر
وتوفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة، وتملك بعده ابنه منصور.
الملك الرحيم، الراغب، الكراجكي، ابن أبي شمس:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 331