الزجاج إبراهيم بن السري بن سهل، أبو اسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة. ولد ومات في بغداد. كان في فتوته يخرط الزجاج ومال إلى النحو فعلمه المبرد. وطلب عبيد الله بن سليمان (وزير المعتضد العباسي)مؤدبا لابنه القاسم، فدله المبرد على زجاج، فطلبه الوزير، فأدب له ابنه إلى ان ولي الوزارة مكان ابيه، فجعله القاسم من كتابه، فأصاب في أيامه ثروة كبيرة. وكانت للزجاج مناقشات مع ثعلب وغيره. من كتبه (معاني القرآن - خ) و (الأمالي) في الأدب واللغة، و (فعلت وأفعلت - ط) في تصريف الألفاظ.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 40
الزجاج النحوي إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج النحوي، قال الخطيب: كان من أهل الدين والفضل حسن الاعتقاد جميل المذهب وله مصنفات حسان في الأدب، توفي سنة إحدى عشرة وثلاث مائة وهو أستاذ أبي علي الفارسي، قال: كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو فلزمت المبرد وكان لا يعلم إلا بأجرة فقال لي: أي شيء صناعتك؟ قلت: أخرط الزجاج وكسبي كل يوم درهم ودانقان -أو درهم ونصف- وأريد أن تبالغ في تعليمي وأنا أعطيك كل يوم درهما وألتزم بذلك أبدا إلى أن يفرق الموت بيننا استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه، فكان ينصحني في التعليم حتى استقللت وأنا أعطيه الدرهم كل يوم، فجاءه كتاب من بعض بني مارقة من الصراة يلتمسون نحويا لأولادهم فقلت له: أسمني لهم، فأسماني فخرجت فكنت أعلمهم وأنفذ إليه كل شهر ثلاثين درهما وأزيده ما أقدر عليه، ومضت مدة فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم فقال: لا أعرف إلا رجلا زجاجا بالصراة مع بني مارقة، فكتب إليهم فأحضرني وأسلم إلي القاسم فكان ذلك سبب غنائي، فكنت أعطي المبرد ذلك الدرهم إلى أن مات ولا أخليه من التفقد بحسب طاقتي، فكنت أقول للقاسم بن عبيد الله: إن بلغك الله الوزارة ماذا تصنع بي؟ فيقول: ما أحببت، فأقول له: تعطيني عشرين ألف دينار، وكانت غاية أمنيتي، فلما ولي القاسم الوزارة وأنا نديمه وملازمه هبته أن أذكره، فلما كان اليوم الثالث من وزارته قال لي: يا أبا إسحاق لم أرك تذكرني بالنذر، فقلت: عولت على رعاية الوزير، فقال لي: إنه المعتضد ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد ولكني أخاف أن يصير لي معه حديث في ذلك فاسمح بأخذه متفرقا، فقلت: يا سيدي أفعل، فقال: اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار واستعجل عليها ولا تمتنع من مسألتي شيئا تخاطب فيه صحيحا كان أو محالا إلى أن تحصل لك مال النذر، فكنت أعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع لي فيها وربما قال: كم ضمن لك على هذا؟ فأقول: كذا وكذا، فيقول: غبنت هذا يساوي كذا وكذا، ارجع فاستزد، فأراجع القوم ولا أزال أماكسهم حتى أبلغ الحد الذي رسمه، فحصل عندي عشرون ألف دينار وأكثر في مديدة، فقال لي بعد شهور: يا أبا إسحاق حصل مال الذر؟ فقلت: لا، فسكت، وكنت أعرض عليه ويسألني في كل شهر ونحوه: حصل المال؟ فأقول: لا، خوفا من انقطاع الكسب، إلى أن حصل لي ضعف ذلك، فسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل فقلت: قد حصل ذلك ببركة الوزير، فقال: فرجت والله عني وقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل لك، ثم وقع لي إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة فأخذتها، وامتنعت عن أن أعرض عليه شيئا، فلما كان من الغد جئت وجلست على رسمي فأومأ إلي أن هات ما معك! فقلت: ما أخذت من أحد شيئا لأن النذر حصل، فقال: يا سبحان الله أتراني أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة وعلمه الناس وصارت لك به وجاهة ومنزلة وللناس غدو ورواح إلى بابك ولا يعلم السبب فيظن ذلك لضعف جاهك عندي، اعرض علي على رسمك وخذ بلا حساب، فقبلت يده وباكرت إليه بالرقاع ولم أزل كذلك إلى أن مات.
ومن تصانيف الزجاج: المؤاخذات على الفصيح لثعلب كتاب الاشتقاق كتاب القوافي كتاب العروض كتاب الفرق كتاب خلق الإنسان كتاب خلق الفرس كتاب مختصر في النحو كتاب فعلت وأفعلت كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف كتاب شرح أبيات سيبويه كتاب النوادر كتاب معاني القرآن وكتاب ما فسر من جامع المنطق كتاب الأنواء، وقال ياقوت الحموي: قال ابن بشران: كان أبو إسحاق الزجاج ينزل بالجانب الغربي من بغداذ بالموضع المعروف بالدويرة وأنشدت له:
قعودي لا يرد الرزق عني | ولا يدنيه إن لم يقض شي |
قعدت فقد أتاني في قعودي | وسرت فعافني والسير لي |
فلما أن رأيت القصد أدنى | إلى رشدي وأن الحرص غي |
تركت لمدلج دلج الليالي | ولي ظل أعيش به وفي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0
الزجاج النحوي اسمه إبراهيم بن السري.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق النحوي قال الخطيب: كان من أهل الدين والفضل حسن الاعتقاد جميل المذهب، وله مصنفات حسان في الأدب مات في جمادى الآخرة سنة أحدى عشرة وثلاثمائة. وحكى ابن مهذب في تاريخه حدثني الشيخ أبو العلاء المعري أنه سمع عنه ببغداد أنه لما حضرته الوفاة سئل عن سنه فعقد لهم سبعين، وآخر ما سمع منه: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل.
وأبو إسحاق هو أستاذ أبي علي الفارسي، قال الخطيب باسناده قال أبو محمد عبد الله بن درستويه النحوي، حدثني الزجاج قال: كنت أخرط الزجاج، فاشتهيت النحو فلزمت المبرد لتعلمه، وكان لا يعلم مجانا ولا يعلم بأجرة إلا على قدرها، فقال لي: أي شيء صناعتك، قلت: أخرط الزجاج وكسبي في كل يوم درهم ودانقان، أو درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي، وأنا أعطيك في كل يوم درهما، وأشرط لك أن أعطيك إياه أبدا إلى أن يفرق الموت بيننا، استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه. قال: فلزمته وكنت أخدمه في أموره مع ذلك وأعطيه الدرهم، فينصحني في العلم حتى استقللت، فجاءه كتاب بعض بني مارمة من الصراة يلتمسون معلما نحويا لأولادهم، فقلت له: أسمني لهم فأسماني، فخرجت فكنت أعلمهم وأنفذ إليه في كل شهر ثلاثين درهما وأتفقده بعد ذلك بما أقدر عليه. ومضت مدة على ذلك، فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم، فقال له: لا أعرف لك إلا رجلا زجاجا بالصراة مع بني مارمة، قال: فكتب إليهم عبيد الله فاستنزلهم عني فنزلوا له، فأحضرني وأسلم القاسم إلي، فكان ذلك سبب غناي. وكنت أعطي المبرد ذلك الدرهم في كل يوم إلى أن مات ولا أخليه من التفقد بحسب طاقتي، قال: فكنت أقول للقاسم بن عبيد الله إن بلغك الله مبلغ أبيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي؟ فيقول: ما أحببت، فأقول له: تعطيني عشرين ألف دينار، وكانت غاية أمنيتي. فما مضت إلا سنون حتى ولي القاسم الوزارة وأنا على ملازمتي له وصرت نديمه، فدعتني نفسي إلى إذكاره بالوعد ثم هبته، فلما كان في اليوم الثالث من وزارته قال لي: يا أبا إسحاق لم أرك أذكرتني بالنذر، فقلت: عولت على رعاية الوزير أيده الله وأنه لا يحتاج إلى إذكار بنذر عليه في أمر خادم واجب الحق، فقال لي: إنه المعتضد ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد، ولكني أخاف أن يصير لي معه حديث فاسمح بأخذه متفرقا، فقلت: يا سيدي أفعل، فقال: اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار واستجعل عليها ولا تمتنع من مسألتي شيئا تخاطب فيه، صحيحا كان أو محالا، إلى أن يحصل لك مال النذر، قال: ففعلت ذلك، وكنت أعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع لي فيها، وربما قال لي: كم ضمن لك على هذا؟ فأقول: كذا وكذا، فيقول لي غبنت، هذا يساوي كذا وكذا، ارجع فاستزد، فأراجع القوم، فلا أزال أماكسهم ويزيدوني حتى أبلغ الحد الذي رسمه. قال وعرضت عليه شيئا عظيما فحصلت عندي عشرون ألف دينار وأكثر منها في مديدة، فقال لي بعد شهور: يا أبا إسحاق حصل مال النذر؟ فقلت: لا، فسكت، وكنت أعرض عليه فيسألني في كل شهر أو نحوه حصل المال؟ فأقول: لا، خوفا من انقطاع الكسب، إلى أن حصل لي ضعف ذلك المال، وسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل فقلت: قد حصل ذلك ببركة الوزير، فقال: فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل لك، قال: ثم أخذ الدواة فوقع إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة لي فأخذتها وامتنعت أن أعرض عليه شيئا ولم أدر كيف أقع منه، فلما كان من الغد جئته وجلست على رسمي، فأومأ إلي أن هات ما معك- يستدعي مني الرقاع على الرسم- فقلت: ما أخذت من أحد رقعة لأن النذر وقع الوفاء به ولم أدر كيف أقع من الوزير، فقال: يا سبحان الله أتراني أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة وعلم به الناس وصارت لك به منزلة عندهم وجاه وغدو ورواح إلى بابك ولا يعلم سبب انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندي أو تغير رتبتك عندي، أعرض علي رسمك وخذ بلا حساب، فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع، فكنت أعرض عليه كل يوم شيئا إلى أن مات وقد تأثلت حالي هذه.
وحدث أبو علي الفارسي النحوي قال: دخلت مع شيخنا أبي إسحاق الزجاج على القاسم بن عبيد الله الوزير، فورد عليه خادم وساره بشيء استبشر له، ثم تقدم إلى شيخنا أبي إسحاق بالملازمة إلى أن يعود ثم نهض فلم يكن بأسرع من أن عاد وفي وجهه أثر الوجوم، فسأله شيخنا عن ذلك لأنس كان بينه وبينه، فقال له: كانت تختلف إلينا جارية لإحدى المغنيات فسمتها أن تبيعني إياها فامتنعت من ذلك، ثم أشار عليها أحد من ينصحها أن تهديها إلي رجاء أن أضاعف لها ثمنها، فلما وردت أعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لافتضاضها فوجدتها قد حاضت فكان مني ما ترى، فأخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب:
فارس ماض بحربته | حاذق بالطعن في الظلم |
رام أن يدمي فريسته | فاتقته من دم بدم |
أبى الزجاج إلا شتم عرضي | لينفعه فآثمه وضره |
وأقسم صادقا ما كان حر | ليطلق لفظة في شتم حره |
ولو أني كررت لفر مني | ولكن للمنون علي كره |
فأصبح قد وقاه الله شري | ليوم لا وقاه الله شره |
فأنشب أظفاره في النسا | فقلت هبلت ألا تنتصر |
في انقباض وحشمة فإذا | رأيت أهل الوفاء والكرم |
أرسلت نفسي على سجيتها | وجئت ما جئت غير محتشم |
قعودي لا يرد الرزق عني | ولا يدنيه إن لم يقض شي |
قعدت فقد أتاني في قعودي | وسرت فعافني والسير لي |
فلما أن رأيت القصد أدنى | إلى رشدي وأن الحرص غي |
تركت لمدلج دلج الليالي | ولي ظل أعيش به وفي |
أدل فيا حبذا من مدل | ومن سافك لدمي مستحل |
إذا ما تعزز قابلته | بذل وذلك جهد المقل |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 1- ص: 51
الزجاج الإمام، نحوي زمانه، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن السري الزجاج، البغدادي، مصنف كتاب ’’معاني القرآن’’، وله تآليف جمة.
لزم المبرد، فكان يعطيه من عمل الزجاج كل يوم درهما، فنصحه وعلمه، ثم أدب القاسم بن عبيد الله الوزير، فكان سبب غناه، ثم كان من ندماء المعتضد.
مات سنة إحدى عشرة وثلاث مائة.
وقيل: مات في تاسع عشر جمادى الآخرة، سنة عشرة.
وله كتاب: ’’الإنسان وأعضائه’’، وكتاب ’’الفرس’’، وكتاب ’’العروض’’، وكتاب ’’الاشتقاق’’، وكتاب ’’النوادر’’، وكتاب ’’فعلت وأفعلت’’.
وكان عزيزا على المعتضد، له رزق في الفقهاء، ورزق في العلماء، ورزق في الندماء، نحو ثلاث مائة دينار.
ويقال: توفي سنة ست عشرة.
أخذ عنه العربية أبو علي الفارسي، وجماعة.
ابن اليزيدي والضبي وأبو طالب المفضل بن سلمة:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 222
إبراهيم بن السري سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت إبراهيم بن السري السقطي، يقول: سمعت أبي يقول: «عجبت لمن غدا أو راح في طلب الأرباح وهو مثل نفسه نواح لا يربح أبدا»
سمعت إبراهيم بن محمد، يقول: سمعت أبا العباس، يقول: سمعت إبراهيم بن السري، يقول: سمعت أبي يقول: «لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها»
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 10- ص: 305
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 10- ص: 305
إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج.
قال الخطيب: كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، جميل المذهب. كان يخرط الزجاج، ثم مال إلى النحو، فلزم المبرد، وكان يعلم بالأجرة، قال: فقال ما صنعتك؟ قلت: أخرط الزجاج، وكسبي كل يوم درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي، وأنا أعطيك كل يوم درهما وأشرط لك أن أعطيك إياه أبدا حتى يفرق الموت بيننا. قال: فلزمته، وكنت أخدمه في أموره مع ذلك، فنصحني في العلم؛ حتى استقللت، فجاءه كتاب بعض بني مارقة، يلتمسون معلما نحويا لأولادهم. فقلت له: أسمني لهم، فأسماني، فخرجت فكنت أعلمهم وأنفذ إليه في كل شهر ثلاثين درهما، وأنفله ما أقدر عليه فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم، فقال له: لا أعرف لك إلا رجلا زجاجا عند بني فلان، فكتب إليهم عبيد الله، فاستنزلهم عني وأحضرت، وأسلم القاسم إلي، وكنت أعطى المبرد الدرهم كل يوم إلى أن مات، ولا أخليه من التفقد، وكنت أقول للقاسم: إن بلغت مبلغ أبيك ووليت الوزارة ما تصنع بي؟ فيقول لي: ما أحببت، فأقول له: تعطيني عشرين ألف دينار- وكانت غاية أمنيتي- فما مضت إلا سنون حتى ولي القاسم الوزارة، وأنا على ملازمتي له، وصرت نديمه، فدعتني نفسي إلى إذكاره بالوعد، ثم هبته، فلما كان في اليوم الثالث من وزارته، قال لي: يا أبا إسحاق لم أرك أذكرتني بالنذر! فقلت: عولت على رعاية الوزير أيده الله، وأنه لا يحتاج إلى إذكار بنذر عليه في أمر خادم واجب الحق، فقال لي: إنه المعتضد ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك دفعة، ولكني أخاف أن يصير لي معه حديث؛ فاسمح بأخذه متفرقا. فقلت: أفعل. فقال: اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار، واستجعل عليها، ولا تمتنع من مسألتي في شيء إلى أن يحصل لك القدر. قال: ففعلت ذلك، وكنت أعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع لي فيها، وربما قال لي: كم ضمن لك على هذا؟ فأقول: كذا وكذا،
فيقول لي: غبنت، هذا يساوي كذا وكذا، ارجع فاسترد، فأراجع القوم وأماكسهم فيزيدونني، حتى أبلغ الحد الذي رسمه، فحصلت عشرين ألف دينار وأكثر في مديدة، فقال لي بعد شهور: حصل مال النذر؟ فقلت: لا، وجعل يسألني في كل شهر: هل حصل؟ فأقول لا خوفا من انقطاع الكسب، إلى أن سألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل، فقلت: قد حصل ببركة الوزير فقال: فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب؛ ثم وقع لي بثلاثة آلاف دينار صلة، فأخذتها، فلما كان من الغد جئته، ولم أعرض عليه شيئا، فقال: هات ما معك، فقلت: ما أخذت من أحد رقعة، لأن النذر وقع الوفاء به، ولم أدر كيف أقع من الوزير، فقال: سبحان الله! أتراني أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة، وعرفك به الناس، وصال لك به عندهم علم وجاه، ولا يعلم سبب انقطاعه، فيظنوا أن ذلك لضعف جاهك عندي، أعرض علي وخذ بلا حساب. فقبلت يده، وكنت أعرض عليه الرقاع إلى أن مات.
وكان بين الزجاج ورجل من أهل العلم يسمى مسيند شر، فاتصل حتى خرج الزجاج إلى حد الشتم؛ فكتب إليه مسيند:
أبى الزجاج إلا شتم عرضي | لينفعه، فآثمه وضره |
وأقسم صادقا. ما كان حر | ليطلق لفظه في شتم حره |
ولو أني كررت لفر مني | ولكن للمنون على كره |
فأصبح قد وقاه الله شري | ليوم لا وقاه الله شره |
فلما اتصل الشعر بالزجاج قصده راجلا، واعتذر إليه، وسأله الصفح.
أخذ الزجاج عن المبرد كما تقدم، وعن ثعلب أيضا، وعنه علي بن عبد الله ابن المغيرة الجوهري وغيره.
وله من التصانيف: «معاني القرآن»، «الاشتقاق»، «خلق الإنسان» «فعلت وأفعلت»، «مختصر النحو»، «خلق الفرس»، «شرح أبيات سيبويه» «العروض»، «النوادر»، «تفسير جامع النطق»، «الفرق»، «ما ينصرف وما لا ينصرف»، وغير ذلك، مات ببغداد في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسئل عن سنه عند الوفاة فعقد سبعين.
وآخر ما سمع منه: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 9
إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج وكان من أهل الفضل والدين وجميل المذهب والاعتقاد ومن تصانيفه معاني القرآن في التفسير وخلق الإنسان وتفسير جامع المنطق وكانت وفاته سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في جمادي الآخر وقد يسأل عنه سنه حين وفاته قال عقد في السبعين ويسمع في آخر نفسه هذا الكلام اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل
هكذا ذكر في موضوعات العلوم لطاش كوبري زاده وكذا في تاريخ مرآة الجنان
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 52
الزجاج
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج؛ فإنه كان من أكابر أهل العربية، وكان حسن العقيدة، جميل الطريقة.
وصنف مصنفات كثيرة؛ منها كتاب المعاني في القرآن، وكتاب الفرق بين المؤنث والمذكر، وكتاب فعلت وأفعلت، والرد على ثعلب في الفصيح؛ إلى غير ذلك.
وكان صاحب اختيار علمي النحو والعروض.
وقال أبو محمد بن درستويه: حدثني أبو إسحاق الزجاج، قال: كنت أخرط الزجاج، فاشتهيت النحو، فلزمت أبا العباس المبرد، وكان لا يعلِّم مجاناً، وكان لا يعلم بأجرة إلاّ على قدرها، فقال: أي شيء صناعتك؟ فقلت: أخرط الزجاج، وكسبي كل يوم درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي، وأنا أشرط أن أعطيك كل يوم درهماً أبداً إلى أن يفرق الموت بيننا، استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه. قال: فلزمته، وكنت أخدمه في أموره، ومع ذلك أعطيه الدرهم؛ فنصحني في العلم حتى استقللت، فجاءه كتاب من بعض الأكابر من الصراة يلتمسون معلماً نحوياً لأولادهم، فقلت له: أسمني له، فأسماني فخرجت، فكنت أعلمهم وأنفذ إليه في كل شهر ثلاثين درهماً، وأتفقده بعد ذلك بما أقدر عليه، وبقيت مدة على ذلك، فطلب عبيد الله بن سليمان مؤدباً لابنه قاسم، فقال: لا أعرف لك إلاّ رجلاً زجاجاً عند قوم بالصراة، قال: فكتب إليهم عبيد الله، فاستنزلهم عني، وأحضرني، وأسلم إلي القاسم، فكان ذلك سبب غناي، وكنت أعطي أبا العباس المبرد بعد ذلك في كل يوم؛ إلى أن مات إلى رحمة الله تعالى.
وعن علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: أخبرنا أبو محمد الوراق - جار لنا - قال: كنت بشارع الأنبار وأنا صبي يوم نيروز، فعبر رجل راكب، فبادر بعض الصبيان، فقلب عليه ماء، فأنشأ يقول وهو ينفض رداءه:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه | ولا خير في وجه إذا قل ماؤه |
مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 183
دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 216
مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 167
أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج
له كتاب ’’ معاني القرآن وشرح إعرابه ’’، وله كتاب ’’ الاشتقاق ’’،
وكتاب ’’ فعلت وأفعلت ’’، ومصنفات، منها: كتاب ’’ الأنواء ’’.
توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وقد روي أن وفاته تقدمت قبل السنة التي ذكرناها. والله أعلم.
وروى ابن خالويه أنه توفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وقال: دخلت بغداد سنة أربع عشرة وثلاثمائة، بعد موت الزجاج بسنتين.
هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 38
إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج
أخذ عن ثعلب والمبرد له ’’معاني القرآن’’، و’’فعل وأفعل’’ وغير ذلك. توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. بلغ الثمانين.
جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 2
دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 59
إبراهيم بن السّريّ بن سهل الزّجاج، أبو إسحاق النّحويّ.
ذكره الخطيب قال: كان من أهل الفضل والدّين، حسن الاعتقاد.
مات في جمادى الآخرة من سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، عن سبعين سنة. وقد روى عنه أبو العلاء المعريّ، وهو أستاذ أبي عليّ الفارسيّ، وقد قرأ هو على المبرّد، وكان يعطيه في كلّ يوم درهما من خرط الزّجاج كما شرط له. وطلب الوزير عبيد الله بن سليمان من يعلّم أولاده، فعيّن عليه المبرّد، فكان ذلك سبب غناه؛ لأنه كان يقضي عدة حوائج، وتعرض عليه الرقائع ويأخذ من ذلك الفوائد.
وقد ذكره النّديم صاحب الفهرست، وقال: للزجّاج من الكتب:
كتاب ما فسّره من جامع المنطق، وكتاب معاني القرآن، وكتاب الاشتقاق، وكتاب القوافي، وكتاب العروض، وكتاب الفرق، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب خلق الفرس، وكتاب مختصر النّحو، وكتاب فعلت وأفعلت، وكتاب ما ينصرف وما لا ينصرف، وكتاب شرح أبيات سيبويه، وكتاب النوادر، وكتاب الأنواء.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 241