هند بنت الخس هند بنت الخس بن حابس بن قريط الإيادية: فصيحة جاهلية، كانت ترد سوق عكاظ، ولها أخبار فيه. قال الجاحظ في وصفها: " من أهل الدهاء والنكراء، واللسن واللقن، والجواب العجيب، والكلام الصحيح، والأمثال السائرة، والمخارج العجيبة ". ويقال في اسم أبيها: الخس، والخص، والخسف، والأخس. وتلقب بالزرقاء. وقال البغدادي: " هي جاهلية قديمة، أدركت القلمس أحد حكام العرب في الجاهلية، وتحاكمت هي وأختها خمعة (؟) إليه في كلام لهما، ومدحته بأبيات، وبعض الرواة يزعم أنها ماتت في زمن النعمان عند هند ابنته، وليس الأمر كذلك " قلت: و " خمعة " التي عرفها بأختها، سماها صاحب الأغاني " جمعة بنت حابس بن مليل " واكتفى الجاحظ والفيروزآبادي بجمعة بنت حابس. وحقق محمود شكري الآلوسي اسمها بالخاء، قال: ذكر القاضي عياض في " شرح حديث أم زرع " على سبيل الاستطراد نبذة من كلام من اشتهرن بالفصاحة من نساء الجاهلية، فقال: ومنهن " خمعة " بضم الخاء وفتح الميم والعين المهملة، كما ضبطه صاحب العباب، والمحكم، وابن الشجري في كتابه " ما اتفق لفظه واختلف معناه ".
قلت: وأتى الزبيدي (في التاج) برأي جديد، جدير بالنظر، نفى فيه القول بأنهما اثنتان " هند، وخمعة أو جمعة " وعلق على قول القاموس: " كلتاهما من الفصاح " فقال: " والصواب أن ابنة الخس المشهورة بالفصاحة، واحدة، وهي من بني إياد، واختلف في اسمها فقيل: هند، وقيل: جمعة، ومن قال إنها بنت حابس فقد نسبها إلى جدها، كما حققه غير واحد، ونقل عن ابن السيد في الفرق أنه يقال لامرأة حكيمة من العرب: بنت الخص وابنة الخس، فهذا يدلك على أنها امرأة واحدة، والاختلاف في اسمها "
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 97
هند بنت الخس ترجمتها
هي هند بنت الخنس بن حابس بن قريط الإيادي. امرأة فصيحة جاهلية, كانت ترد سوق عكاظ ولها أخبار فيه. اختلف في اسم أبيها الخس أم الخص ولقبت حكيمة العرب.
المناسبة
قالت هند بنت الخس في التجارب والحكمة: (من الطويل)
وجدت وخير القول في الحكم نافع | ذوي الطول مما قد يغم ويلبس |
وليس الفتى عندي بشيء أعده | إذا كان ذا مال من العقل مفلس |
وذو الجبن مما يسعر الحرب نفخه | يهيج منها نارها ثم يخنس |
وكم من كثير المال يقبض كفه | وكم من قليل المال يعطي ويسلس |
وكم من صغير تزدريه لعله | يهيج كبيرا شره متبجس |
وكم من مراء ذي صلاح وعفة | يخاتل بالتقوى هو الذئب الأملس |
وآخر ذي طمرين صاحب نية | يجود بأعمال التقى ثم ينقس |
وكم من سفينة للجماعة مفسد | يدب لشر بينهم ويوسوس |
وذو الظلم مذموم النثا ظاهر الخنا | غني عن الحسنى وبالشر يعرس |
لقد أيقنت نفس الفتى غير باطل | وإن عاش حينا أنه سوف يهلك |
ويشرب بالكأس الذعاف شرابها | ويركب حد الموت كرها يسلك |
وكم من أخي دنيا يثمر ماله | سيورث ذاك المال رغما ويترك |
عليك بأفعال الكرام ولينهم | ولا تك مشاكسا تلج وتمحك |
ولا تك مزاحا لدى القوم لعبة | تظل أخا هزء بنفسك يضحك |
تخوض بجهل سادرا في فكاهة | وتدخل في غي الغواة وتشرك |
ألا رب ذي حظ يبصر فعله | وآخر مصروف به الحظ يؤفك |
بوفائه | فجازاك عني يا قلمس بالكرم |
أشم كنصل السيف جعد مرجل | شغفت به لو كان شيء مدانيا |
وأقسم لو خيرت بين لقائه | وبين أبي لاخترت أن لا أباليا |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 78