محمد بن أبي الحسن البكري الصديقي أبو عبد الله الناظم النائر، الصوفي، الولى، الصالح، من أهل مصر، كان له نظم معجز رائق. رحمه الله
من نظمه:
ما أرسل الرحمن أبو يرسل | من رحمة تصعد أو تنزل |
في ملكوت الله أو ملكه | من كل ما يختص أو يشمل |
إلا وطه المصطفى عبده | نبيه مختاره المرسل |
واسطة فيها وأصل لها | يعلم هذا كل من يعقل |
فنذ به في كل ما ترتجى | فهوشفيع دائما يقبل |
وعذ به في كل ما ترتجى | فهو شفيع دائما يقبل |
وحط أجمال الرجا عنده | فإنه المرجع والموئل |
وناده إن أزمة أنشبت | أظفارها واستحكم المضل |
يا أكرم الخلق على ربه | وخير من فيهم به يسأل |
قد مسنى الكرب وكم مرة | فرسجت كربا بعضه يدهل |
ولن ترى أعجز مني، فما | لشدة أقوى ولا أحمل |
فبالذي خصك بين الورى | برتبة عنها العلا ينزل |
عجل بإذهاب الذي أشتكى | وإن توقعت فمن أسأل؟ |
فحيلتي ضاعت وصبري انقضى | ولست أدى ما الذي أفعل؟ |
وأنت باب الهل أي امرئ | وافاه من غيرك لا يدخل |
صلى عليك الله ما صافحت | زهر الروابي نسمة شمال |
مسلما ما فاح عطر الحمى | وطاب منك الند والمنزل |
والآل والأصحاب ما غردت | ساجعة أنلوذها مخصل |
يا ظاهرا جلب الألباب ظاهره | وباطنا جذب الارواح باطنة |
ومقيما بقلب لا براح له | ما خاب قلب محب أنت ساكنه |
فاعطف على دنف ذابت حشاشته | مما يعانيه أو مما يعانيه |
وما ذكرت له إلا شكى وبكى | وانهل بالدمع من عينيه هاتنه |
هذا حديث هواه بثه وبدا | للناس مرتبه في الحب كامنه |
إلى الله أشكو ما ألاقي وإنه | بحالي عليم وهو يرحم عمده |
فما خاب من يرجو من الله ما يشا | ولا فصل إلا وهو يوجد عنده |
فطب واعتبط وافرح بكل مؤتل | فعما قريب ينجز الله وعده |
أود من الدنيا صديقا موافقا | وفيا بما أرضاه يرضى وينشرح |
فإن لم أجد أعرضت عن كل كائن | وقلت لقلبي قد خلا الكون فاسترخ |
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 2- ص: 0