ولادة بنت المستكفي ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي: شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة. كانت تخالط الشعراء وتساجلهم. اشتهرت بأخبارها مع الوزيرين ابن زيدون وابن عبدوس، وكانا يهويانها، وهي تود الأول وتكره الثاني، حتى وقع بينهما ما وقع وكتب أبن زيدون رسالته التهكمية المعروفة، إلى ابن عبدوس. وفي شعر ولادة رقة وعذوبة إلا ما كانت تهجو به. توفيت بقرطبة. ولعبد الرزاق الهلالى (ولادة وابن زيدون –ط) رسالة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 118
ولادة بنت المستكفي ولادة بنت محمد، هو المستكفي بن عبد الرحمن، كانت واحدة زمانها المشار إليها في أوانها حسنة المحاضرة مشكورة المذاكرة، كتبت بالذهب على طرازها الأيمن:
أنا والله أصلح للمعالي | وأمشي مشيتي وأتيه تيها |
وأمكن عاشقي من صحن خدي | وأعطي قبلة من يشتهيها |
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا | لم تهو جاريتي ولم تتخير |
وتركت غصنا مثمرا بجماله | وجنحت للغصن الذي لم يثمر |
ولقد علمت بأنني بدر السما | لكن ولعت لشقوتي بالمشتري |
أنت الخصيب وهذه مصر | فتدفقا فكلاكما بحر |
أكرم بولادة علقا لمعتلق | لو فرقت بين بيطار وعطار |
قالوا أبو عامر أضحى يلم بها | قلت الفراشة قد تدنو من النار |
أكل شهي أصبنا من أطايبه | بعضا وبعضا صفحنا عنه للفأر |
قد علقنا سواك علقا نفيسا | وصرفنا عنك النفوسا |
ولبسنا الجديد من خلع الحـ | ـ ب ولم نأل أن خلعنا اللبيسا |
ليس منك الهوى ولا أنت منه | أهبطي مصر أنت من قوم موسى |
أتيت فؤادها أشكو إليه | فلم أخلص إليه من الزحام |
فيا من ليس يكفيها خليل | ولا ألفا خليل كل عام |
أظنك من بقية قوم موسى | فهم لا يصبرون على طعام |
أبا عبد الإله اسمع | وخذ بمقالتي أو دع |
وأنقص بعدها أو زد | وطرفي إثرها أوقع |
ألم تعلم بأن الدهـ | ـ ر يعطي بعدما يمنع |
وكم ضر امرأ أمر | توهم أنه ينفع |
فإن قصارك الدهليـ | ـ ز حيث سواك في المضجع |
ولقبت المسدس وهو نعت | تفارقك الحياة ولا يفارق |
فلوطي ومأبون وزان | وديوث وقرنان وسارق |
إن ابن زيدون له فقحة | تعشق قضبان السراويل |
لو أبصرت أيرا على نخلة | صارت من الطير الأبابيل |
إن ابن زيدون على جهله | يعتبني ظلما ولا ذنب لي |
يلطخني شزرا إذا جئته | كأنني جئت لأخصي علي |
يا أصبحي اهنأ فكم نعمة | جاءتك من ذي العرش رب المنن |
قد نلت بأست ابنك مالم ينل | بفرج بوران أبوها الحسن |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
ولادة بنت المستكفي ترجمتها
هي ولادة بنت محمد بن عبد الرحمن الأموي ولقبه المستكفي بالله, من بيت الخلافة شاعرة اشتهرت بأخبارها مع الوزيرين ابن زيدون وابن عبدوس. كان بيتها مثابة للأدباء والشعراء. في شعرها رقة وعذوبة إلا الهجاء منه. توفيت في قرطبة 484 هجرية.
المناسبة
قالت وهي تشيع بخطاها محبها الشاعر ابن زيدون: (من الرمل)
ودع الصبر محب ودعك | ذائع من سره ما استودعك |
يقرع السن على أن لم يكن | زاد في تلك الخطا إذا شيعك |
يا أخا البدر سناء وسنى | حفظ الله زمانا أطلعك |
إن يطل بعدك ليلي فلكم | بت أشكو قصر الليل معك |
ترقب إذا جن الظلام زيارتي | فإني رأيت الليل أكتم للسر |
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح | وبالبدر لم يطلع وبالنجم لم يسر |
ألا هل لنا من بعد هذا التفرق | سبيل فيشكو كل صب بما لقي |
تمر الليالي لا أرى البين ينقضي | ولا الصبر من رق التشوق معتقي |
وقد كنت أوقات التزاور في الشتا | أبيت على جمر من الشوق محرق |
فكيف وقد أمسيت في حال قطعه | لقد عجل المقدور ما كنت أتقي |
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا | بكل سكوب هاطل الوبل مغدق |
أنا والله أصلح للمعالي | وأمشي مشيتي وأتيه تيها |
أمكن عاشقي من لثم ثغري | وأعطني قبلتي من يشتهيها |
لحاظكم تجرحنا في الحشا | ولحظنا يجرحكم في الخدود |
جرح بجرح فاجعلوا ذا بذا | فما الذي أوجب جرح الصدور؟ |
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا | لم تهو جاريتي ولم تتخير |
وتركت غصنا مثيرا بجماله | وجنحت للغصن الذي لم يثمر |
ولقد علمت بأنني بدر السما | لكن ولعت لشقوتي (بالمشتري) |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 224
ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر عبد الرحمن بن محمد
أديبة شاعرة جزلة القول مطبوعة الشعر، وكانت تخالط الشعراء وتساجل الأدباء، وتفوق البراء ذكرها أبو عبد الله بن مكي وأثنى على فضلها وسرعة قدرتها، وقال: لم يكن لها تصاون يطابق شرفها، توفيت لليلتين خلتا من صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة، يوم مقتل الفتح بن محمد بن عباد."
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1