وهب بن منبه وهب بن منبه الأبناوي الصنعاني الذماري، أبو عبد الله: مؤرخ، كثير الإخبار عن الكتب القديمة، عالم بأساطير الأولين و لا سيما الإسرائيليات. يعد في التابعين. أصله من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن. وأمه من حمير. ولد ومات بصنعاء وولاه عمر بن عبد العزيز قضاءها. وكان يقول: سمعت اثنين وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء، اثنان وسبعون منها في الكنائس، وعشرون في أيدي الناس لا يعلمها إلا قليل، ووجدت في كلها أن من أضاف إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر. ومن كلامه، وينسب إلى غيره: إذا دخلت الهدية من الباب خرج الحق من الكوة! واتهم بالقدر، ورجع عنه. ويقال: ألف فيه (كتابا) ثم ندم عليه. وحبس في كبره وامتحن. قال صالح بن طريف: لما قدم يوسف بن عمر العراق، بكيت، وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله. وفي (طبقات الخواص) أنه صحب ابن عباس ولازمه ثلاث عشرة سنة. من كتبه (ذكر الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم) رآه ابن خلكان في مجلد واحد، وقال: هو من الكتب المفيدة. وله (قصص الأنبياء –خ) و (قصص الأخيار) ذكرهما صاحب كشف الظنون.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 125
وهب بن منبه أبو عبد الله اليماني الأخباري صاحب القصص: كان من خيار التابعين ثقة صدوقا كثير النقل من الكتب القديمة المعروفة بالاسرائيليات.
قال ابن قتيبة: كان وهب بن منبه يقول: قرأت من كتب الله تعالى اثنين وسبعين كتابا.
صنف كتاب القدر ثم ندم على تصنيفه.
حدث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: دخلت على وهب بن منبه داره بصنعاء فأطعمني من جوزة في داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا، قال: وأنا والله وددت ذلك.
وروى حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء في كلها: «من جعل لنفسه شيئا من المشيئة فقد كفر» فتركت قولي.
ولوهب أيضا كتاب الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم وغير ذلك.
ومن كلامه: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والصبر جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
مات وهب وهو على قضاء صنعاء سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة عشر، والأول أصح.
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2802
وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار وهو الأسوار، الإمام، العلامة، الأخباري، القصصي، أبو عبد الله الأبناوي، اليماني، الذماري، الصنعاني.
أخو: همام بن منبه، ومعقل بن منبه، وغيلان بن منبه.
مولده: في زمن عثمان، سنة أربع وثلاثين، ورحل، وحج.
وأخذ عن: ابن عباس، وأبي هريرة - إن صح - وأبي سعيد، والنعمان بن بشير، وجابر، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص - على خلاف فيه - وطاووس.
حتى إنه ينزل ويروي عن: عمرو بن دينار، وأخيه؛ همام، وعمرو بن شعيب، وفنج اليماني - ولا يدرى من فنج؟!
حدث عنه: ولداه؛ عبد الله وعبد الرحمن، وعمرو بن دينار، وسماك بن الفضل، وعوف الأعرابي، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ويزيد بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وإسرائيل أبو موسى، وهمام بن نافع أبو عبد الرزاق، والمغيرة بن حكيم، والمنذر بن النعمان، وابن أخيه؛ عقيل بن معقل، وابن أخيه؛ عبد الصمد بن معقل، وسبطه؛ إدريس بن سنان، وصالح بن عبيد، وعبد الكريم بن حوران، وعبد الملك بن خلج، وداود بن قيس، وعمران بن هربذ أبو الهذيل، وعمران بن خالد الصنعانيون، وخلق سواهم.
وروايته (للمسند) قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب.
قال أحمد: كان من أبناء فارس، له شرف.
قال: وكل من كان من أهل اليمن له (ذي) هو شريف، يقال: فلان له (ذي)، وفلان لا (ذي) له.
قال العجلي: تابعي، ثقة، كان على قضاء صنعاء.
وقال أبو زرعة، والنسائي: ثقة.
قال أحمد بن محمد بن الأزهر: سمعت مسلمة بن همام بن مسلمة بن همام يذكر عن آبائه:
أن هماما، ووهبا، وعبد الله، ومعقلا، ومسلمة بنو منبه أصلهم من خراسان، من هراة، فمنبه من أهل هراة، خرج أيام كسرى، وكسرى أخرجه من هراة، ثم إنه أسلم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فحسن إسلامه.
ومسكنهم باليمن، وكان وهب بن منبه يختلف إلى هراة، ويتفقد أمر هراة.
حسان بن إبراهيم: حدثنا يحيى بن زبان، أنبأنا عبد الله بن راشد، عن مولى لسعيد بن عبد الملك، سمعت خالد بن معدان، يحدث عن عبادة بن الصامت:
سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (سيكون في أمتي رجلان؛ أحدهما يقال له: وهب، يؤتيه الله الحكم، والآخر يقال له: غيلان، هو أشد على أمتي من إبليس ).
سئل ابن معين عن ابن زبان، وشيخه، فقال: لا أعرفهما.
الوليد بن مسلم: عن مروان بن سالم - واه - عن أحوص بن حكيم، عن خالد، عن عبادة مرفوعا، نحوه، وقال: (أضر على أمتي).
وعن عبد الرزاق، عن أبيه، عن وهب، قال:
يقولون: عبد الله بن سلام كان أعلم أهل زمانه، وإن كعبا أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما، أهو أعلم أم هما ؟
إسنادها مظلم.
وعن كثير: أنه سار مع وهب، فباتوا بصعدة عند رجل، فخرجت بنت الرجل، فرأت مصباحا، فاطلع صاحب المنزل، فنظر إليه صافا قدميه في
ضياء كأنه بياض الشمس، فقال الرجل: رأيتك الليلة في هيئة.
وأخبره، فقال: اكتم ما رأيت.
مسلم الزنجي: حدثني المثنى بن الصباح، قال:
لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئا فيه الروح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا.
قال: وقال وهب: لقد قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا.
جعفر بن سليمان: عن عبد الصمد بن معقل، قال:
صحبت عمي وهبا أشهرا يصلي الغداة بوضوء العشاء.
وقال سلم بن ميمون الخواص: عن مسلم الزنجي، قال:
لبث وهب بن منبه أربعين سنة لا يرقد على فراش، وعشرين سنة لم يجعل بين العتمة والصبح وضوءا.
وروى: عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، قال:
رأيت وهبا إذا قام في الوتر، قال: لك الحمد السرمد حمدا لا يحصيه العدد، ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما أنت له أهل، وكما هو لك علينا حق.
وروى: عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال:
كان وهب يحفظ كلامه كل يوم، فإن سلم أفطر، وإلا طوى.
قال عبد الصمد بن معقل: قال الجعد بن درهم:
ما كلمت عالما قط إلا غضب، وحل حبوته غير وهب.
معمر: عن سماك بن الفضل، قال: كنا عند عروة بن محمد الأمير، وإلى جنبه وهب، فجاء قوم، فشكوا عاملهم، وذكروا منه شيئا قبيحا، فتناول وهب عصا كانت في يد عروة، فضرب بها رأس العامل حتى سال الدم.
فضحك عروة، واستلقى، وقال: يعيب علينا وهب الغضب وهو يغضب!
قال: وما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام، يقول تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55].
وروى: إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل:
قيل لوهب: إنك يا أبا عبد الله كنت ترى الرؤيا، فتحدثنا بها، فتكون حقا!
قال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.
وعن وهب: الدراهم خواتيم الله في الأرض، فمن ذهب بخاتم الله، قضيت حاجته.
ابن عيينة: عن عمرو بن دينار، قال:
دخلت على وهب داره بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا.
فقال: وأنا والله.
أحمد: عن عبد الرزاق، سمعت أبي يقول:
حج عامة الفقهاء سنة مائة، فحج وهب، فلما صلوا العشاء، أتاه نفر فيهم عطاء والحسن، وهم يريدون أن يذاكروه القدر.
قال: فافتن في باب من الحمد، فما زال فيه حتى طلع الفجر، فافترقوا ولم يسألوه عن شيء.
قال أحمد: اتهم بشيء منه، ورجع.
وقال العجلي: رجع.
حماد بن سلمة: عن أبي سنان عيسى بن سنان، سمعت وهبا يقول:
كنت أقول بالقدر، حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء، في كلها: من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر، فتركت قولي.
أبو أسامة: عن أبي سنان، سمعت وهبا يقول لعطاء الخراساني:
كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إليها، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم، فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا علمهم، رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم.
وعنه، قال: احفظوا عني ثلاثا: إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وإعجاب المرء بنفسه.
وعنه: دع المراء والجدل، فإنه لن يعجز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك؟! ورجل أنت أعلم منه، فكيف تعادي وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك ؟!
أبو عاصم النبيل: حدثني أبو سلام، عن وهب بن منبه، قال:
العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
عن وهب: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم، ويخلو ليغنم.
الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.
ثلاث من كن فيه أصاب البر: السخاء، والصبر على الأذى، وطيب الكلام.
أبو اليمان: عن عباس بن يزيد، قال:
قال وهب بن منبه: استكثر من الإخوان ما استطعت، فإن استغنيت عنهم، لم يضروك، وإن احتجت إليهم، نفعوك.
وعن وهب: إذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك.
ابن المبارك: عن وهيب بن الورد، قال:
جاء رجل إلى وهب بن منبه، فقال: قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس.
قال: لا تفعل، إنه لا بد لك من الناس، ولا بد لهم منك، ولهم إليك حوائج، ولك نحوها، لكن كن فيهم أصم، سميعا، أعمى، بصيرا، سكوتا، نطوقا.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا ابن حيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، حدثنا بشر بن هلال، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي
سنان، قال:
اجتمع وهب، وعطاء الخراساني، فقال له عطاء: يا أبا عبد الله، ما هذا الذي فشا عنك في القدر؟
فقال: ما تكلمت في القدر بشيء، ولا أعرف هذا، قرأت نيفا وتسعين كتابا من كتب الله، منها سبعون ظاهرة في الكنائس، ومنها عشرون لا يعلمها إلا القليل، فوجدت فيها كلها: أن من وكل إلى نفسه شيئا من المشيئة، فقد كفر.
وبه: إلى أبي نعيم، حدثنا أبو حامد، حدثنا السراج، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرني أبي، سمعت وهبا يقول:
ربما صليت الصبح بوضوء العتمة.
وعن وهب، قال:
كان نوح -عليه السلام- من أجمل أهل زمانه، وكان يلبس البرقع، فأصابتهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلى لهم بوجهه، شبعوا.
وعن وهب: أن عيسى -عليه السلام- قال للحواريين: أشدكم جزعا على المصيبة، أشدكم حبا للدنيا.
وعن وهب، قال: المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفهم، ويخلو ليغنم.
وعنه: قرأت في بعض الكتب: ابن آدم، لا خير لك في أن تعلم ما لم تعلم ولم تعمل بما علمت، فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا، فحزم حزمة، فذهب يحملها، فعجز عنها، فضم إليها أخرى.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم اللبان، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن أبي موسى اليماني، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سكن البادية، جفا، ومن اتبع الصيد، غفل، ومن أتى السلطان، افتتن ).
أبو موسى: مجهول.
مبارك بن سعيد الثوري: عن سفيان، عن جعفر بن برقان:
قال وهب: طوبى لمن شغله عيبه عن عيب أخيه، طوبى لمن تواضع لله من غير مسكنة، طوبى لمن تصدق من مال جمعه من غير معصية، طوبى لأهل الضر وأهل المسكنة، طوبى لمن جالس أهل العلم والحلم، طوبى لمن اقتدى بأهل العلم والحلم والخشية، طوبى لمن وسعته السنة فلم يعدها.
عن وهب: الأحمق إذا تكلم، فضحه حمقه، وإذا سكت، فضحه عيه، وإذا عمل، أفسد، وإذا ترك، أضاع، لا علمه يعينه، ولا علم غيره ينفعه، تود أمه أنها ثكلته، وامرأته لو عدمته، ويتمنى جاره منه الوحدة، ويجد جليسه منه الوحشة.
علي بن المديني : حدثنا هشام بن يوسف، أخبرني داود بن قيس، قال:
كان لي صديق يقال له: أبو شمر ذو خولان، فخرجت من صنعاء أريد قريته، فلما دنوت منها، وجدت كتابا مختوما إلى أبي شمر، فجئته، فوجدته مهموما حزينا، فسألته عن ذلك، فقال:
قدم رسول من صنعاء، فذكر أن أصدقاء لي كتبوا لي كتابا، فضيعه الرسول.
قلت: فهذا الكتاب.
فقال: الحمد لله.
ففضه، فقرأه، فقلت: أقرئنيه.
فقال: إني لأستحدث سنك.
قلت: فما فيه؟
قال: ضرب الرقاب.
قلت: لعله كتبه إليك ناس حرورية في زكاة مالك.
قال: من أين تعرفهم؟
قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهب بن منبه، فيقول لنا: احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء، لا يدخلونكم في رأيهم المخالف، فإنهم عرة لهذه الأمة.
فدفع إلي الكتاب، فقرأته، فإذا فيه: سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله، ونوصيك بتقواه، فإن دين الله رشد وهدى، وإن دين الله طاعة الله، ومخالفة من خالف سنة نبيه، فإذا جاءك كتابنا، فانظر أن تؤدي - إن شاء الله - ما افترض الله عليك من حقه، تستحق بذلك ولاية الله، وولاية أوليائه، والسلام.
قلت له: فإني أنهاك عنهم.
قال: فكيف أتبع قولك، وأترك قول من هو أقدم منك؟!
قلت: فتحب أن أدخلك على وهب حتى تسمع قوله؟
قال: نعم.
فنزلنا إلى صنعاء، فأدخلته على وهب - ومسعود بن عوف وال على اليمن من قبل عروة بن محمد - فوجدنا عند وهب نفرا.
فقال لي بعض النفر: من هذا الشيخ؟
قلت: له حاجة.
فقام القوم، فقال وهب: ما حاجتك يا ذا خولان؟
فهرج، وجبن، فقال لي وهب: عبر عنه.
قلت: إنه من أهل
القرآن والصلاح، والله أعلم بسريرته، فأخبرني:
أنه عرض له نفر من أهل حروراء، فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزئ عنك، لأنهم لا يضعونها في مواضعها، فأدها إلينا، ورأيت يا أبا عبد الله أن كلامك أشفى له من كلامي.
فقال: يا ذا خولان، أتريد أن تكون بعد الكبر حروريا، تشهد على من هو خير منك بالضلالة؟! فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله ومن شهدت عليه؟ فالله يشهد له بالإيمان، وأنت تشهد عليه بالكفر، والله يشهد له بالهدى، وأنت تشهد عليه بالضلالة، فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله؟ وشهادتك شهادة الله؟ أخبرني يا ذا خولان، ماذا يقولون لك؟
فتكلم عند ذلك، وقال لوهب: إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم، ولا أستغفر إلا له.
فقال: صدقت، هذه محنتهم الكاذبة، فأما قولهم في الصدقة:
فإنه قد بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة ربطتها، أفإنسان ممن يعبد الله يوحده ولا يشرك به أحب إلى الله أن يطعمه من جوع أو هرة؟! والله يقول: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} [الإنسان: 8] الآيات.
وأما قولهم: لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم، أهم خير أم الملائكة، والله يقول: {ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5]، فوالله ما فعلت الملائكة ذلك حتى أمروا به: {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} [الأنبياء: 27]، وجاء ميسرا: {ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: 7].
يا ذا خولان، إني قد أدركت صدر الإسلام، فوالله ما كانت الخوارج
جماعة قط، إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم قوله، إلا ضرب الله عنقه، ولو مكن الله لهم من رأيهم، لفسدت الأرض، وقطعت السبل والحج، ولعاد أمر الإسلام جاهلية، وإذا لقام جماعة كل منهم يدعو إلى نفسه الخلافة، مع كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف، يقاتل بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر، حتى يصبح المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري مع من يكون، قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} [البقرة: 251]، وقال: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا} [غافر: 51]، فلو كانوا مؤمنين لنصروا، وقال: {وإن جندنا لهم الغالبون} [الصافات: 173].
ألا يسعك يا ذا خولان من أهل القبلة ما وسع نوحا من عبدة الأصنام، إذ قال له قومه: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} [الشعراء: 111] ....، إلى أن قال:
فقال ذو خولان: فما تأمرني؟
قال: أنظر زكاتك، فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة، وجمعهم عليه، فإن الملك من الله وحده وبيده، يؤتيه من يشاء، فإذا أديتها إلى والي الأمر، برئت منها، وإن كان فضل، فصل به أرحامك ومواليك وجيرانك والضيف.
فقال: أشهد أني نزلت عن رأي الحرورية.
وفي (العقل) لابن المحبر : ذكر صفات حميدة للعاقل، نحو من ستين سطرا، فيها مائة خصلة.
وعن وهب، قال: احتمال الذل خير من انتصار يزيد صاحبه قمأة.
وقد امتحن وهب، وحبس، وضرب: فروى حبان بن زهير العدوي، قال:
حدثني أبو الصيداء صالح بن طريف، قال:
لما قدم يوسف بن عمر العراق، بكيت، وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله.
يعني: لما ولي إمرة اليمن، ثم نقله الخليفة هشام إلى إمرة العراق، وكان جبارا، عنيدا، مهيبا، كان سماطه بالعراق - فيما حكى المدائني - كل يوم خمس مائة مائدة، أبعد الموائد وأقربها سواء في الجودة، ثم إنه عزل عن العراق عند مقتل الوليد الفاسق، ثم ضربت عنقه - ولله الحمد - في سنة سبع وعشرين ومائة.
قلت: لا شيء في (الصحيحين) لوهب بن منبه سوى حديث واحد:
أنبأناه ابن قدامة، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا ابن مالك، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن منبه، عن أخيه:
سمعت أبا هريرة يقول: ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني، إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب، وكنت لا أكتب.
قال الواقدي، وكاتبه، وشباب، وأبو عبيد، وعبد المنعم بن إدريس: مات سنة عشر ومائة.
وقال والد عبد الرزاق، وعبد الصمد بن معقل، ومعاوية بن صالح: مات سنة أربع عشرة ومائة.
زاد عبد الصمد: في المحرم.
وقيل: مات في ذي الحجة، سنة ثلاث عشرة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 326
وهب بن منبه ومنهم الحكيم الدامغ للمشبه، الحليم الدافع للمتسفه: أبو عبد الله وهب بن منبه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن محمد اليشكري، ثنا أبو قدامة همام بن مسلمة بن عقبة بن همام بن منبه، ثنا غوث بن جابر، ثنا عقيل بن معقل بن منبه، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «ألم يفكر ابن آدم ثم يتفهم، ويعتبر، ثم يبصر ثم يعقل، ويتفقه حتى يعلم، فيتبين أن لله حلما به يخلق [ص:24] الأحلام، وعلما به يعلم العلماء، وحكمة بها يتقي الخلق، ويدبر بها أمور الدنيا والآخرة، فإن ابن آدم لن يقدر بعلمه المقدر على الله الذي لا مقدار له، ولن يبلغ بحلمه المخلوق حلم الله الذي به خلق الخلق كله، ولن يبلغ بحكمته حكمة الله التي بها يتقي الخلق ويقدر المقادير، وكيف يشبه ابن آدم رب ابن آدم، وكيف يكون المخلوق كمن خلقه»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل، ثنا عبد الصمد بن معقل أنه، سمع وهب بن منبه يقول في موعظة له: «يا ابن آدم، إنه لا أقوى من خالق، ولا أضعف من مخلوق، ولا أقدر ممن طلبته في يده، ولا أضعف ممن هو في يد طالبه»
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حميد، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه، سمع وهب بن منبه، يقول: " إن ناسا من بني إسرائيل سألوا نبيهم عن الرب عز وجل: أين يكون، وفي أي البيوت يكون، أم نبني له بيتا نعبده فيه؟ فأوحى الله تعالى إليه: إن قومك سألوك أين أكون فيعبدوني، فأي بيت يسعني ولم تسعني السموات والأرض، فإذا أرادوا مسكني فإني في قلب العفيف الوادع الورع "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته، ثنا بشر بن هلال، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي سنان، قال: اجتمع وهب بن منبه وعطاء الخراساني؛ فقال له عطاء: يا أبا عبد الله، ما هذا الكلام الذي بلغني أنه قد فشا عنك في القدر؟ فقال وهب بن منبه: «ما تكلمت في القدر بشيء، ولا أعرف هذا». ثم حدث وهب بن منبه فقال: قرأت نيفا وتسعين كتابا من كتب الله عز وجل، منها سبعون أو نيف وسبعون ظاهرة في الكتابين، ومنها عشرون لا يعلمها إلا قليل من الناس، فوجدت فيها كلها أن: «من وكل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر»
حدثنا سليمان، ثنا عبيد بن محمد الصنعاني، ثنا همام بن مسلمة بن عقبة، ثنا [ص:25] غوث بن جابر، ثنا عقيل بن معقل، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «لا يشكن ابن آدم أن الله عز وجل يوقع الأرزاق متفاضلة ومختلفة، فإن تقلل ابن آدم شيئا من رزقه فليزده رغبة إلى الله عز وجل، ولا يقولن لو أطلع الله هذا وشعر به غيره، فكيف لا يطلع الله الشيء الذي هو خلقه وقدره، أو لا يعتبر ابن آدم في غير ذلك مما يتفاضل فيه الناس، فإن الله فضل بينهم في الأجسام، والألوان، والعقول، والأحلام، فلا يكبر على ابن آدم أن يفضل الله عليه في الرزق والمعيشة، ولا يكبر عليه أنه قد فضل عليه في علمه وعقله، أولا يعلم ابن آدم أن الذي رزقه في ثلاثة أوان من عمره لم يكن له في واحد منهن كسب ولا حيلة أنه سوف يرزقه في الزمن الرابع، أول زمن من أزمانه حين كان في رحم أمه يخلق فيه ويرزق من غير مال كسبه في قرار مكين، لا يؤذيه فيه حر ولا قر، ولا شيء يهمه، ثم أراد الله أن يحوله من تلك المنزلة إلى غيرها، ويحدث له في الزمن الثاني رزقا من أمه يكفيه ويغنيه من غير حول ولا قوة، ثم أراد الله أن يعصمه من ذلك اللبن ويحوله في الزمن الثالث في رزق يحدثه له من كسب أبويه، يجعل له الرحمة في قلوبهما حتى يؤثراه على أنفسهما بكسبهما، ويستعينا روحه بما يعنيهما، لا يعنيهما في شيء من ذلك بكسب ولا حيلة يحتالها، حتى يعقل ويحدث نفسه أن له حيلة وكسبا، فإنه لن يغنيه في الزمن الرابع إلا من أغناه ورزقه في الأزمان الثلاث التي قبلها، فلا مقال له ولا معذرة إلا برحمة الله، هو الذي خلقه، فإن ابن آدم كثير الشك، يقصر به حلمه وعقله عن علم الله، ولا يتفكر في أمره، ولو تفكر حتى يفهم، ويفهم حتى يعلم، علم أن علامة الله التي بها يعرف خلقه الذي خلق ورزقه لما خلق»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن فرج بن فضالة، عن عطاء الخراساني، قال: لقيت وهب بن منبه في الطريق، فقلت: حدثني حديثا أحفظه عنك في مقامي وأوجز، قال: " أوحى الله [ص:26] إلى داود: يا داود، أما وعزتي وعظمتي، لا يشعر بي عبد من عبادي دون خلقي، أعلم ذلك من نيته، فتكيده السموات السبع ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن، إلا جعلت له منهن فرجا ومخرجا، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني، أعلم ذلك من نيته، إلا قطعت أسباب السموات من يده، وأرضخت الأرض من تحته، ولا أبالي في أي واد هلك "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا أبو هشام الصنعاني، حدثني عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: وجدت في بعض الكتب أن الله يقول: «كفى بي للعبد مالا، إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته من قبل أن يسألني، وأستجيب له من قبل أن يدعوني، فإني أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه»
حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن أبي إدريس، عن وهب بن منبه، قال: " قرأت إحدى وسبعين كتابا فوجدت في جميعها أن الله عز وجل لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلى الله عليه وسلم إلا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلا، وأفضلهم رأيا. وقال وهب بن منبه: وإني وجدت في بعض ما أنزل الله على أنبيائه أن الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل، وأنه يكابد مائة ألف جاهل فيسخر بهم حتى يركب رقابهم فينقادون له حيث شاء، ويكابد المؤمن العاقل فيصعب عليه حتى لا ينال منه شيئا. وقال وهب بن منبه: لإزالة الجبل صخرة صخرة، وحجرا حجرا، أيسر على الشيطان من مكابدة المؤمن العاقل، لأنه إذا كان مؤمنا عاقلا ذا بصيرة فلهو أثقل على الشيطان من الجبال، وأصعب من الحديد، وأنه ليزايله بكل حيلة، فإذا لم يقدر أن يستزله قال: يا ويله ولهذا، لا حاجة لي بهذا، ولا طاقة لي بهذا، فيرفضه ويتحول إلى الجاهل فيستأسره ويستمكن من قياده، حتى يسلمه إلى الفضائح التي يتعجل [ص:27] بها في عاجل الدنيا، كالجلد، والحلق وتسخيم الوجوه، والقطع، والرجم، والصلب، وإن الرجلين ليستويان في أعمال البر فيكون بينهما كما بين المشرق والمغرب أو أبعد، إذا كان أحدهما أعقل من الآخر "
حدثنا محمد بن حبيش، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، ثنا محمد بن يزيد الأيلي، ثنا إسماعيل بن حبيب، عن أبي عاصم الوراق، عن عبد الله بن الدئلي، عن وهب بن منبه، أنه قال: بينما نبيكم صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا نائما أو شبه النائم، إذ أتي بلوزة أو شبه اللوزة ففضها، فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب فيها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ما أنصف الله عز وجل من اتهمه في قضائه، واستبطأه في رزقه "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن الحسن بن أنس، ثنا عمران أبو الهزيل، عن وهب بن منبه، قال: قال موسى عليه السلام: " يا رب، إنهم سيسألوني كيف كان بدؤك؟ قال: فأخبرهم أني أنا قبل كل شيء، وبعد كل شيء "
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن الحسن البغدادي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن المخزومي، ثنا عبد الرزاق، ثنا بكار بن عبد الله، عن وهب، قال: قرأت في بعض الكتب، فوجدت الله تعالى يقول: «يا ابن آدم، ما أنصفتني، تذكرني وتنساني، وتدعوني وتفر مني، خيري إليك نازل، وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم قد نزل إليك من أجلك، ولا يزال ملك كريم قد صعد إلي منك بعمل قبيح، يا ابن آدم، إن أحب ما تكون إلي، وأقرب ما تكون مني، إذا كنت راضيا بما قسمت لك، وأبغض ما تكون إلي، وأبعد ما تكون مني، إذا كنت ساخطا لاهيا عما قسمت لك، يا ابن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني بما يصلحك، إني عالم بخلقي، وأنا أكرم من أكرمني، وأهين من هان عليه أمري، ولست بناظر في حق عبدي حتى ينظر عبدي في حقي»
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن [ص:28] الخبير، ثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عمر بن عبد الرحمن الصنعاني، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " لقي رجل راهبا، فقال: يا راهب، كيف صلاتك؟ قال الراهب: ما أحسب أحدا سمع بذكر الجنة والنار فأتى عليه ساعة لم يصل فيها، قال: فكيف ذكرك الموت؟ قال: ما أرفع قدما، ولا أضع أخرى، إلا رأيت أني ميت، قال الراهب: كيف صلاتك أيها الرجل؟ قال: إني لأصلي وأبكي حتى ينبت العشب من دموع عيني. قال الراهب: أما إنك إن بت تضحك وأنت معترف بخطيئتك، خير لك من أن تبكي وأنت مرائي بعملك، فإن المرائي لا يرفع له عمل، فقال الرجل للراهب: فأوصني، فإني أراك حكيما. قال: ازهد في الدنيا، ولا تنازع أهلها فيها، وكن فيها كالنحلة، إذا أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيبا، وإن رفعت على عود لم تكسره، وانصح لله نصح الكلب لأهله، يجيعونه ويطردونه ويضربونه ويأبى إلا أن ينصح لهم. قال: فكان وهب بن منبه إذا ذكر هذا الحديث قال: واسوأتاه إذا كان الكلب أنصح لأهله منك لله ". حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عمرو بن أيوب السقطي، ثنا أبو همام، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن رجل، من أهل صنعاء عن وهب، قال: مر رجل على راهب فقال: يا راهب، كيف دأب نشاطك؟ فذكر مثله
حدثنا أبو علي محمد بن الحسن بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا الصلت بن عاصم المرادي، عن أبيه، عن وهب، قال: " لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل فقال: يا آدم، ألا أعلمك شيئا تنتفع به في الدنيا والآخرة؟ قال: بلى. قال: قل: اللهم تمم لي النعمة حتى تهنئني المعيشة، اللهم اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللهم اكفني مئونة الدنيا وكل هول في القيامة [ص:29] حتى تدخلني الجنة في عافية "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن محمد الصنعاني، ثنا همام بن مسلمة بن قعنب بن همام، ثنا غوث بن جابر، ثنا عقيل بن معقل، سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «إن من حكمة الله عز وجل أن خلق الخلق مختلفا خلقه ومقاديره، فمنه خلق يدوم ما دامت الدنيا، لا تنقصه الأيام، ولا تهرمه، ومنه خلق تنقصه الأيام وتهرمه وتبليه وتميته، ومنه خلق لا يطعم ولا يرزق، ومنه خلق يطعم ويرزق، خلقه الله عز وجل وخلق معه رزقه، ثم خلق الله تعالى من ذلك خلقا في البر وخلقا في البحر، ثم جعل رزق ما خلق في البر من البر، ورزق ما خلق في البحر من البحر، ولا يصلح خلق البر في البحر، ولا خلق البحر في البر، ولا ينفع رزق دواب البحر دواب البر، ولا رزق دواب البر دواب البحر، إذا خرج ما في البحر إلى البر هلك، وإذا دخل ما في البر إلى البحر هلك، وفي ذلك من خلق الله في البر والبحر عبرة لمن قد أهمته قسمة الأرزاق والمعيشة، فليعتبر ابن آدم فيما قسم الله من الأرزاق، أنه لا يكون فيها شيء إلا كما قسمه بين خلقه، ولا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يخلطها، كما لا تستطيع دواب البر أن تعيش بأرزاق دواب البحر، ولو تضطر إليه ماتت كلها، ولا تستطيع دواب البحر أن تعيش بأرزاق دواب البر، ولو تضطر إليه أهلكها ذلك كله، فإذا استقرت كل دابة منها فيما رزقت أحياها ذلك وأصلحها. وكذلك ابن آدم، إذا استقر وقنع بقسمته من رزق الله أحياه ذلك وأصلحه، وإذا تعاطي رزق غيره نقصه ذلك وضره»
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عمرو بن أيوب، ثنا الحسن بن حماد، ثنا أبو أسامة، عن عيسى بن سنان، قال: سمعت وهبا قال لعطاء الخراساني: " كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم , فكانوا لا يلتفتون إلى دنيا غيرهم، وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم، فأصبح أهل العلم اليوم فينا يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعهم عندهم، فإياك وأبواب
السلاطين، فإن عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل، لا تصيب من دنياهم شيئا إلا وأصابك من دينك مثله. ثم قال: يا عطاء، إن كان يغنيك ما يكفيك فكل عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك، إنما بطنك بحر من البحور، وواد من الأودية، لا يسعه إلا التراب "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، قالا: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل، ثنا عبد الصمد بن معقل أنه، سمع وهب بن منبه، يقول: «لا يكون البطال من الحكماء، ولا يرث الزناة من ملكوت السماء»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وحدثني أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، قالا: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه، سمع وهبا، يقول في موعظة له: " هذا يوم عظيم يقال فيه بعسره طويل يعظ اليوم السعيد ويستكثر من منافعه اللبيب يا ابن آدم إنما جمعت من منافع هذا اليوم لدفع ضرر الجهالة عنك وإنما أوقدت فيه مصابيح الهدى، ليته يجزيك، فلم أر كاليوم ضل مع نوره متحيرا واعيا مروآت سقيم يا ابن آدم إنه لا أقوى من خالق ولا أضعف من مخلوق ولا أقدر ممن طلبته في يده ولا أضعف ممن هو في يد طالبه يا ابن آدم إنه قد ذهب منك مالا يرجع إليك وأقام معك ما سيذهب فما الجزع مما لابد منه وما الطمع فيما لا يرتجى وما الحيلة في بقاء ما سيذهب، يا ابن آدم أقصر عن طلب ما لا تدرك، وعن تناول ما لا تناله، وعن ابتغاء ما لا يوجد، واقطع الرجاء عنك كما قعدت بك الأشياء، واعلم أنه رب مطلوب هو شر لطالبه، يا ابن آدم إنما الصبر عند المصيبة، وأعظم من المصيبة سوء الخلق منها، يا ابن آدم وأي أيام الدهر يرتجى في غنم، أو أي يوم تستأخر عاقبته عن أوان مجيئه، فانظر إلى الدهر تجده ثلاثة أيام: يوم مضى لا ترجوه، ويوم حضر لا تزيده، ويوم يجيء لا تأمنه، فأمس شاهد مقبول، وأمين مردود، وحكيم [ص:31] موارب، قد فجعك بنفسه، وخلف فيك حكمته، واليوم صديق مودع، كان طويل الغيبة، وهو سريع الظعن، أتاك ولم تأته، وقد مضى قبله شاهد عدل، فإن كان ما فيه لك فاشفعه بمثله، أو ثق باجتماع شهادتهما لك أو عليك. يا ابن آدم إنه لاأعظم رزية في عقله ممن ضيع اليقين وأخطأه العمل، أيها الناس، إنما البقاء بعد الفناء، وقد خلقنا ولم نكن، وسنبلى ثم نعود، وإنما العواري اليوم والهبات غدا، ألا وإنه قد تقارب منا سلب فاحش، أو عطاء جزيل، فاستصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه. أيها الناس، إنما أنتم في هذه الدنيا عرض تنتضل فيه المنايا، وإنما أنتم فيه من دنياكم نهب للمصائب، لا تتناولون فيها نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل منكم معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله، ولا يجدد له زيادة في أكلة إلا بنفاد ما قبله من رزقه، ولا يحيا له أثر إلا مات له أثر، فنسأل الله أن يبارك لنا ولكم فيما مضى من هذه العظة. يا ابن آدم إنما أهل الدنيا سفر لا يحلون عقدة الرحال إلا في غيرها، وإنما يتباقون بالعواري، فما أحسن الشكر للمنعم، والتسليم للميعاد، يا ابن آدم إنما الشيء من مثله، وقد مضت من قبلنا أصول نحن من فروعها، فما بقاء الفرع بعد الأصل؟ "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن وهب بن منبه، أنه كان يقول: «الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حرون، إن فتر قائدها صدت عن الطريق ولم تستقم لسائقها، وإن فتر سائقها حرنت ولم تتبع قائدها فإذا اجتمعا استقامت طوعا أو كرها ولا تستطيع الدين إلا بالطوع والكره إن كان كلما كره الإنسان شيئا من دينه تركه، أوشك أن لا يبقى معين من دينه شيء»
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا محمد بن حازم، ثنا محمد بن بشر، ثنا عطاء بن المبارك، عن أشرس، عن وهب بن منبه، قال: قال [ص:32] داود عليه السلام: " إلهي أين أجدك إذا طلبتك؟ قال: عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي "
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ممشاذ الفوال المعروف بالقنديل، ثنا محمد بن سمويه، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا إبراهيم بن الحكم، حدثني أبي، حدثني وهب بن منبه، قال: إني لأجد في بعض كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إن الله تعالى يقول: «ما ترددت عن شيء قط ترددي عن قبض روح المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولابد له منه»
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: إن رجلا من بني إسرائيل صام سبعين أسبوعا يفطر في كل سبعة أيام يوما وهو يسأل الله تعالى أن يريه كيف يغوي الشيطان الناس، فلما أن طال ذلك عليه ولم يجب قال: لو أقبلت على خطيئتي وعلى ذنبي وما بيني وبين ربي لكان خيرا لي من هذا الأمر الذي أطلب، فأرسل الله تعالى إليه ملكا فقال: إن الله عز وجل أرسلني إليك وهو يقول لك: إن كلامك هذا الذي تكلمت به أعجب إلي مما مضى من عبادتك، وقد فتح بصرك، قال: فنظر فإذا أحبولة لإبليس قد أحاطت بالأرض، وإذا ليس أحد من بني آدم إلا وحوله شياطين مثل الذباب، فقال: أي رب، من ينجو من هذا؟ قال: الورع اللين "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق، ثنا محمد بن سهل، ح. وحدثنا عمر بن أحمد بن محمد المقرئ، ثنا أحمد بن منصور، قالا: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: كان رجل من السائحين في أرض فيها قثاء فدعته نفسه إلى أن يأخذ منها شيئا فعاقبها، فقام مكانه فصلى ثلاثة أيام، فمر به رجل وقد لوحته الشمس والريح والبرد، فلما نظر إليه قال: سبحان الله، لكأنما أحرق هذا الإنسان بالنار، فقال السائح: «هكذا بلغ مني خوف النار، فكيف لو دخلتها»
حدثنا محمد بن نصر، ثنا حاجب بن أركين، ثنا حماد بن الحسن، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا عمر بن عبد الرحمن الصنعاني، ثنا وهب بن منبه، قال: " أصاب رجل من الأولين ذنبا فقال: لله علي أن لا يظلني سقف [ص:33] بيت أبدا حتى تأتيني براءة من النار. فكان بالعراء في الحر والقر فمر به رجل ورأى شدة حاله، فقال: يا عبد الله، ما بلغ منك ما أرى؟ فقال: بلغ بي ما ترى ذكر جهنم فكيف بي إن أنا وقعت فيها "
حدثني أبي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن المخزومي، ثنا عبد الرزاق، حدثني بكار بن عبد الله، عن وهب، قال: قرأت في بعض الكتب: أن مناديا ينادي من السماء الرابعة: «يا أبناء الأربعين، أنتم زرع قد دنا حصاده. يا أبناء الخمسين، ماذا قدمتم وماذا أخرتم. يا أبناء الستين، لا عذر لكم، ليت الخلق لم يخلقوا، وإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا، فقد أتتكم الساعة، فخذوا حذركم»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل يعني ابن عاصم، عن يونس بن أبي يحيى، عن وهب بن منبه، قال: في بعض الحكمة: «أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم، أبناء السبعين لا عذر لكم»
حدثنا الحسين بن محمد بن علي، ثنا سعيد بن محمد، أخو الزبير، ثنا إسحاق بن إسرائيل، ثنا هشام بن يوسف الصنعاني، عن منذر الأفطس، عن وهب، قال: قال دانيال عليه السلام: «يالهفتا على زمان يلتمس فيه الصالحون فلا يوجد منهم أحد إلا كالسنبلة أثر الحصاد، أو كالخصلة في أثر القاطف، يوشك نوائح أولئك وبواكيهم أن تبكيهم»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا عبد الرزاق، عن عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول في قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] قال: «إنما يوزن من الأعمال خواتيمها، وإذا أراد الله بعبد خيرا ختم له بخير عمله، وإذا أراد به شرا ختم له بشر عمله»
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أحمد بن عمرو البزار، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أحمد بن صالح، ثنا أسد بن موسى، عن يوسف بن زياد، عن أبي [ص:34] أنيس بن وهب بن منبه، عن وهب، قال: " إن الله عز وجل حين فرغ من خلقه نظر إليهم حين مشوا على وجه الأرض فقال: أنا الله الذي لا إله إلا أنا، الذي خلقتك بقوتي، وأتقنتك بحكمتي، حق قضائي، ونافذ أمري، أنا أعيدك كما خلقتك، وأفنيك بحكمتي حتى أبقى وحدي، فإن الملك والخلود لا يحق إلا لي، أدعو خلقي وأجمعهم لقضائي يوم يخسر أعدائي، وتجل القلوب من خوفي، وتجف الأقلام من هيبتي، وتبرأ الآلهة ممن عبدها دوني "
قال: وذكر وهب بن منبه: " أن الله عز وجل لما فرغ من جميع خلقه يوم الجمعة أقبل يوم السبت فمدح نفسه بما هو أهله، وذكر عظمته، وجبروته، وكبرياءه، وسلطانه، وقدرته، وملكه، وربوبيته، فأنصت له كل شيء، وأطرق له كل شيء خلقه، فقال: أنا الملك الذي لا إله إلا أنا، ذو الرحمة الواسعة، والأسماء الحسنى، أنا الله الذي لا إله إلا أنا، ذو العرش المجيد، والأفلاك العلى، أنا الله الذي لا إله إلا أنا، ذو المن، والطول، والآلاء، والكبرياء، أنا الله الذي لا إله إلا أنا، بديع السموات والأرض ومن فيهن، ملأت كل شيء عظمتي، وقهر كل شيء ملكي، وأحاطت بكل شيء قدرتي، وأحصى كل شيء علمي، ووسعت كل شيء رحمتي، وبلغ كل شيء لطفي، فأنا الله يا معشر الخلائق فاعرفوا مكاني، فليس في السموات والأرض إلا أنا، وخلقي كلهم لا يقوم ولا يدوم إلا بي، وينقلب في قبضتي، ويعيش في رزقي، وحياته وموته وبقاؤه وفناؤه بيدي، فليس له محيص ولا ملجأ غيري، لو تخليت عنه إذا لهلك كله، وإذا لكنت أنا على حالي، لا ينقصني ذلك شيئا، ولا يزيدني، ولا يهدني فقده، وأنا معتز بالعز كله في جبروتي، وملكي، وبرهاني، ونوري، وسعة بطشي، وعلو مكاني، وعظمة شأني، فلا شيء مثلي، ولا إله غيري، ولا ينبغي لشيء خلقته أن يعدل بي، ولا ينكرني، فكيف ينكرني من خلقته يوم خلقته على معرفتي، أم كيف يكابرني من قهره ملكي، فليس له خالق، ولا باعث، ولا وارث غيري، أم كيف يعزني من [ص:35] ناصيته بيدي، أم كيف يعدل بي من أعمره، وأسقم جسمه، وأنقص عقله، وأتوفى نفسه، وأخلقه، وأهرمه، فلا يمتنع مني، أم كيف يستنكف عن عبادتي عبدي وابن عبادي وابن إمائي، لا ينسب إلى خالق ولا وارث غيري، أم كيف يعبد دوني من تخلقه الأيام، ويفني أجله اختلاف الليل والنهار، وهما شعبة يسيرة من سلطاني، فإلي إلي يا أهل الموت والفناء لا إلى غيري، فإني كتبت الرحمة على نفسي، وقضيت بالعفو والمغفرة لمن استغفرني، أغفر الذنوب جميعا، صغيرها وكبيرها، ولا يكبر ذلك علي، ولا تلقوا بأيديكم، ولا تقنطوا من رحمتي، فإن رحمتي سبقت غضبي، وخزائن الخير كلها بيدي، ولم أخلق شيئا مما خلقت لحاجة كانت مني إليه، ولكن لأبين به قدرتي، ولينظر الناظرون في ملكي وتدبير حكمتي، ولتدين خلائقي كلها لعزتي، وتسبح الخلائق كلهم بحمدي، ولتعنو الوجوه كلها لوجهي "
حدثنا أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علويه القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا إدريس، عن جده وهب بن منبه قال: قال لقمان لابنه: «يا بني، اعقل عن الله، فإن أعقل الناس عن الله أحسنهم عقلا، وإن الشيطان ليفر من العاقل وما يستطيع أن يكايده»
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه، يقول لرجل من جلسائه: ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء، وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء، وحلما لا يتعايا فيه الحلماء؟ قال: بلى يا أبا عبد الله. قال: " أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء، فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله، وحمدته على آخره، وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء، فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك، وإلا فقل: لا أدري، وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء، فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء "
حدثنا أحمد بن علي بن الحارث المرهبي، ثنا عبيد بن غنم، ثنا ابن نمير، [ص:36] ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، قال: «كان إذا كان في الصبي خلقان الحياء والرهبة طمع برشده»
حدثنا أبو حامد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين المعافري، ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، ثنا الرمادي، ثنا عبد الوهاب، ثنا ابن خشرم، عن وهب بن منبه، قال: " لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملك: صف لي الناس. قال: محادثتك من لا يعلم كمن يعلم الموتى، ومحادثتك من لا يعقل كمثل رجل يبل الصخرة حتى تبتل، أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه، ومحادثتك من لا يصغي لك كمثل من يضع المائدة لأهل القبور، ونقل الحجارة من رأس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن محمد الكشوري الصنعاني، ثنا همام بن سلمة بن عقبة، ثنا غوث بن جابر، ثنا غوث بن معقل، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: إذا أردت أن تعمل بطاعة الله عز وجل فاجتهد في نصحك وعلمك لله، فإن العمل لا يقبل ممن ليس بناصح، وإن النصح لله عز وجل لا يكمل إلا بطاعة الله، كمثل الثمرة الطيبة، ريحها طيب وطعمها طيب، كذلك مثل طاعة الله، النصح ريحها، والعمل طعمها، ثم زين طاعة الله بالعلم، والحلم، والفقه، ثم أكرم نفسك عن أخلاق السفهاء، وعبدها على أخلاق العلماء، وعودها على فعل الحلماء، وامنعها عمل الأشقياء، وألزمها سيرة الفقهاء، واعزلها عن سبل الخبثاء، وما كان لك من فضل فأعن به من دونك، وما كان فيمن دونك من نقص فأعنه عليه حتى تبلغه معك، فإن الحكيم يجمع فضوله ثم يعود بها على من دونه، ثم ينظر في نقائص من دونه ثم يقومها ويزجيها حتى يبلغها، إن كان فقيها حمل من لا فقه له إذا رأى أنه يريد صحبته ومعونته، وإذا كان له مال أعطى منه من لا مال له، وإن كان مصلحا استغفر الله للمذنب إذا رجا توبته، وإن كان محسنا أحسن إلى من أساء إليه، واستوجب بذلك أجره، ولا يغتر بالقول حتى يجيء معه الفعل، ولا يتمنى طاعة الله إذا لم يعمل بها، فإذا بلغ من طاعة الله شيئا حمد الله، ثم طلب ما لم يبلغ منها، وإذا علم من
الحكمة لم تشبعه حتى يتعلم ما لم يبلغ منها، وإذا ذكر خطيئته سترها عن الناس، واستغفر الله الذي هو القادر على أن يغفرها، ثم لا يستعين على شيء من قوله بالكذب، فإن الكذب في الحديث مثل الأكلة في الخشبة، يرى ظاهرها صحيحا وجوفها نخرا، لا يزال من يغتر بها، يظن أنها حاملة ما عليها، حتى تنكسر على ما فيها، ويهلك من اغتر بها، وكذلك الكذب في الحديث، لا يزال صاحبه يغتر به، ويظن أنه معينه على حاجته، وزائد له في رغبته، حتى يعرف ذلك منه، ويتبين لذوي العقول غروره، ويستنبط العلماء ما كان يستخفي به عنهم، فإذا اطلعوا على ذلك من أمره، وتبين لهم، كذبوا خبره، وأبادوا شهادته، واتهموا صدقه، واحتقروا شأنه، وأبغضوا مجلسه، واستخفوا منه بسرائرهم، وكتموا حديثهم، وصرفوا عنه أمانتهم، وغيبوا عنه أمرهم، وحذروه على دينهم ومعيشتهم، ولم يحضروه شيئا من محاضرهم، ولم يأمنوه على شيء من سرهم، ولم يحكموه في شيء مما شجر بينهم "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين بن حسن المروزي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبد الله بن المؤمل، ثنا المثنى بن الصباح، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قام موسى عليه السلام، فلما رأته بنو إسرائيل قامت إليه، فأومأ إليهم أن اجلسوا. فجلسوا، فذهب حتى جاء الطور، فإذا هو بنهر أبيض فيه مثل رءوس الكباش كافور محفوف بالرياحين، فلما أعجبه ذلك وثب فيه فاغتسل وغسل ثوبه ثم خرج، وهيأ ثيابه ورجع إلى الماء فاستنقع فيه حتى جفت ثيابه فلبسها، ثم أخذ نحو الكثيب الأحمر الذي هو فوق الطور فإذا هو برجلين يحفران قبرا، فقام عليهما، فقال: ألا أعينكما؟ قالا: بلى فنزل يحفر، فقال: لتحدثاني مثل من الرجل؟ فقالا: على طولك وعلى هيئتك، فاضطجع عليه فالتأمت عليه الأرض فلم ينظر إلى قبر موسى عليه السلام إلا الرحمة، فإن الله عز وجل أصمها وأبكمها
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يوسف بن الوليد، ثنا محمد بن يحيى البصري، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا معروف بن واصل، قال: سمعت أشرس، يقول: [ص:38] سمعت وهب بن منبه، يقول: قرأت في بعض الكتب: «لولا أني كتبت النتن على الميت لحبسه الناس في بيوتهم، ولولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنته الأغنياء عن الفقراء، ولولا أني أذهبت الهم والغم لم تعمر الدنيا ولم أعبد»
حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف، ثنا شعيب بن محمد بن أحمد الديلي، ثنا سهل بن صقر الخلاطي، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: " قال لقمان لابنه: " يا بني، إن مثل أهل الذكر والغفلة كمثل النور والظلمة
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا محمد بن سعيد العوفي، وإسماعيل بن عبد الله بن ميمون، قالا: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قرأت في التوراة أربعة أسطر متواليات: من قرأ كتاب الله فظن أنه لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله، ومن شكى مصيبة فإنما يشكو ربه، ومن أسف على ما في يد غيره سخط قضاء ربه عز وجل، ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه "
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن سعيد بن جنادة، وإسماعيل بن عبد الله، قالا: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: سمعت عبد الصمد بن معقل، يقول: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قرأت في التوراة: «أيما دار بنيت بقوة الضعفاء جعلت عاقبتها الخراب، وأيما مال جمع من غير حل جعلت عاقبته الفقر»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا معمر، عن محمد بن عمر، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " وجدت في بعض الكتب: إن الله عز وجل يقول: إن عبدي إذا أطاعني فإني أستجيب له من قبل أن يدعوني، وأعطيه من قبل أن يسألني، وإن عبدي إذا أطاعني، لو أن أهل السموات والأرض أجلبوا عليه جعلت له مخرجا من ذلك، وإن عبدي إذا عصاني أقطع يده عن أبواب السموات، وأجعله في الهوى، فلا ينتصر بشيء من خلقي "
حدثنا عبد الله، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قال الله عز وجل فيما يعتب به أحبار بني إسرائيل: تتفقهون لغير الدين، [ص:39] وتتعلمون لغير العمل، وتتنازعون الدنيا بعمل الآخرة، تلبسون جلود الضأن، وتخفون أنفس الذئاب، وتنقون الفرا من شرابكم، وتبتلعون أمثال الجبال من الحرام، وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال، ثم لا تعينوهم برفع الخناصير، وتطيلون الصلاة، وتبيضون الثياب، تقتنصون بذلك مال اليتيم والأرملة، فبعزتي حلفت، لأضربنكم بفتنة يضل فيها رأي ذي الرأي، وحكمة الحكيم "
حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، ثنا عبد الوهاب بن عيسى، ثنا إسحاق بن إسرائيل، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عثمان الصنعاني، أخبرني إبراهيم بن مسلم، عن وهب بن منبه، قال: «مرت بنوح عليه السلام خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت»
حدثنا يعقوب بن أحمد بن يعقوب الواسطي، ثنا جعفر بن محمد بن سنان، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة اعتزل الملك ثم بكى حتى رعش، وحتى جرت دموعه في خده»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " ما رفع داود عليه السلام رأسه حتى قال له الملك: أول أمرك ذنب، وآخره معصية، فارفع رأسك، فرفع رأسه، فمكث حياته لا يشرب ماء إلا مزجه بدموعه، ولا يأكل طعاما إلا بله بدموعه، ولا يضطجع على فراش إلا أعراه، أو قال عراه، بدموعه، حتى كان لا يرى في لحافه "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن محمد الصنعاني، ثنا همام بن مسلمة، ثنا غوث بن جابر، ثنا عقيل بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: «إن الله تعالى ليس يحمد أحدا على طاعته، ولا يسأل أحد من الله الخير إلا برحمته، وليس يرجو خير الناس، ولا يخاف شرهم، ولا يعطف الله على الناس إلا رحمته إياهم، إن مكروا به مكرهم، وإن خادعوه رد عليهم خداعهم، وإن كاذبوه رد
عليهم كذبهم، وإن أدبروا قطع دابرهم، ولا يخاف منهم شيئا، وإن أقبلوا قبل منهم، وإن الله عز وجل لا يعطفه على الناس شيء من أمرهم إلا التضرع إليه حتى يرحمهم، ولا يستخرج أحد من الله شيئا من الخير بحيلة، ولا مكر، ولا مخادعة، ولا أوبة، ولا سخط، ولا مشاورة، ولكن يأتي بالخير من الله رحمته، ومن لم يتبع الخير من قبل رحمته لا يجد بابا غير ذلك يدخل منه، فإن الله تعالى لا ينال الخير منه إلا بطاعته، ولا يعطف الله على الناس شيء إلا تعبدهم له وتضرعهم إليه حتى يرحمهم، فإذا رحمهم استخرجت رحمته حاجتهم من الله تعالى، وليس ينال الخير من الله من وجه غير ذلك، وليس إلى رحمة الله سبيل يؤتى من قبله إلا تعبد العباد له، وتضرعهم إليه، فإن رحمة الله تعالى باب كل خير يبتغى من قبله، وإن مفتاح ذلك الباب التضرع إلى الله تعالى، فمن جاء بذلك المفتاح فتح لديه، ومن أراد أن يفتح ذلك الباب بغير مفتاحه لم يفتح له، وكيف يفتح الباب من غير مفتاحه، ولله عز وجل خزائن الخير كله، وباب خزائن الله رحمته، ومفتاح رحمة الله التضرع إليه، فمن حفظ ذلك المفتاح وجاء به فتح له الباب ودخل الخزائن، ومن دخل الخزائن فله فيها ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، وفيها ما يشاءون، وما يدعون، في مقام أمين، لا يحولون عنها، ولا يخافون، ولا ينصبون فيه، ولا يهرمون، ولا يفقرون فيه، ولا يموتون، في نعيم مقيم، وأجر عظيم، وثواب كريم، نزلا من غفور رحيم»
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، ح. وحدثنا أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علويه القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا إسحاق بن بشر، عن إدريس، عن جده وهب بن منبه قال: " ما عبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل، وما يتم عقل امرئ حتى تكون فيه عشر خصال: أن يكون الكبر منه مأمونا، والرشد فيه مأمورا، يرضى من الدنيا بالقوت، وما كان من فضل فمبذول، والتواضع فيها أحب إليه من الشرف، والذل فيها أحب إليه من العز، لا يسأم من طلب العلم دهره، ولا يتبرم من طالبي الخير، يستكثر قليل المعروف من [ص:41] غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، والعاشرة هي ملاك أمره، بها ينال مجده، وبها يعلو ذكره، وبها علاه في الدرجات في الدارين كليهما. قيل: وما هي؟ قال: أن يرى أن جميع الناس بين خير منه وأفضل، وآخر شر منه وأرذل، فإذا رأى الذي هو خير منه وأفضل كسره ذلك وتمنى أن يلحقه، وإذا رأى الذي هو شر منه وأرذل قال: لعل هذا ينجو وأهلك، ولعل لهذا باطنا لم يظهر لي، وذلك خير له، ويرى ظاهره لعل ذلك شر لي. فهناك يكمل عقله، وساد أهل زمانه، وكان من السابق إلى رحمة الله عز وجل وجنته، إن شاء الله تعالى "
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا أبو عمر الحوضي، ثنا شعبة، عن عوف، عن وهب، قال: «من خصال المنافق أن يحب الحمد ويكره الذم»
حدثنا أحمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا محمد بن حاتم، ثنا محمد بن بشار، ثنا عطاء بن المبارك، عن أشرس، عن وهب، قال: " أوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود، هل تدري من أغفر له ذنوبه من عبادي؟ قال: من هو يا رب؟ قال: الذي إذا ذكر ذنوبه ارتعدت منها فرائصه، فذلك العبد الذي آمر ملائكتي أن تمحوا عنه ذنوبه "
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا الحسين بن علي القطان، ثنا سليمان بن داود، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال وهب: «أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا، وأسرعها ردءا اتباع الهوى، ومن اتباع الهوى حب المال والشرف، ومن حب المال والشرف تنتهك المحارم، ومن انتهاك المحارم يغضب الله عز وجل، وغضب الله ليس له دواء»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا أبو هشام الصنعاني، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يعتب به بني إسرائيل: إني إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، [ص:42] وإذا غضبت لعنت، وإن اللعنة تبلغ مني الولد السابع "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر الدينوري المفسر، ثنا محمد بن أيوب العطار، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن جده وهب قال: " كان في بني إسرائيل رجل عصى الله مائتي سنة ثم مات، فأخذوا برجله فألقوه على مزبلة، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه. قال: يا رب، بنو إسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة، فأوحى الله إليه: هكذا كان، إلا أنه كان كلما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم قبله ووضعه على عينيه، وصلى عليه، فشكرت ذلك له، وغفرت ذنوبه، وزوجته سبعين حوراء "
حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن يزيد، ثنا إدريس، عن أبيه، عن وهب، قال: " قال موسى عليه السلام: يا رب، احبس عني كلام الناس. قال: لو فعلت هذا بأحد لفعلته بي "
حدثنا أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علويه، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا إسحاق بن بشر، عن غياث بن إبراهيم، عمن تخيره، عن وهب، قال: " لما دعي يوسف عليه السلام إلى الملك ووقف بالباب فقال: حسبي ديني من دنياي، وحسبي ربي من خلقه، عز جاره، وجل ثناؤه، ولا إله غيره، ثم دخل، فلما نظر إليه الملك نزل عن سريره فخر له الملك ساجدا، ثم أقعده معه على السرير، فقال: إنك اليوم لدينا مكين أمين، قال يوسف عليه السلام: اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم «، أي حفيظ لهذه السنين وما استودعته، عليم بلغات من يأتيني»
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا منذر بن النعمان الأفطس، أنه سمع وهبا، يقول: " لما أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه، يعني يونس عليه السلام، قال: {فلولا أنه كان من المسبحين} [الصافات: 143] قال من العابدين قبل ذلك، فذكر بعبادته فلما خرج من البحر نام فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدباء، فلما رآها قد أظلته ورأى [ص:43] خضرتها أعجبته ثم نام فاستيقظ، فإذا هي يبست، فجعل يتحزن عليها. فقيل له: أنت الذي لم تخلق، ولم تسق، ولم تنبت، تحزن عليها، وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم رحمتهم فشق عليك "
حدثنا أحمد، ثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن خالد الصنعاني، ثنا رباح، ثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن حشك، عن وهب، قال: " لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين قال: رب، كيف أصنع بالأسد والبقرة، وكيف أصنع بالعناق والذئب، وكيف أصنع بالحمام والهر؟ قال: من ألقى بينهما العداوة؟ قال: أنت. قال: فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضررون "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا هارون بن عبد الله، ثنا سيار، ثنا جعفر , أبو سنان القسملي، قال: سمعت وهبا، وأقبل على عطاء الخراساني فقال له: " ويحك يا عطاء، ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا، ويحك يا عطاء، أتأتي من يغلق عنك بابه، ويظهر لك فقره، ويواري عنك غناه، وتدع من يفتح لك بابه، ويظهر لك غناه، ويقول {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60] ويحك يا عطاء، ارض بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولا ترض بالدون من الحكمة مع الدنيا، ويحك يا عطاء، إن كنت يغنيك ما يكفيك فإن أدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك، ويحك يا عطاء، فإن بطنك بحر من البحور، وواد من الأودية، ولا يملؤه إلا التراب "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سئل وهب: يا أبا عبد الله، رجلان يصليان، أحدهما أطول قنوتا وصمتا، والآخر أطول سجودا، أيهما أفضل؟ قال: «أنصحهما لله عز وجل»
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا محمد بن بشير بن مروان الكاتب، ثنا ابن المبارك، عن المبارك، عن أشرس، عن أبي عبد الرحمن، وكان فاضلا، عن وهب، قال: " مر عابد براهب فأشرف عليه فقال: منذ كم أنت في هذه الصومعة؟ قال: منذ ستين سنة. [ص:44] قال: فكيف صبرت فيها ستين سنة؟ قال: مر فإن الدنيا تمر. ثم قال: يا راهب، كيف ذكرك للموت؟ قال: ما أحسب عبدا يعرف الله تعالى تأتي عليه ساعة لا يذكر الله فيها، وما أرفع قدما إلا أظن أني لا أضعها حتى أموت، قال: فجعل العابد يبكي. فقال له الراهب: هذا بكاؤك في العلانية فكيف أنت إذا خلوت؟ فقال العابد: إني لأبكي عند إفطاري فأشرب شرابي بدموعي، وأبل طعامي بدموعي، ويصرعني النوم فأبل مضجعي بدموعي. قال: أما إنك إن تضحك وأنت معترف لله عز وجل بذنبك، خير لك من أن تبكي وأنت تمن على الله عز وجل، قال: فأوصني بوصية. قال: كن في الدنيا بمنزلة النحلة، إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيبا، وإن سقطت على شيء لم تضره ولم تكسره، ولا تكن في الدنيا بمنزلة الحمار، إنما همته أن يشبع ثم يرمي بنفسه في التراب، وانصح لله عز وجل نصح الكلب لأهله، فإنهم يجيعونه ويطردونه وهو يحرسهم "
قال أبو عبد الرحمن: قال أشرس: وكان طاوس إذا ذكر هذا الحديث بكى ثم قال: «عز علينا أن تكون الكلاب أنصح لأهلها منا لمولانا عز وجل»
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، ثنا إبراهيم، حدثني محمد بن الحسين، حدثني بشر بن محمد بن أبان، ثنا الحسين بن عبد الله بن مسلم القرشي، عن وهب، رحمه الله: أن راهبا تخلى في صومعته في زمان المسيح فأراد إبليس أن يكايده فلم يقدر، ثم أتاه بكل زائدة فلم يقدر عليه، فأتاه متشبها بالمسيح فناداه: أيها الراهب، أشرف علي أكلمك. قال: فانطلق لشأنك فلست أزيد ما مضى من عمري. قال: أشرف علي فأنا المسيح. فقال: إن كنت المسيح فما لي إليك من حاجة، أليس قد أمرتنا بالعبادة فوعدتنا القيامة، فانطلق إلى شأنك فلا حاجة بي إليك، فانطلق اللعين عنه وتركه "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: " إن إبليس أتى راهبا في صومعته فاستفتح عليه، فقال: من أنت؟ قال: أنا المسيح. قال الراهب: والله لئن كنت إبليس ما أخلو بك، ولئن كنت المسيح فما أصنع بك اليوم شيئا، لقد بلغتنا رسالة ربك، وقبلنا عنك، [ص:45] وشرعت لنا الدين ونحن عليه، فاذهب فلست بفاتح لك. قال له: صدقت أنا إبليس ولا أريد ضلالتك أبدا، فاسألني عما بدا لك أخبرك به. قال: وأنت صادق؟ قال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك به. قال: فأخبرني أي أخلاق بني آدم أوثق في أنفسكم أن تضلونهم بها؟ قال: ثلاثة أشياء: الحدة، والشح، والسكر "
حدثنا الحسين بن محمد، ثنا أمية بن محمد الصواف، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا ابن أبي إياس اليماني، عن أبيه، عن وهب، قال: قال موسى عليه السلام: " إلهي، ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى، أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كنفي. قال: يا رب، أي عبادك أشقى؟ قال: من لا تنفعه موعظة، ولا يذكرني إذا خلا "
حدثنا أبو محمد بن علي بن محمد الأثرم، ثنا أحمد بن منصور، ثنا إبراهيم بن خالد، حدثني عبد الله بن بحير، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قال موسى عليه السلام: يا رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال: الذين يعودون المرضى، ويعزون الثكلى، ويشيعون الهلكى "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، قال: " قال عالم لمن فوقه في العلم: كم أبني من البناء؟ قال: يكفيك ما يسترك من الشمس، ويكنك من الغيث. قال: كم آكل من الطعام؟ قال: فوق الجوع ودون الشبع. قال: كم ألبس من الثياب؟ قال: لباس المسيح عليه السلام. قال: كم أضحك؟ قال: ما يسفر وجهك، ولا يسمع صوتك. قال: كم أبكي؟ قال: لا تمل أن تبكي من خشية الله. قال: كم أخفي من العمل؟ قال: حتى يظن الناس أنك لم تعمل حسنة، قال: كم أعلن من العمل؟ قال: ما يأتم بك الحريص، ولا تؤتي، أو قال: ولا يقبل عليك كلام الناس. قال: وسمعت راهبا يقول: إن لكل شيء طرفين ووسطا فإذا أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان، ثم قال: عليكم بالأوسط من الأشياء "
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا علي بن قرين، [ص:46] ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت رجلا يسأل عمي وهب بن منبه في المسجد الحرام فقال: حدثني رحمك الله عن زبور داود عليه السلام. فقال: " نعم، وجدت في آخره ثلاثين سطرا: يا داود، اسمع مني، الحق أقول، من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي، يا داود اسمع مني والحق أقول، من لقيني وهو يخاف عذابي لم أعذبه، يا داود، اسمع مني والحق أقول، من لقيني وهو مستحي من معاصيه أنسيت الحفظة ذنوبه، يا داود، اسمع مني والحق أقول، لو أن عبدا من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوبا مغاربها ومشارقها ثم ندم حلب شاة واستغفرني مرة واحدة، وعلمت من قلبه أن لا يعود إليها، ألقيتها عنه أسرع من هبوط الماء من السماء إلى الأرض، يا داود، اسمع مني والحق أقول، لو أن عبدا أتاني بحسنة واحدة حكمته في جنتي. قال داود: من أجل ذلك لا يحل لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. قال: يا داود، إنما يكفي أوليائي اليسير من العمل، كما يكفي الطعام القليل من الملح، يا داود، هل تدري متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك، ونزعوا من قلوبهم الشك، وعلموا أن لي جنة ونارا، وأني أحيي وأميت، وأبعث من في القبور، وأني لم أتخذ صاحبة ولا ولدا، فإن توفيتهم بيسير من العمل وهم يوقنون بذلك، جعلته عظيما عندهم، هل تدري يا داود من أسرع مرا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي، وألسنتهم رطبة من ذكري، هل تدري يا داود أي المؤمنين أعظم منزلة عندي؟ الذي هو بما أعطى أشد فرحا بما حبس، هل تدري يا داود أي الفقراء أفضل؟ الذين يرضون بحكمي وبقسمتي، ويحمدونني على ما أنعمت عليهم من المعاش، هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي أن أطيل حياته؟ الذي إذا قال: لا إله إلا الله، اقشعر جلده، فإني أكره له الموت كما يكرهه الوالد لولده، ولابد منه، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه الدار، فإن نعيمها فيها بلاء، ورخاءها فيها شدة، فيها عدو لا يألوهم بها خبالا، يجري منهم مجرى الدم، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة، لولا ذلك ما مات آدم ولا أولاده المؤمنين حتى ينفخ في الصور، إني أدري ما تقول في نفسك يا داود، تقول [ص:47] قطعت عنهم عبادتك، أما تعلم يا داود أني أعين المؤمن على عثرة يعثرها، فكيف إذا ذاق الموت وهو أعظم المصائب، وترى جسده الطيب بين أطباق الثرى، إنما أحبسه طول ما أحبسه لأعظم له الأجر، وأجري عليه أحسن ما كان يعمله إلى يوم القيامة. قال داود: لك الحمد إلهي، من أجل ذلك سميت نفسك أرحم الراحمين. إلهي، فما جزاء من يعزي الحزين على المصائب ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن ألبسه رداء الإيمان، ثم لا أنزعه عنه أبدا. قال: إلهي، فما جزاء من يشيع الجنائز ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن تشيعه ملائكتي يوم يموت، وأصلي على روحه في الأرواح. قال: إلهي، فما جزاء مساعد الأرملة واليتيم ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن أظله في ظل عرشي، يوم لا ظل إلا ظلي. قال: إلهي، فما جزاء من يبكي من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه؟ قال: جزاؤه أن أحرم وجهه على النار "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن محمد الصنعاني، ثنا همام بن مسلمة بن عقبة، ثنا غوث بن جابر، ثنا عقيل بن معقل، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: " لكل شيء علامة يعرف بها، وتشهد له أو عليه، وإن للدين ثلاث علامات يعرف بهن، وهي: الإيمان، والعلم، والعمل. وللإيمان ثلاث علامات: الإيمان بالله، وملائكته، وبكتبه، ورسله. وللعمل ثلاث علامات: الصلاة، والزكاة، والصيام. وللعلم ثلاث علامات: العلم بالله، وبما يحب الله، وما يكره. وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال. وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة. وللمنافق ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان أحد عنده، ويحرص في كل أموره على المحمدة. وللحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب المحسود، ويتملق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة. وللمسرف ثلاث علامات: يشتري بما ليس له، ويأكل بما ليس له، ويلبس ما ليس له. وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم. وللغافل ثلاث [ص:48] علامات: السهو، واللهو، والنسيان "
حدثنا محمد بن علي بن حسين، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، ثنا محمد بن يزيد الأيلي، ثنا إسماعيل بن حبيب، عن أبي عاصم الوراق، عن عبد الله بن الديلمي، عن وهب بن منبه، قال: أربعة أحرف في التوراة، مكتوب: من لم يشاور يندم، ومن استغنى استأثر، والفقر الموت الأحمر، وكما تدين تدان "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين بن الحسن المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا بكار بن عبد الله، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: " كان رجل من أفضل زمانه، وكان يزار فيعظهم، فاجتمعوا إليه ذات يوم، فقال: إنا قد خرجنا من الدنيا، وفارقنا الأهل، والأولاد، والأوطان، والأموال، مخافة الطغيان، وقد خفت أن يكون قد دخل علينا في حالنا هذه من الطغيان أكثر مما يدخل على أهل الأموال في أموالهم، وإنما يحب أحدنا أن تقضى حاجته، وإن اشترى أن يقارب لمكان دينه، وإن لقي حيي ووقر لمكان دينه، فشاع ذلك الكلام حتى بلغ الملك فعجب به، فركب إليه ليسلم عليه، وينظر إليه، فلما رآه الرجل وقيل له هذا الملك قد أتاك ليسلم عليك، فقال: وما يصنع بي؟ فقيل: للكلام الذي وعظت به، فسأل ردءه: هل عندك طعام؟ فقال: شيء من ثمر الشجر مما كنت تفطر به، فأتى به على مسح فوضع بين يديه، فأخذ يأكل منه، وكان يصوم النهار لا يفطر، فوقف عليه الملك فسلم عليه، فأجابه بإجابة خفيفة، وأقبل على طعامه يأكله، فقال الملك: فأين الرجل؟ قيل له: هو هذا، فقال: هذا الذي يأكل؟ قيل: نعم. قال: فما عند هذا من خير، فأدبر وانصرف. فقال الرجل: الحمد لله الذي صرفك عني بما صرفك به "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا ابن المبارك، ثنا عمر بن عبد الرحمن بن مهدي، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: " إن الملك سمع باجتهاده، فقال: لآتينه يوم كذا وكذا ولأسلمن عليه، فأسرعت البشرى إلى هذا الراهب، فلما كان هذا اليوم، وظن أنه يأتيه خرج إلى متضحى له قدام مصلاه، وخرج بمنسف [ص:49] فيه بقل وزيت وحمص، فوضعه قريبا منه، فلما أشرف إذا هو بالملك مقبلا ومعه سواد من الناس قد أحاطوا به، فأوضعوا قريبا منه، فلا يرى سهل ولا جبل إلا وقد ملئ من الناس، فجعل الراهب يجمع من تلك البقول والطعام ويعظم اللقمة ويغمسها في الزيت فيأكل أكلا عنيفا، وهو واضع رأسه، لا ينظر من أتاه، فقال الملك: أين صاحبكم؟ قالوا: هو ذا. قال الملك: كيف أنت يا فلان؟ فقال الراهب وهو يأكل ذلك الأكل: كالناس. فرد الملك عنان دابته وقال: ما في هذا من خير. فلما ذهب قال: الحمد لله الذي أذهبه عني وهو لائم "
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن معبد، ثنا ابن وهب، وأخبرني يحيى بن أبوب، عن أبي علي إسماعيل الغافقي أنه سمع عامر بن عبد الله اليحصبي، قال: كان وهب بن منبه يقول: «أزهد الناس في الدنيا وإن كان مكبا عليها حريصا، من لم يرض منها إلا بالكسب الحلال الطيب، وإن أرغب الناس فيها وإن كان معرضا عنها من لم يبال لما كان كسبه فيها حلالا أم حراما، وإن أجود الناس في الدنيا من جاد بحقوق الله، وإن رآه الناس بخيلا بما سوى ذلك، وإن أبخل الناس في الدنيا من بخل بحقوق الله، وإن رآه الناس جوادا بما سوى ذلك»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا محمد بن عمرو بن مقسم الصنعاني، قال: سمعت عطاء بن مسلم، يقول: سمعت وهب بن منبه، يقول: " كان لموسى عليه السلام أخت يقال لها مريم، فقالت: يا موسى، إنك كنت تزوجت من آل شعيب وأنت يومئذ لا شيء، ثم أدركت ما أدركت، فتزوج في ملوك بني إسرائيل. قال: ولم أتزوج في ملوك بني إسرائيل؟ فوالله ما أحتاج إلى النساء منذ كلمت ربي عز وجل. قال: فاشتدت عليه في الكلام فدعا عليها فبرصت، وشق ذلك على موسى حيث رآها برصت فدعا أخاه هارون فقال: واصل يا هارون. فصاما ثلاثة أيام وواصلا، ولبسا المسوح، وافترشا الرماد، وجعلا يدعوان ربهما حتى كشف عنها ذلك [ص:50] البلاء الذي بها بدعوتهما "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا علي بن المديني، ثنا محمد بن عمرو بن مقسم، قال: سمعت عطاء بن مسلم، يقول: سمعت وهب بن منبه، يقول: " إن الله تعالى كلم موسى عليه السلام في ألف مقام، وكان إذا كلمه رئي النور في وجه موسى عليه السلام ثلاثة أيام، ولم يمس موسى امرأة منذ كلمه ربه عز وجل
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، ثنا عبد الله بن الأجلح، عن محمد بن إسحاق، حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال: سمعت ابن منبه، يقول: " إن للنبوة أثقالا ومئونة لا يحملها إلا القوي، وإن يونس بن متى كان عبدا صالحا فلما حملت عليه النبوة تفسخ تحتها تفسخ الربع عند الحمل، فرفضها من يده فخرج هاربا. فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} وقال {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} [القلم: 48] الآية
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان، ثنا محمد بن العلاء، ثنا يونس بن بكير، ثنا إسحاق، ثنا ابن وهب بن منبه، عن أبيه وهب قال: " أمر الله تعالى الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان بن داود عليه السلام، فبذلك سمع كلام النملة "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن هارون بن روح، ثنا أبو سعيد الكندي، ثنا أبو بكر بن عياش، قال: اجتمع في ذلك الزمان نفر مع وهب بن منبه، فقال لهم وهب بن منبه: " أي أمر الله أسرع؟ فقال بعضهم: عرش بلقيس حين أتى به سليمان عليه السلام، وقال بعضهم: قوله عز وجل {كلمح البصر أو هو أقرب} [النحل: 77] فقال وهب: «أسرع أمر الله أن يونس بن متى كان على حرف السفينة فبعث الله إليه حوتا من نيل مصر، فما كان أقرب، أو ما عدي إلا صار من حرفها في جوفه»
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، قال: " كان الرجل في بني إسرائيل إذا ساح أربعين سنة يرى شيئا، كأنه يرى علامة القبول، قال: فساح رجل من ولد زنية أربعين سنة فلم ير شيئا، فقال: يا رب، إن أنا أحسنت وأساء والدي فما ذنبي؟ قال: فرأى ما كان يرى غيره "
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أحمد بن محمد بن سهل، ثنا أبو مسعود، ثنا عبد الرزاق، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا ابن المبارك، قالا: ثنا رباح بن زيد، عن عبد العزيز بن حوران، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: «مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين، إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى»
حدثنا أبي قال: ثنا أحمد بن محمد بن سهل، ثنا سلمة، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني محمد بن عمرو عن وهب بن منبه، قال: «إن أعظم الذنوب عند الله بعد الشرك بالله السخرية بالناس»
حدثنا أحمد بن بندار، ثنا ابن إسحاق، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا نوح بن حبيب، ثنا عبد الرزاق، أخبرني، عن وهب بن منبه، قال: إذا صام الإنسان زاغ بصره، فإذا أفطر على حلاوة عاد بصره "
وحدثنا ابن المبارك، عن بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " مر رجل عابد على رجل عابد فقال: ما لك؟ قال: عجبت من فلان، أنه قد بلغ من عبادته ومالت به الدنيا، فقال بعجل: لا تعجب ممن تميل به الدنيا، ولكن اعجب ممن استقام "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " إن بني إسرائيل [ص:52] أصابتهم عقوبة وشدة، فقالوا لنبي لهم: وددنا أن نعلم ما الذي يرضي ربنا فنتبعه، فأوحى الله عز وجل إليه: أن قوما ودوا لو يعلمون ما الذي يرضي ربنا فنتبعه، فأخبرهم؛ إن أرادوا رضائي فليرضوا المساكين، فإنهم إذا أرضوهم رضيت، وإذا أسخطوهم سخطت "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن خالد، حدثني عمر بن عبد الرحمن، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " إن عيسى ابن مريم كان واقفا على قبر ومعه الحواريون أو نفر من أصحابه، قال: وصاحب القبر يدلى فيه، قال: فذكروا من ظلمة القبر ووحشته وضيقه قال: فقال عيسى: «قد كنتم فيما هو أضيق منه في أرحام أمهاتكم، فإذا أحب الله أن يوسع وسع». أو كما قال
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا غوث بن جابر، قال: سمعت أبا الهذيل يقول: إن إبليس قال لعيسى عليه السلام حين رآه على جبل القدس: زعمت أنك تحيي الموتى. قال: كنت كذلك. قال: فادع الله أن يجعل هذا الجبل خبزا. فقال له عيسى عليه السلام: أو كل الناس يعيشون من الخبز؟ فقال له إبليس: فإن كنت كما تقول فثب من هذا المكان فإن الملائكة ستلقاك. قال: إن ربي أمرني أن لا أجرب نفسي، فلا أدري هل يسلمني أم لا "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " كان رجل عابد من السياح أراده الشيطان من قبل الشهوة، والرغبة، والغضب، فلم يستطع له شيئا، فمثل له بحية وهو يصلي فالتوى بقدمه وجسده، ثم أطلع رأسه عند رأسه، فلم يلتفت من صلاته ولم يستأخر منها، فلما أراد أن يسجد التوى في موضع سجدته، فلما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه فوضع رأسه فجعل يعركه حتى استمكن من الأرض لسجدته، فقال له الشيطان: إني أنا صاحبك الذي كنت أخوفك، فأتيتك من قبل الشهوة والرغبة والغضب، وأنا الذي كنت أتمثل لك بالسباع والحية، فلم أستطع لك شيئا، وقد بدا لي [ص:53] أن أصادقك، ولا أراك في صلاتك بعد اليوم. فقال له: لا يوم خوفتني بحمد الله خفتك، ولا اليوم في حاجة من فضله. قال: ألا تسألني عما شئت أخبرك. قال: ما عسيت أن أسألك عنه؟ قال: ألا تسألني عن مالك ما فعل بعدك؟ قال: لو أردت ذلك ما فارقته. قال: أفلا تسألني عن أهلك من مات منهم؟ قال: أنا مت قبلهم. قال: أفلا تسألني عما أضل به بني آدم؟ قال: بلى، فأخبرني، ما أوثق ما في نفسك أن تضلهم به؟ قال: ثلاثة أخلاق من لم يستطع بشيء منها غلبناه: بالشح والحدة والسكر، فإن الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينه، ورغبناه في أموال الناس، وإذا صار حديدا تزاورناه كما يتزاور الصبيان الكرة، ولو كان يحيي الموتى بدعوته لم نيأس منه، فإن ما يبني يهدمه لنا بكلمة، وإذا سكر اقتدناه إلى كل شهوة كما يقتاد من أخذ العنز بأذنها حيث شاء "
حدثنا الحسن بن محمد بن علي، ثنا عبد الرحمن بن سعيد، ثنا الحسن بن أبي الربيع، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، أن أبا الهذيل الصنعاني، قال: سمعت وهبا، يقول: «أصاب أيوب عليه السلام البلاء سبع سنين، وترك يوسف عليه الصلاة السلام في السجن سبع سنين، وعذب بختنصر وحول في السباع سبع سنين»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن المبارك، ثنا زيد بن المبارك، ثنا مرداس بن ناقية أبو عبيدة، ثنا أبو رفيع، قال: سألت وهب بن منبه عن الدنانير والدراهم، فقال: «خواتيم رب العالمين في الأرض لمعاش بني آدم، لا تؤكل ولا تشرب، فأين ذهبت بخاتم رب العالمين قضيت حاجتك»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الفضل بن عباس بن مهران، ثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا ابن المبارك، عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، قال: «مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن ابن المبارك، أخبرني عمر بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: قال حكيم من الحكماء: «إني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة قط، فأكون كالأجير السوء، إذا أعطي عمل، وإذا لم [ص:54] يعط لم يعمل. وإني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده مخافة النار قط، فأكون كالعبد السوء، إن خاف عمل، وإن لم يخف لم يعمل، وإنه يستخرج حبه مني ما لا يستخرجه مني غيره»
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن أبي السري البغدادي ثنا يونس بن عبد الأعلى , ثنا أحمد بن رزق عن السري بن يحيى، قال: كتب وهب بن منبه إلى مكحول: «إنك قد أصبت بما ظهر من علم الإسلام عند الناس محبة وشرفا، فاطلب بما بطن من علم الإسلام عند الله تعالى محبة وزلفى، واعلم أن إحدى المحبتين سوف تمنعك عن الأخرى»
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا محمد بن طاهر بن أبي الديبك، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان، ثنا زافر بن سليمان، عن أبي سنان الشيباني، قال: بلغنا أن وهب بن منبه قال: «يا بني اتخذ طاعة الله تعالى تجارة تزيد بها ربح الدنيا والآخرة، والإيمان بالله تعالى سفينتك التي تحمل عليها، والتوكل على الله تعالى دقلها والدنيا بحرك، والأيام موجك، والأعمال المفروضة تجارتك التي ترجو بها ربحها، والنافلة هديتك التي تكرم بها، والحرص عليها الريح التي تسير بها وتزجيها، ورد النفس عن هواها مراسيها التي ترسيها، والموت ساحلها، والله عز وجل مالكها، وأحب التجار إليه أفضلهم بضاعة، وأكثرهم هدية، وأبغض التجار إليه أقلهم بضاعة، وأردؤهم هدية، كما تكون تجارتك تربح، وكما تكون هديتك تكرم»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد الصنعاني، ثنا أبو قدامة، ثنا همام بن مسلمة بن عقبة، ثنا غوث بن جابر، ثنا عقيل بن معقل بن منبه، سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «الأجر معروض، ولكن لا يستوجبه من لا يعمل، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يبصره من لا ينظر إليه، وطاعة الله قريبة ممن يرغب فيها، بعيدة ممن يزهد فيها، ومن يحرص عليها يبتغيها، ومن لا يحبها لا يجدها، ولا تسبق من سعى إليها، ولا يدركها من أبطأ عنها، وطاعة الله تعالى تشرف من أكرمها، وتهين من أضاعها، وكتاب الله تعالى يدل [ص:55] عليها، والإيمان بالله تعالى يحض عليها»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا رباح بن زيد، عن رجل، عن وهب، قال: «إن للعلم طغيانا كطغيان المال»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن خالد، ثنا عمر بن عبد الرحمن، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قال داود عليه السلام: يا رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال: مؤمن حسن الصلاة. قال: يا رب، أي عبادك أبغض إليك؟ قال: كافر حسن الصورة، كفر هذا وشكر هذا ". زاد أحمد بن حنبل: " يا رب أي عبادك أبغض إليك؟ قال: عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض به "
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن الحميدي، حدثني إبراهيم بن سعيد، عن عبد المنعم بن إدريس، ثنا عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، قال: " كان سائح يعبد الله ويضعف على نفسه في العبادة، فأتاه الشيطان فتمثل له بإنسان يريه أنه يعبد الله ويضعف عليه في العبادة، فأحبه السائح لما رأى من اجتهاده وعبادته، فقال له الشيطان والسائح في الصلاة: لو دخلنا القرية فخالطنا الناس وصبرنا على أذاهم كان أعظم لأجرنا، فأجابه السائح إلى ذلك، فلما أخرج السائح رجله من باب بيته لينطلق معه أتاه ملك فقال: إن هذا شيطان وإنه أراد أن يفتنك. فقال السائح: رجل حركت في معصية الله تعالى، فما حولها من موضعها ذلك حتى فارق الدنيا "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " أتى رجل من أفضل أهل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير، فلما أتي به استعظم الناس مكانه، وساءهم أمره، فقال له صاحب شرطة الملك: ائتني بجدي نذبحه مما يحل لك أكله فأعطنيه، فإن الملك إذا دعا بلحم الخنزير أتيتك به فكله، فذبح جديا فأعطاه إياه، ثم أتى به الملك فدعا له [ص:56] بلحم الخنزير فأتى صاحب الشرطة باللحم الذي كان أعطاه إياه وهو لحم الجدي، فأمره الملك أن يأكله فأبى، فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه ويأمره بأكله، يريه أنه اللحم الذي دفعه إليه، فأبى أن يأكله، فأمر الملك صاحب شرطته أن يقتله، فلما ذهب به قال: ما منعك أن تأكل وهو اللحم الذي دفعت إلي، أظننت أني أتيتك بغيره؟ قال: قد علمت أنه هو، ولكن خفت أن يقتاس بي الناس، فكل من أراده على أكل لحم الخنزير قال: قد أكله فلان، فيقتاس بي، فأكون فتنة لهم، فقتل "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، قال: قلت لوهب بن منبه: كنت ترى الثريا فتخبرنا بها فلا نلبث أن نراها؟ قال: «ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء». قال عبد الرزاق: حدثت به معمرا فقال: والحسن بعد ما ولي القضاء لم يحمدوا فهمه
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصمد بن معقل بن منبه، أنه سمع من وهب بن منبه، يقول: «البلاء للمؤمن كالشكال للدابة»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى، ثنا بلال الأشعري، ثنا أبو هشام الصنعاني، ثنا عبد الصمد، عن وهب بن منبه، قال: «من أصيب بشيء من البلاء فقد سلك به طريق الأنبياء عليهم السلام»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا منذر، قال: سمعت وهبا، يقول: قرأت في كتاب رجل من الحواريين: «إذا سلك بك طريق البلاء، أو قال طريق أهل البلاء، فطب نفسا، فقد سلك بك طريق الأنبياء والصالحين، وإذا سلك بك طريق الرخاء فقد أخذ بك طريق غير طريق الأنبياء والصالحين عليهم الصلاة والسلام»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا أمية بن شبيل، عن عثمان بن بزدويه، قال: كنت مع وهب بن منبه وسعيد بن جبير يوم عرفة تحت نخيل ابن عامر، فقال وهب لسعيد: " يا أبا عبد الله، كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل [ص:57] فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه. فقال له وهب: إن من كان قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء، وإذا أصابه رخاء عده بلاء "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن الحسين بن أنس، ثنا منذر، عن وهب: " أن سائحا وردنا تبيعه فمر بأسد وهو رابض على الطريق يلتمس الفريسة، فجعل الردن يحذر السائح يقول: الأسد الأسد. وجعل السائح لا يلتفت إليه حتى مر بالأسد فقام الأسد فتنحى عن الطريق فلما جاوزه قال له الردن: ألم أكن أحذرك الأسد؟ قال السائح: أو ظننت أني أخاف شيئا دون الله لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن يعلم أني أخاف شيئا دونه "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن الحسن، ثنا منذر، عن وهب: " أن سائحا وردنا له كان يأتيهما طعامهما في كل ثلاثة أيام مرة، فإذا هما لم يأتهما طعام إلا لأحدهما، فقال الكبير لردنه: لقد أحدث أحدنا حدثا منع به رزقه، فتذكر ما صنعت. قال الردن: ما صنعت شيئا ثم تذكر الردن فقال: بلى. قد جاء مسكين سائل إلى الباب فأجفت الباب في وجهه، فقال الكبير: من ثم أتينا. فاستغفرا الله تعالى، فجاءهما رزقهما بعد كما كان يأتيهما "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني الليث بن خالد البلخي، قال: ثنا محمد بن ثابت العبدي، ثنا سيار أبو الحكم، سمعت وهب بن منبه، يقول: " قرأت في بعض الكتب: ليس من عبادي من سحر أو سحر له، أو تكهن أو تكهن له، أو تطير أو تطير له، فمن كان كذلك فليدع غيري، فإنما هو أنا وخلقي كلهم لي "
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا رباح، عن جعفر بن محمد، عن التيمي، عن وهب بن منبه، أنه قال: «دخول الجمل في سم الخياط أيسر من دخول الأغنياء الجنة»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان بن وكيع، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن ابن وهب بن منبه، عن أبيه، قال: مكتوب في التوراة: «إن من الكبر أن يدعو الرجل أخاه فلا يجيبه، ويقسم عليه بحياته فلا يبره، ويأتيه بالطعام فيقول ليس بالطيب، ومن حمد الله على طعام فقد أدى شكره»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا بكار، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: «ترك المكافأة من التطفيف»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا حجاج، وأبو النضر، قالا: ثنا محمد بن طلحة، عن محمد بن جحادة، عن وهب بن منبه، قال: «من يتعبد يزدد قوة، ومن يكسل يزدد فترة»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: «تصدق صدقة من يرى أن ما قدم بين يديه ماله، وأن ما خلف مال غيره»
قال: وسمعت وهبا وخطب الناس على المنبر فقال: " احفظوا مني ثلاثا: إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وإعجاب المرء بنفسه "
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا يونس عن عبد الصمد بن معقل، قال: ثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: سمعت وهبا، يقول: «ليس من بني آدم أحد أحب إلى شيطانه من النؤوم الأكول»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا غوث بن جابر، قال: ثنا عمران بن عبد الرحمن أبو الهذيل، أنه سمع وهبا، يقول: «إن الله يحفظ بالعبد الصالح القبيل من الناس»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل، قال: ثنا عمران أبو الهذيل من الأبناء، عن وهب بن منبه، قال: «ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل، [ص:59] أما الكافر فيأكل معه من طعامه، ويشرب من شرابه، وينام معه على فراشه، وأما المؤمن فهو مجانب له، ينتظر متى يصيب منه غفلة أو غرة فيثب عليه، وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم»
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل، قال: حدثني أبي، عن وهب بن منبه، قال: " إن الله تعالى أعطى موسى عليه السلام نورا، فقال له هارون: هبه لي يا أخي. فوهبه له ثم أعطاه هارون ابنيه، فكان في بيت المقدس آنية تعظمها الأنبياء والملوك من بعدهم، فكانا يسقيان في تلك الآنية الخمر، فنزلت نار من السماء فاختطفت ابني هارون فصعدت بهما، ففزع هارون لذلك فقام متشعثا متوجها بوجهه إلى السماء بالدعاء والتضرع، فأوحى الله تعالى إلى هارون: هكذا أفعل بمن عصاني من أهل طاعتي، فكيف أفعل بمن عصاني من أهل معصيتي "
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن إدريس بن وهب بن منبه، قال: حدثني أبي قال: " كان لسليمان بن داود عليه السلام ألف بيت، أعلاه قوارير، وأسفله حديد، فركب الريح يوما فمر بحراث يحرث، فنظر إليه الحراث فقال: لقد أوتي آل داود ملكا عظيما. فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سليمان عليه السلام، قال: فنزل حتى أتى الحراث وقال: فإني سمعت قولك، وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه، لتسبيحة واحدة يتقبلها الله تعالى منك خير مما أوتي آل داود، فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي "
حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، قال: ثنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: ثنا محمد بن غالب، قال: ثنا أبو المعتمر ابن أخي بشر بن منصور، عن داود بن أبي هند، عن وهب بن منبه، قال: " قرأت في بعض الكتب التي أنزلت من السماء: " إن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام: أتدري لم اتخذتك خليلا؟ قال: لا يا رب. قال: لذل مقامك بين يدي في الصلاة "
حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا أبو الطيب الشعراني، قال: ثنا الحسن بن الحكم، قال: ثنا يزيد بن أبي حكيم، قال: ثنا الحكم بن أبان، قال: نزل بي ضيف من أهل صنعاء فقال: سمعت وهب بن منبه يقول: «إن لله تعالى في السماء السابعة دارا، يقال لها البيضاء، تجتمع فيها أرواح المؤمنين، فإذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح فيسائلونه عن أخبار الدنيا كما يسائل الغائب أهله إذا قدم عليهم»
حدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا أبو شعيب الحراني، قال: ثنا جدي أحمد بن أبي شعيب قال: ثنا القشيري، عن محمد بن زياد، عن وهب بن منبه، قال: «من جعل شهوته تحت قدمه فزع الشيطان من ظله، ومن غلب حلمه هواه فذاك العالم الغلاب»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا غوث بن جابر، قال: سمعت أبا الهذيل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قال الله لموسى عليه السلام: بعزتي يا ابن عمران، لو أن هذه النفس التي وكزت فقتلت اعترفت لي ساعة من ليل أو نهار بأني لها خالق أو رازق لأذقتك فيها طعم العذاب، ولكني عفوت عنك أمرها أنها لم تعترف لي ساعة من ليل أو نهار أني لها خالق أو رازق "
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، قال: ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: قال فضيل بن عياض: قال وهب بن منبه: " أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي، وما يكابد المكابدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم إذا صاروا إلى داري، وتبحبحوا في رياض رحمتي، هنالك فليبشر المصفون لله أعمالهم بالنظر العجيب من الحبيب القريب، أتراني أنسى لهم عملا، فكيف وأنا ذو الفضل العظيم أجود على المولين عني، فكيف بالمقبلين علي، وما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي، لو تعجلت بالعقوبة أحدا،
وكانت العجلة من شأني، لعجلت للقانطين من رحمتي، ولو رآني خيار المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليه، ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم، ما اتهموا فضلي وكرمي، فكيف وأنا الديان الذي لا تحل معصيتي، وأنا الديان الذي أطاع برحمتي، ولا حاجة لي بهوان من خاف مقامي، ولو رآني عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصورا تحار فيها الأبصار فيسألوني لمن ذا؟ فأقول: لمن رهب مني، ولم يجمع على نفسه معصيتي والقنوط من رحمتي، وإني مكافئ على المدح، فامدحوني "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا سهل بن عاصم، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة، قال: حدثني عبد الرحمن أبو طالوت، قال: حدثني مهاجر الأسدي، عن وهب بن منبه، قال: " مر عيسى ابن مريم بقرية قد مات أهلها، إنسها وجنها، وهوامها وأنعامها وطيورها، فقام صلوات الله عليه ينظر إليها ساعة، ثم أقبل على أصحابه فقال: مات هؤلاء بعذاب الله، ولو ماتوا بغير ذلك ماتوا متفرقين، قال: ثم ناداهم عيسى: يا أهل القرية، قال: فأجابه مجيب: لبيك يا روح الله. فقال: ما كانت جنايتكم؟ قال: عبادة الطاغوت، وحب الدنيا. قال: وما كانت عبادتكم الطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل معاصي الله. قال: فما كان حبكم للدنيا؟ قال: كحب الصبي لأمه، كنا إذا أقبلت فرحنا، وإذا أدبرت حزنا، مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة الله تعالى، وإقبال في سخط الله عز وجل. قال: فكيف كان شأنكم؟ قال: بتنا ليلة في عافية، وأصبحنا في هاوية. قال عيسى: وما الهاوية؟ قال: سجين. قال: وما سجين؟ قال: جمرة من نار مثل أطباق الدنيا كلها، دفنت أرواحنا فيها. قال: فما بال أصحابك لا يتكلمون؟ قال: لا يستطيعون أن يتكلموا. قال عيسى: وكيف ذاك؟ قال: هم ملجمون بلجام من نار. قال: فكيف كلمتني أنت من بينهم؟ قال: إني كنت فيهم ولم أكن على حالهم، فلما جاء البلاء عمني معهم، وأنا معلق بشعرة في الهاوية
لا أدري أأكردس في النار أم أنجو. فقال عيسى عليه السلام: بحق أقول لكم، لأكل خبز الشعير، وشرب ماء القراح، والنوم على المزابل مع الكلاب، لكثير مع عافية الدنيا والآخرة "
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا عبيد الله بن محمد الصنعاني، قال: ثنا أبو قدامة همام بن سلمة بن عقبة قال: ثنا غوث بن جابر، قال: ثنا عقيل بن معقل بن منبه، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «الأجر مفروض، ولكن لا يستوجبه من لا يعمل له، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يبصره من لا ينظر إليه، وطاعة الله عز وجل قريبة ممن يرغب فيها، بعيدة ممن زهد فيها، ومن يحرص عليها يتبعها، ومن لا يحبها لا يجدها، لا يستوي من سعى إليها، ولا يدركها من أبطأ عنها، وطاعة الله تشرف من أكرمها، وتهين من أضاعها، وكتاب الله عز وجل يدل عليها، والإيمان بالله يحض عليها، والحكمة تزينها بلسان الرجل الحليم، ولا يكون المرء حليما حتى يطيع الله عز وجل، ولا يعصي الله إلا أحمق، وكما لا يكمل نور النهار إلا بالشمس، ولا يعرف الليل إلا بغروب الشمس، كذلك لا يكمل الحلم إلا بطاعة الله، ولا يعصي الله حليم، كما لا تطير الدابة إلا بجناحين، ولا يستطيع من لا جناح له أن يطير، كذلك لا يطيع الله من لا يعمل له، ولا يطيق عمل الله من لا يطيعه، وكما لا مكث للنار في الماء حتى تنطفئ، كذلك لا مكث للرياء في العمل حتى يبور، وكما يبدي سر الزانية حبلها، ويخزيها ويفضحها، كذلك يفتضح بالعمل السيئ من كان يغر الجليس بالقول الحسن إذا قال ما لا يفعل، وكما تكذب معذرة السارق السرقة إذا ظهر عليها عنده، كذلك تكذب معصية القارئ إذا كان يعملها، وتبين أنه لم يرد بقراءته وجه الله تعالى»
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن النضر، قال: ثنا علي بن بحر بن بري، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: ثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهبا، يقول: " في مزامير آل داود: طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخطائين، ولا يجالس البطالين، ويستقيم على عبادة ربه، فمثله كمثل شجرة ثابتة على ساقية، لا يزال [ص:63] فيها الماء يفضل بثمرتها في زمن الثمار، فلا تزال خضراء في غير الثمار "
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن جعفر بن أعين، قال: ثنا خالد بن خداش، قال: ثنا محمد بن الحسن بن آتش، عن عمران بن عبد الرحمن، عن وهب، قال: «إذا قامت الساعة صرخت الحجارة صراخ النساء، وقطرت العضاه دما»
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن علي الصايغ، قال: ثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: ثنا فرج بن سعيد، قال: ثنا منصور بن شيبة المازني ثقة، عن وهب، قال: «ما من شيء إلا يبدو صغيرا ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر»
حدثنا سليمان، قال: ثنا علي بن المبارك، قال: ثنا زيد بن المبارك، قال: ثنا محمد بن ثور، عن المنذر بن النعمان، عن وهب، قال: " وقف سائل على باب داود عليه السلام فقال: يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، تصدقوا علينا بشيء، رزقكم الله رزق التاجر المقيم في أهله. فقال داود: أعطوه، فوالذي نفسي بيده، إنها لفي الزبور "
حدثنا سليمان بن أحمد، قال، ثنا علي بن المبارك، قال، ثنا زيد بن المبارك، قال، ثنا محمد بن ثور، عن المنذر، عن وهب، قال: «من عرف بالكذب لم يجز صدقه، ومن عرف بالصدق ائتمن على حديثه، ومن أكثر الغيبة والبغضاء لم يوثق منه بالنصيحة، ومن عرف بالفجور والخديعة لم يوثق إليه في المحبة، ومن انتحل فوق قدره جحد قدره، ولا يحسن فيه ما يقبح في غيره»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: ثنا داود بن عمرو، عن إسماعيل بن عياش، قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: قدم علينا وهب فطفق لا يشرب ولا يتهيأ ولا يتوضأ إلا من ماء زمزم فقيل له: ما لك عن الماء العذب؟ فقال: " ما أنا بالذي أشرب ولا أتوضأ [ص:64] حتى أخرج منها إلا من ماء زمزم، وإنكم لا تدرون ما ماء زمزم، والذي نفس وهب بيده، إنها لفي كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم. والذي نفس وهب بيده، إنها في كتاب الله لا يتعمد إليها امرؤ من الناس يتضلع منها ريا ابتغاء بركتها إلا نزعت داء وأحدثت له شفاء. قال: وقال: النظر في زمزم عبادة، والنظر في زمزم يحط الخطايا حطا "
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمود بن أحمد بن الفرج، قال: ثنا عباس بن يزيد، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " مسخ بختنصر أسدا فكان ملك السباع، ثم مسخ نسرا فكان ملك الطير، ثم مسخ ثورا فكان ملك الدواب، وهو في ذلك يعقل عقل الإنسان، وكان ملكه قائما يدبر، ثم رد الله روحه فدعا إلى توحيد الله، وقال: كل إله باطل إلا إله السماء ". قال بكار: فقيل لوهب: أمؤمنا مات؟ فقال: وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: قد آمن قبل أن يموت. وقال بعضهم: قتل الأنبياء، وحرق الكتب، وخرب بيت المقدس، فلم تقبل منه التوبة "
حدثنا عمر بن أحمد، ثنا شاهين، قال: ثنا محمد بن إسماعيل الشعراني، قال: ثنا يحيى بن عبد الباقي، قال: ثنا علي بن الحسن، قال: ثنا عبد الله ابن أخي وهب قال: حدثني عمي وهب بن منبه قال: " كان رجل بمصر فسألهم ثلاثة أيام أن يطعموه فلم يطعموه، فمات في اليوم الرابع، فكفنوه ودفنوه، فأصبحوا والكفن في محرابهم مكتوب عليه: قتلتموه حيا، وبررتموه ميتا ". قال يحيى: فأنا رأيت القرية التي مات فيها الرجل وما بها أحد إلا وله بيت ضيافة، لا غني ولا فقير ". ويحيى هذا هو ابن عبد الباقي، مذكور في سند الشيخ رحمه الله
حدثنا أبي قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا بكار، عن وهب، قال: «إذا دخلت الهدية من الباب خرج الحق من الكوة»
حدثنا الآجري، قال: ثنا عبد الله بن محمد العطشي، قال: ثنا إبراهيم بن [ص:65] الجنيد، ثنا إبراهيم بن سعيد، عن عبد المنعم بن إدريس، عن عبد الصمد، عن وهب بن منبه، قال: " مر نبي من الأنبياء على عابد في كهف جبل فمال إليه فسلم عليه، فلما رد عليه السلام ثم قال له النبي: يا عبد الله، منذ كم أنت هاهنا؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة. قال: فمن أين معيشتك؟ قال: من ورق الشجر. قال: فمن أين شرابك؟ قال: من ماء العيون. قال: فأين تكون في الشتاء؟ قال: تحت هذا الجبل، قال: وكيف صبرك على العبادة؟ قال: وكيف لا أصبر، وإنما هو يومي إلى الليل، وأما أمس فقد مضى بما فيه، وأما غد فلم يأت. قال: فعجب النبي من حكمة قوله: إنما هو يومي إلى الليل "
حدثنا أبو بكر الآجري، قال: ثنا عبد الله بن محمد العطشي، قال: ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثني إبراهيم بن سعيد، عن عبد المنعم، عن عبد الصمد، عن وهب، أن رجلا من العباد قال لمعلمه: " قد قطعت الهوى، فلست أهوى من الدنيا شيئا. فقال له معلمه: أتفرق بين النساء والدواب إذا رأيتهن معا؟ قال: نعم. قال: أتفرق بين الدنانير والحصى إذا رأيتهن معا؟ قال: نعم، قال: يا بني، إنك لم تقطع الهوى عنك، ولكنك قد أوثقته "
حدثنا أبو بكر الآجري، قال: ثنا عبد الله بن محمد العطشي، قال: ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: ثنا محفوظ بن الفضل بن عمر، قال: ثنا غوث بن جابر بن غيلان بن منبه، قال: حدثني عقيل بن معقل، عن وهب، قال: " اعمل في نواحي الدين الثلاث، فإن للدين نواحي ثلاثا هن جماع الأعمال الصالحة لمن أراد جمع الصالحات، أولهن: تعمل شكرا لله بالأنعم الكثيرة الغاديات الرائحات، الظاهرات الباطنات، الحديثات القديمات، فيعمل المؤمن شكرا لهن، ورجاء تمامهن، والناحية الثانية من الدين رغبة في الجنة، التي ليس لها ثمن، وليس لها مثل، ولا يزهد فيها إلا سفيه، والناحية الثالثة تعمل فرارا من النار التي ليس عليها صبر، ولا لأحد بها طاقة، ولا يدان، وليست مصيبتها كالمصيبات، ولا حزنها كالحزن، نبأها عظيم، وشأنها شديد، وخزيها فظيع، ولا يغفل عن الفرار
والتعوذ بالله منها إلا سفيه أحمق خاسر، قد خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين "
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، قال: ثنا إسحاق بن راهويه، قال: أنبأنا عبد الملك بن محمد الزماري، قال: أخبرني محمد بن سعيد بن رمانة، قال: أخبرني أبي قال: قيل لوهب بن منبه: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: «بلى , ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، من أتى الباب بأسنانه فتح له، ومن لم يأت الباب بأسنانه لم يفتح له»
حدثنا أبي قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن سهل، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: ثنا عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: " إن ابن ملك ركب في قومه وهو شارب فصرع من فرسه فدق عنقه، فغضب أبوه وحلف أن يقتل أهل تلك القرية وطئا بالأفيال والخيل والرجال، فتوجه إليهم وسقى الأفيال والخيل والرجال الخمر، فقال: طئوهم بالأفيال، فما أخطأت الأفيال فلتطأه الخيل، وما أخطأت الخيل فلتطأه الرجال. فلما رأى ذلك أهل القرية خرجوا بأجمعهم فعجوا إلى الله يدعونه، فبينما هم في ذلك إذ نزل فارس من السماء فوقع بينهم، فنفرت الأفيال فعطفت على الخيل، وعطفت الخيل على الرجال، فقتل هو ومن معه وطئا بالأفيال والخيل "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق، ثنا محمد، ثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا المنذر بن النعمان، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: " قال الله تعالى لصخرة بيت المقدس: لأضعن عليك عرشي، ولأحشرن عليك خلقي، وليأتينك داود يومئذ راكبا "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا محمد بن رافع، قال: ثنا إبراهيم بن خالد، قال: ثنا عمر بن عبيد، عن سماك بن الفضل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: «إني لأتفقد أخلاقي، ما فيها شيء يعجبني»
حدثنا أبو حامد، قال: ثنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن سهل، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني أبي قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: «ربما صليت الصبح [ص:67] بوضوء العتمة»
حدثنا الحسن بن محمد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الجصاص، ثنا يوسف بن الحسن، ثنا محمد بن عبد الله المصيصي، قال: ثنا إسماعيل بن معمر، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن زيد بن خالد بن معدان، عن وهب بن منبه، قال: " كان نوح عليه السلام من أجمل أهل زمانه، قال: وكان يلبس البرقع، قال: فأصابتهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلى لهم بوجهه شبعوا "
حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا محمد بن أحمد الأثرم، ثنا أحمد بن منصور، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: " قال عيسى عليه السلام للحواريين: بحق أقول لكم، إن أشدكم جزعا على المصيبة أشدكم حبا للدنيا "
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى العدني، ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي، قال: ثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، قال: بلغنا أن وهب بن منبه كان يقول: «طوبى لمن نظر في عيبه عن عيب غيره، وطوبى لمن تواضع لله من غير مسكنة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وتصدق من مال جمع من غير معصية، وجالس أهل العلم والحلم وأهل الحكمة، ووسعته السنة، ولم يتعدها إلى البدعة»
حدثنا أبي قال: ثنا أحمد بن محمد بن عمر، قال: ثنا أبو بكر بن عبيد، قال: حدثني محمد بن الفرات، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، قال: " وجدت في زبور آل داود: يا داود، هل تدري من أسرع الناس مرا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي، وألسنتهم رطبة من ذكري، هل تدري أي الفقراء أفضل؟ الذين يرضون بحكمي وبقسمي، ويحمدونني على ما أنعمت عليهم. هل تدري يا داود أي المؤمنين أعظم عندي منزلة؟ الذي هو بما أعطى أشد فرحا منه بما حبس "
حدثنا محمد بن أحمد بن أبان، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا حجاج، ثنا عبد الله بن عمر بن إبراهيم بن كيسان، قال: حدثني عبد الله بن صفوان وهو ابن بنت وهب قال: قال وهب: " عبد الله عابد خمسين سنة فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك قال: أي رب، وما تغفر لي ولم أذنب. فأذن الله لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصل، ثم سكن فنام، فأتاه الملك فشكى إليه فقال: ما لقيت من ضربان العرق. فقال الملك: إن ربك يقول: عبادتك خمسين سنة تعدل سكون هذا العرق "
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني عبد الله بن محمد بن عون، ثنا روح بن عبد الرحمن، عن شيخ من بني تميم، عن وهب، قال: " رءوس النعم ثلاثة: فأولها نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، والثانية: نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة: نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها "
حدثنا أبي، ثنا أحمد، ثنا أبو بكر، ثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري، قال: ثنا خزيمة أبو محمد العابد، قال: مر وهب بن منبه بمبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان، به وضح وهو يقول: " الحمد لله على نعمته. فقال رجل كان مع وهب: أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها؟ فقال له المبتلى: ارم ببصرك إلى أهل المدينة، فانظر إلى كثرة أهلها، أولا أحمد الله أنه ليس فيها أحد يعرفه غيري "
حدثنا أبي، ثنا أحمد، ثنا أبو بكر، حدثني علي بن أبي جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أبي صالح، قال: ثنا نافع بن يزيد، عن عامر بن مرة، قال: كان ابن منبه يقول: «المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفهم، ويخلو لينعم»
حدثنا أبي، ثنا أحمد، ثنا أبو بكر، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا الوليد بن صالح، قال: ثنا أبو كثير اليماني لقيته سنة سبعين، قال: قال وهب بن منبه: " المؤمن مفكر مذكر مزدجر، تفكر فعلته السكينة، وتذكر فوصل القربة، وازدجر فباين الحوبة، سكن فتواضع، قنع فلم يهتم، رفض [ص:69] الشهوات فصار حرا، ألقى الحسد فظهرت له المحبة، زهد في كل فان فاستكمل العقل، رغب في كل باق فعقل المعرفة، فقلبه متعلق بهمه، وهمه موكل بمعاده، لا يفرح إذا فرح أهل الدنيا لفرحهم، بل حزنه عليه سرمدا، فهو دهره محزون، وفرحه إذا ما نامت العيون، يتلو كتاب الله، يردده على قلبه، فمرة يفزع قلبه، ومرة تهمل عيناه، يقطع الله عنه الليل بالتلاوة، ويقطع عنه النهار بالخلوة، مفكرا في ذنوبه، مستصغرا لأعماله، قال وهب: فهذا ينادى يوم القيامة في ذلك الجمع العظيم على رءوس الخلائق: قم أيها الكريم فادخل الجنة "
حدثنا أبو محمد بن أحمد بن أبان، قال: حدثني أبي قال: ثنا عبد الله بن عبيد، قال: ثنا أبو عبد الله بن إدريس، عن أبي زكريا التيمي، قال: بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتي بحجر منقوش فطلب من يقرأه له، فأتي بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه: " ابن آدم، إنك لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك، ولقصرت من حرصك وحيلك، وإنما يلقاك غدا ندمك، وقد ذلت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، فبان منك الوليد القريب، ورفضك الوالد والنسيب، فلا أنت إلى دنياك عائد، ولا في حسناتك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة. قال: فبكى سليمان بكاء شديدا "
حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: ثنا إبراهيم بن سعيد، قال: ثنا عبد الرحمن بن مسعود، عن ثور، قال: قال وهب بن منبه: «الويل لكم إذا سماكم الناس الصالحين»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن محمد الكشوري، ثنا همام بن سلمة بن عقبة، قال: ثنا غوث بن جابر، قال: ثنا عقيل بن معقل بن منبه، قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: «يا بني، أخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق الله فيها فعلك في العلانية، فإن من فعل خيرا ثم أسره إلى الله فقد أصاب موضعه، وأبلغه قراره , وإن من أسر عملا صالحا لم يطلع عليه أحد إلا الله فقد اطلع عليه من هو حسبه، واستودعه حفيظا لا يضيع أجره، فلا تخافن على عمل
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا حسين المروزي، قال: ثنا الهيثم بن جميل، قال: ثنا صالح المري، عن أبان، عن وهب، قال: قرأت في الحكمة: " للكفر أربعة أركان: ركن منه الغضب، وركن منه الشهوة، وركن منه الطمع، وركن منه الخوف "
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي، ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة، ثنا الصلت بن حكيم، عن عمران، عن وهب، قال: أوحى الله تعالى إلى موسى: «إذا دعوتني فكن خائفا مشفقا وجلا، وعفر خدك بالتراب، واسجد لي بمكارم وجهك وبدنك، واسألني حين تسألني بخشية من قلب وجل، واخشني أيام الحياة، وعلم الجاهل آلائي، وقل لعبادي لا يتمادوا في غي ما هم فيه، فإن أخذي أليم شديد»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا عبد الملك بن عبد العزيز النسائي، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن وهب، قال: «إن لله تعالى ثمانية عشرألف عالم الدنيا، منها عالم واحد، وما العمارة في الخراب إلا كفسطاط في الصحراء»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا عبد الحميد بن موسى بن خلف، ثنا أبي، عن مالك بن دينار، عن وهب بن منبه، قال: قرأت في بعض الكتب: «ابن آدم، لا خير لك في أن تعلم ما لا تعلم ولم تعمل بما علمت، فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا، فحزم حزمة فذهب يحملها فعجز عنها، فضم إليها أخرى»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا سعيد بن أسد، قال: ثنا ضمرة، عن رجاء يعني ابن أبي سلمة، عن وهب، قال: «كسي أهل النار، والعري كان خيرا لهم، وأعطوا الحياة والموت كان خيرا لهم»
حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا داود بن الزبير بن مصحح، قال: ثنا حفص بن ميسرة، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: قال داود: «اللهم أيما فقير سأل غنيا فتصام عنه فأسألك إذا دعاك أن لا تجيبه، وإذا سألك أن لا تعطيه»
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن أصرم، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أصرم بن حوشب، عن أبي عمر الصنعاني، عن إبراهيم بن فراس، عن وهب، قال: «اتخذوا اليد عند المساكين، فإن لهم يوم القيامة دولة»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو العباس بن زيادة بن الطفيل، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، قال: «مثل من تعلم علما لا يعمل به كمثل طبيب معه دواء لا يتداوى به»
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا نوح بن حبيب، ثنا عنبر مولى الفضل بن أبي عياش قال: كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل، فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب، فقال: «ما وجد الشيطان رسولا غيرك. فما برحت من عنده حتى جاء ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو العباس بن الطفيل، ثنا محمد بن المتوكل، قال: حدثني النضر بن محرز، ثنا ابن جريج، عن طاوس، قال: سمعت وهب بن منبه، قال: قرأت في بعض الكتب: «ابن آدم، احتل لدينك، فإن رزقك سيأتيك». أسند وهب عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم منهم: ابن عباس، وجابر، والنعمان بن بشير. وروى عن أبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وعن أخيه، وعن طاوس. وروى عنه من التابعين عدة منهم: عمرو بن دينار، وعبد العزيز بن رفيع، ووهب بن كيسان، وزيد بن أسلم، وموسى بن عقبة، وعطاء بن السائب، وعمار الدهني، ومحمد بن جحادة، وأبان بن أبي عياش
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن الحسن بن كيسان، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا سفيان، عن أبي موسى، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن». رواه أبو نعيم وأبو قرة عن سفيان نحوه. وأبو موسى هو اليماني لا نعرف له اسما
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم، قال: ثنا يحيى بن حسان، قال: ثنا هشام بن سليمان المخزومي، عن سفيان الثوري، عن أبي موسى، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم». غريب من حديث الثوري، تفرد به هشام ولم نكتبه إلا من حديث يحيى بن حسان
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا الحسين بن حفص، قال: ثنا سفيان، عن أبي موسى اليماني، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت مرحمة وملحمة، ولم أبعث تاجرا ولا زارعا، ألا وإن شرار هذه الأمة التجار والزراعون، إلا من شح على نفسه». هذا حديث غريب من حديث الثوري تفرد به الحسن
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا محمد بن العباس بن أيوب، [ص:73] قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا الوليد بن الفضل العنزي، قال: ثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث رجالا إلى البلدان يدعون الناس إلى الإسلام، فقال رجل: لو بعثت أبا بكر وعمر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر وعمر لا غنى بي عنهما، إن أبا بكر وعمر من الإسلام بمنزلة السمع والبصر من الإنسان» كذا قال الحسن بن عرفة عبد الله بن إدريس، وإنما هو عبد المنعم بن إدريس. والحديث غريب، تفرد به الوليد ابن الفضل عنه
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: ثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله، وابن عباس قالا: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخر السورة قال محمد صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، نفسي قد نعيت». قال جبريل: الآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى الناس ثم صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب، وبكت منها العيون، ثم قال: «أيها الناس، أي نبي كنت لكم؟» قالوا: جزاك الله من نبي خيرا، فلقد كنت لنا كالأب الرحيم، وكالأخ الناصح المشفق، أديت رسالات الله، وأبلغتنا وحيه، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته. فقال لهم: «معاشر المسلمين، أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في القيامة»، فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثانية، فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثالثة: «معاشر المسلمين، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في يوم القيامة»، فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: فداك أبي وأمي، لولا أنك [ص:74] ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء منك، كنت معك في غزاة فلما فتح الله علينا ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك، فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، فلا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عكاشة، أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق». فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي القصاص من نفسه، فقرع الباب على فاطمة، فقال: يا ابنة رسول الله، ناوليني القضيب الممشوق. فقالت فاطمة: يا بلال، وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج، ولا يوم غزاة؟ فقال: يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الدين، ويفارق الدنيا، ويعطي القصاص من نفسه. فقالت فاطمة: يا بلال ومن الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله؟ يا بلال، إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودخل بلال المسجد ودفع القضيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم القضيب إلى عكاشة. فلما نظر أبو بكر وعمر إلى ذلك قاما، فقالا: يا عكاشة، ها نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: «امض يا أبا بكر، وأنت يا عمر فامض، فقد عرف الله تعالى مكانكما ومقامكما». فقام علي بن أبي طالب فقال: يا عكاشة، إنا في الحياة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا ظهري وبطني اقتص مني بيدك، واجلدني مائة، ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي، اقعد، فقد عرف الله عز وجل مكانك ونيتك». وقام الحسن والحسين فقالا: يا عكاشة، ألست تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال [ص:75] لهما النبي صلى الله عليه وسلم: «اقعدا يا قرة عيني، لا نسي الله لكما هذا المقام». فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عكاشة، اضرب إن كنت ضاربا». فقال: يا رسول الله، ضربتني وأنا حاسر عن بطني. فكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم، وصاح المسلمون بالبكاء، وقالوا: أترى عكاشة ضاربا بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن النبي صلى الله عليه وسلم كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه فقبل بطنه، وهو يقول: فداك أبي وأمي، ومن تطيق نفسه أن يقتص منك؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إما أن تضرب وإما أن تعفو». فقال: قد عفوت عنك رجاء أن يعفو الله عني يوم القيامة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ». فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عينيه ويقولون: طوباك طوباك، نلت درجات العلى ومرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فكان مريضا ثمانية عشر يوما يعوده الناس. وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين، وبعث يوم الإثنين، وقبض في يوم الإثنين، فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه، فأذن بلال بالأذان ثم وقف بالباب فنادى: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، الصلاة يرحمك الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقالت فاطمة: يا بلال، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه. فدخل بلال المسجد، فلما أسفر الصبح قال: والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع وقام بالباب ونادى: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، الصلاة يرحمك الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقال: «ادخل يا بلال، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه؛ مر أبا بكر يصلي بالناس». فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول: واغوثاه بالله، وانقطاع رجائي وانقصام ظهري، ليتني لم تلدني أمي، وإذ ولدتني ليتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم. ثم قال: يا أبا بكر ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:76] أمرك أن تصلي بالناس، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه للناس، وكان رجلا رقيقا فلما نظر إلى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمالك أن خر مغشيا عليه وصاح المسلمون بالبكاء، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس فقال: ما هذه الضجة؟ فقالوا: ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والعباس رضي الله تعالى عنهما فاتكأ عليهما فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل بوجهه المليح عليهم فقال: «معشر المسلمين، استودعتكم الله أنتم في رجاء الله وأمانه، والله خليفتي عليكم، معاشر المسلمين، عليكم باتقاء الله، وحفظ طاعته من بعدي، فإني مفارق الدنيا، هذا أول يوم من الآخرة، وآخر يوم من الدنيا». فلما كان يوم الإثنين اشتد به الوجع، وأوحى الله تعالى إلى ملك الموت عليه السلام أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة، وارفق به في قبض روحه، فهبط ملك الموت عليه السلام فوقف بالباب شبه أعرابي ثم قال: السلام عليكم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أأدخل؟ فقالت عائشة لفاطمة رضي الله تعالى عنهما: أجيبي الرجل. فقالت فاطمة رضي الله عنها: آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه. فنادى الثانية فقالت عائشة: يا فاطمة أجيبي الرجل. فقالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه. ثم دعا الثالثة ثم قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أأدخل؟ فلابد من الدخول. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت ملك الموت فقال: «يا فاطمة، من بالباب؟» فقالت: يا رسول الله، إن رجلا بالباب يستأذن بالدخول، فأجبناه مرة بعد أخرى، فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي وارتعدت فرائصي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة، أتدرين من بالباب؟ هذا هادم اللذات، ومفرق الجماعات، هذا [ص:77] مرمل الأزواج، ومؤتم الأولاد، هذا مخرب الدور، وعامر القبور، هذا ملك الموت عليه السلام؛ ادخل يرحمك الله يا ملك الموت». فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ملك الموت، جئتني زائرا أم قابضا؟» قال: جئتك زائرا وقابضا، وأمرني الله عز وجل أن لا أدخل عليك إلا بإذنك، ولا أقبض روحك إلا بإذنك، فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ملك الموت، أين خلفت حبيبي جبريل؟» قال: خلفته في السماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريل فقعد عند رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، هذا الرحيل من الدنيا، فبشرني ما لي عند الله؟» قال: أبشرك يا حبيب الله أني تركت أبواب السماء قد فتحت، والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان، يحيون من روحك يا محمد. فقال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل» قال: أبشرك أن أبواب الجنة قد فتحت، وأنهارها قد اطردت، وأشجارها قد تدلت، وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد. قال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل». قال: أبواب النيران قد أطبقت لقدوم روحك يا محمد. قال: لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل ". قال: أنت أول شافع، وأول مشفع يوم القيامة. قال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل». قال جبريل: يا حبيبي، عم تسألني؟ قال: «أسألك عن همي، وعن غمي من لقراءة القرآن من بعدي؟ من لصوم شهر رمضان من بعدي؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصطفاة من بعدي؟» قال: أبشر يا حبيب الله، فإن الله عز وجل يقول: قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد. قال: «الآن طابت نفسي، إذن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت». فقال علي رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله، إذا أنت قبضت فمن يغسلك؟ وفيم نكفنك؟ ومن يصلي عليك؟ ومن يدخلك القبر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي، أما الغسل فاغسلني أنت وابن عباس يصب عليك الماء، [ص:78] وجبريل ثالثكما، فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد، واخرجوا عني، فإنه أول من يصلي علي الرب عز وجل من فوق عرشه، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرا زمرا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا صفوفا، لا يتقدم علي أحد». فقالت فاطمة: اليوم الفراق، فمتى ألقاك؟ فقال لها: «يا بنية، تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقي من يرد على الحوض من أمتي». قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله؟ قال: «تلقيني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي». قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله؟ قال: «تلقيني عند الصراط وأنا أنادي رب سلم أمتي من النار». فدنا ملك الموت عليه، فعالج قبض روح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ الروح إلى الركبتين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوه». فلما بلغ الروح إلى السرة نادى النبي صلى الله عليه وسلم: «واكرباه». فقالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: كربي بكربك اليوم يا أبتاه. فلما بلغ الروح إلى الثندوة قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، ما أشد مرارة الموت». فولى جبريل وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، كرهت النظر إلي؟» فقال جبريل عليه السلام: يا حبيبي، فمن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت. فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن عباس رضي الله تعالى عنه يصب عليه الماء، وجبريل عليه السلام معهما، وكفن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على السرير، ثم أدخلوه المسجد، ووضعوه في المسجد، وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه عليه السلام الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرا زمرا. قال علي رضي الله تعالى عنه: ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا، فسمعنا هاتفا يهتف وهو يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم، فدخلنا فقمنا صفوفا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ص:79] فكبرنا بتكبير جبريل، صلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل القبر علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم، ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف الناس، قالت فاطمة لعلي رضي الله تعالى عنهما: يا أبا الحسن، دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة؟ أما كان معلم الخير؟ قال: بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله الذي لا مرد له. فجعلت تبكي وتندب وهي تقول: يا أبتاه، الآن انقطع عنا جبريل، وكان جبريل عليه السلام يأتينا بالوحي من السماء "
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل، قال: حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه، عن جابر بن عبد الله: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، ولم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر، أنهم غزوا غزاة بين مكة والمدينة، فهاجت بهم ريح شديدة دفنت الرجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا لموت منافق». قال: فقدمنا المدينة فوجدنا منافقا عظيم النفاق مات يومئذ.
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، قال: ثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني، قال: سمعت عبد الله بن يحيى القاص، يذكر عن وهب بن منبه، عن النعمان بن بشير، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم فقال: «إن ثلاثة نفر كانوا في كهف، فوقع الجبل على باب الكهف». فذكر حديث الغار بطوله، رواه عبد الصمد بن معقل وعبد الله بن سعيد بن [ص:80] أبي عاصم عن وهب عن النعمان مثله حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن برة، قال: ثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: ثنا رباح بن زيد، عن عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم، ح.، وحدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قالا: عن وهب بن منبه، عن النعمان بن بشير، نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا المقدام بن محمد بن أحمد بن البراء، قال: ثنا عبد المنعم بن إدريس، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا المقدام بن داود، قال: ثنا أسد بن موسى، قال: ثنا يوسف بن زياد، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه إدريس، عن جده وهب بن منبه، عن أبي هريرة، أن رجلا من اليهود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل احتجب الله عن خلقه بشيء غير السموات؟ قال: «نعم، بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور، وسبعون حجابا من نار، وسبعون حجابا من ظلمة، وسبعون حجابا من رفارف من الاستبرق، وسبعون حجابا من رفارف السندس، وسبعون حجابا من در أبيض، وسبعون حجابا من ضياء استضاء من نور النار والنور، وسبعون حجابا من ثلج، وسبعون حجابا من ماء، وسبعون حجابا من غمام، وسبعون حجابا من برد، وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف». قال: فأخبرني عن ملك الله الذي يليه. فقال النبي صلى الله عليه سلم: أصدقت فيما أخبرتك يا يهودي؟ قال: نعم. قال: فإن الملك الذي يليه إسرافيل، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم ملك الموت عليهم السلام ". اللفظ لأسد بن موسى
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا أبو عمار، قال: ثنا عبد الرحيم بن زيد، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحد قوسا في الحرم ليقاتل بها عدو الكعبة كتب الله له بكل يوم ألف ألف حسنة حتى يحضر العدو»
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة، قال: ثنا عمرو بن دينار، قال: سمعت وهب بن منبه في داره بصنعاء [ص:81] وأطعمني من جوزة في داره، يحدث عن أخيه، عن معاوية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تلحفوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرجه له مني المسألة فأعطيه إياه وأنا له كاره فيبارك له في الذي أعطيته». هذا من صحيح حديث وهب بن منبه. أخرجه مسلم في صحيحه، عن شيخ له، عن سفيان
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا محمد بن إسحاق الطبري، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا سليمان بن سلمة، ثنا مؤمل بن سعيد بن يوسف، ثنا أبو العلاء أسد بن وداعة الطائي، قال: حدثني وهب بن منبه، عن طاوس، عن ثوبان، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «احذروا دعوة المؤمن وفراسته فإنه ينظر بنور الله وينظر بالتوفيق». غريب من حديث وهب تفرد به مؤمل عن أسد
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن حيان، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا ابن علاثة، عن ثور، عن وهب بن منبه، عن كعب، عن فضالة بن عبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدقة لتقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، وإن الله ليدفع بها سبعين بابا من مخازي الدنيا، منها الجذام، والبرص، وسيئ الأسقام، سوى ما لصاحبها من الأجر في الآخرة». غريب من حديث وهب بن منبه، لم نكتبه إلا من حديث علاثة عن ثور
حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج الشروطي، ثنا محمد بن جعفر بن سعيد، ثنا عبد الله بن أحمد بن كليب الرازي، ثنا حسين بن علي النيسابوري، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عمه عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال داود النبي عليه السلام: إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها، خير لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان ". غريب من حديث وهب بن منبه، لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن علي عن إسماعيل
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 4- ص: 23
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 4- ص: 23
وهب الذماري وكان يسكن ذمار. مخلافا من مخاليف اليمن. وكان قد قرأ الكتب.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 65
وهب بن منبه من الأبناء. يكنى أبا عبد الله.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه الصنعاني قال: حدثني الوليد بن مسلم عن مروان بن سالم الدمشقي عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال: [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يكون في أمتي رجلان أحدهما وهب يهب الله له الحكمة. والآخر غيلان فتنته على هذه الأمة أشر من فتنة الشيطان].
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثني محمد بن داود عن أبيه
داود بن قيس الصنعاني قال: سمعت وهب بن منبه يقول: لقد قرأت اثنين وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء. اثنان وسبعون منها في الكنائس وفي أيدي الناس.
وعشرون لا يعلمها إلا قليل. وجدت في كلها: إن من أضاف إلى نفسه شيئا من المشية فقد كفر.
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: حدثنا مسلم بن خالد قال: حدثني المثنى بن الصباح قال: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئا فيه الروح. ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا. قال: وقال وهب:
لقد قرأت ثلاثين كتابا نزل على ثلاثين نبيا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر وعبد المنعم بن إدريس قالا: مات وهب بن منبه بصنعاء سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 70
وهب بن منبه وكان الغالب عليه القصص. مات سنة أربع عشرة ومائة.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 74
وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن سحسار من أبناء فارس كنيته أبو عبد الله كان ينزل ذمار على مرحلتين من صنعاء كان ممن قرأ الكتب ولزم العبادة وواظب على العلم وتجرد للزهادة صلى أربعين سنة صلاة الصبح بوضوء عشاء الآخرة ومات في المحرم سنة ثلاث عشرة ومائة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 198
وهب بن منبه [خ، م، د، ت، س]، أبو عبد الله اليماني، صاحب القصص.
من أحبار علماء التابعين.
ولد في آخر خلافة عثمان.
حديثه عن أخيه همام في الصحيحين.
وروى عن ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وروى عنه عمرو بن دينار، وعوف الأعرابي، وأقاربه.
وكان ثقة صادقا، كثير النقل من كتب الاسرائيليات.
قال العجلي: ثقة تابعي، كان على قضاء صنعاء.
وقال مثنى بن الصباح: لبث وهب عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا.
توفى وهب سنة أربع عشرة ومائة.
وقد ضعفه الفلاس وحده / ووثقه جماعة.
قال سفيان بن عيينة، عن عمرو
[394] ابن دينار، قال: دخلت على وهب بن منبه داره بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا.
قال: وأنا والله لوددت ذلك.
قال الجوزجاني: كتب كتابا في القدر ثم ندم.
وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشئ من القدر، ثم رجع.
وروى عبد الرزاق بن همام، عن أبيه - أنه سمعه يقول: حج عامة الفقهاء سنة مائة، وحج وهب، فلما صلوا العشاء أتاه نفر فيهم: عطاء، والحسن البصري، وهم يريدون أن يذاكروه القدر، فافتن في باب من الحمد، فما زال فيه حتى طلع الفجر، فافترقوا ولم يسألوه.
وروى حماد بن سلمة، عن أبي سنان: سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الانبياء في كلها: من جعل لنفسه شيئا على المشيئة فقد كفر، فتركت قولى.
قال أبو عاصم النبيل: حدثنا أبو سلام عن وهب، قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 352
وهب بن منبه بن كامل بن سيج، أبو عبد الله، الصنعاني.
ويقال: الذماري، وذمار من صنعاء على مرحلتين.
قال لي علي، عن ابن عبد الصمد بن معقل: مات وهب بن منبه سنة أربع عشرة ومئة.
وهو من أبناء فارس، وهو ابن كامل بن سيج.
قال أحمد بن حنبل: عن إبراهيم بن خالد، قال لي عمر، يعني بن عبيد الصنعاني، قال: قال لي عبد الصمد بن معقل: توفي وهب بن منبه في المحرم استقبال سنة أربع عشرة ومئة.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 8- ص: 1
همام بن منبه، أخو وهب بن منبه، الصنعاني، من أبناء فارس.
سمع أبا هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، يروي عنه معمر.
وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، عن أبي هريرة، ومعاوية.
وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدومه عشر سنين، يعني هماماً.
وقال علي: فسألت رجلا قد لقيه، وكتب عنه، متى مات همام؟ قال: سنة ثنتين وثلاثين.
وقال عبد الرزاق: أخبرني أبي، وغير واحد من أشياخنا، أن همام بن منبه قعد إلى ابن الزبير في نفرٍ من قريش، وكان بنجران رجل من الأبناء يعظمونه، يقال له: حبشي، ولم تكن له لحية، وكان كوسجاً، فقال له رجل من القرشيين: ممن أنت؟ قال: من أهل اليمن، فقال: ما فعلت عجوزكم، يريد حبشياً، قال عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وعجوزكم حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسدٍ، فبهت الرجل، فقال له ابن الزبير: ما تدري من كلمت، لما تعرضت لابن منبه.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 8- ص: 1
وهب بن منبه بن كامل اليماني الصنعاني الذماري أبو عبد الله الأبناوي
ولد سنة أربع وثلاثين ومات سنة ست عشرة ومائة بصنعاء وقيل سنة ثلاث عشرة وقيل أربع عشرة وقيل ست عشرة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 48
وهب بن منبه الصنعاني
أخو همام عن ابن عباس وابن عمر وعنه آله وسماك بن الفضل أخباري علامة قاص صدوق صاحب كتب مات 114 خ م د ت س
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
وهب بن منبه بن كامل بن سيح الصنعاني
ويقال الذماري من أبناء فارس والذمار قرية من قرى صنعاء على مرحلتين منها كنيته أبو عبد الله وكان عابدا فاضلا قرأ الكتب مات سنة ثلاث أو أربع عشر ومائة وهو ابن ثمانين سنة
روى عن أخيه همام بن منبه في الزكاة
روى عنه عمرو بن دينار
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
وهب بن منبه الصنعاني
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 42
(خ م د ت س فق) وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار، وهو الأسوار اليماني الصنعاني، أبو عبد الله الذماري الأبناوي. أخو همام، ومعقل، وغيلان.
قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: يقال: إن أصله من خراسان، وإنه
رجع إلى بلاده، على كبر السن.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند جماعة غيره سنة ثلاث، أو أربع عشرة، وهما ثابتان عنده، وفيه زيادة على ذلك ليست في كتاب المزي جملة، قال أبو حاتم في كتاب «الثقات»: وهب بن منه بن كامل بن سيج سيسحان، كان فاضلا عابدا، قرأ الكتب، وهم خمسة أهوه: وهب، وهمام، وغيلان، وعقيل، ومعقل، مات وهب في المحرم سنة ثلاث أو أربع ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، وقد قيل: إنه مات سنة عشرين ومائة.
وذكر العجلي: أنه قيل لوهب: يا أبا عبد الله، كنت ترى الرؤيا فتحدثنا بها، فلا نلبث أن نراها كما رأيت، فقال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.
وذكر خليفة بن خياط في «الطبقات» لهم أخا آخر، وهو عمرو بن منبه.
وفي قول المزي: وقال الواقدي، وعبد المنعم، وابن سعد، وخليفة: مات سنة عشر ومائة - نظر؛ لأن ابن سعد لم يقل شيئا [ق225/أ] من عنده، إنما قال: أنبأ محمد بن عمر، وعبد المنعم بن إدريس قالا: مات وهب، فذكره.
وفي كتاب المنتجالي: يماني تابعي ثقة، قال أحمد بن حنبل: مات في محرم سنة أربع عشرة، وعن رباح بن زيد، قال: لقي عمرو بن دينار وهبا، فقال: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة، قال: ينبغي لمن سار منذ ستين سنة أن يكون قد أناخ.
وقال عبد الرزاق: قال أبي: ولي وهب القضاء فلم يحمد، وكان يوسف بن
عمر الثقفي أمير صنعاء حبارا، وهو الذي ضرب وهبا خمسين سوطا في شهر رمضان، فأفطر.
وقال عمرو بن علي: كان ضعيفا.
وقال الجوزجاني: كان كتب كتابا في العذر ثم حديث أنه ندم عليه.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 12- ص: 1
وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن سيحان من أبناء فارس كنيته أبو عبد الله
كان ينزل ذمارا على مرحلتين من صنعاء
يروي عن جابر بن عبد الله وابن عباس وكان عابدا فاضلا قرأ الكتب
حدثني عمر بن حفص البزاز بجند يسابور قال ثنا إسحاق بن الضيف قال ثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل قال مكث وهب بن منبه أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء قال أبو حاتم وهم خمسة إخوة وهب وهمام وغيلان وعقيل ومعقل والد عقيل بن معقل ومات وهب في المحرم سنة ثلاث أو أربع عشرة ومائة وهو بن ثمانين سنه وقد قيل إنه مات سنة عشرة ومائة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
وهب بن منبه بن حزن الأنصاري
من أهل المدينة
يروي عن عبد الله بن أنيس وله صحبة روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
وهب بن عبد الله الذماري
ممن قرأ الكتب
يروي عن الصحابة روى عنه أهل اليمن
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
وهب بن منبه يماني
من الأبناء تابعي ثقة وكان على قضاء صنعاء ثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل قال قيل لوهب بن منبه يا أبا عبد الله كنت ترى الرؤيا تحدثنا بها فلا نلبث أن نراها كما رأيت قال هيهات ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
وهب بن منبه (ع)
الحافظ، أبو عبد الله الصنعاني، عالم أهل اليمن.
ولد في سنة أربعٍ وثلاثين.
وروى عن: أبي هريرة يسيراً، وعن عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وأبي سعيد، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
وعنده من علم الكتاب شيءٌ كثير، وحديثه في ’’الصحيحين’’ عن أخيه همام. ولهمام عن أبي هريرة نسخة مشهورة أكثرها في الصحيح، رواها عنه معمر. وطال عمر همام، وعاش إلى سنة نيفٍ وثلاثين ومئةٍ.
حدث عن وهب: ابن أخيه عبد الصمد، وأقاربه، وعمرو بن دينار، وإسرائيل أبو موسى، وسماك بن الفضل، وعوفٌ الأعرابي، وآخرون.
وكان واسع العلم.
قال العجلي: كان ثقةً، تابعياً، على قضاء صنعاء.
وقال مثنى بن الصباح: لبث وهبٌ عشرين سنةً لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءاً.
وله ترجمةٌ طويلةٌ في ’’تاريخ دمشق’’.
مات في أول سنة أربع عشرة ومئة.
وقيل: إن أباه أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. رحمة الله عليه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
وهب بن منبه
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
وهب بن منبه
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1
وهب الذماري
سكن ذمار وقد قرأ الكتب روى عنه زيد بن أسلم سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 9- ص: 1
وهب بن منبه الصنعاني الذماري
وذمار من صنعاء على مرحلتين وهو ابن منبه بن كامل أبو عبد الله روى عن بن عباس وجابر بن عبد الله وأخيه همام بن منبه روى عنه عمرو بن دينار والمغيرة بن حكيم وعوف الأعرابي وسماك بن الفضل والمنذر بن النعمان وبكار توفي وهو ابن ثمانين سنة سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد وروى عنه عبد الصمد بن معقل نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن وهب بن منبه فقال: يماني ثقة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 9- ص: 1