الراوندي أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسين الراوندي، أو ابن الراوندي: فيلسوف مجاهر بالإلحاد. من سكان بغداد. نسبته إلى (راوند) من قرى أصبهان. قال ابن خلكان: له مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلوها عنه في كتبهم. وقال ابن كثير: أحد مشاهير الزنادقة، طلبه السلطان فهرب، ولجأ إلى ابن لاوي اليهودي (بالأهواز) وصنف له في مدة مقامه عنده كتابه الذي سماه (الدامغ للقرآن). وقال ابن حجر العسقلاني: ابن الراوندي، الزنديق الشهير، كان أولا من متكلمي المعتزلة ثم تزندق واشتهر بالإلحاد، ويقال كان غاية في الذكاء. وقال ابن الجوزي: أبو الحسين الريوندي، الملحد الزنديق، وإنما ذكرته ليعرف قدر كفره فانه معتمد الملاحدة والزنادقة. ثم قال: وكنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت ما لم يخطر على قلب أن يقوله عاقل. وذكر أنه وقعت له كتبه. ونقل عن الجبائي أن ابن الريوندي (كما يسميه) وضع كتابا في قدم العالم ونفى الصانع وتصحيح مذهب الدهر والرد على مذهب أهل التوحيد، وكتابا في الطعن على محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبو العلاء المعري (في رسالة الغفران): (سمعت من يخبر أن الراوندي معاشر يخترصون له فضائل يشهد الخالق وأهل المعقول أن ىكذبها غير مصقول، وهو في هذا أحد الكفرة، لا يحسب من الكرام البررة) ونعته ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بالقطب الراوندي. وعرفه ابن تغري بردى بالماجن المنسوب إلى الهزل والزندقة. وتناقل مترجموه أن له نحو 114 كتابا، منها (فضيحة المعتزلة) و (التاج) و (الزمرد) و (نعت الحكمة) و (قضيب الذهب) و (الدامغ) المتقدم ذكره، وأن كتبه التي ألفها في الطعن على الشريعة اثنا عشر كتابا. ولجماعة من العلماء ردود عليه، نشر منها كتاب (الانتصار) لابن الخياط. وفي المؤرخين من يجزم بأنه عاش 36 سنة (مع ما انتهى اليه من المخازي) كما في المنتظم لابن الجوزي. ومن فرق المعتزلة (الراوندية) نسبة إليه. مات برحبة مالك بن طوق (بين الرقة وبغداد) وقيل: صلبه أحد السلاطين ببغداد.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 267