ابن شكيل أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي، أبو العباس: شاعر أندلسي، من أهل شريش. له (ديوان شعر) قال ابن الأبار: توفي معتبطا (أي بلا علة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 271
ابن شكيل الصدفي أحمد بن يعيش بن شكيل-بفتح الشين المعجمة وكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام-الصدفي أبو العباس الشريشي. قال ابن الأبار في تحفة القادم: أحد الشعراء الفحول، مع نزاهة سابغة الذيول، وله ديوان شعر وقفت عليه، وتخيرت منه ما نسبته إليه، وتوفي معتبطا سنة خمس وستمائة. وله في مقتل أبي قصبة الخارج في جزولة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وفيها افتتحت جزيرة منورقه-بالنون-:
الله أطفأ ما أذكى أبو قصبه | من حربه وأزال السحر بالغلبه |
أمر الخليفة وافاه على عجل | يدعوه للحق لما اغتره كذبه |
فمن أراد سؤالا عن قضيته | فجملة الأمر أن الحق قد غلبه |
لقد شفى النفس أن وافى بهامته | صدر القناة مكان الصدر والرقبه |
لما استمر جماحا في ضلالته | عادت عليه لجاما تلكم القصبه |
كانت عصاه التي غر الأنام بها | لما يقرب من نار الوغى حطبه |
يا خجلة القلم المحمود إذ ذكروا | أن البراعة للأقلام منتسبه |
أطل يعثر في أذيال مشيته | من الحياء ويلحى قومه الخلبه |
قد أحزنته شماتات السيوف به | لما ولين وأضحى حائن العصبه |
كم من حسام لدى الهيجاء منصلت | لا يردع الدرع حديه ولا اليلبه |
ينهل قطر المنايا من مضاربه | كأن مزنا بأعلى مزنه سكبه |
كأنه الجدول السيال يجذبه | كف النسيم إذا ما ميلوا شطبه |
ألبستنا العذل أبرادا مفوفة | ونحن بالحمد والذكرى نوشعها |
ذم الزمان فأبداكم لنحمده | وتلك حجة صدق ليس يدفعها |
وشق حجب خفاياه فلحت كما | ينشق عن جبهة الغراء برقعها |
تلهي العيون رقومه فكأنها | قد ألبست ساحاته ديباجا |
مجموعة أضداده فترى بها | نار الغضا والوابل الثجاجا |
حران منسكب الدموع كأنما | يحكي بذاك العاشق المهتاجا |
دحيت بسيطة أرضه من مرمر | فجرى الزجاج به وثار عجاجا |
وجلت سماوته السماء وإنما | جعلت مكان النيرات زجاجا |
قامت على عمد جلين عرائسا | فترى لها السمك المكلل تاجا |
سوسنة بيضاء قد أودعت | شقيقة قانية البرد |
أبيضها ينشق عن أحمر | كالبرقع انشق عن الخد |
مفتتن في نفسه فاتن | لغيره ليس له كنه |
جال على مرآته لحظه | فانعكس السحر به عنه |
أبرزه الحمام في حلية | من عرق لؤلؤها منه |
يحيا به الوجد وذاك اسمه | فلا يسلني أحد من هو |
قد قلت للبدر امتحانا له | كن مثله يا بدر أو كنه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
ابن شكيل أحمد بن يعيش.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
ابن شكيل الصدفي
أبو العباس أحمد بن يعيش بن علي بن شَكيل - بفتح الشين المعجمة وكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام - الصَّدفي من أهل شريش. أحد شعرائها الفحول، مع نزاهة ومروءة سابغة الذيول، وله ديوان شعر وقفت عليه، وتخيرت منه ما نسبته إليه، وتوفي معتَبطاً سنة خمس وستمائة. وله في مقتل أبي قصبة الخارج في جُزولة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وفيها افتتحت جزيرة مَنورقَة - بالنون - من قصيدة أولها:
الله أطفأ ما أذكى أبو قَصَبَهْ | من حربهِ وأزالَ السِّحرَ بالغَلَبهْ |
أمرُ الخليفةِ وافاهُ على عجلٍ | يدعوه للحقِّ لما اغتره كذبهْ |
فمن أراد سؤالاً عن قضيَّته | فجملةُ الأمرِ أنَّ الحقَّ قد غلبهْ |
لقد شفى النفسَ أنْ وافى بهامته | صدرَ القناةِ مكانَ الصدرِ والرقبهْ |
لما استمرَّ جماحاً في ضلالته | عادت عليه لجاماً تلكم القصبهْ |
كانت عصاهُ التي غرَّ الأنامَ بها | لما يقرِّبُ من نارِ الوغى |
يا خجلةَ القلمِ المحمود إذ ذكروا | أنَّ البراعةَ للأقلامِ منتسبهْ |
أطلَّ يعثرُ في أذيالِ مِشيتِهِ | من الحياءِ ويلحى قومَه الخلبهْ |
قد أحزنته شماتاتُ السُّيوفِ به | لمَّا وَلينَ وأضحى حائنَ العصبهْ |
كم من حسامٍ لدى الهيجاءِ منصلتٍ | لا يردعُ الدِّرعُ حَدَّيه ولا اليَلَبهْ |
ينهلُّ قطرُ المنايا من مضاربِهِ | كأن مزناً بأعلى مزنه سكبه |
كأنه الجدول السيال يجذبه | كفُّ النسيم إذا ما ميَّلوا شُطبهْ |
ألبَسْتَنا العدلَ أبراداً مفوَّفةً | ونحن بالحمدِ والذكرى نوشِّعُها |
ذُمَّ الزّمانُ فأبداكم لنحمده | وتلك حجَّةُ صدقٍ ليس يدفعها |
وشقَّ حُجْبَ خفاياه فلحتَ كما | ينشقُّ عن جبهةِ الغراء بُرْقعها |
تُلهي العيونَ رقومُهُ فكأنَّها | قد أُلبستْ ساحاتهُ ديباجا |
مجموعةٌ أضداده فترى بها | نارَ الغَضا والوابلَ الثجّاجا |
حرَّان منسكب الدُّموعِ كأنَّما | يحكي بذاك العاشقَ المهتاجا |
دُحِيَتْ بسيطةُ أرضه من مرمرٍ | فجرى الزجاجُ به وثار عجاجا |
وجلتْ سماوَتُه السَّماءَ وإنَّما | جَعلَتْ مكانَ النَّيِّرات زجاجا |
قامت على عُمُدٍ جُلينَ عرائساً | فترى لها السّمْكَ المكلَّل تاجا |
سوسنةٌ بيضاءُ قد أُودعتْ | شقيقةً قانيةَ البُردِ |
أبيضُها ينشقُّ عن أحمرٍ | كالبرقعِ انشقَّ عن الخدِّ |
مفتتِنٍ في نفسه فاتنٌ | لغيره ليس له كُنْهُ |
جالَ على مرآتِهِ لحظهُ | فانعكسَ السحرُ بهِ عنهُ |
أبرزه الحمّام في حليةٍ | من عَرَقٍ لؤلؤها منهُ |
يحيا به الوجدُ وذاك اسمه | فلا يسَلْني أحدٌ مَن هُو |
قد قلتُ للبدرِ امتحاناً له | كنْ مثله يا بدرُ أو كُنْهُ |
النَّاسُ في السّلمِ والعشَّاقُ بينهم | في أعظم الحرب من أَخبار من عشقوا |
كم موقفٍ للوغى صعبٍ سلمتُ به | حتَّى شهدتُ وغًى أنصارها الحدقُ |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 140