إبراهيم هنانو إبراهيم ين سليمان آغا هنانو، أبو طارق: من كبار المجاهدين في الثورات الاستقلالية بسورية. ولد في بلدة (كفر حارم) غربي حلب، وتعلم في المدرسة الملكية بالأستانة، وتنقل في بعض المدن التركية، مدير ناحية، فقائم مقام، وعاد إلى بلدته سنة 1326 هـ ، فانتخب عضوا في (المجلس العمومي) بحلب، فأقام مدجة قصيرة، وحل المجلس فعاد إلى زراعته. ودخل الجيش العربي مدينة حلب فاتحا (سنة 1336 هـ) فعاد اليها وانتخب عضوا في (المؤتمر السوري) بدمشق، وعضوا في (جمعية الفتاة) السرية. واحتل الفرنسيون انطاكية، فانتدب لتأليف عصابات عربية تشاغلهم، وجعل مقره في حلب، وسمى رئيسا لديوان واليها، وأخذ يتردد بينها وبين العاصمة (دمشق) وفوجئت سوريا بنكبة (ميسلون) سنة 1338 هـ ، واحتلال الفرنسيين حلب ودمشق وما بينهما، فامتنع إبراهيم في بلاد بيلان (شمالي حلب) بقوة من المتطوعين الوطنيين. وقاتله الفرنسيون، فظفر، وألف حكومة وطنية ولقب بـ (المتوكل على الله) وكثرت جموعه واتسع نطاق نفوذه. خاض سبعا وعشرين معركة لم يصب فيها بهزيمة، واستمر عاما كاملا ينفق مما يجيبه عماله في الجهات التي انبسط فيها سلطانه. واطلع على (بيان) أذاعه الشريف عبد الله بن الحسين (أنظر ترجمته) في عمان يقول فيه انه جاء من الحجاز (لتحرير سورية) فكاتبه إبراهيم، ثم قصده للاتفاق معه على توحيد الخطط، فلما كان في شرقي سلمية (على مقربة من حماة) وهو في عدد من فرسانه ن اعترضته قو كبيرة من الجيش الفرنسي يعاونها بعض (الاسماعيليين) من سلمية، فقاتلهم، ونجا وبعض من كان معه، فبلغ عاصمة الاردن، فلم يجد فيها ما امل، وزار فلسطين، فاعتقله الفرنسيون في القدس وسلموه إلى الفرنسيين. وسيق إلى حلب، فحوكم محاكمة شغلت سورية عدة شهور وانتهت باعتبار ثورته (سياسية مشروعة) وانطلق وتحول إلى الميدان السياسي، واجتمعت على زعامته سورية كلها. وقادها فأحسن قيادتها. وكان منهاجه: (لااعتراف بالدولة المنتدبة، فرنسة، ولا تعاون معها) واستمر إلى ان توفي بحلب.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 41