الأحنف بن قيس الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي، أبو بحر: سيد تميم واحد العظماء الدهاة الفصحاء الشجعان الفاتحين. يضرب به المثل في الحلم. ولد في البصرة وادرك النبي (ص) ولم يره. ووفد على عمر، حين الت الخلافة اليه، في امدينة، فأستبقاه عمر، فمكث عاما، واذن له فعاد إلى البصرة، فكتب عمر إلى أبي موسى الاشعري: اما بعد فأدن الاحنف وشاوره واسمع منه الخ. وشهد الفتوح في خراسان واعتزل الفتنة يوم الجمل، ثم شهد صفين مع علي، ولما انتظم الامر لمعاوية عاتبه، فأغلظ له الاحنف في الجواب، فسئل معاوية عن صبره عليه، فقال: هذا الذي اذا غضب غضب له مئة الف لا يدرون فيم غضب، وولى خراسان. وكان صديقا لمصعب بن الزبير (امير العراق) فوفد عليه بالكوفة فتوفي فيها وهو عنده. اخباره كثيرة جدا، وخطبه وكلماته متفرقة في كتب التاريخ والادب والبلدان، حرية بالجمع. قال رجل ليحيى البرمكي: انت والله احلم من الاحنف بن قيس، فقال يحيى: ما يقرب الينا من اعطانا فوق حقنا ولعبد العزيز يحيى الجلودي كتاب ’’اخبار الاحنف’’ وكنت قد جمعت طائفة من سيرته واخباره عسى ان اوفق إلى جعلها كتابا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 276

أبو بحر كنية الأحنف بن قيس واسمه صخر بن قيس أو الضحاك وفي رجال الميرزا الكبير أبو بحر سكن البصرة اسمه الضحاك ’’اه’’ والظاهر أن المراد الأحنف لكن تعريفه بالأجنف كان أولى لاشتهاره به.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 290

الأحنف بن قيس التميمي لقب بالأحنف لحنف كان برجله واسمه صخر بن قيس وقيل الضحاك وذكره ابن عساكر في الضحاك وفي الاستيعاب اسمه الضحاك وقيل صخر ونحوه في أسد الغابة (أقول) الظاهر أن الضحاك أيضا لقب له كالأحنف واسمه صخر بن قيس لقول يزيد بن مسعود النهشلي لبني تميم وقد كان صخر بن قيس انخزل بكم يوم البصرة فاغسلوها بخروجكم مع ابن رسول الله (ص) ذكره في اللهوف وذكرناه في صخر.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 222

أبو بحر الأحنف صخر بن قيس التميمي كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وأدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره, وروي عن الحسن البصري وعروة بن الزبير وغيرهما, وشهد صفين مع علي عليه السلام أميرا وكان سيد أهل البصرة.
كان نحيل الجسم دميما قصيرا صغير الرأس خفيف العارضين قال له عمر بن الخطاب: ويحك يا أحنف لما رأيتك أزدريتك فلما نطقت قلت: لعله منافق صنع اللسان فلما اختبرتك حمدتك ثم قال: هذا والله السيد, وقال الحسن البصري: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف. وكان الأحنف حليما حتى صار يضرب به المثل في الحلم كما نختلف لإلى العلماء فنتعلم منهم العلم.
وقال سفيان: ما وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه.
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا يدعو بني سعد إلى الإسلام والأحنف فيهم فجعل يعرض عليهم الإسلام فقال الأحنف: والله إنه إلى خير ويأمر بالخير وما أسمع إلا حسنا وإنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهي عن ملائمتها فذكر ذلك الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم مقاله فقال: اللهم اغفر للأحنف, فكان الأحنف بعد ذلك يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك, يعني من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم, وشكا ابن أخيه وجع الضرس فقال له: ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد, وقد شهد الأحنف فتح نهوند وفتح قاشان وسار لفتح خرسان سنة ثماني عشرة للهجرة وفي قول بعضهم سنة أثنين وعشرين للهجرة.
لقد التجأ يزدجرد بعد هزيمة الفرس في معركة جلولاء إلى الري ثم قصد أصبهان ثم منها إلى كرمان, ثم قصد خرسان, فأتى مرو منزلها وبني بيتا للنار, فدان له من فيها من الفرس مكاتب الهرمزان وأثار أهل فارس وأهل الجبال, فنكثوا العهد, فلما قضى المسلمون على مقامات الفرس في تلك المناطق, جاء دور خرسان, فسار الأحنف على رأس جيشه حتى دخل خرسان من الطبسين فافتتح هراة عنوة واستحلف عليها, وسار نحو مرو الشاهجان, فكتب يزدجرد وهو في (مرو الروذ) إلى جاقان ملك الترك وإلى ملك الصغد وإلى ملك الصين يستمدهم.
وخرج الأحنف من مرو الشاهجان بعد أن وصلته إمدادات أهل الكوفه, فسار نحو مرو الروذ, قدم يزدجرد سار عنها إلى بلخ. ونزل الأحنف مرو الروذ. قدم أهل الكوفة إلى بلخ واتبعهم الأحنف, فالتقى أهل الكوفة بيزدجرد في بلخ فهزموه, فما لحق الأحنف بأهل الكوفة إلا وقد فتح الله عليهم.
وتتابع أهل خرسان ممن شذ أو تحصن على الصلح فيما بين نيسابور إلى طخرستان ممن كان في مملكة كسرى, أما الأحنف فعاد إلى مرو الروذ منزلها واستخلف على طخارستان ربيعي بين عامر التميمي.
وقد سار خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه, فعبروا النهر إلى بلخ واضطروا جند الكوفة أن يتراجعوا منها إلى مرو الروذ, ومن بلخ تقدمت قوات خاقان وحلفائه باتجاه الأحنف في مرو الروذ, وكان الأحنف قد خرج بقواته ليلا من المدينة وعسكر خارجها. وفي الصباح جمع الناس, وقال لهم: إنكم قليل وإن عدوكم كثير, فلا يهولنكم. فكم ارتحلوا من زمانكم هذا, فاسندوا إلى هذا الجبل فاجعلوه في ظهوركم واجعلوا النهر بينكم وبين عدوكم, وقاتلوهم من وجه واحد. وكانت قوات الأحنف تقدر بعشرين ألفا: عشرة آلاف من أهل الكوفة وعشرة آلاف من أهل البصرة. وأقبل الترك, فكانوا يناوشون المسلمين نهارا وينتحون عنهم ليلا, وكان يزدجرد حين انسحب جند الكوفة من بلخ وانضموا إلى الأحنف بمرو الروذ فصل في قوة فارسية من بلخ إلى مرو الشاهجان, فحصر المسلمين بها واستخرج خزائنه من موضعها.
وعلم يزدجرد بانسحاب خاقان إلى بلخ وعزمه على الانسحاب من فارس كلها إلى بلاده, فأراد أن يحمل خزائنه ويلحق بخاقان حليفه. فقال له أهل فارس: أي شيء تريد أن تصنع؟ فقال: أريد اللحاق بخاقان فأكون معه أو بالصين, فقالوا: مهلا إن هذا رأي سوء, فإنك إن تأتي قوما في مملكتهم وتدع أرضك وقومك, ولكن أرجع بنا إلى هؤلاء القوم فنصالحهم فإنهم يلون بلادنا, وإن عدوا يلينا بلادنا أحب إلينا مملكة عن عدو يلينا في بلاده, ولا دين لهم ولا ندري ما وفائهم. فأبى عليهم وأبوا عليه, فقالوا: فدع خزائننا نردها إلى بلادنا ومن يليها ولا تخرجها من بلادنا إلى غيرها. فخالفهم يزدجرد وأصر على رأيه, فخرجوا إليه وثاروا به وقاتلوه وحاشيته وأستولوا على خزائنه ففر فيمن معه إلى (بلخ) , فإذا خاقان سبقه إلى الانسحاب منها, فتابع فراره حتى بلغ فرغانة عاصمة الترك, فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟ فقال: ’’أقيموا بمكانكم ودعوهم’’.
وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاهدوه ودفعوا إليه خزائن كسرى وأمواله, فسار الأحنف بجند الكوفة من مرو الروذ إلى بلخ فأنزلهم بها ثم عاد إلى مقر قيادته في مرو الروذ.
ونكث أهل فارس العهد بعد عمر بن الخطاب, فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح بعض أرض فارس في أيام عثمان بن عفان, غزا خرسان وعلى مقدمته الأحنف فأتى (الطبسين) وهما حصنان وبابا خرسان فصالحه أهلها, فسار إلى (قهستان) فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم, فقدم عليها عبد الله بن عامر وصالح أهلها.
ووجه ابن عامر الأحنف إلى طخارستان, فأتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف, وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق الأحنف فحصر الأحنف أهله فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم. ومضى الأحنف إلى (مرو الروذ) فصالح أهلها بعد قتال شديد, وسير الأحنف سرية فاستولت على رستاق وبغ وصالحت أهله.
وجمع له أهل طخارستان, فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم, فبلغوا ثلاثين ألفا, وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجاب الشرقي من نهر جيجون, فالتقوا وقاتتلوا, فحمل ملك الصغانيان على الأحنف فانتزع الأحنف الرمح من يده وقاتل قتالا شديدا, انهزم الفرس وحلفاؤهم مطاردهم المسلمون وألحقوا بهم خسائر فادحة بالأرواح.
ولحق بعض العدو (بالجوزجان) فوجه إليهم الأحنف الأقرع بن حابس التميمي في خيل, وأوصى قومه بني تميم بقوله: ’’يا بني تميم, تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم, وابدأوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم, ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم’’, فسارع الأقرع ولقى العدو بالجوزجان, فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا عدوهم وفتحوا الجوزجان عنوة.
واستعاد الأحنف فتح الطالقان صلحا وفتح الفرياب, ثم سار إلى بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها أيضا, فسار إلى خوارزم وهي على نهر جيحون, فلم يقدر عليها, فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بالعودة إلى بلخ.
وهكذا استعاد الأحنف فتح خرسان ثانية.
ولما قدم علي بن أبي طالب عليه السلام البصرة, أتاه الأحنف فقال: ’’إن قومنا بالبصرة يزعمون أنك إن ظهرت عليهم غدا قتلت رجالهم وسبيت نساءهم’’. فقال علي: ’’ما مثلي يخاف هذا منه, وهل يحل هذا إلى لمن تولى وكفر, وهم قوم مسلمون’’, فقال الأحنف: ’’اختر مني واحدة من اثنتين: إما أن أقاتل معك, وإما أن أكف عنك عشرة آلاف سيف’’, فقال علي ’’اكفف عنا عشرة آلاف سيف’’، فرجع إلى الناس ودعاهم إلى القعود واعزل بهم.
وصفه
وكان يطأ على وحشي رجله, ولذا قيل له: الأحنف. وكان أعور ذهبت عند فتح سمر قند, وقيل: بل ذهبت عينه بالجدري. وكان متراكب الأسنان, صغير الرأس, مائل الذقن, قصيرا دميما له بيضة واحدة, ناتئ الوجنة باخع العينين, خفيف العارضين وكان ثطا – يعني كوسجا – وكان رهطه يقولون: ’’وددنا أننا اشترينا للأحنف لحية بعشرة آلاف’’.
وكان يهتم بقيافته فيرتدي مطرف خز وعمامه من خز, وكان صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة – ومصعب يومئذ وال عليها, فتوفي الأحنف عنده بالكوفة سنة سبع وستين للهجرة (686 م) عن سبعين سنة, أي أنه ولد سنة ثلاث قبل للهجرة (619 م) وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشي راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء, وقال في تأبينه: ’’هذا سيد أهل العراق’’, وقال أيضا: ’’اليوم ذهب الحزم والرأي’’. ودفن (بالثوية).
من أخباره
وكان الأحنف من دهاة العرب: قال الأحنف لعلي عليه السلام يبدي رأيه في أبي موسى الأشعري: ’’يا أمير المؤمنين, إن أبا موسى الأشعري رجل يماني وقومه مع معاوية, فأبعثني معه, فو الله لا يحل لك عقدة إلا عقدت لك أشد منها, فإن قلت: إني لست من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم, فابعث ابن عباس وابعثني معه’’.
ولكن الخوارج كانوا قد أبو إلا أبا موسى.
ولما أراد مير المؤمنين عليه السلام المسير إلى صفين كتب إلى عاملة على البصرة عبد الله بن عباس أن يشخص إليه أهل البصرة فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين عليه السلام ورغبهم في الجهاد معه فقام الأحنف ابن قيس فقال: نعم والله لنجيبنك ولنخرج معك على العسر واليسر والرضى والكره نحتسب في ذلك الخير ونأمل من الله العظيم من الأجر فكان الأحنف على تميم وضبة والرباب.
ولما عزم أمير المؤمنين عليه السلام على الخوارج إلى صفين قدم عليه الأحنف بن قيس في جماعة فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين إن تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة الزبير ولم يشكوا في معاوية وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي للأحنف: أكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد: أما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم إلا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وأمنتم ما خفتم وأصبحتم منقطعين من أهل البلاء لاحقين بأهل العافية وإني أخبركم أنا قدمنا على تميم الكوفة فأخذوا علينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي وأجابتهم إلى المسير إلى الشام فأقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم.
وقال الأحنف بن قيس لعائشة يوم الجمل: يا أم المؤمنين هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المسير قال: اللهم لا, قال: فهل وجدته في شيء من كتاب الله جل ذكره قال: ما نقرأ إلا ما تقرأون قال: فهل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استعان بشيء من نسائه إذا كان في قلة والمشركون في كثرة قال: اللهم الن قال الأحنف: فإذا ما هو ذنبنا.
وقال الحسن البصري: تقلدت سيفي وذهبت لانصرام المؤمنين فلقيني الأحنف فقال: إلى أين تريد فقلت: انصرام المؤمنين فقال: والله ما قاتلت مع رسول الله المشركين فكيف تقاتل معها المؤمنين قال: فرجعت إلى منزلي ووضعت سيفي. ولما نصب معاوية أبنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء وجعل الناس يسلمون على يزيد حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال: يا أمير المؤمنين اعلم أنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتهم فقال معاوية للأحنف وقد رآه ساكتا: ما لك لا تقول يا أبا بحر فقال الأحنف: أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت فقال معاوية: جزاك الله جيرا عمل تقول فلما خرج الأحنف لقيه الرجل المنافق بالباب وقال له: يا أبا بحر إني لأعلم أن هذا من شرار خلق اله تعالى ولكن في أيديهم خزائن الأموال فلسنا نطمع في إخراجها إلا بما سمعت فقال الأحنف: يا هذا أمسك عليك دينك فإن ذا الوجهين خليق إلا يكون عند الله وجيها.
ودخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوما على معاوية فقال لع معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ومخذل الناس عن أم المؤمنين؟ فقال له: يا معاوية لا تذكر مل مضى منا ولا ترد الأمور على أدبارها والله إن القلوب التي أبغضناك بها يومئذ لفي صدورنا وإن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا, والله لا تمد إلينا شبرا من غدر إلا مددنا إليك زراعا من ختر.
وكان الأحنف يوما عند معاوية فدخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا فكان آخر كلامه أن سب عليا عليه السلام فأطرق الناس فتكلم الأحنف وقال مخاطبا لمعاوية:
إن القائل ما قال لو يعلم أن رضاك في شتم الأنبياء والمرسلين لما توقف عن شتمهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد لقي ربه بأحسن ما عمل عامل, كان الله المبرز في سبقه الطاهر في خلقه الميمون النقيبة العظيم المصيبة أعلم العلماء وأحلم الحلماء وأفضل الفضلاء وصي خير الأنبياء فقال معاوية: لقد أغضيت العين على القذى وقلت بما لا ترى وأيم الله لتصعدن المنبر فتلعنه طوعا أو كرها فقال: إن تعفيفي فهو خير لك فوالله لا يجري به لساني أبدا فقال: لا بد أن تركب المنبر وتلعن عليا فقال: إذن والله لأنصفنك وأنصفن عليا, قال: تفعل ماذا؟ قال: أحمد الله وأصلي وأثني على نبييه صلى الله عليه وسلم وأقول: أيها الناس إن معاوية أمرني أن ألعن عليا وإن عليا ومعاوية اقتتلا وأذعن كل منهما أنه كان مبغيا على أحدهما وعلى فئته فإذا دعوت فأمنوا على دعائي ثم أقول: اللهم العن أنت وملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك الباغي منهما على الآخر والعن اللهم الفئة الباغية على الفئة المبغي عليها آمين رب العالمين اللهم العنهم لعنا وبيلا وجدد العذاب عليهم بكرة وأصيلا, فقال معاوية: بل أعفيناك يا أبا بحر.
وقال معاوية يوما لجلسائه: ألستم تعلمون كتاب الله؟ قالوا: بلى فتلا قوله تعالى: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} فقال: كيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: ما نلومك على ما في خزائن الله إنما نلومك على ما أنزل الله لنا من خزائنه فأغلقت عليه بابك فسكت معاوية ولم يحر جوابا.
أقوال له
قيل للأحنف وقد رأى مسيلمة الكذاب كيف هو فقال: ما هو بنبي صادق ولا بمتنبئ حاذق وفي أمالي المرتضى قال الأحنف بصفين: أغبوا الرأي فإن ذلك يكشف لكم عن محضه قال ويقول: إن معاوية استشار الأحنف بن قيس في عقد البيعة لابنه يزيد فقال: أنت أعلم بليله ونهاره. وقال رجل للأحنف: لا أبالي أهجيت أم مدحت فقال: استرحت من حيث تعب الكلام. وقال الأحنف: رب من لم لا ذنب له.
وقال: ثلاث ليس فيهن انتظار: الجنازة إذا وجدت من يحملها, والأيم إذا أصبت لها كفؤا, والضيف إذا نزل لم ينتظر له الكفلة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 383

الأحنف بن قيس (ب د ع) الأحنف بن قيس، والأحنف لقب له، لحنف كان برجله، واسمه الضحاك، وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث ابن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو بحر التميمي السعدي.
أدرك النبي ولم يره، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا ذكروه، وأمه امرأة من باهلة.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن المثنى، أنبأنا حجاج، حدثنا ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: «بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان، إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنك لتدعو إلى خير، وتأمر به، وإنه ليدعو إلى الخير، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول: فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك. يعني: دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان الأحنف أحد الحكماء الدهاة العقلاء.
وقدم على عمر في وفد البصرة، فرأى منه عقلا ودينا وحسن سمت، فتركه عنده سنة، ثم أحضره، وقال: يا أحنف، أتدري لم احتبستك عندي؟ قال: لا يا أمير المؤمنين قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، ثم كتب معه كتابا إلى الأمير على البصرة يقول له: الأحنف سيد أهل البصرة فما زال يعلو من يومئذ.
وكان ممن اعتزل الحرب بين علي وعائشة رضي الله عنهما بالجمل، وشهد صفين مع علي، وبقي إلى إمارة مصعب بن الزبير على العراق، وتوفي بالكوفة سنة سبع وستين، ومشى مصعب بن الزبير- وهو أمير العراق لأخيه عبد الله- في جنازته.
وذكر أبو الحسن المدائني أنه خلف ولده بحرا وبه كان يكنى، وتوفي بحر وانقرض عقبه من الذكور، والله أعلم.
أخرجه ثلاثتهم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 21

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 178

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 68

صخر بن قيس (ب د ع) صخر بن قيس، وهو الأحنف، وقيل: اسمه الضحاك التميمي السعدي، تقدم ذكره في الأحنف، فإنه أشهر، يكنى أبا بحر.
وكان حليما كريما ذا دين، وعقل كبير، وذكاء وفصاحة، وجاه عريض، ونزل البصرة، ولما قدمت عائشة رضي الله عنها إلى البصرة، أرسلت إليه تدعوه ليقاتل معها، فحضر، فقالت له: بم تعتذر إلى الله تعالى من جهاد قتله عثمان أمير المؤمنين؟ فقال: يا أم المؤمنين، تقولين فيه وتنالين منه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص الإناء، ثم قتلوه. قال: يا أم المؤمنين، إني آخذ بقولك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة. ولما وصل علي إلى البصرة دعاه إلى القتال معه، فقال: إن شئت حضرت بنفسي، وإن شئت قعدت، وكففت عنك عشرة آلاف سيف؟ فقال: اقعد. فلم يشهد الجمل هو ولا أحد ممن أطاعه، وشهد صفين مع علي. وعاش إلى إمارة مصعب على العراق، فسار معه إلى الكوفة فتوفي بها، فمضى مصعب ماشيا بين رجلي نعشه، وقال: هذا سيد أهل العراق. ودفن بظاهر الكوفة.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 562

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 13

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 396

الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. أبو بحر التميمي السعدي.
أمه حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهلية، واسمه الضحاك على المشهور. وقيل صخر، وهو قول سليمان بن أبي شيخ. رواه ابن السكن، وكذا قال خليفة في رواية يعقوب بن أبي شيبة والفلاس. وقيل الحارث. وقيل حصن، حكاهما المرزباني وجزم ابن حبان في الثقات بالحارث، ولقبه الأحنف. وهو مشهور به. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجتمع به. وقيل: إنه دعا له.
قال ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنك لتدعونا إلى خير، وتأمر به، وإنه ليدعو إلى الخير، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم اغفر للأحنف».
فكان الأحنف يقول: فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك- يعني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
تفرد به علي بن زيد، وفيه ضعف.
وأخرج أحمد في كتاب «الزهد»، من طريق خير بن حبيب: أن رجلين بلغا الأحنف بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له، فسجد.
وكان يضرب بحلمه المثل. وقال له عمر: الأحنف سيد أهل البصرة.
وفي الزهد لأحمد، عن الحسن، عن الأحنف: لست بحليم ولكني أتحلم.
وروى ابن السكن من طريق النضر بن شميل، عن الخليل بن أحمد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وذكر الحاكم أنه افتتح مروالروذ.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث.
وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفين.
روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي ذر وغيرهم، وروى عنه أبو العلاء بن الشخير، والحسن البصري، وطلق بن حبيب، وغيرهم.
وله قصص يطول ذكرها مع عمر، ثم عثمان، ثم مع علي، ثم مع معاوية، ثم مع من بعده إلى أن مات بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته، وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرأي.
الهمزة بعدها الدال والراء

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 331

صخر بن قيس، يقال: إنه اسم الأحنف بن قيس. تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 372

الأحنف الأحنف بن قيس التميمي، واسمه الضحاك يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الضاد في مكانه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0

الأحنف الضحاك، ويقال صخر، ويقال الحارث، ويقال حصين، بن أنس بن قيس بن معاوية، أبو بحر السعدي التميمي المعروف بالأحنف، سيد أهل البصرة الذي يضرب به المثل في الحلم والوقار؛ أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وروى عن عمر وعثمان وعلي والعباس وابن مسعود وأبي ذر وأبي بكرة، وروى عنه الحسن وعروة وطلق بن حبيب وغيرهم، وشهد صفين أميرا مع علي بن أبي طالب، وقدم على معاوية في خلافته، واجتمع بأبي ذر في القدس، وقيل في مسجد دمشق، وقيل في مسجد حمص؛ وكان ثقة مأمونا قليل الحديث، وتوفي سنة اثنتين وسبعين للهجرة وقيل سنة إحدى وسبعين، وروى له الجماعة؛ وكان صديقا لمصعب بن الزبير، فوفد عليه بالكوفة، وهو يومئذ وال عليها، فتوفي عنده، فرئي مصعب يمشي في جنازته بغير رداء؛ وكان أحنف الرجلين ضئيلا صعل الرأس متراكب الأسنان مائل الذقن خفيف العارضين، فإذا تكلم جلا عن نفسه، ولم يكن له إلا بيضة واحدة. وكانت أمه ترقصه وتقول:
#والله لولا حنف برجله #وقلة أخافها من نسله #ما كان في فتيانكم من مثله وهو الذي افتتح مرو الروذ، وكان الحسن وابن سيرين في جيشه؛ وبعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني ليث إلى بني سعد - رهط الأحنف - فجعل يعرض عليه الإسلام، فقال الأحنف: إنه يدعو إلى خير ويأمر بالخير، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اغفر للأحنف. وبعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان، فبيتهم العدو وفرقوا جيوشهم، وكان الأحنف معهم، ففزع الناس، فكان أول من ركب الأحنف، ومضى نحو الصوت وهو يقول:

ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، وانهزم العدو، فقتلوهم وغنموا وفتحوا مرو الروذ؛ ثم سار إلى بلخ، فصالحوه على أربعمائة ألف درهم، ثم أتى خوارزم ولم يطقها فرجع. وقال خالد بن صفوان: كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه. وقيل له: ما يمنعك أن تكون كأبيك؟ فقال: وأيكم كأبي؟ قيسوني بأبنائكم. وقيل له: إنك تطيل القيام، فقال: إني أعده لسفر طويل. وكان يضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا. وشكا ابن أخي الأحنف وجعا بضرسه، فقال الأحنف: لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين - وفي رواية أربعين - ما شكوتها إلى أحد. ولما استقر الأمر لمعاوية، دخل عليه الأحنف، فقال له معاوية: والله يا أحنف ما أذكر يوم صفين إلا كانت في قلبي حزازة إلى يوم القيامة، فقال له الأحنف: والله يا أمير المؤمنين، إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا، وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها، وإن تدن من الحرب فترا ندن منها شبرا، وإن تمش إليها نهرول، ثم قام وخرج؛ وكانت أخت معاوية وراء حجاب، فسمعت الكلام فقالت: يا أمير المؤمنين، من هذا الذي يتهدد ويتوعد؟ فقال: هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من بني تميم لا يدرون فيم غضب. ولما نصب معاوية ولده يزيد لولاية العهد، أقعده في قبة حمراء، فجعل الناس يسلمون على معاوية ثم يميلون إلى يزيد، حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال: يا أمير المؤمنين اعلم لو أنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتها، والأحنف جالس، فقال له معاوية: مالك لا تقول يا أبا بحر؟ فقال: أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت، فقال له معاوية: جزاك الله عن الطاعة خيرا. ومن كلامه: ما خان شريف ولا كذب عاقل ولا اغتاب مؤمن. وقال: جنبوا مجلسنا ذكر الطعام والنساء، فإني أبغض الرجل أن يكون وصافا لفرجه وبطنه، وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام والشراب وهو يشتهيه. وكان يقول إذا عجب الناس من حلمه: إني لأجد ما تجدون ولكنني صبور. وكان يقول: وجدت الحلم أنصر لي من الرجال. وقال: ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم المنقري، لأنه قتل ابن أخ له بعض بنيه، فأتي بالقاتل مكتوفا يقاد إليه، فقال: ذعرتم الفتى، ثم أقبل عليه وقال: يا بني بئس ما صنعت، نقصت عددك وأوهنت عضدك وأشمت عدوك وأسأت بقومك، خلوا سبيله واحملوا إلى أم المقتول ديته فإنها غريبة؛ ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته ولا تغير وجهه؛ وتوفي سنة إحدى وسبعين للهجرة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين، الأمير الكبير، العالم النبيل، أبو بحر التميمي، أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل. اسمه ضحاك وقيل: صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل. كان سيد تميم أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفد على عمر.
حدث عن: عمر، وعلي وأبي ذر والعباس، وابن مسعود، وعثمان بن عفان، وعدة.
وعنه: عمرو بن جاوان، والحسن البصري، وعروة بن الزبير، وطلق بن حبيب، وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير، وخليد العصري، وآخرون. وهو قليل الرواية.
كان من قواد جيش علي يوم صفين.
قال ابن سعد: كان ثقة، مأمونا، قليل الحديث، وكان صديقا لمصعب بن الزبير، فوفد عليه إلى الكوفة، فمات عنده بالكوفة.
قال سليمان بن أبي شيخ: كان أحنف الرجلين جميعا، ولم يكن له إلا بيضة واحدة، واسمه: صخر بن قيس، أحد بني سعد. وأمه باهلية، فكانت ترقصه، وتقول:

ما كان في فتيانكم من مثله
قال أبو أحمد الحاكم: هو افتتح مرو الروذ. وكان الحسن وابن سيرين في جيشه ذاك. قلت: هذا فيه نظر، هما يصغران عن ذلك.
حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان، إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال: إلا أبشرك؟ قلت: بلى. قال: أما تذكر إذ بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام، فجعلت أخبرهم، وأعرض عليهم، فقلت: إنه يدعو إلى خير، وما أسمع إلا حسنا؟ فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’اللهم اغفر للأحنف’’ فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك رواه: أحمد في ’’مسنده’’.
العلاء بن الفضل المنقري: حدثنا العلاء بن جرير حدثني عمر بن مصعب بن الزبير عن عمه عروة حدثني الأحنف أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال: قد فتح الله عليكم تستر، وهي من أرض البصرة. فقال رجل من المهاجرين: يا أمير المؤمنين، إن هذا -يعني الأحنف- الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله في صدقاتهم، وقد كانوا هموا بنا. قال الأحنف: فحبسني عمر عنده سنة، يأتيني في كل يوم وليلة، فلا يأتيه عني إلا ما يحب. ثم دعاني فقال: يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت: لا يا أمير المؤمنين قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا أحنف.
حماد، عن ابن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف، قال: احتبسني عمر عنده حولا، وقال: قد بلوتك وخبرتك، فرأيت علانتيك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم.
قال العجلي: الأحنف بصري، ثقة، كان سيد قومه، وكان أعور، أحنف دميما، قصيرا كوسجا له بيضة واحدة، حبسه عمر سنة يختبره فقال هذا والله السيد.
معمر، عن قتادة، قال: قدم الأحنف فخطب، فأعجب عمر منطقه. قال: كنت أخشى أن تكون منافقا عالما، فانحدر إلى مصرك، فإني أرجو أن تكون مؤمنا.
وعن الأحنف، قال: كذبت مرة واحدة؛ سألني عمر عن ثوب: بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن.
يونس بن بكير: حدثنا السري بن إسماعيل، عن الشعبي، قال: وفد أبو موسى وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس، فتكلم كل رجل في خاصة نفسه، وكان الأحنف في آخر القوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أمير المؤمنين فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان، وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى، تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ، وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة، نشاشة، لا يجف ترابها، ولا ينبت مرعاها، طرفها في بحر أجاج، وطرف في فلاة، لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا وانعش وكيستنا، وزد في عيالنا عيالا، وفي رجالنا رجالا، وصغر درهمنا، وكبر قفيزنا، ومر لنا بنهر نستعذب منه. فقال عمر: عجزتم أن
تكونوا مثل هذا، هذا -والله- السيد قال: فما زلت أسمعها بعد. وفي رواية: في مثل حلقوم النعامة.
قال خليفة: توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف فلقي أهل هراة، فهزمهم، فافتتح ابن عامر أبرشهر صلحا ويقال: عنوة -وبعث الأحنف في أربعة آلاف، فتجمعوا له مع طوقان شاه فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله المشركين.
قال ابن سيرين: كان الأحنف يحمل ويقول:
وقيل: سار الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربع مائة ألف، ثم أتى خوارزم، فلم يطقها، فرجع. وعن ابن إسحاق: أن ابن عامر خرج من خرسان معتمرا، قد أحرم منها، وخلف على خراسان الأحنف وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا، وتجمعوا بمرو، فالتقاهم الأحنف، فهزمهم، وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله.
ابن علية عن أيوب عن محمد قال: نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي قال: تكلم قال: إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح فقال: صدقت فقام الحتات وكان يناوئه فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قال: اجلس، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
روى ابن جدعان، عن الحسن: أن عمر كتب إلى أبي موسى: ائذن للأحنف بن قيس وشاوره، واسمع منه.
قتادة: عن الحسن، قال: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
قال ابن المبارك: قيل للأحنف: بم سودوك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقيل: عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة وفيه قال الشاعر:
وقال خالد بن صفوان: كان الأحنف يفر من الشرف، والشرف يتبعه.
وقيل للأحنف: إنك كبير، والصوم يضعفك. قال: إني أعده لسفر طويل. وقيل: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع أصبعه على المصباح، ثم يقول: حس. ويقول: ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير، حدثنا أبو الأصفر: أن الأحنف استعمل على خراسان، فأجنب في ليلة باردة، فلم يوقظ غلمانه، وكسر ثلجا واغتسل.
وقال عبد الله بن بكر المزني، عن مروان الأصفر، سمع الأحنف يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة: ذهبت عين الأحنف، فقال: ذهبت من أربعين سنة، ما شكوتها إلى أحد.
ابن عون، عن الحسن، قال: ذكروا عن معاوية شيئا، فتكلموا والأحنف ساكت، فقال: يا أبا بحر، مالك لا تتكلم؟ قال: أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.
وعن الأحنف: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر قال سليمان التيمي: قال الأحنف: ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر: ما أتيت باب سلطانإلا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير.
وعنه: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور، إن كان فوقي عرفت له، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه.
وعنه، قال: لست بحليم، ولكني أتحالم.
وقيل: إن رجلا خاصم الأحنف، وقال: لئن قلت واحدة، لتسمعن عشرا. فقال: لكنك إن قلت عشرا لم تسمع واحدة.
وقيل: إن رجلا قال للأحنف: بم سدت؟ -وأراد أن يعيبه- قال الأحنف: بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
الأصمعي، عن معتمر بن حيان، عن هشام بن عقبة أخي ذي الرمة، قال: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم، فتكلم فيه، وقال: احتكموا قالوا: نحتكم ديتين. قال: ذاك لكم. فلما سكتوا، قال: أنا أعطيكم ما سألتم، فاسمعوا: إن الله قضى بدية واحدة، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بدية واحدة، وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم. قالوا: ردها إلى دية.
عن الأحنف: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء، وبر من فاجر، وحليم من أحمق.
وقال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون. وعنه، سئل: ما المروءة؟ قال كتمان السر والبعد من الشر.
وعنه: الكامل من عدت سقطاته.
وعنه: قال رأس الأدب آلة المنطق، لا خير في قول بلا فعل، ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة إلا بنية، ولا في حياة إلا بصحة وأمن.
وعنه: العتاب مفتاح الثقالى، والعتاب خير من الحقد.
هشام، عن الحسن، قال: رأى الأحنف في يد رجل درهما، فقال: لمن هذا؟ قال: لي قال: ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل:
وقيل: كان الأحنف إذا أتاه رجل واسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له.
وعنه قال: جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه.
وقيل: إنه كلم مصعبا في محبوسين، وقال: أصلح الله الأمير، إن كانوا حبسوا في باطل، فالعدل يسعهم وإن كانوا حبسوا في الحق، فالعفو يسعهم.
وعنه، قال: لا ينبغي للأمير الغضب، لأن الغضب في القدرة لقاح السيف والندامة.
الأصمعي، قال: عبد الملك بن عمير، قال: قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب، فما رأيت صفة تذم إلا رأيتها فيه، كان ضئيلا، صعل الرأس، متراكب الأسنان، مائل الذقن،
ناتئ الوجنة باخق العين، خفيف العارضين، أحنف الرجلين، فكان إذا تكلم، جلا عن نفسه.
الصعل: صغر الرأس، والبخق: وانخساف العين، والحنف: أن تفتل كل رجل على صاحبتها.
وقيل كان ملتصق الألية فشق له. وقال ابن الأعرابي: الأحنف: الذي يمشي على ظهر قدمه.
علي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين عن الأحنف قال: سمعت خطبة أبي بكر، وعمر والخلفاء، فما سمعت الكلام من مخلوق أفخم ولا أحسن من أم المؤمنين عائشة.
وعنه: لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوانإلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة.
قيل: كان زياد معظما للأحنف، فلما ولي بعده ابنه عبيد الله، تغير أمر الأحنف، وقدم عليه من هو دونه، ثم وفد على معاوية في الأشراف، فقال لعبيد الله: أدخلهم علي على قدر مراتبهم. فأخر الأحنف، فلما رآه معاوية، أكرمه لمكان سيادته، وقال: إلي يا أبا بحر. وأجلسه معه، وأعرض عنهم، فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد، وسكت الأحنف. فقال له: لم لا تتكلم؟ قال: إن تكلمت خالفتهم. قال: اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله. فلما خرجوا، كان فيهم من يروم الإمارة ثم أتوا معاوية بعد ثلاث وذكر كل واحد شخصا وتنازعوا فقال معاوية: ما تقول يا أبا بحر؟ قال: إن وليت أحدا من أهل بيتك لم تجد مثل عبيد الله فقال: قد أعدته قال: فخلا معاوية بعبيد الله، وقال: كيف ضيعت مثل هذا الرجل الذي عزلك وأعادك وهو ساكت؟ فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره.
عبد الرحمن بن القاسم المصري الفقيه، عن أبي شريح المعافري، عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال: حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت.
قال أبو عمرو بن العلاء: توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر، فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز، فوقفت عليه، وقالت: من الموافى به حفرته لوقت حمامه؟ قيل لها: الأحنف بن قيس. قالت: والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته، لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته. ثم قالت: لله درك من مجن
في جنن، ومدرج في كفن، وإنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل من ابتلانا بموتك، وفجعنا بفقدك: أن يوسع لك في قبرك، وأن يغفر لك يوم حشرك. أيها الناس: إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا، ومت سعيدا فقيدا، ولقد كنت عظيم الحلم، فاضل السلم، رفيع العماد، واري الزناد، منير الحريم، سليم الأديم، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد.
قال قرة بن خالد: حدثنا أبو الضحاك: أنه أبصر مصعبا يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء.
قال الفسوي: مات الأحنف سنة سبع وستين. وقال غيره: توفي سنة إحدى وسبعين وقال جماعة مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق، رحمه الله.
قلت: قد استقصى الحافظ بن عساكر ترجمة الأحنف في كراريس، وطولتها -أنا- في ’’تاريخ الإسلام’’ رحمه الله تعالى.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 39

الأحنف بن قيس السعدي التميمي يكنى أبا بحر، واسمه الضحاك بن قيس. وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال
ابن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه من باهلة، كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هنالك ذكرناه في الصحابة، لأنه أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس، قال: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان رضي الله عنه إذ جاء رجل من بني ليث فأخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك؟ فقلت: بلى. قال: هل تذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد، فجعلت أعرض عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه؟ فقلت أنت: إنه ليدعوكم إلى خير، وما حسن إلا حسنا. فبلغت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للأحنف. فقال الأحنف: هذا من أرجى عملي عندي. كان الأحنف أحد الجلة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء، يعد في كبار التابعين بالبصرة.
وتوفي الأحنف بن قيس بالكوفة في إمارة مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته.
قال أبو عمر رحمه الله: ذكرنا الأحنف بن قيس في كتابنا هذا على شرطنا أن نذكر كل من كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته. ولم نذكر أكثم بن صيفي لأنه لم يصح إسلامه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة فلم يصنع شيئا، والحديث الذي ذكره له في ذلك هو أن قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قالوا: أنت كبيرنا لم تك لتخف عليه. قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه قال: فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت؟ وما أنت؟ وبم جئت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله، ثم تلا عليهم هذه الآية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر}.. الآية. فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألناه عن نسبه فوجدناه زاكي النسب واسطا في مضر، وقد رمى إلينا بكلمات قد حفظناهن، فلما سمعهن أكثم قال: أي قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا فيه أذنابا، وكونوا فيه أولا، ولا تكونوا فيه آخرا، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليهما أصل. وذكر الحديث إلى آخره. قال ابن السكن: والحديث حدثناه يحيى بن محمد بن صاعد إملاء، قال حدثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر. قال: حدثنا عمر بن علي المقدمي عن علي بن عبد الملك بن عمير عن أبيه قال لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الخبر على حسب ما أوردناه، وليس في هذا الخبر شيء يدل على إسلامه، بل فيه بيان واضح أنه إذ أتاه الرجلان اللذان بعثهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبراه بما قال لم يلبث أن مات، ومثل هذا لا يجوز إدخاله في الصحابة وبالله التوفيق.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 144

صخر بن قيس ويقال: الضحاك بن قيس. هو الأحنف بن قيس التميمي السعدي، يكنى أبا بحر، قد تقدم ذكر نسبه إلى تميم في باب الألف أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه وفد بني تميم فذكروه له. وكان الأحنف عاقلا حليما ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء، لما قدمت عائشة البصرة، أرسلت إليه فأتاها، فقالت: ويحك يا أحنف، بم تعتذر إلى الله من ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان؟ أمن قلة عدد، أو أنك لا تطاع في العشيرة؟ قال: يا أم المؤمنين، ما كبرت السن، ولا طال العهد، وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين منه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص الإناء ثم قتلوه. قال: يا أم المؤمنين، إني آخذ بأمرك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة.
وعمر الأحنف إلى زمن مصعب بن الزبير، وخرج معه إلى الكوفة لقتال المختار، فمات بها، وذلك في سنة سبع وستين، وصلى عليه مصعب بن الزبير، ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وقال: هذا سيد أهل العراق.
ذهبت إحدى عينه يوم الحرة، ودفن بقرب قبر زياد بالكوفة.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 715

الأحنف بن قيس. واسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم وأمه من بني قراض من باهلة ولدته وهو أحنف. فقالت وهي ترقصه:

ويكنى الأحنف أبا بحر وكان ثقة مأمونا قليل الحديث. وقد روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى. قال: تذكر إذ بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه فقلت أنت إنك لتدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا. قال: فإني ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم اغفر للأحنف! قال الأحنف: فما شيء أرجى عندي من ذلك.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال: نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقال الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم. قال: تكلم.
قال: إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فمنهم الصالح والطالح. فقال: صدقت. فعفا بقول حسن فقام الحتات وكان يناوئه فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم. فقال: اجلس قد كفاكم سيدكم الأحنف.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي سويد المغيرة عن الحسن أن الأحنف قدم على عمر فاحتبسه حولا كاملا ثم قال: هل تدري لم حبستك؟ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خوفنا كل منافق عليم ولست منهم إن شاء الله.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل والحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف قال: قدمت على عمر بن الخطاب فاحتبسني عنده حولا فقال: يا أحنف قد بلوتك وخبرتك فلم أر إلا خيرا ورأيت علانيتك حسنة وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك. فإنا كنا نتحدث إنما هلك هذه الأمة كل منافق عليم. وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد فأدن الأحنف بن قيس وشاوره واسمع منه.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير الأزدي قال: حدثنا أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان. فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة. قال: فلم يوقظ أحدا من غلمانه ولا جنده وانطلق يطلب الماء.
قال: فأتى على شوك وشجر حتى سالت قدماه دما فوجد الثلج. قال: فكسره واغتسل. قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين. قال: فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا: والله ما علمنا بك.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن معمر عن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن شيخ من بني تميم عن الأحنف بن قيس أنه قال: ليمنعني من كثير من الكلام مخافة الجواب.
قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن عون عن الحسن قال: ذكروا عند معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت. فقال معاوية:
تكلم يا أبا بحر. فقال: أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عرعرة بن البرند عن ابن عون عن الحسن قال: قال الأحنف: إني لست بحليم ولكني أتحالم. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس بن عبيد قال: حدثني مولى للأحنف أنه قال: إن الأحنف كان قل ما خلا إلا دعا بالمصحف. قال يونس:
وكان النظر في المصاحف خلقا من الأولين.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثني زريق بن رديح عن سلمة بن منصور عن غلام كان للأحنف اشتراه أبوه منصور قال: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل. قال: وكان يضع المصباح قريبا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حسن. ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا!؟.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سليم بن أخضر قال: حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال: كان الأحنف في سرية فسمع صوتا في جوف الليل فانطلق وهو يقول:
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن داود قال: جاء رجل إلى الأحنف فسأله فقال: إنما لي سهم وما فيه فضل عني. وإنما لفرسي سهمان وما فيهما فضل عن فرسي.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: سمعت أبي يقول:
قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك. فقال: إني أعده لشر طويل.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا عبد الله بن بكر ابن عبد الله المزني عن مروان الأصفر قال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا أبو الأشهب قال: حدثنا عمرو بن ظبيان التميمي من بني عوف بن عبيد عن أبي المخيش قال: كنت قاعدا عند الأحنف بن قيس إذ جاء كتاب من عند الملك يدعوه إلى نفسه. فقال: يدعوني ابن الزرقاء إلى ولاية أهل الشام. والله لوددت أن بيني وبينهم جبلا من نار من أتانا منهم احترق فيه ومن أتاهم منا احترق فيه.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عطاف بن خالد عن عبد العزيز بن قدير البصري قال: قيل للأحنف يا أبا بحر إن فيك أناة شديدة. قال: قد عرفت من نفسي عجلة في أمور ثلاثة: في صلاتي إذا حضرت حتى أصليها. وجنازتي إذا حضرت حتى أغيبها في حفرتها. وابنتي إذا خطبها كفيئها حتى أزوجه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا الأزرق بن قيس أن الأحنف بن قيس كان يكره أن يصلي في المقصورة.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس أن الأحنف بن قيس كان يكره أن يتخطى رقاب الناس قبل خروج الإمام يوم الجمعة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل قال: رأيت على الأحنف مطرف خز.
قال: أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال: حدثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن
إسماعيل بن أبي خالد أنه رأى الأحنف بن قيس عليه مطرف خز ومقطعة من يمنة وعمامة من خز وهو على بغلة. وكان الأحنف صديقا لمصعب بن الزبير. فوفد عليه بالكوفة ومصعب بن الزبير يومئذ وال عليها فتوفي الأحنف عنده بالكوفة فرؤي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 64

الأحنف بن قيس الضحاك التميمي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا، ولم يره.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان، إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا إلى بني سعد، فسألوني عن الإسلام، فجعلت أخبرهم وأدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إنك تدعو إلى خير، وما أسمع إلا حسنا، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اغفر للأحنف.
فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك، يعني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 174

الأحنف بن قيس كان اسمه صخر وقد قيل ان اسمه كان الضحاك وانما قيل له الاحنف لانه ولد احنف الرجلين وهو الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين السعدي أبو بحر كان من سادات الناس وعقلاء التابعين وفصحاء أهل البصرة وحكمائهم ممن فتح على يده الفتوح الكثيرة للمسلمين ومات بالكوفة سنة سبع وستين في امارة بن الزبير وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى في جنازته بغير رداء

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 142

الأحنف بن قيس، السعدي، البصري، أبو بحر.
يعرف بالأحنف، واسمه الضحاك.
قاله لي ابن أبي الأسود، عن الحسن بن كثير.
وقال لي مسدد: حدثنا معتمر، عن قرة بن خالد، حدثني أبو الضحاك، أنه أبصر مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأحنف بن قيس، بغير رداء.
وقال لنا حجاجٌ: حدثنا حماد، عن علي بن زيدٍ، عن الحسن، عن الأحنف؛ بينما أنا أطوف بالبيت، إذ لقيني رجلٌ من بنى ليثٍ، فقال: ألا أبشرك؟ قلت: نعم، قال أما تذكر، إذ بعثنى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومك بنى سعدٍ، فجعلت أعرض عليهم الإسلام، فقلت، إنه يدعو إلى خيرٍ، ويأمر بالخير، فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اغفر للأحنف؟ فقال الأحنف: ما عملٌ أرجى إلي منه’’.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1

الأحنف بن قيس أبو بحر التميمي
عن عمر وعثمان وعلي وعنه الحسن وحميد بن هلال وجماعة وكان سيداً نبيلاً توفي سنة 67 وقيل 72 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

الأحنف بن قيس السعدي التميمي البصري
واسمه الضحاك ويقال صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عباد بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن تميم أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو بحر كان من عقلاء الناس وفضلائهم وحلمائهم مات سنة سبع وستين بالكوفة في إمارة ابن الزبير
روى عن أبي ذر في الزكاة وعبد الله بن مسعود في العلم وأبي بكرة في الفتن
روى عنه أبو العلاء بن الشخير وخليد العصري وطلق بن حبيب والحسن البصري

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

الأحنف بن قيس التميمي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 32

(ع) الأحنف بن قيس.
قال ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات»: ذهبت إحدى عينيه يوم الحرة، وشهد مع علي صفين ولم يشهد الجمل، قال: وسمي أحنف لأنه ولد أحنف، وقيل إنه ولد ملتزق الإليتين حتى شقا، وأمه حي بنت قرط بن مرة بن ثعلبة بن زاهر بن سلامة بن عدي، وقبره بالقرب من قبر زياد.
وفي «معجم» المرزباني: اسمه صخر وهو الثبت، ويقال الضحاك، ويقال: الحارث بن قيس بن معاوية بن حصين، ويقال: حصن بن حفص، وبعضهم يسقطه.
وهو القائل:

وفي «تاريخ» ابن مسكويه: بعثه عبد الله بن عباس سنة إحدى وثلاثين على مقدمته، فلقيه أهل هراة فهزمهم.
قال أبو الفضل عبد المحسن بن عثمان بن غانم المعروف بالمخلص في «تاريخ تنيس»: مات سنة ثمان وستين.
وفي «تاريخ المُسَبِحّي»: وهو ابن تسعين سنة.
وفي «تاريخ أصبهان» للحافظ أبي نعيم: أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تستر.
وفي «الطبقات»: توفي زمن مصعب، وهو صلى عليه، ومشى في جنازته بغير رداء.
زاد في «التعريف بصحيح التاريخ» وقال: هذا سيد أهل العراق.
وقال المنتجالي: كان دميما قصيرا كوسجاً أجدل، وهو بصري تابعي ثقة.
والأجدل: الذي له خصية واحدة.
وقال المديني: كان له ابن يسمى بحرا، ثم مات وانقرض عقب الأحنف من الذكور والإناث.
وفي «المستوفى» لابن دحية: كان الأحنف في جملة أصحاب سجاح ثم تاب، واسمه قيس، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع.
وذكر المبرد جارية بن بدر لما قال الأحنف: قوموا إلى سيدكم، وكان قدم مال: أغر منه ابن الزافرة.
وهي أمه، وفيها يقول الأحنف:
وفي كتاب «السراير» للعسكري: كان الأحنف يصلي بالليل والسراج إلى جنبه، قال: فيدني أصبعه منه فإذا وجد حر النار قال: حس يا أحنف أتذكر ذنب كذا؟ أتذكر ذنب كذا؟.
قال: وكان عامة صلاته بالليل دعاء.
وفي تاريخ «سمرقند» للإدريسي: كان من أكابر التابعين يقال: إنه ولد مستدير الدبر، وابتنا بمرو الروذ قصراً باقٍ إلى زماننا هذا يعرف بقصر الأحنف قالوا: وكانت لعلي بن أبي طالب بصفين قبة، لا [78 / ب] يدخل إليه فيها إلا الأحنف، وحُرَيثْ بن جابر الحنفي.
ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أنبأ محمد بن نصر، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا روح بن عطاء، ثنا علي بن زيد، عن الحسن عن الأحنف قال: سمعت كلام عمر وخطبته، وكلام عثمان وخطبته، وكلام علي وخطبته فما كان منهم أحد أعلم ما يخرج من رأسه، ولا بمواضع الكلام من عائشة، وكذلك كان أبوها رضي الله عنهم أجمعين.
وفي كتاب «العوران من الأشراف» للهيثم بن عدي: ومنهم: أحنف ابن قيس ذهبت عينه بسمرقند.
وفي لطائف أبي موسى: وكان أصلع متراكب الأسنان، مائل الذقن.
وفي كتاب «العرجان» لعمرو بن بحر: كان الأحنف أحنف في رجليه جميعا.
ولم يكن له إلا بيضة واحدة، وضرب على رأسه بخراسان فماهت إحدى عينيه.
وفي هذه الطبقة:

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 2- ص: 1

الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي البصري
كنيته أبو بحر وقد قيل أبو عمرو أمه حيي بنت قرط بن ثعلبة بن قرواش بن زاقي بن سلامة بن عدي والأحنف كان اسمه صخر وقد قيل إن اسمه الضحاك والأحنف لقب لأنه ولد أحنف وكان من عقلاء الناس وفصحائهم وحكمائهم يروي عن عمر وعثمان روى عنه الحسن وأهل البصرة وقد قيل إن الأحنف ولد ملتصق الإليتين حتى يشق وكان أعور شهد مع علي بن أبي طالب صفين ولم يشهد الجمل معه ومات سنة سبع وستين بالكوفة في إمارة بن الزبير وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى في جنازته بغير رداء ودفن بالكوفة وقبره بالقرب من قبر زياد بن أبيه

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1

الأحنف بن قيس بصري
تابعي ثقة وكان سيد قومه وكان أعور أحنف دميما قصيرا كوسجا له بيضة واحدة فقال له عمر بن الخطاب ويحك يا أحنف لما رأيتك ازدريتك فلما نطقت قلت لعله منافق صنع اللسان فلما اختبرتك حمدتك ولذلك حبستك حبسه سنة يختبره فقال عمر هذا والله السيد

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

الأحنف بن قيس

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

أحنف بن قيس

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

الأحنف بن قيس السعدي
يعرف بالأحنف واسمه الضحاك يعني أبا بحر روى عن عمر والعباس بن عبد المطلب روى عنه الحسن وعمر بن جاوان سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1

الأحنف
جد محمد بن قيس بن الأحنف روى عن أبيه روى عنه الحجاج بن أرطاة سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1