إدريس بن عبد الله إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب: مؤسس دولة الأدارسة في المغرب. وإليه نسبتها. أول ما عرف عنه أنه كان مع الحسين بن علي بن الحسن المثلث، في المدينة، أيام ثورته على الهادي العباسي سنة 169 هـ ، ثم قتل الحسين، فانهزم إدريس إلى مصر فالمغرب الأقصى سنة 172 هـ ، ونزل بمدينة وليلى (على مقربة من مكناس وهي اليوم مدينة قصر فرعون) وكان كبيرها يومئذ إسحاق بن محمد فعرفه إدريس بنفسه، فأجاره وأكرمه، ثم جمع البربر على القيام بدعوته، وخلع طاعة بني العباس ؛ فتم له الأمر (يوم الجمعة 4 رمضان 172) فجمع جيشا كثيفا وخرج به غازيا فبلغ بلاد تادلة (قرب فاس) ففتح معاقلها، وعاد إلى وليلى، ثم غزا تلمسان فبايع له صاحبها. وعظم أمر إدريس فاستمر إلى أن توفي مسموما في وليلى.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 279

إدريس بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
مر في أصحاب الصادق عليه السلام إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب والظاهر أنه هو هذا وحينئذ كان الصواب تكرير لفظ الحسن كما هنا في عمدة الطالب: أمه وأم أخيه سليمان عاتكة بنت عبد الملك المخزومية. وفي مقاتل الطالبيين أمه عاتكة بنت الحارث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي وفي خالد بن العاص يقول الشاعر:

يعني غمر كندة وهو موضع كان ينزله وقد ذكره عمر بن أبي ربيعة في شعره فقال:
ثم روى أبو الفرج بأسانيده أن إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن أفلت من وقعة فخ ومعه مولى له يقال له راشد فخرج به في جملة حاج مصر وإفريقية وكان إدريس يخدمه ويأتمر له حتى أقدمه مصر فنزلها ليلا فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما وعرف الحجازية فيهما فقال أظنكما غريبين؟ قالا نعم قال وحجازيين؟ قالا نعم. فقال له راشد أريد أن القي إليك أمرنا على أن تعاهد الله انك تعطينا خلة من خلتين أما أن أوتينا وأمنتنا وأما سترت علينا أمرنا حتى نخرج من هذا البلد، قال افعل. فعرفه نفسه وإدريس بن عبد الله فأواهما وسترهما وتهيأت قافلة إلى إفريقية فاخرج راشدا إلى الطريق وقال له أن على الطريق مسالح ومعهم أصحاب أخبار تفتش كل من يجوز وأخشى أن يعرف فانا امضي به على غير الطريق حتى أخرجه عليك بعد مسيرة أيام وهناك تنقطع المسالح ففعل ذلك وخرج به عليه فلما قرب من إفريقية ترك القافلة ومضى مع راشد حتى دخل بلد البربر في مواضع منه يقال لها فاس وطنجة فأقام بها واستجاب له البربر وبلغ الرشيد خبره فغمه فشكا ذلك إلى يحيى بن خالد فقال أنا أكفيك أمره ودعا سليمان بن حرز الجزري وكان من متكلمي الزيدية البترية ومن أولي الرياسة فيهم فأرغبه ووعده عن الخليفة بكل ما أحب على أن يحتال لإدريس حتى يقتله ودفع إليه غالية مسمومة فأخذ معه صاحبا له وخرج يتغلغل في البلدان حتى وصل إلى إدريس بن عبد الله فمت إليه بمذهبه وقال أن السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي فجئتك فانس به واجتباه وكان ذا لسان وعارضة وكان يجلس في مجلس البربر فيحتج للزيدية ويدعو إلى أهل البيت كما كان يفعل فحسن موقع ذلك من إدريس إلى أن وجد فرصة لإدريس فقال له جعلت فداك هذه قارورة غالية حملتها من العراق ليس في هذا البلد من هذا الطيب شيء فقبلها إدريس وتغلل بها وشمها وانصرف سليمان إلى صاحبه وقد أعدا فرسين وخرجا يركضان عليهما وسقط إدريس مغشيا عليه من شدة السم فما يعلم من بقربه ما قصته وبعثوا إلى راشد مولاه فتشاغل به ساعة يعالجه وينظر ما قصته وأقام إدريس في غشيته عامة نهاره حتى قضى عشيا وتبين راشد أمر سليمان فخرج في جماعة فما لحقه غير راشد وتقطعت خيل الباقي فلما لحقه ضربه ضربات، منها على رأسه ووجهه وضربة كنعت أصابع يديه وكان بعد ذلك مكنعا. (وفي رواية) أن سليمان بن جرير أهدى إلى إدريس سمكة مشوية مسمومة فقتله وفي رواية أن الرشيد وجه إليه الشماخ مولى المهدي وكان طبيبا فاظهر له أنه من الشيعة وانه طبيب فاستوصفه سفوفا فحمل إليه سفوفا وجعل فيه سما فلما استن به جعل لحم فيه ينتثر وخرج الشماخ هاربا حتى ورد مصر وكتب ابن الأغلب إلى الرشيد بذلك فولى الشماخ بريد مصر وأجازه. وقال رجل من أولياء بني العباس يذكر قتل إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام:
قال أحمد بن عبيد الله بن عمار الذي روى عنه أبو الفرج هذا الحديث: وهذا الشعر عندي يشبه شعر أشجع بن عمرو السلمي وأظنه له قال أبو الفرج الأصبهاني هذا الشعر ولمروان بن أبي حفصة أنشدنيه علي بن سليمان الأخفش له. قالوا ورجع راشد إلى الناحية التي كان بها إدريس مقيما فدفنه وكان له حمل فقام راشد بأمر المرأة حتى ولدت فسماه باسم أبيه إدريس وقام بأمر البربر حتى كبر ونشا فولي أمرهم أحسن ولاية انتهى وفي عمدة الطالب: إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا عبد الله شهد فخا مع الحسين بن علي العابد صاحب فخ فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسم هناك بعد أن ملك وكان قد هرب إلى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم إلى الدين فأجابوه وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم ودعا سليمان بن حريز الرقي متكلم الزيدية وأعطاه سما فورد سليمان بن حريز إلى إدريس فسقاه السم وجد خلوة من مولاه راشد فسقاه وهرب فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته وعاد وقد مضى إدريس لسبيله. وقال الرضا بن موسى الكاظم: إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله وحكى داود بن القاسم الجعفري أنه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله وسمه قال وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجها. وأعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده انتهى ومرت ترجمة إدريس بن إدريس قبل هذا فراجع.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 230

إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ولد لعبد الله بن حسن وكان شيخ بني هاشم في وقته إدريس الأكبر وأمه هند بنت أبي عبيدة المطلبية وإدريس الأصغر هذا أمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث المخزومية وأخواه منها عيسى وسليمان حكى ذلك أبو علي حسين بن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبيد القيرواني المعروف بالوكيل في كتابه المعرب عن أخبار المغرب واختصرته منه وذكر أن إسحاق بن عيسى كان على المدينة فلما مات المهدي وولى موسى الهادي شخص وافداً عليه وأستخلف على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فخرج عليه بها الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن العلوي وأستخفى العمري حتى خرج الحسين إلى مكة في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة
وكان قد حج في تلك السنة رجال من بني العباس منهم محمد بن سليمان ابن علي والعباس بن محمد وموسى بن عيسى وعلى الموسم سليمان بن أبي جعفر فكتب الهادي إلى محمد بن سليمان يوليه الحرب فالتقوا بفخ وخلعوا عبيد الله ابن قثم بمكة للقيام بأمرها وكانت الوقعة يوم السبت يوم التروية فقتل الحسين القائم وسليمان بن عبد الله وأنهزم الناس فنودى فيهم بالأمان ولم يتبع هارب وحزت الرؤوس فكانت مائة ونيفاً
وكان فيمن هرب يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن حسن فأما إدريس فلحق بالمغرب ولجأ إلى أهله فأعظموه ولم يزل عندهم إلى أن احتيل عليه وخلف ابنه إدريس بن إدريس فملكوا تلك الناحية وانقطعت عنهم البعوث
وأما يحيى فصار إلى جبل الديلم فأقام عند صاحبه إلى أن شخص إليه الفضل بن يحيى بن خالد في أيام الرشيد فأمنه وحمله إليه، وقد قيل إن إدريس هرب إلى المغرب في أيام أبي جعفر المنصور عند قتل أخويه محمد وإبراهيم القائمين عليه بالمدينة والبصرة وأن أبا جعفر بعث إليه من سمه والصحيح أن ذلك كان في خلافة الهادي بالعراق وبعد عشرة أشهر وأيام منها وفي آخر خلافة عبد الرحمن بن معاوية بالأندلس وقبل وفاته بعامين وأشهر وأن إدريس وقع إلى مصر وعلى بريدها واضح مولى صالح بن المنصور
وكان رافضيا فحمله على البريد إلى أرض المغرب حتى انتهى إلى مدينة وليلى من أرض طنجة فأستجاب له من بها وبأعراضها من البربر فلما ولى الرشيد علم بذلك فضرب عنق واضح وصلبه ودس إلى إدريس من أنس به واطمأن إليه وكتب له كتابا إلى إبراهيم بن الأغلب عامله على إفريقية فاحتال حتى سمه، واختلف فيمن سم إدريس وما سم فيه فقيل الشماخ المشماسي مولى المهدي سمه في سنون سقطت منه أسنانه لما أستعمله ومات من وقته وسيأتي خبره بعد إن شاء الله وقيل بل سليمان بن جرير الرقى كان سبب سمه وكان إدريس به واثقاً فأتى من قبله وهرب مع الرسل الذين أتوا في ذلك وطلب ففات
ويقال إن سليمان هذا وكان يقول بإمامة زيد بن علي بن الحسين ناظر إدريس يوماً في شيء فخالفه ثم دخل الحمام فلما خرج بعث إليه سليمان بسمكةٍ مشوية أنكر نفسه عند أكله منها فشكا بطنه وقال أدركوا سليمان فأدرك وقيل له أجب فأمتنع فضرب على وجهه بسيف وضرب أخرى على يده فانقطعت أصبعه وأفلت وقيل سم في طيب تطيب به وولده وأهل بيته يقولون إنما سم في بطيخة وهم وإن اختلفوا في الشيء الذي سم به فهم مجمعون على أنه مات مسموما ومن شعره

  • دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 1- ص: 1