أسد بن الفرات اسد بن الفرات بن سنان مولى بني سليم، أبو عبد الله: قاضي القيروان واحد القادة الفاتحين. اصله من خراسان. ولد بحران (او بنجران) ورحل ابوه إلى القيروان، في جيش الاشعث، فأخذه معه وهو طفل، فنشأ بها ثم بتونس. ورحل إلى المشرق في طلب الحديث (سنة 172 هـ) ثم ولي قضاء القيروان (سنة 204 هـ) وكان شجاعا حازما صاحب رأي. واستعملع زيادة الله الاغلبي على جيشه واسطوله و وجهه لفتح جزيرة صقلية (سنة 212 هـ) فهاجمها بعشرة الاف، ودخلها فاتحا، قال ابن ناجي: وهو اول من فتح صقلية. وتوفي من جراحات اصابته وهو محاصر سرقوسة برا وبحرا. وهو مصنف (الاسدية) في فقه المالكية.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 298

أسد بن الفرات الإمام العلامة القاضي الأمير مقدم المجاهدين أبو عبد الله الحراني، ثم المغربي.
مولده: بحران سنة أربع وأربعين ومائة. قاله: ابن ماكولا وقال غيره: سنة خمس.
ودخل القيروان مع أبيه في الجهاد وكان أبوه الفرات بن سنان من أعيان الجند.
روى أسد عن مالك بن أنس الموطأ، وعن يحيى بن أبي زائدة، وجرير بن عبد الحميد، وأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن.
وغلب عليه علم الرأي وكتب علم أبي حنيفة.
أخذ عنه شيخه أبو يوسف، وقيل: إنه تفقه أولا على الإمام علي بن زياد التونسي.
قيل: إنه رجع من العراق فدخل على ابن وهب فقال: هذه كتب أبي حنيفة وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك فأبى، وتورع فذهب بها إلى ابن القاسم فأجابه بما حفظ عن مالك، وبما يعلم من قواعد مالك، وتسمى هذه المسائل: الأسدية.
وحصلت بإفريقية له رياسة وإمرة وأخذوا عنه وتفقهوا به.
وحمل عنه سحنون بن سعيد ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم وعرضها عليه فقال ابن القاسم: فيها أشياء لا بد أن تغير وأجاب عن أماكن. ثم كتب إلى أسد بن الفرات: أن عارض كتبك بكتب سحنون فلم يفعل، وعز عليه فبلغ ذلك ابن القاسم فتألم وقال: اللهم لا تبارك في الأسدية فهي مرفوضة عند المالكية.
قال أبو زرعة الرازي: كان عند ابن القاسم نحو ثلاث مائة جلد مسائل عن مالك وكان
أسد من أهل المغرب سأل محمد بن الحسن عن مسائل ثم سأل ابن وهب فلم يجبه فأتى ابن القاسم فتوسع له، وأجاب بما عنده عن مالك، وبما يراه قال: والناس يتكلمون في هذه المسائل.
قال عبد الرحيم الزاهد: قدم علينا أسد فقلت: بم تأمرني؟ بقول مالك، أو بقول أهل العراق؟ فقال: إن كنت تريد الآخرة فعليك بمالك.
وقيل: نفذت نفقة أسد وهو عند محمد، فكلم فيه الدولة فنفذوا إليه عشرة آلاف درهم.
وقد كان أسد ذا إتقان وتحرير لكتبه لقد بيعت كتب فقيه، فنودي عليها: هذه قوبلت على كتب الإفريقي فاشتروها ورقتين بدرهم.
وعن ابن القاسم أنه قال لأسد: أنا أقرأ في اليوم والليلة ختمتين فأنزل لك عن ختمة يعني: لاشتغاله به.
قال داود بن أحمد: رأيت أسدا يعرض التفسير فقرأ: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} فقال: ويل أم أهل البدع يزعمون أن الله خلق كلاما يقول: أنا.
قلت: آمنت بالذي يقول: {إني أنا الله} وبأن موسى كليمه سمع هذا منه ولكني لا أدري كيف تكلم الله؟.
مضى أسد أميرا على الغزاة من قبل زيادة الله الأغلبي متولي المغرب فافتتح بلدا من جزيرة صقلية وأدركه أجله هناك في ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وكان مع توسعه في العلم فارسا بطلا شجاعا مقداما زحف إليه صاحب صقلية في مائة ألف وخمسين ألفا قال رجل: فلقد رأيت أسدا، وبيده اللواء يقرأ سورة يس، ثم حمل بالجيش فهزم العدو ورأيت الدم وقد سال على قناة اللواء وعلى ذراعه.
ومرض وهو محاصر سرقوسية.
ولما ولاه صاحب المغرب الغزو قال: قد زدتك الإمرة وهي أشرف، فأنت أمير وقاض.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 350

أسد بن الفرات بن سنان مولى بني سليم بن قيس كنيته أبو عبد الله أصله من نيسابور وولد بحران من ديار أبي بكر قدم أبوه وأمه حامل به ثم تعلم القرآن ثم اختلف إلى علي بن زياد بتونس فلزمه وتعلم منه وتفقه به ثم رحل إلى المشرق فسمع من مالك موطأه وغيره ثم ذهب إلى العراق فلقي أبا يوسف ومحمد بن الحسن وأسد بن عمرو وكتب عن هشيم ويحيى بن أبي زائدة وأبي بكر بن عياش وغيرهم وأخذ عنه أبو يوسف موطأ مالك وتفقه أسد أيضا بأصحاب أبي حنيفة
قال سحنون: عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح ورأيه.
وكان يقول: إنما المدونة من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن تجزئ في الصلاة عن غيرها ولا يجزئ غيرها ولا يجزئ عنها أفرغ الرجال فيها عقولهم وشرحوها وبينوها فما اعتكف أحد على المدونة ودراستها إلا عرف ذلك في ورعه وزهده وما عداها أحد إلى غيرها إلا عرف ذلك فيه.
وكان أسد ثقة لم يزن ببدعة وكان يقول: أنا أسد وهو خير الوحش وأبي الفرات وهو خير المياه وجدي سنان وهو خير السلاح وكانت وفاة أسد في حصار سرقوسة من غزوة صقلية وهو أمير الجيش وقاضيه: سنة ثلاث عشرة ومائتين وقيل أربع عشرة وقيل سنة سبع عشرة وقبره ومسجده بصقلية مولده سنة خمس وأربعين ومائة بحران وقيل سنة ثلاث وقيل سنة ثنتين وأربعين وكان قدومه من المشرق سنة إحدى وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 305

أسد ابن الفرات كان يتفقه بالقيروان ثم رحل إلى العراق فتفقه بأصحاب أبي حنيفة ثم نعي مالك فارتجت العراق لموته فندم أسد بن الفرات حين فاته مالك فأجمع أمره على الانتقال إلى مذهبه، فقدم مصر فقصد ابن وهب وقال: هذه كتب أبي حنيفة، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك فتورع ابن وهب وأبي؛ فذهب إلى ابن القاسم فأجابه إلى ما طلب، فأجاب بما حفظ عن مالك بقوله وفيما شك قال: إخال وأحسب وأظن، وتسمى تلك الكتب الأسدية. ثم رجع إلى القيروان وحصلت له رياسة العلم بتلك الكتب. ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم فعرضها عليه فقال له ابن القاسم: فيها شيء لا بد من تغييره، وأجاب عما كان شك فيه، واستدرك منها أشياء، وكتب إلى أسد أن عارض كتبك بكتب سحنون فلم يفعل أسد ذلك، فبلغ ابن القاسم فقال: اللهم لا تبارك في الأسدية، فهي مرفوضة عندهم إلى اليوم. ومضى أسد غازيا ففتح القصر من جزيرة صقلية ومات هناك وفيها قبره ومسجده.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 155

أسد بن الفرات بن سنان مولى بني سليم
من أهل نيسابور وولد هو بحران ويكنى أبا عبد الله وكان يقول أنا أسد والأسد خير الوحوش وأبي الفرات والفرات خير الماء وجدي سنان والسنان خير السلاح، وقدم أبوه مع محمد بن الأشعث الخزاعي في عسكره حين ولاه أبو جعفر المنصور إفريقية سنة أربع وأربعين ومائة وأسد إذ ذاك ابن سنتين مولده بحران سنة اثنتين وأربعين ومائة
ويروى عنه أنه قال دخلت مع أبي القيروان في جيش ابن الأشعث
فأقمنا بها خمس سنين ثم دخلت مع أبي إلى تونس فأقمت بها نحوا من تسع سنين فلما أنهيت ثمان عشرة سنة علمت القرآن ببجردة ثم خرجت بعد ذلك إلى المشرق فوصلت إلى المدينة أطلب العلم ثم خرجت إلى العراق ثم انصرفت إلى القيروان سنة إحدى وثمانين ومائة
واستقضاه زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب وأمره على الجيش الذي أنفذه لغزو صقلية فخرج إليها في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ومائتين وهو في عشرة آلاف منهم تسعمائة فارس فظفر بكثير منها وتوفي وهو محاصر لسرقوسة سنة ثلاث عشرة ومائتين وكتب زيادة الله إلى المأمون بفتح صقلية على يدي أسد هذا وكان له بيان وبلاغة إلا أنه بالعلم أشهر منه بالأدب وإليه تنسب الأسدية في الفقه

  • دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 2- ص: 2