ذات النطاقين اسماء بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر، من قريش: صحابية، من الفضليات. آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة. وهي اخت عائشة لابها، وام عبد الله بن الزبير. تزوجها الزبير بن العوام فولدت له عدة ابناء بينهم عبد الله. ثم طلقها الزبير فعاشت بمكة مع ابنها عبد الله، إلى ان قتل. فعميت بعد مقتله وتوفيت بمكة. وهي وابنها وابوها وجدها صحابيون. شهدت اليرموك مع ابنها عبد الله وزوجها. وكانت فصيحة حاضرة القلب واللب، تقول الشعر. وخبرها مع الحجاج بعد مقتل ابنها عبد الله، مشهور. عاشت مئة سنة وهي محتفظة بعقلها. وسميت (ذات النطاقين) لانها صنعت للنبي (ص) طعاما حين هاجر إلى المدينة، فلم تجد ماتشده به، فشقت نطاقها وشدت به الطعام. لها 56 حديثا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 305

أسماء بنت أبي بكر (ب د ع) أسماء بنت أبي بكر الصديق- واسم أبي بكر: عبد الله بن عثمان- القرشية التيمية، زوج الزبير بن العوام، وهي أم عبد الله بن الزبير، وهي ذات النطاقين، وأمها قيلة، وقيل: قتيلة، بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي. وكانت أسن من عائشة وهي أختها لأبيها وكان عبد الله بن أبي بكر أخا أسماء شقيقها.
قال أبو نعيم: ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة، وكان عمر أبيها لما ولدت نيفا وعشرين سنة، وأسلمت بعد سبعة عشر إنسانا، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله ابن الزبير، فوضعته بقباء.
وإنما قيل لها ذات النطاقين» لأنها صنعت للنبي- صلى الله عليه وسلم- ولأبيها سفرة لما هاجرا، فلم تجد ما تشدها به، فشقت نطاقها وشدت السفرة به، فسماها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات النطاقين.
ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب طلاقها، فقيل: إن عبد الله قال لأبيه: مثلي لا توطأ أمه! فطلقها. وقيل: كانت قد أسنت وولدت للزبير عبد الله، وعروة، والمنذر. وقيل: إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها. فلما رآه أبوه قال: أمك طالق إن دخلت. فقال عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟! فدخل فخلصها منه، فبانت منه.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابنها عروة، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وأبو بكر وعامر ابنا عبد الله بن الزبير، والمطلب بن حنطب، ومحمد بن المنكدر، وفاطمة بنت المندر، وغيرهم.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن يوسف المقري- المعروف بابن الأخن- حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، أخبرنا أبو القاسم بن بنت منيع، حدثنا أبو الجهم العلاء ابن موسى الباهلي، أخبرنا الليث بن سعد (ح) قال ابن بنت منيع: وحدثنا أبو الجهم المقري، حدثنا ابن عيينة، جميعا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه- وهي أسماء- قالت: سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قلت: أتتني أمي وهي راغبة- وهي مشركة- في عهد قريش، أفاصلها؟ قال: نعم. ثم إن أسماء عاشت وطال عمرها، وعميت، وبقيت إلى أن قتل ابنها عبد الله سنة ثلاث وسبعين، وعاشت بعد قتله قيل: عشرة أيام، وقيل: عشرون يوما. وقيل: بضع وعشرون يوما.
حتى أتى جواب عبد الملك بن مروان بإنزال عبد الله ابنها من الخشبة، وماتت ولها مائة سنة، وخبرها مع ابنها لما استشارها في قبول الأمان لما حصره الحجاج. يدل على عقل كبير، ودين متين، وقلب صبور قوي على احتمال الشدائد.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1472

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 7

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 9

أسماء بنت أبي بكر الصديق تأتي في أسماء بنت عبد الله بن عثمان.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 11

أسماء بنت عبد الله بن عثمان التيمية، والدة عبد الله بن الزبير بن العوم
التيمية، وهي بنت أبي بكر الصديق، وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى، قرشية، من بني عامر بن لؤي.
أسلمت قديما بمكة. قال ابن إسحاق بعد سبعة عشر نفسا، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد الله، فوضعته بقباء، وعاشت إلى أن ولي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تلقب ذات النطاقين. قال أبو عمر: سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنها هيأت له لما أراد الهجرة سفرة، فاحتاجت إلى ما تشدها به، فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا. قال: كذا ذكر ابن إسحاق وغيره.
قلت: وأصل القصة في صحيح مسلم دون التصريح برفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أسند ذلك أبو عمر من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، وأنها قالت للحجاج: كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر، عن أسماء: قالت: صنعت سفرة للنبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: ما أجد إلا نطاقي.
قال: شقيه باثنين، فاربطي بواحد منهما السقاء وبالآخر السفرة. وسنده صحيح.
وبهذا السند عن عروة عن أسماء، قالت: تزوجني: الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه، وأدق النوى لناضحه، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير... الحديث، وفيه: حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك خادما فكفتني سياسة الفرس.
قال: وقال الزبير بن بكار في هذه القصة: قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في، الجنة»، فقيل لها ذات النطاقين.
روت أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، وهي في الصحيحين، والسنن.
روى عنه ابناها: عبد الله، وعروة وأحفادها: عباد بن عبد الله، وعبد الله بن عروة، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، وعباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، ومولاها عبد الله بن كيسان، وابن عباس، وصفية بنت شيبة، وابن أبي مليكة، ووهب بن كيسان، وغيرهم.
وأخرج ابن السكن، من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي، عن أبيه، قال: دخلت مكة بعد أن قتل ابن الزبير، فرأيته مصلوبا، ورأيت أمه أسماء عجوزا طوالة مكفوفة، فدخلت حتى وقفت على الحجاج، فقالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل. قال: المنافق؟ قالت: لا والله، ما كان منافقا، وقد كان صواما قواما. قال: اذهبي فإنك عجوز قد خرفت.
فقالت: لا، والله ما خرفت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج في ثقيف كذاب ومبير».
فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت هو. فقال الحجاج: منه المنافقون.
وأخرج ابن سعد بسند حسن عن ابن أبي مليكة: كانت تصدع فتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبي، وما يغفر الله أكثر.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وعاشت إلى أوائل سنة أربع وعشرين. قيل: عاشت بعد ابنها عشرين يوما، وقيل غير ذلك.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 12

بنت أبي بكر الصديق أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أم عبد الله بن الزبير، ذات النطاقين، آخر المهاجرين والمهاجرات موتا. وأمها قتيلة بنت عبد العزي العامرية. أسلمت قديما بمكة بعد سبعة عشر نفسا وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوجها الزبير رضي الله عنه وهاجر بها إلى المدينة وهي حامل، فولدت عبد الله بقباء. وشهدت اليرموك مع الزبير، فقالت له: يا أبا عبد الله، إن كان الرجل من العدو ليمر سريعا فتصيب قدمه عدوة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتا ما أصابه سلاح. ثم طلقها الزبير، فأقامت مع ابنها بمكة حتى قتل بمكة. كانت تقول: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثة عبد الله! فلما أنزل من خشبته غسلته وكفنته ودفنته. وماتت بعده بأيام يسيرة سنة ثلاث وسبعين للهجرة. وهي وأبوها وابنها وزوجها صحابيون. قيل: إنها عاشت مائة سنة ولم يسقط لها سن.
لها في الصحيحين اثنان وعشرون حديثا، وروى عنها أيضا الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة. وإنما قيل لها ذات النطاقين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز مهاجرا ومعه أبو بكر أتاهما عبد الله بن أبي بكر وهما في الغار ومعه أسماء بنت أبي بكر وليست للسفرة شناق، فشقت لها أسماء من نطاقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة! وكان أهل الشام لما حاصروا عبد الله بن الزبير بمكة مع الحجاج بن يوسف نادى واحد منهم: يا ابن ذات النطاقين، إبرز! فيظن أن يعيره بذلك، فلما سمع ذلك عبد الله قال:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0

أسماء بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان.
أم عبد الله القرشية، التيمية، المكية، ثم المدنية.
والدة الخليفة عبد الله بن الزبير، وأخت أم المؤمنين عائشة، وآخر المهاجرات وفاة.
روت عدة أحاديث. وعمرت دهرا وتعرف بذات النطاقين.
وأمها: هي قتيلة بنت عبد العزى العامرية.
حدث عنها ابناها: عبد الله وعروة وحفيدها عبد الله بن عروة وحفيده عباد بن عبد الله وابن عباس وأبو واقد الليثي وصفية بنت شيبة ومحمد بن المنكدر ووهب بن كيسان وأبو نوفل معاوية بن أبي عقرب والمطلب بن عبد الله بن حنطب وفاطمة بنت المنذر بن الزبير ومولاها عبد الله بن كيسان وابن أبي مليكة ونافلتها عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير وعدة.
وكانت أسن من عائشة ببضع عشرة سنة، هاجرت حاملا بعبد الله، وقيل: لم يسقط لها سن، وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير، وهي وأبوها وجدها وابنها ابن الزبير أربعتهم صحابيون، أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا المؤيد الطوسي، أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أخبرنا عبد الغافر الفارسي، أخبرنا ابن عمرويه، أخبرنا إبراهيم بن سفيان، حدثنا مسلم، حدثنا داود بن عمرو، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم’’.
شعبة، عن مسلم القري قال: دخلنا على أم ابن الزبير فإذا هي امرأة ضخمة عمياء نسألها، عن متعة الحج. فقالت: قد رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها.
قال عبد الرحمن بن أبي الزناد: كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر.
هشام بن عروة، عن أبيه وفاطمة بنت المنذر، عن أسماء قالت: صنعت سفرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت أبي حين أراد أن يهاجر فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما فقلت لأبي: ما أجد إلا نطاقي قال: شقيه باثنين فاربطي بهما قال: فلذلك سميت ذات النطاقين.
ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن أسماء قالت: لما توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة حمل أبو بكر معه جميع ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف فأتاني جدي أبو قحافة وقد عمي فقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه. فقلت: كلا قد ترك لنا خيرا كثيرا.
فعمدت إلى أحجار فجعلتهن في كوة البيت وغطيت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب فقلت: هذا تركه لنا فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم.
ابن إسحاق: حدثت، عن أسماء قالت: أتى أبو جهل في نفر فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك؟ قلت: لا أدري والله أين هو.
فرفع أبو جهل يده ولطم خدي لطمة خر منها قرطي. ثم انصرفوا. فمضت ثلاث لا ندري أين توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل رجل من الجن يسمعون صوته بأعلى مكة يقول:

قال ابن أبي مليكة: كانت أسماء تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول: بذنبي وما يغفره الله أكثر.
وروى عروة عنها قالت: تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه فكنت أسوسه وأعلفه وأدق لناضجه النوى وأستقي وأعجن وكنت أنقل النوى من أرض الزبير
التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر فدعاني فقال: ’’إخ إخ’’ ليحملني خلفه فاستحييت وذكرت الزبير وغيرته.
قالت: فمضى.
فلما أتيت أخبرت الزبير فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.
وعن ابن الزبير قال: نزلت هذه الآية في أسماء وكانت أمها يقال لها: قتيلة جاءتها بهدايا فلم تقبلها حتى سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلت: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين}.
وفي الصحيح: قالت أسماء: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ’’نعم، صلي أمك’’.
عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام أن عروة قال: ضرب الزبير أسماء فصاحت بعبد الله ابنها فأقبل. فلما رآه قال: أمك طالق إن دخلت. فقال: أتجعل أمي عرضة ليمينك فاقتحم وخلصها. قال: فبانت منه.
حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة: أن الزبير طلق أسماء فأخذ عروة وهو يومئذ صغير.
أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر قال: كانت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس.
هشام بن عروة، عن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه وأما أسماء فكانت لا تدخر شيئا لغد.
قال مصعب بن سعد: فرض عمر للمهاجرات ألفا ألفا منهن أم عبد وأسماء.
هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر: أن أسماء كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها.
قال الواقدي: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا أخذ ذلك، عن أسماء بنت أبي بكر وأخذت، عن أبيها.
معن بن عيسى: حدثنا شعيب بن طلحة، عن أبيه: قالت أسماء لابنها: يا بني عش كريما ومت كريما لا يأخذك القوم أسيرا.
قال هشام بن عروة: كثر اللصوص بالمدينة فاتخذت أسماء خنجرا زمن سعيد بن العاص: كانت تجعله تحت رأسها.
قال عروة: دخلت أنا وأخي قبل أن يقتل على أمنا بعشر ليال وهي وجعة فقال عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة. قال: إن في الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهي موتي فلا تفعل وضحكت وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك: إما أن تقتل فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني. إياك أن تعرض على خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت.
قال: وإنما عنى أخي أن يقتل فيحزنها ذلك.
وكانت بنت مائة سنة.
ابن عيينة: حدثنا أبو المحياة، عن أمه قال: لما قتل الحجاج ابن الزبير دخل على أسماء وقال لها: يا أمه إن أمير المؤمنين وصاني بك فهل لك من حاجة؟ قالت: لست لك بأم ولكني أم المصلوب على رأس الثنية وما لي من حاجة ولكن أحدثك: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’يخرج في ثفيف كذاب ومبير’’. فأما الكذاب فقد رأيناه -تعني المختار- وأما المبير فأنت.
فقال لها: مبير المنافقين.
أحمد بن يونس: حدثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي، عن أبيه قال: دخلت مكة بعد قتل ابن الزبير بثلاث وهو مصلوب فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء فقالت للحجاج: أما آن للراكب أن ينزل فقال: المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقا كان صواما قواما برا قال: انصرفي يا عجوز فقد خرفت. قالت: لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله يقول: ’’في ثقيف كذاب ومبير....’’ الحديث.
ابن عيينة، عن منصور بن صفية، عن أمه قالت: قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد وذلك حين صلب ابن الزبير فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله فاتقي الله واصبري.
فقالت: وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: دخلت على أسماء بعد ما أصيب ابن الزبير فقالت: بلغني أن هذا صلب عبد الله اللهم لا تمتني حتى أوتى به فأحنطه وأكفنه.
فأتيت به بعد فجعلت تحنطه بيدها وتكفنه بعد ما ذهب بصرها.
ومن وجه آخر، عن ابن أبي مليكة: وصلت عليه وما أتت عليه جمعة إلا ماتت.
شريك، عن الركين بن الربيع قال: دخلت على أسماء بنت أبي بكر وقد كبرت وهي تصلي وامرأة تقول لها: قومي اقعدي افعلي من الكبر.
قال ابن سعد: ماتت بعد ابنها بليال. وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.
قلت: كانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات.
إسحاق الأزرق، عن عوف الأعرابي، عن أبي الصديق الناجي: أن الحجاج دخل على أسماء فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت وإن الله أذاقه من عذاب أليم. قالت: كذبت، كان برا بوالدته صواما قواما ولكن قد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أنه سيخرج من ثقيف كذابان: الآخر منهما شر من الأول وهو مبير’’.
مسندها: ثمانية وخمسون حديثا.
اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثا. وانفرد البخاري بخمسة أحاديث ومسلم بأربعة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 520

أسماء بنت الصديق ومنهن الصادقة الذاكرة الصابرة الشاكرة أسماء بنت الصديق الشاقة نطاقها لمعصم قربة النبي صلى الله عليه وسلم وعلاقها
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دخلت على أسماء وهي تصلي فسمعتها وهي، ’’ تقرأ هذه الآية {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور: 27] فاستعاذت فقمت وهي تستعيذ فلما طال علي أتيت السوق ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب، ثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى المدينة صنعت سفرته في بيت أبي بكر فقال أبو بكر: «ابغيني معلاقا لسفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصاما لقربته» فقلت: «ما أجد إلا نطاقي» قال: «فهاتيه» قالت: «فقطعته باثنين فجعل إحداهما للسفرة والأخرى للقربة» فلذلك سميت ذات النطاقين
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن أباه حدثه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه» قالت: ’’فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت: قلت: «كلا يا أبة إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا» قالت: «فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت كان أبي يضع فيها ماله ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده» فقلت: «ضع يدك يا أبت على هذا المال» قال: فوضع يده فقال: لا بأس إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن ففي هذا لكم بلاغ قالت: «ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك»
قال ابن إسحاق: وحدثت، عن أسماء، قالت: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم» فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: «لا أدري والله أين أبي» قالت: فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة خر منها قرطي ’’ قالت: «ثم انصرفوا»
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن مودود، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أسامة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير، على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشر ليال وإنها وجعة فقال عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: «وجعة» قال: إن في الموت لعافية قالت: «لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلا تفعل» فالتفت إلى عبد الله فضحكت، وقالت: «والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي علي أحد طرفيك إما أن تقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقر عيني عليك وإياك أن تعرض خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت» وإنما عنى ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك وكانت ابنة مائة سنة
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا زياد بن أيوب، ثنا ابن علية، ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: أتيت أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير فقالت: «بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسا فلوددت أني لا أموت حتى يدفع إلي فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه» فلم يلبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله فأتي به أسماء فغسلته وطيبته ثم حنطته ثم دفنته قال أيوب: فحسبت قال: فعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف الثقفي، عن القاسم بن محمد، قال: جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت: أين الحجاج؟ قلنا: ليس هاهنا قالت: فمروه فليأمر لنا بهذه العظام فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم «ينهى عن المثلة» قلنا: إذا جاء قلنا له، قالت: إذا جاء فأخبروه أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في ثقيف كذابا ومبيرا»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 55

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 55

أسماء بنت أبي بكر الصديق وقد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته هاهنا، أمها قيلة- ويقال قتيلة- بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزبير بن العوام، وكان إسلامها قديما بمكة، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فوضعته بقباء.
وقد ذكرنا خبر مولده وسائر أخباره في بابه من هذا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين، وإنما قيل لها ذلك لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم سفرة حين أراد الهجرة إلى المدينة فعسر عليها ما تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات النطاقين. هكذا ذكر ابن إسحاق وغيره.
وقال الزبير في هذا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة، فقيل لها ذات النطاقين.
وقد حدثني عبد: الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: قالت أسماء للحجاج: كيف تعيره بذات النطاقين- يعني ابنها؟ أجل، قد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه.
قال أبو عمر: لما بلغ ابن الزبير أن الحجاج يعيره بابن ذات النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلا:

قال ابن إسحاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد إسلام سبعة عشر إنسانا. واختلف في مكث أسماء بعد ابنها عبد الله، فقيل: عاشت بعده عشر ليال. وقيل عشرين يوما، وقيل بضعا وعشرين يوما، حتى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1781

أسماء بنت أبي بكر الصديق ابن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وهي أخت عبد الله بن أبي بكر الصديق لأبيه وأمه. أسلمت قديما بمكة وبايعت رسول الله. وهي ذات النطاقين. أخذت نطاقها فشقته باثنين فجعلت واحدا لسفره رسول الله والآخر عصاما لقربته ليلة خرج رسول الله وأبو بكر إلى الغار. فسميت ذات النطاقين. تزوجها الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصما والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة.
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة. حدثنا هشام بن عروة عن أبيه وفاطمة عن أسماء قالت: صنعت سفرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى
المدينة. قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربطه به إلا نطاقي. قال: فشقيه باثنين فاربطي بواحد السقاء وبالآخر السفرة.
ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين.
أخبرنا أبو أسامة. حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن أهل الشام كانوا يقاتلون ابن الزبير ويصيحون به يا بن ذات النطاقين. فقال ابن الزبير: تلك شكاة ظاهر عنك عارها. فقالت له أسماء: عيروك به؟ قال: نعم. قالت: فهو والله حق.
أخبرنا أبو أسامة. حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضحة وأعلفه وأسقيه الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق. قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي وهي على ثلثي فرسخ. قالت: فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله ومعه نفر من أصحابه فدعا لي ثم قال: إخ إخ. ليحملني خلفه. فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته. قالت: وكان من أغير الناس. قالت فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى. فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك. فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.
أخبرنا كثير بن هشام. حدثنا الفرات بن سلمان عن عبد الكريم عن عكرمة وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي. حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام. وكان شديدا عليها فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال: يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
أخبرنا حجاج بن محمد وأبو عاصم النبيل ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره عن [أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله ليس في بيتي شيء إلا
ما أدخل على الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما أدخل علي؟ فقال: ارضخي ما استطعت ولا توكي فيوكي الله عليك].
أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن عبيد عن عمير أن أسماء كان في عنقها ورم فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسحها ويقول: اللهم عافها من فحشه وأذاه.
أخبرنا يحيى بن عباد. حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول: بدني وما يغفر الله أكثر.
أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها.
أخبرنا أبو أسامة عن هشام عن فاطمة عن أسماء قالت: كانت تقول لبناتها ولأهلها: أنفقوا أو أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئا وإن تصدقتن لم تجدن فقده.
أخبرنا عبيد الله بن موسى. حدثنا أسامة عن محمد بن المنكدر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال لأسماء بنت أبي بكر: لا توكي فيوكي الله عليك. وكانت امرأة سخية النفس].
أخبرنا موسى بن إسماعيل. حدثني عبد الله بن المبارك. أخبرنا مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد أحد بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر. وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية. بهدايا زبيب وسمن وقرظ فأبت أن تقبل هديتها أو تدخلها إلى بيتها [وأرسلت إلى عائشة: سلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لتدخلها ولتقبل هديتها]. قال:
وأنزل الله تبارك وتعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} الممتحنة: 8. إلى قوله: {أولئك هم الظالمون} الممتحنة: 9.
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي. حدثنا شريك عن الركين بن الربيع قال:
دخلت على أسماء بنت أبي بكر وهي عجوز كبيرة عمياء فوجدتها تصلي وعندها إنسان يلقنها: قومي. اقعدي. افعلي.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. حدثني أبي عن هشام بن عروة أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعد ما كف بصرها. قال: فلمستها بيدها ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته. قال: فشق ذلك عليه وقال: يا أمه إنه لا يشف. قالت: إنها إن لم تشف فإنها تصف. قال: فاشترى لها ثيابا مروية وقوهية فقبلتها وقالت: مثل هذا فاكسني.
أخبرنا أنس بن عياض. حدثني محمد بن أبي يحيى عن إسحاق مولى محمد بن زياد عن أبي واقد الليثي صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره في حديث رواه أنه شهد اليرموك. قال: وكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير. قال: فسمعتها وهي تقول للزبير: يا أبا عبد الله والله إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتا ما أصابه السلاح.
أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أو عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر اتخذت خنجرا زمن سعيد بن العاص للصوص.
وكانوا قد استعروا بالمدينة. فكانت تجعله تحت رأسها.
أخبرنا كثير بن هشام. حدثنا الفرات بن سلمان عن عبد الكريم عن عكرمة قال: سئلت أسماء بنت أبي بكر هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟
قالت: لا ولكنهم كانوا يبكون.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال: فرض عمر الأعطية ففرض لأسماء بنت أبي بكر ألف درهم.
أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة. حدثنا هشام بن عروة أن الزبير طلق أسماء فأخذ عروة وهو يومئذ صغير.
أخبرنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة أن أسماء لبست المعصفرات المشبعات وهي محرمة ليس فيها زعفران.
أخبرنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت:
ما رأيت أسماء لبست إلا معصفرا حتى لقيت الله وإن كانت لتلبس الدرع يقوم قياما من العصفر.
أخبرنا عارم بن الفضل. حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن فاطمة بنت المنذر
أن أسماء كانت تحرم في الدرع المعصفر المشبع يقوم قياما.
أخبرنا يحيى بن حماد. حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن قيس بن الأحنف النخعي قال: حدثني القاسم بن محمد الثقفي أن أسماء أتت الحجاج بعد ما ذهب بصرها ومعها جواريها فقالت: أين الحجاج؟ قالوا: ليس هو هاهنا. قالت:
فإذا جاء فقولوا له يأمره بهذه العظام أن تنزل وأخبروه [إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: إن في ثقيف رجلين كذاب ومبير].
حدثنا إسحاق الأزرق عن عوف الأعرابي عن أبي الصديق الناجي أن الحجاج دخل على أسماء بنت أبي بكر فقال لها: إن ابنك ألحد في هذا البيت وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل به وفعل. فقالت له: كذبت. كان برا بالوالدين صواما قواما ولكن [والله لقد أخبرنا رسول الله أنه سيخرج من ثقيف كذابان. الآخر منهما شر من الأول وهو مبير].
أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قال: أوصت: إذا أنا مت فاغسلوني وكفنوني وحنطوني ولا تذروا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها أوصت: لا تجعلوا على كفني حنوطا.
أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه هكذا. قال عبد الله بن نمير: إن أسماء بنت أبي بكر قالت لأهلها: إذا أنا مت فأجمروا ثيابي وحنطوني ولا تجعلوا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار.
أخبرنا يزيد بن هاون. أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر قالت: جمروا ثيابي وحنطوني ولا تحنطوني فوق أكفاني.
أخبرنا معن بن عيسى. حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت لأهلها: أجمروا ثيابي إذا مت ثم حنطوني ولا تذروا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار.
أخبرنا عمرو بن عاصم. حدثنا همام عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر قالت: جمروا ثيابي على المشجب وحنطوني ولا تذروا على
ثيابي شيئا. قالوا: وماتت أسماء بنت أبي بكر الصديق بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال. وكان قتله يوم الثلثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 196

أسماء بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما: ذات النطاقين، أمها: قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسد، من بني مالك بن حسل، وعبد الله بن أبي بكر أخوها لأمها، وهي أم عبد الله بن الزبير، تزوجها الزبير بن العوام بمكة فولدت له عدة، ثم طلقها، وكانت مع عبد الله ابنها حتى قتل، وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بمكة بعد قتل عبد الله بن الزبير، سنة ثلاث وسبعين، بعد ابنها بليال، وكانت أخت عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها.
قال ابن أبي الزناد: كانت أكبر من عائشة بعشر سنين.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري بدمشق، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا نوح بن حبيب القومسي، حدثنا عبد الملك الذماري، حدثنا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت أسماء بنت أبي بكر قد بلغت مائة سنة، لم يقع لها سن، ولم ينكر من عقلها شيئا.
حدثنا محمد بن حمزة، ومحمد بن محمد بن يونس، قالا: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه: أن أبا بكر طلق امرأته قتيلة في الجاهلية، وهي أم أسماء، فقدمت عليهم في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، فأهدت إلى أسماء قرطا وأشياء، فكرهت أن تقبل منها، حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فأنزل الله عز وجل: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين} .
رواه ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير نحوه.
ومن حسان حديثها: روى عنها: ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرن وعبد الله بن أبي مليكة، وصفية بنت شيبة، وفاطمة بنت المنذر وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن يوسف الطرائفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قدمت علي أمي، وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، صلي أمك.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: زيد بن أبي أنيسة، وابن أبي حازم، وابن عيينة، وحماد، وابن إدريس، وعبدة، وأبو معاوية وغيرهم.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي.
وحدثنا علي بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن العباس بن خلف، حدثنا بشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عروة بن الزبير، حدثتني أسماء بنت أبي بكر، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر يقول: لا شيء أغير من الله عز وجل.
رواه أبان بن يزيد، وحرب بن شداد، وحجاج الصواف، وشيبان، وهمام، عن يحيى بن أبي كثير، نحوه.
أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح، حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء... الحديث.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 982

أسماء بنت الصديق
وأم بن الزبير من المهاجرات عنها ابناها عروة وعبد الله وحفيدها عباد عمرت نحو المائة وعاشت بعد صلب ولدها عشر ليال ماتت بمكة 73 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

أسماء بنت أبي بكر الصديق
أم عبد الله بن الزبير وهي التي يقال لها ذات النطاقين حيث زودت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأباها حيث أرادا الغار فلم تجد ما توكي به الجراب فقطعت نطاقها وأوكت به الجراب فسميت ذات النطاقين ماتت بعد أن قتل ابنها
روت عنها فاطمة بنت المنذر في الوضوء والصلاة والزكاة وصفية بنت أبي شيبة في الصلاة والحج وعباد بن حمزة في الزكاة وعباد بن عبد الله بن الزبير في الزكاة وعبد الله مولاها وعبد الله بن عباس ومسلم القرى وعروة بن الزبير وابن أبي مليكة وابن نوفل بن أبي عقرب

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

أسماء بنت الصديق

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 29

أسماء بنت أبي بكر الصديق
وهي التي يقال لها ذات النطاقين حيث زودت النبي صلى الله عليه وسلم وأباها حيث أرادا الغار فلم تجد ما توكى به الجراب فقطعت نطاقها وقد قيل ذوابتها وأوكت بها الجراب فسميت ذات النطاقين وهي والدة عبد الله بن الزبير ماتت بعد أن قتل ابنها

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
وزوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وهي أم عبد الله وعروة بن الزبير

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

أسماء بنت أبي بكر الصديق:
واسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، القرشية التيمية.
والدة عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهم. ذكرها أبو عمر بن عبد البر، فقال: كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق تحت الزبير بن العوام.
وكان إسلامها قديما بمكة، وهاجرت إلى المدينة، وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فوضعته بقباء.
وقد ذكرنا خبر مولده، وسائر أخباره في بابه من هذا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة في جمادى الأولى، سنة ثلاث وسبعين، بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالى. وكانت قد ذهب بصرها.
وكانت تسمى ذات النطاقين وإنما قيل لها ذلك؛ لأنها صنعت للنبى صلى الله عليه وسلم سفرة حين أراد الهجرة إلى المدينة، فعسر عليها ما تشدها به، فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت بالنصف الثاني، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات النطاقين.
هكذا ذكره ابن إسحاق وغيره.
وقال الزبير في هذا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «لك بنطاقك هذا نطاقين في الجنة» فقيل لها: ذات النطاقين.
وزعم ابن إسحاق أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أسلمت بعد إسلام سبعة عشر إنسانا.
واختلف في مكث أسماء بعد ابنها عبد الله، فقيل: عاشت بعده عشرة أيام، وقيل: عشرين يوما، وقيل: بضعا وعشرين يوما، حتى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1