أسماء بنت النعمان اسماء بنت النعمان بن أبي الجون الكندي: من شهيرات نساء العرب شرفا وجمالا يرتفع نسبها إلى اكل المرار ملك كندة. كان مقام اهلها بنجد، وقدمت مع ابيها على النبي (ص) وهو في المدينة، فعرضها ابوها على النبي (ص) فارتضاها وامهرها، ولم يتزوج بها لصلف كانت موصوفة به، فاقامت في المدينة إلى ان توفيت في خلافة عثمان.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 306
أسماء بنت النعمان (ب ح س) أسماء بنت النعمان بن الجون بن شراحيل. وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل بن النعمان، قاله أبو عمر.
وقال ابن الكلبي: أسماء بنت النعمان بن الحارث بن شراحيل بن كندي بن الجون بن حجر- آكل المرار- بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندية.
تزوجها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاستعاذت منه، ففارقها.
وقال يونس، عن ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أسماء بنت كعب الجونية، فلم يدخل بها حتى طلقها. قال أبو عمر: أجمعوا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها، واختلفوا في سبب فراقه لها، فقال قتادة: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن أسماء بنت النعمان بن الجون، فلما دخل عليها دعاها، فقالت له: تعال أنت. فطلقها.
قال: وزعم بعضهم أنها كان بها وضح كوضح العامرية، ففعل بها نحو ما فعل بالعامرية.
قال وزعم بعضهم أنها قالت: أعوذ بالله منك. قال: قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني، فطلقها.
قال: وهذا باطل، إنما قال هذا له امرأة من بلعنبر، من سبي ذات الشقوق، كانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: إنه يعجبه أن يقال له: نعوذ بالله منك.
وذكر نحو ما تقدم في فراقها.
قال: وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا بالله منه.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل: ونكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة، وهي الشقية، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى أهلها، ففعل وردها مع أبي أسيد الساعدي، وكانت تقول عن نفسها: الشقية.
وقيل: إن التي قال لها نساء النبي صلى الله عليه وسلم لتتعوذ بالله منه هي الكندية، ففارقها، فتزوجها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليها قيس بن مكشوح المرادي.
قال: وقال آخرون: التي تعوذت بالله منه امرأة من سبي بلعنبر. وذكر في قول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لها نحو ما تقدم.
قال: وقال آخرون: كان بها وضح كالعامرية، ففارقها. وقيل: إنه قال لها: هبي لي نفسك.
قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ فأهوى بيده إليها، فاستعاذت منه، ففارقها.
قال أبو عمر: الاختلاف في الكندية كثير جدا، منهم من يسميها أسماء، ومنهم من يسميها أميمة. واختلفوا في سبب فراقها على ما ذكرناه، والاختلاف فيها وفي صواحباتها اللواتي لم يجتمع بهن عظيم.
أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا بن علي، ومسمار بن عمر بن العويس، وغيرهما، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا الحميدي، أخبرنا الوليد، أخبرنا الأوزاعي قال: سألت الزهري عن أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة: أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها، قالت: أعوذ بالله منك. قال: لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك. قال: وحدثني البخاري: أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط. يقال له الشوط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجلسوا هاهنا، فدخل وقد أتى بالجونية، فأنزلت في بيت من نخل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: هي لي نفسك. قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى بيده يضعها عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك. فقال: عذت بمعاذ. ثم خرج من عندها علينا فقال: يا أبا أسيد: اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها. وقد سماها البخاري أميمة. وقيل: عمرة. وترد هناك إن شاء الله تعالى.
أخرجها أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. وأخرجها ابن منده فسماها أميمة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1475
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 14
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 16
أسماء بنت كعب في أسماء بنت النعمان.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 16
أسماء بنت النعمان بن الحارث بن شراحيل، وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية. قال أبو عمر: أجمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها، واختلفوا في قصة فراقها إلى أن قال: قال قتادة: هي أسماء بنت النعمان، من بني الحارث لما أدخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. قال قتادة: وقيل إنها قالت له: أعوذ بالله منك. فقال: «قد عذت بمعاذ».
وهذا باطل، إنما قالت: هذه امرأة أخرى من بني سليم.
وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا بالله منه، وقال غيره: المستعيذة امرأة من بني العنبر من سبي ذات الشقوق، وكانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل الكندية: هي الشقية التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفارقها ويردها إلى قومها، ففعل فردها مع أبي أسيد.
وقال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه، فقلن لها: إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي أعوذ بالله منك، ففعلت، وكانت تسمي نفسها شقية.
وزاد الجرجاني: فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم قيس بن مكشوح المرادي.
قال أبو عمر: سماها بعضهم أميمة بنت النعمان، وبعضهم أمامة، والاختلاف في الكندية كثير جدا، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللاتي لم يدخل بهن كثير.
قلت: ونسبها محمد بن حبيب في فصل النساء اللاتي لم يدخل بهن صلى الله عليه وسلم مثل القول الثاني المذكور أولا، وقال: كانت من أجمل النساء وأشبهن. وذكر قصة النساء معها وفراقها، وأن المهاجر تزوجها ثم قيس بن مكشوح، ثم قال: والجونية امرأة من كندة أيضا أحضرها أبو أسيد الساعدي، فتولت عائشة وحفصة أمرها، فقالت لها إحداهما: إنه يعجبه إذا دخلت عليه المرأة أن تقول: أعوذ بالله منك... القصة.
قلت: والذي في صحيح البخاري في الجونية من طريق الأوزاعي، سألت الزهري: أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة- أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها، قالت: أعوذ بالله منك. قال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك».
وأخرج من طريق حمزة ابن أبي أسيد عن أبي سيد، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال لها الشوط، فقال: «اجلسوا ها هنا، فدخل وقد أتى بالجونية، فأنزلت في بيت علي ومعها دايتها. فلما دخل عليها قال: «هبي لي نفسك». قال: قالت: هل تهب الملكة نفسها للسوقة! قال: فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن. قالت: أعوذ بالله منك. قال: «لقد عذت بمعاذ». ثم أخرج الحديث.
وأخرج ابن سعد، من طرق عدة كلها عن الواقدي- أن الجونية استعاذت من النبي صلى الله عليه وسلم. واختلف: هل هي بنت النعمان أو أخته؟ وسماها عن عبد الله بن جعفر المخزومي أمية.
وأخرج ابن سعد، عن هشام بن محمد، وهو ابن الكلبي، عن ابن الغسيل الذي أخرجه البخاري، وزاد فيه: فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها وأنا أمشطها، ففعلتها، ثم قالت لها إحداهما: إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال بكمه على وجهه، وقال: «عذت معاذا» - ثلاث مرات، ثم أخرج علي، فقال: «يا أبا أسيد، ألحقها، بأهلها ومتعها برازقيتين» يعني كرباسين، فكانت تقول: ادعوني الشقية.
ومن طريق عمر بن الحكم عن أبي أسيد في هذه القصة، فقلت: يا رسول الله، قد جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه، فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها، وكان يفعل ذلك إذا اختلى النساء، فقالت: أعوذ بالله منك... الحديث.
وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
ومن طريق عباس بن سهل، عن أبي أسيد، قال: لما طلعت بها على قومها تصايحوا، وقالوا: إنك لغير مباركة، لقد جعلتنا في العرب شهرة، فما دهاك؟ قالت: خدعت. فقالت لأبي أسيد: ما أصنع. قال: أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم محرم، ولا يطمع فيك أحد، فأقامت كذلك حتى توفيت في خلافة عثمان.
وعن ابن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها، وأشبهن، فقالت عائشة: قد وضع يده في العراب يوشك أن يصرفن وجهه عنا، وكان خطبها حين وفد أبوها عليه في وفد كندة، فلما رآها نساؤه حسدنها، فقلن لها: إن أردت أن تحظى عنده... القصة.
وبه إلى ابن عباس، قال: خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية، فأراد عمر أن يعاقبها، فقالت: والله ما ضرب على حجاب ولا سميت بأم المؤمنين، فكف عنها.
وعن الواقدي: قد بلغني أن عكرمة بن أبي جهل تزوجها في زمن الردة، وليس ذلك بثبت.
وقد ساق ابن سعد قصة الجونية، ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة. وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون، وفي آخرها: إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 19
زوج النبي صلعم أسماء بنت النعمان بن الجون بن شراحيل، وقيل: بنت النعمان بن الأسود ابن الحارث بن شراحيل الكندية. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أن النبي الله صلى الله عليه وسلم تزوجها، واختلفوا في قصة فراقه لها. فقال قوم: لما دخل بها دعاها، فقالت: تعال أنت! وأبت أن تجيء. هذا قول قتادة وأبي عبيدة. وقال بعضهم: قالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقد عذت بمعاذ وقد أعاذك الله مني! فطلقها. قال قتادة: وهذا باطل، إنما قال هذا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم فخفن نساؤه أن تغلبهن فقلن لها: إنه يعجبه أن تقولي له: أعوذ بالله منك. وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا بالله. وقيل: إنه خلف عليها المهاجر ابن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليها قيس بن المكشوح المرادي، وكانت تسمي نفسها الشقية. وقيل: بل كان بها وضح كوضح العامرية. -ومنهم من يقول: أميمة بنت النعمان، ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0
أسماء قيل: هي أسماء بنت كعب الجونية. كذا سماها ابن إسحاق وقال: لم يدخل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى طلقها.
وقال الزهري: تزوج أخت بني الجون الكندي فاستعاذت منه. فقال: ’’لقد عذت معاذا الحقي بأهلك’’.
وقيل: بل هي أسماء بنت النعمان الغفارية.
وعن قتادة قال: وتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- من أهل اليمن: أسماء بنت النعمان الغفارية فلما دخل بها دعاها. فقالت: تعال أنت فطلقها وتزوج أم شريك.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 500
أسماء بنت النعمان بن الجون بن شرحبيل وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل بن النعمان بن كندة، أجمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها. واختلفوا في قصة فراقه لها، فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. هذا
قول قتادة وأبي عبيدة. قال قتادة: وهي أسماء بنت النعمان من بني الجون. وزعم بعضهم أنها قالت له: أعوذ بالله منك، فقال: قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني، فطلقها.
قال قتادة: وهذا باطل، إنما قال هذا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم، فخاف نساؤه أن تغلبهن على النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها: إنه يعجبه أن تقولي له: أعوذ بالله منك. فقالت- لما دخلت عليه: أعوذ بالله منك. قال: قد عذت بمعاذ. وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا بالله منه.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل: ونكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة وهي الشقية التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى قومها وأن يفارقها، ففعل وردها مع رجل من الأنصار يقال له أبو أسيد الساعدي.
وقال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي له: أعوذ بالله منك. فلما دنا منها قالت: إني أعوذ بالله منك. فقال: قد عذت بمعاذ فطلقها ثم سرحها إلى قومها، وكانت تسمي نفسها الشقية.
وقال الجرجاني النسابة صاحب كتاب الموفق: أسماء بنت النعمان الكندية هي التي قالت لها نساء النبي صلى الله عليه وسلم: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه. فلما دخل عليها قالت: أعوذ بالله منك، فصرف وجهه عنها، وقال: الحقي بأهلك، فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليها قيس بن مكشوح المرادي.
وقال آخرون: التي تعوذت بالله من النبي صلى الله عليه وسلم هي من سبي بني العنبر يوم ذات الشقوق، وكانت جميلة، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذها فقالت له هذا وقال آخرون: بل كان بأسماء وضح كوضح العامرية، ففعل بها مثل ما فعل بالعامرية. وذكر ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: وفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت بني الجون من أجل بياض كان بها.
قال أبو عمر: الاختلاف في الكندية كثير جدا، منهم من يقول: هي أسماء بنت النعمان، ومنهم من يقول: هي أميمة بنت النعمان ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان، واختلافهم في سبب فراقها على ما رأيت، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه صلى الله عليه وسلم اضطراب عظيم على ما ذكرنا كثيرا منه في صدر هذا الكتاب، والحمد لله.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1785
أسماء بنت النعمان بن أبي الجون بن الأسود بن الحارث بن شراحيل بن الجون بن آكل المرار الكندي.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي قال: قدم النعمان بن أبي الجون الكندي. وكان ينزل وبني أبيه نجدا مما يلي الشربة. فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلما فقال: يا رسول الله ألا أزوجك
أجمل أيم في العرب كانت تحت ابن عم لها فتوفي عنها فتأيمت وقد رغبت فيك وحطت إليك. فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اثنتي عشرة أوقية ونش. فقال: يا رسول الله لا تقصر بها في المهر. [فقال رسول الله: ما أصدقت أحدا من نسائي فوق هذا ولا أصدق أحدا من بناتي فوق هذا]. فقال نعمان: ففيك الأسى. قال: فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك فأنا خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه. فبعث رسول الله معه أبا أسيد الساعدي. فلما قدما عليها جلست في بيتها وأذنت له أن يدخل. فقال أبو أسيد: إن نساء رسول الله لا يراهن أحد من الرجال. فقال أبو أسيد: وذلك بعد أن نزل الحجاب. فأرسلت إليه فيسرني لأمري. قال: حجاب بينك وبين من تكلمين من الرجال إلا ذا محرم منك. ففعلت. قال أبو أسيد: فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي على جمل ظعينة في محفة فأقبلت بها حتى قدمت المدينة فأنزلتها في بني ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحبن بها وسهلن وخرجن من عندها فذكرن من جمالها. وشاع بالمدينة قدومها.
قال أبو أسيد: ووجهت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته. ودخل عليها داخل من النساء فدأين لها لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء. فقالت:
إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا جاءك فاستعيذي منه فإنك تحظين عنده ويرغب فيك.
أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني موسى بن عبيدة عن عمر بن الحكم عن أبي أسيد الساعدي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجونية فحملتها. وكانوا يكونون بناحية نجد. حين نزلت بها في أطم بني ساعدة ثم جئت إلى رسول الله فأخبرته بها فخرج رسول الله يمشي على رجليه حتى جاءها فأقعى على ركبتيه ثم أهوى إليها ليقبلها.
وكذلك كان يصنع إذا اجتلى النساء فقالت: أعوذ بالله منك. فانحرف رسول الله عنها [وقال لها: لقد استعذت معاذا]. ووثب عنها وأمرني فرددتها إلى قومها.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر عن عمرو بن صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: الجونية استعاذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل لها هو أحظى لك عنده. ولم تستعذ منه امرأة غيرها وإنما خدعت لما رؤي من جمالها وهيئتها. ولقد ذكر لرسول الله من حملها على ما قالت لرسول الله [فقال رسول الله:
إنهن صواحب يوسف وكيدهن عظيم]. قال وهي أسماء بنت النعمان بن أبي الجون.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر قال: وهي أمية بنت النعمان بن أبي الجون.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكندية في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله هل تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخت الأشعث بن قيس قتيلة؟ فقال: ما تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط ولا تزوج كندية إلا أخت بني الجون فملكها. فلما أتي بها وقدمت المدينة نظر إليها فطلقها ولم يبن بها.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر عن الزهري قال: لم يتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كندية إلا أخت بني الجون ولم يبن بها حتى فارقها.
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال:
تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبه. قال:
فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة: قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا. وكان خطبها حين وفدت كندة عليه إلى أبيها. فلما رآها نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - حسدنها فقلن لها: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه إذا دخل عليك. فلما دخل وألقى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك. [فقال: أمن عائذ بالله! الحقي بأهلك].
أخبرنا هشام بن محمد. حدثني ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه وكان بدريا قال: تزوج رسول الله أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها أنت وأنا أمشطها. ففعلن ثم قالت لها إحداهما: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك. فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك. فتال بكمه على وجهه فاستتر به [وقال: عذت معاذا. ثلاث مرات. قال أبو أسيد: ثم خرج علي فقال: يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها برازقيتين]. يعني كرباستين. فكانت تقول:
دعوني الشقية.
أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني. أخبرنا موسى بن عبيدة. حدثني عمر بن الحكم. حدثني أبو أسيد قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من بلجون فأمرني أن آتيه
بها فأتيته بها فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت:
يا رسول الله قد جئتك بأهلك. فخرج يمشي وأنا معه. فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اجتلى لنساء أقعى وقبل. فقالت: أعوذ بالله منك. [فقال:
لقد عذت معاذا]. فأمرني أن أردها إلى أهلها ففعلت.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني سليمان بن الحارث عن عباس بن سهل قال:
سمعت أبا أسيد الساعدي يقول: لما طلعت بها على الصرم تصايحوا وقالوا: إنك لغير مباركة. ما دهاك؟ فقالت: خدعت. فقيل لي كيت وكيت. للذي قيل لها. فقال أهلها:
لقد جعلتنا في العرب شهرة. فبادرت أبا أسيد الساعدي فقالت: قد كان ما كان فالذي أصنع ما هو؟ فقال: أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي محرم ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله فإنك من أمهات المؤمنين. فأقامت لا يطمع فيها طامع ولا ترى إلا لذي محرم حتى توفيت في خلافة عثمان بن عفان عند أهلها بنجد.
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب. حدثني زهير بن معاوية الجعفي أنها ماتت كمدا.
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال:
خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة فأراد عمر أن يعاقبهما فقالت: والله ما ضرب علي الحجاب ولا سميت أم المؤمنين. فكف عنها.
قال محمد بن عمر: وقد سمعت من يقول تزوجها عكرمة بن أبي جهل في الردة ولم يكن وقع عليها حجاب رسول الله. وليس ذلك بثبت.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 113