أبو الفداء اسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن ايوب: الملك المؤيد، صاحب حماة. مؤرخ جغرافي، قرأ التاريخ والادب واصول الدين، واطلع على كتب كثيرة في الفلسفة والطب، وعلم الهيأة، ونظم الشعر - وليس بشاعر - واجاد الموشحات. له (المختصر في اخبار البشر - ط) ويعرف بتاريخ أبي الفداء، ترجم إلى الفرنسية واللاتينية وقسم منه إلى الانكليزية، وله (تقويم البلدان - ط) في مجلدين، ترجمة إلى الفرنسية المستشرق رينو Reinaud، و (تاريخ الدولة الخوارزمية - ط) و (نوادر العلم) مجلدان، و (الكناش - خ) في النحو والصرف، و (الموازين) وغير ذلك. ولد ونشأ في دمشق، ورحل إلى مصر فأتصل بالملك الناصر (من دولة المماليك) فأحبه الناصر واقامه سلطانا مستقلا في (حماة) ليس لاحد ان ينازعه السلطة، واركبه بشعار لملك، فأنصرف إلى حماة، فقرب العلماء ورتب لبعضهم المرتبات، وحسنت سيرته، واستمر إلى ان توفي بها.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 319

إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب الملك المؤيد عماد الدين ابن الأفضل بن المظفر بن المنصور تقي الدين الأيوبي السلطان عماد الدين صاحب حماة ولد سنة بضع وسبعين وبخط المؤرخ بحلب سنة اثنتين وأمر بدمشق فخدم الناصر لما كان بالكرك فبالغ فلما عاد إلى السلطنة وعده بسلطنة حماة ثم سلطنه بعد مدة يفعل فيها ما شاء من إقطاع وغيره ولا يؤمر ولا ينهى إلا أن جرد من الشام ومصر عسكر فإنه يجرد من مدينته وأركب في القاهرة بشعار المملكة والأبهة ومشى الناس في خدمته حتى أرغون النائب فمن دونه وجهزه كريم الدين بجميع ما يحتاج إليه ولقب أولا الصالح ثم المؤيد وأذن أن يخطب له بحماة وأعمالها وقدم سنة 16 فأنزل الكبش وأجريت عليه الرواتب وبالغ السلطان في إكرامه إلى أن سافر وقدم مرة أخرى ثم حج مع السلطان سنة 19 فلما عاد عظم في عين السلطان لما رآه من آدابه وفضائله وأركبه في المحرم سنة 20 عشرين بعد العود من المنصورية بين القصرين بشعار السلطنة وبين يديه قجليس السلاح دار بالسلاح والدوادار الكبير بالدواة والغاشية والعصائب وجميع دست السلطنة فطلع إلى السلطان وجلس رأس الميمنة ولقبه السلطان يومئذ المؤيد وكان جملة ما وصل إلى أهل الدولة بسببه في هذا اليوم مائة وثلاثين تشريفا منها ثلاثة عشر أطلس وتوجه في سنة 22 مع السلطان إلى الصعيد وكان يزوره بمصر كل سنة غالبا ومعه الهدايا والتحف وأمر السلطان جميع النواب أن يكتبوا له يقبل الأرض وكان السلطان يكتب إليه أمره وكان جوادا شجاعا عالما في عدة فنون نظم الحاوي في الفقه وصنف تاريخه المشهور تقويم البلدان ونظم الشعر والموشحات وفاق في معرفة علم الهيئة واقتنى كتبا نفيسة ولم يزل على ذلك إلى أن مات في المحرم سنة 732 ولم يكمل الستين ورثاه ابن نباتة وغيره ومن شعره ما أنشدنا أبو اليسر ابن الصائغ إجازة أنشدنا خليل ابن أيبك أنشدنا جمال الدين ابن نباتة أنشدنا المقرئ محمود بن حماد أنشدنا الملك المؤيد لنفسه في وصف فرس

قال الذهبي كان محبا للفضيلة وأهلها له محاسن كثيرة وله تاريخ علقت منه أشياء انتهى ولا أعرف في أحد من الملوك من المدائح ما لابن نباتة والشهاب محمود وغيرهما فيه إلا سيف الدولة وقد مدح الناس غيرهما من الملوك كثيرا ولكن اجتمع لهذين من الكثرة والإجادة من الفحول ما لم يتفق لغيرهما ولما بلغ السلطان موته أسف عليه جدا وحزن عليه وقرر ولده الأفضل محمدا في مكان أبيه وكان المؤيد كريما فاضلا عارفا بالفقه والطب والفلسفة وله يد طولى في الهيئة ومشاركة في عدة علوم وكان يحب أهل العلم ويقربهم ويؤويهم وانقطع إليه الأثير الأبهري عبد الرحمن ابن عمر فأجرى له ما يكفيه وكان لابن نباتة عليه راتب في كل سنة يصل إليه سوى ما يتحفه به إذا قدم عليه وكان الناصر يكتب إليه أخوه محمد ابن قلاون أعز الله أنصار المقام الشريف العالي السلطاني الملكي المؤيدي العمادي وكان تنكز يكتب إليه يقبل الأرض بالمقام الشريف العالي المولوي وأما غير تنكز فيكاتبه يقبل الأرض وينهى وقدم مرة القاهرة ومعه ولده فمرض فأمر السلطان جمال الدين ابن المغربي رئيس الأطباء بملازمته فحكى أنه لازمه بكرة وعشيا فكان المؤيد يبحث معه في تشخيص ذلك المرض ويقدر معه الدواء ويباشر طبخه بيده حتى كان ابن المغربي يقول والله لولا أمر السلطان ما لازمته فإنه لا يحتاج إلي ثم عوفي الولد فأفرط المؤيد في الإحسان لابن المغربي وأعطاه فرسا بكنبوش زركش وعشرة آلاف واعتذر إليه مع ذلك ووعده أنه إذا توجه إلى حماة يكافيه ولما مرض فرق كثيرا من كتبه ووقف بعضها وله وقف على جامع ابن طولون وهو خان كامل بحوانيته بدمشق رحمه الله

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0

إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب الملك المؤيد صاحب حماة
عماد الدين أبو الفداء ابن الأفضل بن الملك المظفر بن الملك المنصور بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شادي
كان من أمراء دمشق وخدم السلطان الملك الناصر لما كان في الكرك آخر أمره فوعده بحماة ووفى له بذلك
وكان المذكور رجلا فاضلا نظم الحاوي في الفقه وصنف تقويم البلدان وتاريخا حسنا وغير ذلك
توفي بحماة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وكان قد ملكها في سنة عشر وسبعمائة فأقام هذه المدة له شعر حسن ومن شعره

وكان جوادا ممدحا امتدحه الشيخ شهاب الدين محمود بقصيدته التي مطلعها
وبقصيدته التي مطلعها
وأكثر في مدحه شاعره الشيخ جمال الدين ابن نباتة شاعر الوقت ومن غرر قصائده فيه

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 9- ص: 403