الملك الصالح اسماعيل بن محمود بن زنكي: من ملوك بني زنكي في الشام والجزيرة. بويع له احدى عشرة سنة. فقام بامور دولته الامير شمس الدين محمد بن عبد الملك بن المقدم. وكان السلطان صلاح الدين يوسف بن ايوب قد استقل بمصر ؛ فلما علم بوفاة نور الدين اخذ يراقب حركة ابنه الصالح اسماعيل، فعلم باستيلاء احد الامراء على الجزيرة، فكتب إلى الصالح واهل دولته يعاتبهم على اهمالهم الرجوع اليه. واستولى الافرنج على قلعة بانياس (وكانت من اعمال دمشق) فصالحهم الامير شمس الدين، على مال يبعثه اليهم ؛ فاستنكر صلاح الدين ذلك. ورحل الصالح إلى حلب، فكتب شمس الدين ورساء دمشق إلى صالاح الدين يستدعونه، فاقبل عليهم، ودخل دمشق معلنا ابقاء الدعاء فيها للصالح. وامتنع عليه الصالح في حلب فقاتله. ثم صالحه على ان يبقى فيها. واستمر الصالح في حلب إلى ان توفي شابا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 326