عبد الرحمن بن داود الواعظ. دخل المغرب / وحدث بصحيح البخاري
[99 / 3] عن أبي الوقت في سنة ثمان وستمائة.
ليس بثقة.
اتهمه أبو عبد الله بن الابار، وكان يقلب بالزرزور.
قال الشيخ الضياء: رأيته بالقاهرة على المنبر، ورأيت له الأربعين في قضاء الحوائج موضوعة قد ركب لها أسانيد من طرق البخاري وأبي داود وغيرهما.
قلت: هو أبو البركات المصري الزرزارى الملقب بالزرزور، صحيح السماع من السلفي، وخطيب الموصل.
كذبه الابار، وابن مسدى، والناس.
قال ابن مسدى في معجمه: ذكر أنه لقى أبا النجيب السهروردى بالرى،
[وأنه سمع منه الرسالة بسماعه من أبي القاسم القشيرى، وأنه سمع بهمذان من عفيفة امرأة زعم أنه قرأ عليها حلية الأولياء.
تفردت به عن أحمد بن سعيد القاسانى، عن أبي نعيم.
وقدم علينا غرناطة سنة سبع وستمائة فسمعوا منه وسمعت منه، وكان يقول: مولدي بالموصل على رأس الثلاثين وخمسمائة.
وقد ذكر لي بعض المصريين أنه من أهل دمياط، وكذلك أبوه.
ومن عجائب تركيباته أنه حدث بالجمع بين الصحيحين للحميدي، عن أبي الوقت عبد الاول، وزعم أنه لقيه بمكة.
وهذا كذب صراح، ما دخل أبو الوقت مكة.
قال: وأعجب من هذا أن علي ابن أحمد الكوفي كان قد سمع من السلفي، ودخل الاندلس، وسمع من ابن بشكوال، وخرج أربعين مسلسلات، ثم قصد الدولة وقدم ختمه بخط أبى عبد الله السوسى القائم بالدولة، فقيل
[له]: من أين لك هذه؟ قال: إنى تزوجت بمصر بنت بنته، فكأنهم أظهروا له القبول وولوه قضاء مالقة، وقصدها فلما حل بسبتة ليركب البحر إلى مالقة احتاط متولى سبتة به، وجعله في مركب، وأنفذ إلى الإسكندرية، فسمع منه أبو البركات الواعظ أربعينه وكتبها، فوقعت على الاصل الذي فيه سماعه منه، فلما غرب أبو البركات أسقط ذكر الكوفي مؤلفها وادعاها لنفسه.
وبها افتضح
بالاندلس، فإنه حدث فيها عن مشايخ الاندلس، وحدث بغريب الحديث لأبي عبيد، عن أبى عبد الله ابن المتقنة، عن أبي منصور الرزاز، عن نافع الخراساني، عن معالى بن عدي، عن أبي عبيد، وهذا كله اختلاف.
وحدث بالشهاب عن رجل عن القضاعى.
نعوذ بالله من الخذلان.
قلت: وذكره ابن فرتون في ذيل الصلة، وأنه روى عن أبي النجيب رسالة القشيرى عن مؤلفها، وبالجهد أن يكون سمعها أبو النجيب من أصحاب القشيرى.
روى عنه أبو العباس بن مفرج النباتي، وأبو القاسم بن الطيلسانى.
قال ابن فرتون: وأخبرني أبو البركات هذا بفاس حين قدمها بأنه قرأ كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي على شهدة، وأنه لما ودعها أنشدته: إن عبد الرحمن أودع قلبي * حسرات بالبعد بعد التلاقي زارني زورة شفت سقم ال * قلب شفاء السليم بالدرياق ابن الطيلسان أبو القاسم، أنشدنا أبو البركات بقرطبة، أنشدنا السلفي مما قاله بآمد: أهدى لنا ليلة أبو حسن * فراخ طير مشوية وسمك فقلت تبا له ومخزية * لمن يلوم يا سيدى وسمك وقاك وقع البلاء من رفع الس * بع الطباق العلا لنا وسمك توفى أبو البركات بتونس.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 557