أشعب الطامع أشعب بن جبير، المعروف بالطامع، ويقال له ابن أم حميدة، ويكنى أبا العلاء وأبا القاسم: ظريف، من أهل المدينة. كان مولى لعبد الله بن الزبير. تأدب وروى الحديث، وكان يجيد الغناء. يضرب المثل بطمعه. وأخباره كثيرة متفرقة في كتب الأدب عاش عمرا طويلا، قيل: أدرك زمن عثمان في أيام المنصور العباسي، وتوفي بالمدينة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 332
أشعب بن أم حميدة المعروف بالطمع. ذكره مغلطاي في «حاشية أسد الغابة» فقال: ولد سنة تسع من الهجرة، وكانت أمه تدخل على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: ذكره أبو الفرج الأصبهاني. انتهى.
يريد بذلك أن يثبت أنه ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعد في القسم الثاني.
ولم يتجه لي صحة ذلك، لأن أبا الفرج ذكره من طريق واهية عن عبيدة بن أشعب، عن أبيه، لكن روى ابن عساكر في ترجمته من طريق نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعي، قال: قال لي أشعب: ولدت يوم قتل عثمان.
وأما ما رواه وكيع القاضي في «غرر الأخبار»، عن محمد بن علي بن حمزة، عن المازني، عن الأصمعي، قال: حدثني أشعب قال: سمعت طويسا- يغني بهذين البيتين في عرس مروان بن الحكم بأم عبد الملك- فذكر قصة- ففيه نظر أيضا، لأن عبد الملك ولد في خلافة عثمان، فالظاهر أنه لا يوثق بأشعب فيما يقول، ولو صح ذلك لروى عن أكابر الصحابة، ولم نقف له على رواية عن صحابي إلا عن ابن عمر وعبد الله بن جعفر: ورواياته عن التابعين كثيرة، كسالم، والقاسم، وفاطمة بنت الحسين ويكفي في الاستدلال على بطلان القول الأول أنهم اتفقوا على أنه مات سنة أربع وخمسين ومائة. وقد قدمنا أنه لم يتأخر عن سنة عشر ومائة أحد ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وترجمة أشعب مبسوطة في كتابي «لسان الميزان».
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 377
أشعب الطمع ابن جبير المدني، يعرف بابن أم حميدة، ومن يضرب بطعمه المثل.
روى قليلا عن عكرمة، وسالم، وأبان بن عثمان.
وعنه: معدي بن سليمان، وأبو عاصم النبيل.، وكان صاحب مزاح، وتطفيل، ومع ذلك كذب عليه.
قال الأصمعي: عبث به صبيان فقال:، ويحكم اذهبوا سالم يفرق تمرا فعدوا فعدا معهم، وقال: لعله حق.
ويقال: وفد على الوليد بن يزيد.
وقال عثمان بن فايد: حدثنا أشعب مولى عثمان بن عفان، عن عبد الله بن جعفر: رأيت النبي -صلى الله عليه، وسلم- يتختم في يمينه. عثمان: ضعف.
وقال أبو عاصم: حدثنا أشعب، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، قال: لله على عبده نعمتان، وسكت أشعب فقال: اذكرهما. قال: واحدة نسيها عكرمة، والأخرى أنا.
قيل: إن أشعب خال الأصمعي.
وعن سالم: أنه قال لأشعب: إني أرى الشيطان ليتمثل على صورتك. وكان رآه بكرة، وأطعمه هريسة، ثم بعد ساعتين رآه مصفرا، عاصبا رأسه بيده قصبة، قد تحامل إلى دار عبد الله بن عمرو بن عثمان.
قال الزبير: قيل لأشعب: نزوجك؟ قال: ابغوني امرأة أتجشى في وجهها تشبع، وتأكل فخذ جرادة تنتخم.
وقيل: أسلمته أمه عند بزاز، ثم قالت له: ما تعلمت؟ قال: نصف الشغل، تعلمت النشر، وبقي الطي.
وقيل: شوى رجل دجاجة، ثم ردها فسخنت، ثم ردها. فقال أشعب: هذه من آل فرعون {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا}.
وقيل: لقي دينارا، فاشترى به قطيفة، ثم نادى: يا من ضاع منه قطيفة.
ويقال: دعاه رجل فقال: أنا خبير بكثرة جموعك. قال: لا أدعو أحدا فجاء إذ طلع صبي فقال أشعب: أين الشرط؟ قال: يا أبا العلاء هو ابني، وفيه عشر خصال: أحدها: أنه لم يأكل مع ضيف. قال: كفى التسع لك، أدخله.
وعنه: قال: أتتني جاريتي بدينار، فجعلته تحت المصلى، ثم جاءت بعد أيام تطلبه، فقلت: خذي ما، ولد فوجدت معه درهما فأخذت الولد ثم عادت بعد جمعة، وقد أخذته فبكت فقلت: مات النوبة في النفاس. فولولت فقلت: صدقت بالولادة، ولا تصدقين بالموت.
قال أبو عاصم: أوقفني ابن جريج على أشعب، فقال: ما بلغ من طمعك؟ قال: ما زفت امرأة إلا كنست بيتي، رجاء أن تهدى إلي.
وعن أبي عاصم: أن أشعب مر بمن يعمل طبقا، فقال: وسعه لعلهم يهدون لنا فيه. ومررت يوما، فإذا هو ورائي قلت: ما بك؟ قال: رأيت قلنسوتك مائلة، فقلت: لعلها تقع، فآخذها. قال: فأعطيته إياها.
قال أبو عبد الرحمن المقرىء: قال أشعب: ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء.
وقيل: إنه كان يجيد الغناء.
يقال مات سنة أربع، وخمسين ومائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 513
أشعب بن جبير الطامع. له عن عبد الله بن جعفر، وسالم.
قال الأزدي: لا يكتب حديثه.
قلت: هو مدني، يعرف بابن أم حميدة، له نوادر.
وقل ما روى.
حدث عنه
معدي بن سليمان، وأبو عاصم، وحميدة - بفتح الحاء.
توفى سنة أربع وخمسين ومائة، له ترجمة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد، يقال اسمه شعيب، ويكنى أبا العلاء، وأبا إسحاق.
وقيل: هو ابن أم حميدة - بالضم.
عمر دهرا، ولد زمن عثمان.
[ قال الخطيب: هو خال الواقدي، وزعم الحاكم أنه قدم بغداد زمن المهدي.
وقال الأصمعي: حدثنا جعفر بن سليمان أنه قدم أيام المنصور بغداد، فأطاف به فتيان بني هاشم فغناهم، فإذا حلقه على حاله، وقال: أخذت الغناء عن معبد.
ويقال اسمه أبيه جبير.
وقيل: بل أشعب بن جبير آخر.
قال الجعابي: حدثني محمد بن سهل بن الحسن، حدثني مضارب بن نزيل، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا عثمان بن فائد، عن أشعب الطامع، عن عكرمة، عن ابن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة.
قال الجعابي: كان أشعب يقول: حدثني سالم بن عبد الله - وكان يبغضني في الله فيقال: دع هذا عنك، فيقول: ليس للحق منزل.
وقال معدي بن سليمان: حدثني أشعب قال: دخلت على القاسم بن محمد - وكان يبغضني في الله وأحبه فيه - فقال: ما أدخلك على؟ اخرج.
قلت: أسألك بوجه الله لما جددت لي عذقا، ففعل.
عبد الله بن سوادة، حدثنا أحمد بن شجاع الخزاعي، حدثني أبو العباس نسيم الكاتب، قال: قيل لأشعب: طلبت العلم، وجالست الناس، ثم أفضيت إلى المسألة، فلو جلست لنا وسمعنا منك! فقال: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلتان لا يجتمعان في مؤمن.
ثم
سكت طويلا فقالوا: ماهما؟ قال: نسى عكرمة واحدة، ونسيت الأخرى.
ويروى أنه أكل مع سالم تمرا فجعل يقرن، فقال سالم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن القران، فقال: اسكت، فوالله لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم رداءة هذا التمر لرخص فيه حفنة حفنة.
قال محمد بن أبي الأزهر: قال لنا الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها، فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم.
وذكر الطلحي أن أحمد بن إبراهيم قال: وجد أشعب دينارا، فكره أن يأكله حراما، وكره تعريفه، فاشترى به قطيفة، وانبعث يعرفها.
وروى نحوها مسعود بن بشر المازني، عن الواقدي، عنه - وكان خاله.
وقال الزبير بن بكار: قال الواقدي: لقيت أشعب، فقال لي: يابن واقد، وجدت دينارا، فكيف أصنع به؟ قلت: عرفه.
قال: سبحان الله! ما أنت في علمك إلا في غرور.
قلت: فما الرأي يا أبا العلاء؟ قال: أشترى به قميصا، وأعرفه بقباء.
قلت: إذا لا يعرفه أحد.
قال: فذاك أريد.
قال أبو الهيثم بن عدي: كان أشعب مولى فاطمة بنت الحسين قال لرجل سخن لي دجاجة ثم ردت فسخنت: دجاج هذا الرجل كآل فرعون في النار يعرضون عليها غدوا وعشيا، فضربته مائة لهذا القول، ووهبت له مائة دينار.
أبو داود السنجى، حدثنا الأصمعي، عن أشعب قال: دخلت على سالم فقال: حمل إلينا هريسة وأنا صائم، فاقعد فكل.
قال: فأمعنت.
فقال: ارفق، فما بقى تحمل معك، فرجعت، فقالت المرأة: يا مشئوم، بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان
يطلبك، وقلت: إنك مريض.
قال: أحسنت.
قدخل الحمام وتمرخ بدهن وصفرة.
قال: وعصبت رأسي، وأخذت قصبة أتوكأ عليها، فأتيته فقال لي: أشعب! قلت: نعم، جعلت فداك! ما نمت منذ شهرين.
قال: وسالم عنده، ولا أشعر.
فقال: ويحك يا أشعب! وغضب وخرج.
فقال ابن عثمان: ما غصب خالي سالم إلا من شئ.
فاعترفت وقلت: غضب من أنى أكلت بكرة عنده هريسة! فضحك هو وجلساؤه ووهب لي، فخرجت فإذا سالم، فقال: يا أشعب، ألم تأكل عندي الهريسة؟ قلت: بلى، جعلت فداك! فقال: والله لقد شككتني.
وحدثني الأصمعي قال: مر أشعب فعبث به الصبيان فقال: ويحكم! سالم يقسم تمرا، فمروا يعدون، فغدا أشعب معهم، وقال: وما يدريني لعله حق.
وعن أبي عاصم النبيل: مر أشعب بمن يعمل قفة، فقال: أوسع.
فقال: ولم يا أشعب؟ قال: لعلي يهدى إلي فيها.
ورويت بإسناد آخر، عن أبي الهيثم بن عدي، وقال: طبقا.
إبراهيم بن راشد، قال: قال: أبو عاصم: قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: لم تزف عروس بالمدينة إلا قلت: يجيئون بها إلي.
ورواها يحيى بن عبد الرحمن الأعشى، عن أبي عاصم، وزاد: فأكنس بيتي.
ابن مخلد العطار، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الدينورى، حدثنا عبد الله بن أبي حرب بسلمية، حدثنا عمرو بن أبي عاصم، عن أبيه: مررت يوما فالتفت فإذا أشعب ورائي، فقلت: مالك؟ قال: رأيت قلنسوتك قد مالت.
فقلت: لعلها تسقط فأخذها.
قال: فدفعتها إليه.
وقال ابن أبي يعقوب: حدثنا محمد بن المقري، عن أبيه، قال أشعب: ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لى بشئ.
وعن رجل عمن حدثه قال أشعب: جاءتني جاريتي بدينار أودعتنيه، فجعلته
تحت المصلى، فجاءت تطلبه، قلت: ارفعي عنه، فإنه قد ولد، فخذي ولده ودعيه - وكنت وضعت معه درهما - فأخذته، ثم عادت بعد جمعة فلم تره فصاحت فقلت: مات في النفاس.
قيل: توفى أشعب في سنة أربع وخمسين ومائة.
فإن صح أنه ولد في خلافة عثمان - ولا أرى ذلك يصح - فقد عمر مائة وعشرين سنة] .
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 258