الأغلب بن سالم الاغلب بن سالم عقل بن خفاجة التميمي: امير، من الشجعان القادة. وهو جد (الاغالبة) ملوك افريقية، واول من وليها منهم. كان مع أبي مسلم الخرساني حين قيامه بالدعوة العباسية. ورحل إلى افريقية مع محمد بن الاشعث. ثم ولاه المنصور (العباسي) الامارة بافريقية سنة 148 هـ ، فاقام في القيروان، فبايع أهل تونس للحسن بن حرب الكندي ودخل بهم القيروان، فعاد اليه الاغلب فقاتله. واستمرت الحرب بينهما إلى ان اصاب الاغلب سهم قتله، بقرب تونس.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 335
الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي أبو جعفر
كان ممن سعى في القيام بدعوة بني العباس مع أبي مسلم وحارب معه عبد الله بن علي وكان مع أبي جعفر المنصور في حصار ابن هبيرة، وفي قتل أبي مسلم ويقال إنه الذي ضربه فأطار يده ثم تولى حز رأسه ووجهه أبو جعفر المنصور مع محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعي إلى قتال البربر وهو أول قدومه إلى إفريقية وكان عامل مصر وذلك في سنة أربع وأربعين ومائة فخرج في أربعين ألفا عليهم مائة وثمانية وعشرون قائدا من تحت يد ابن الأشعث منهم ثلاثون ألفا من خراسان وعشرة آلاف من الشام وقيل ألفان فقط من الشام وقال المنصور إن حدث به حدث كان الأغلب أميرهم بعده فولى طبنة إلى أن خرج ابن الأشعث من القيروان في شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وكان قد بنى سور القيروان فبعث أبو جعفر إلى الأغلب عهده بولاية القيروان فاستقامت له الأمور ثم اضطربت بعقب ذلك لخروج أبي قرة البربري عليه واشتغاله بحربه وخرج الحسن بن حرب الكندي عليه وخاطب القواد مضرياً فلحق به منهم جماعة وهو بتونس فأقبل إلى القيروان فدخلها وبلغ الخبر الأغلب فأقبل في عدة يسيرة ممن أطاعه وكتب إلى الحسن
ألا من مبلغ عني مقالا | يسير به إلى الحسن بن حرب |
فإن البغي أبعده وبال | عليك وقربه لك شر قرب |
فإن لم تدعني لتنال سلما | وعفوي فأدن من طعني وضربي |
أغدو إلى الله بأمر يرضاه | لا خير في |
إن يهوني الموت فإني أهواه | كل مرئ يلقى يوماً |
أضرب في القوم ومثلي يضرب | فإن يكن حرباً فإني الأغلب |
لا أجزع اليوم ولا أكذب |
لم يبق إلا القلب أو أموت | إن تحم لي الحرب فقد حميت |
لقد أفسد الموت الحياة بأغلب | غداة غدا للموت في الحرب معلما |
تبدت له أم المنايا فأقصدت | فتى حين يلقى الموت في الحرب صمما |
أخا غزوات ما تزال جياده | تصبح عنه غارة حيث يمما |
أتته المنايا في القنا فاختر منه | وغادرنه في ملتقى الخيل مسلما |
كأن على أثوابه من دمائه | عبيطاً وبالخدين والنحر عندما |
فبات شهيدا نال أكرم ميتة | ولم يبغ عمرا أن يطول ويسقما |
دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 1- ص: 1