امرؤ القيس امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني اكل المرار: اشهر شعراء العرب علىالاطلاق. يماني الاصل. مولده بنجد، أو بمخلاف السكاسك باليمن. اشتهر بلقبه، واختلف المؤرخون في اسمه، فقيل حندج وقيل مليكة وقيل عدي. وكان ابوه ملك اسد وغطفان، وامه اخت المهلهل الشاعر، فلقنه المهلهل الشعر، فقاله وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك اباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته. فابعده إلى (دمون) بحضرموت، موطن ابائه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره، فاقام زهاء خمس سنين، ثم جعل يتنقل مع اصحابه في احياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى ان اثار بنو اسد على أبيه وقتلوه، فبلغ ذلك امرأ القيس وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي ! ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا، لاصحو اليوم ولا سكر دا ! اليوم خمر وغدا أمر ! ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني اسد، وقال في ذلك شعرا كثيرا. وكانت حكومة فارس ساخطة على بني اكل المرار (اباء امرئ القيس) فاوعزت إلى المنذر (ملك العراق) بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد، وتفرق عنه انصاره، فطاف قبائل العرب حتى اتهى إلى السموأل، فاجاره. فمكث عنده مدة، ثم رأى ان يستعين بالروم على الفرس. فقصد الحارث ابن أبي شمر الغساني (والي بادية الشام) فسيره هذا إلى قيصر الروم يوستنياونس Justinianus (ويسمى Justinien 1er) في القسطنطينية. فوعده ومطله. ثم ولاه امرة فلسطين (البادية) ولقبه (فيلارق Phylarck) اى الوالي، فرحل يريدها. فلما كان بانقرة ظهرت في جسمه قروح. فاقام إلى ان مات في انقرة. وقد جمع بعض ما ينسب اليه من الشعر في ديوان صغير (ط) وكثر الاختلاف في ما كان يدين به ولعل الصحيح انه كان على المزدكية وفي تاريخ ابن عساكر ان امرأ القيس كان في اعمال دمشق وان (سقط الوى) و (لدخول) و (حومل) و (توضح) و (المقراة) الواردة في مطلع معلقته، اماكن معروفة بحوران ونواحيها. وقال ابن قتيبة: (هو من أهل نجد. والديار التي يصفها في شعره كلها ديار بني اسد) وكشف لنا ابن بلهد (في صحيح الاخبار) عن طائفة من الاماكن الوارد ذكرها في شعره ؛ اين تقع وبماذا تسمى اليوم، وكثير منها في نجد. ويعرف امرؤ القيس بالملك الضليل (لاضطراب امره طول حياته) وذي القروح (لما اصابه في مرض موته) وكتب الادب مشحونة باخباره وعني معاصرونا بشعره وسيرته، فكتب سليم الجندي (امرؤ القيس - ط) ومحمد هادي ابن علي الدفتر (امرؤ القيس واشعاره - ط) ومحمد صالح سمك (امير الشعر في العصر القديم - ط) ورئيف الخوري (امرؤ القيس - ط) ومثله لفؤاد البستاني، و لمحمد صبري

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 11