أنس بن مالك انس بن مالك بن النضر بن ضمضم النجاري الخزرجي الانصاري، ابو ثمامة، أو ابو حمزة: صاحب رسول الله (ص) وخادمه. روي عنه رجال الحديث 2286 حديثا. مولده بالمدينة واسلم صغيرا وخدم النبي (ص) إلى ان قبض. ثم رحل إلى دمشق، ومنها إلى البصرة، فمات بها. وهو اخر من مات بالبصرة من الصحابة
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 24
أنس بن مالك بن النضير بن ضمضم ابن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفاته ومبلغ عمره ومدفنه
في أسد الغابة اختلف في وقت وفاته بين سنة 91 أو 92 أو 93 أو 90 وفي مبلغ عمره بين 103 سنين أو 110 أو 107 أو 99 أو بضع وتسعين وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة وكان موته بقصره بالطف ودفن هناك على فرسخين من البصرة (انتهى) وفي الاستيعاب يقال أنه آخر من مات بالبصرة من الصحابة وما اعلم أحدا مات بعده من الصحابة إلا أبا الطفيل.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: انس بن مالك أبو حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري (انتهى) وحديث الطير يدل على انحراف انس عن علي عليه السلام وكان أنس في مجلس ابن زياد في قصر الإمارة بعد قتل الحسين عليه السلام حين أذن للناس إذنا عاما وأمر بإحضار رأس الحسين عليه السلام وجعل يضرب ثناياه بالقضيب فبكى انس وقال: كان أشبههم برسول الله. وفي الاستيعاب: يكنى أبا حمزة أمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية، كان مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ابن عشر سنين وقيل ابن ثمان سنين، ثم روى بسنده عنه أنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وتوفي وأنا ابن عشرين سنة، وانه خرج معه إلى بدر وهو غلام يخدمه، وبسنده عن إسحاق بن يزيد: رأيت انس بن مالك مختوما في عنقه ختمه الحجاج أراد إن يذله بذلك. وزاد في أسد الغابة: وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي وذكر في ترجمته أنه طال عمره حتى أدرك الحجاج بن يوسف وامتحن معه، أرسل الحجاج سنة 74 إلى سهل بن سعد وقال: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟ قال قد فعلته! قال كذبت ثم أمر به فختم في عنقه وختم أيضا في عنق انس بن مالك حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه، وختم في يد جابر بن عبد الله يريد إذلالهم بذلك وان يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم (انتهى).
فليهنأ المشيدون بفضل بني أمية لا سيما من أهل هذا الزمان بهذه الفضائل والمناقب التي من أهمها: الحجاج بن يوسف عامل عبد الملك بن مروان يختم أعناق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذلهم، وما كتب عبد الملك إلى الحجاج في انس بن مالك إلا لانحرافه عن علي بن أبي طالب. وفي الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن أنس في حديث: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا. وفي رواية خدمته تسع سنين فما قال لشيء صنعته قط أسأت أو بئس ما صنعت (انتهى) وذكر له ابن حجر في تهذيب التهذيب ترجمة طويلة وذكر جماعة كثيرة ممن رووا عنه وممن روى عنهم لا نطيل بذكرهم. وأنس ليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 502
أنس بن مالك بن النضر (ب د ع) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار، واسمه تيم الله، بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار.
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يتسمى به ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب جدة النبي صلى الله عليه وسلم واسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في عامر بن غنم، وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النبي صلى الله عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها، وأمه أم سليم بنت ملحان، ويرد نسبها عند اسمها.
وكان يخضب بالصفرة، وقيل: بالحناء، وقيل بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجرها فنهته أمه، وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها.
وداعبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا ذا الأذنين. وقال محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أم لك؟ وأين غبت عن بدر؟ قال محمد بن عبد الله: خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا عشر سنين، وقيل: تسع سنين وقيل: ثماني سنين.
وروى الزهري عن أنس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة وقيل: خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وقيل: خدمه ثمانيا. وقيل: سبعا.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وأبو جعفر وإبراهيم بن محمد بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال: حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، عن أبي خلدة قال: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجئ منه ريح المسك.
أبو خلدة اسمه: خالد بن دينار وقد أدرك أنس بن مالك.
وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي وغيره، قالوا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وزهير بن أبي زهير قالا: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، أخبرنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال: آمين فقيل له: علام أمنت يا رسول الله؟ فقال: أتانى جبريل فقال: رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين». روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوما في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي.
وهو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البناني، وقتادة، والحسن البصري، والزهري، وخلق كثير.
وكان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، هذا ابني، وهو غلام كاتب، قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت..
ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكرا وابنتان، إحداهما: حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولدا، وقيل: نحو مائة.
وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به.
واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة، قال حميد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة، أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر، لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين، وأما على قول من يقول إنه كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصا بينا والله أعلم.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 73
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 294
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 151
أنس بن مالك، ذكر خادما للنبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك، ذكر خادما للنبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سرايا بن علي وغير واحد، قالوا بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد- هو ابن زيد- عن ثابت، عن أنس قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم- من عنده وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار».
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1450
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 398
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 407
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه، صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقبله.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقله كان يجتنبها، ومازحه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: «يا ذا الأذنين».
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري. خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه. أخبرني أبي، عن مولى لأنس- أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ قال: وأين أغيب عن بدر، لا أم لك! قلت: وإنما لم يذكروه في البدريين، لأنه لم يكن في سن من يقاتل. وقال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، قلت لأبي العالية أسمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان ويجيء منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة ومات بها.
قال علي بن المديني: كان آخر الصحابة موتا بالبصرة، وقال البخاري: حدثنا موسى، حدثنا إسحاق بن عثمان، سألت موسى بن أنس: كم غزا أنس مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثماني غزوات.
وروى ابن السكن، من طريق صفوان بن هبيرة، عن أبيه، قال: قال لي ثابت البناني
قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه.
وقال معتمر، عن أبيه: سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلى القبلتين غيري. قال جرير بن حازم: قلت لشعيب بن الحبحاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين.
أخرجه ابن شاهين.
وقال سعيد بن عفير، والهيثم بن عدي، ومعتمر بن سليمان: مات سنة إحدى
وتسعين. وقال ابن شاهين: حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد مثله، وزاد: وكان عمره مائة سنة إلا سنة.
قال ابن سعد، عن الواقدي، عن عبد الله بن زيد الهذلي- أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين.
وقال أبو نعيم الكوفي: مات سنة ثلاث وتسعين. وفيها أرخه المدائني، وخليفة، وزاد: وله مائة وثلاث سنين.
وحكى ابن شاهين، عن يحيى بن بكير- أنه مات وله مائة سن وسنة، قال: وقيل مائة وسبع سنين، ورواه البغوي، عن عمر بن شبة، عن محمد بن عبد الله الأنصاري كذلك.
قال الطبراني: حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي، حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أنس، قال: قالت أم سليم: يا رسول الله، ادع الله لأنس فقال: «اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه».
قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين.
وقال جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام، فقالت: يا رسول الله، أنس ادع الله له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة».
قال: قد رأيت اثنتين، وأنا أرجو الثالثة.
وقال جعفر، أيضا، عن ثابت: كنت مع أنس، فجاء قهرمانه، فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال: فقام أنس متوضئا، وخرج إلى البرية فصلى ركعتين، ثم دعا فرأيت السحاب تلتثم. قال: ثم مطرت حتى ملأت كل شيء. فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله، فقال: انظر أين بلغت السماء؟ فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا، وذلك في الصيف.
وقال علي بن الجعد، عن شعبة، عن ثابت، قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم- يعني أنسا.
وروى الطبراني في «الأوسط»، من طريق عبيد بن عمرو الأصبحي، عن أبي هريرة، أخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة، وقال: لا نعلم روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا ابن عون، عن موسى بن أنس- أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجهه إلى البحرين على السعاية، فدخل عليه عمر فاستشاره، فقال: ابعثه فإنه لبيب كاتب. قال: فبعثه، ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 275
أبو حمزة، أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشهور. تقدم في الأسماء.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 80
أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك أبو حمزة الأنصاري البخاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخر أصحابه موتا. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان وأسيد بن حضير وأبي طلحة وعبادة ابن الصامت وأمه أم سليم وخالته أم حرام وابن مسعود ومعاذ وأبي ذر. قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما ضربني ولا سبني ولا عبس في وجهي؛ رواه الترمذي بأطول من هذا. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أكثر ماله وولده! قال أنس: والله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم. قال بعضهم: بلغ مائة وثلاث سنين، وتوفي على الصحيح سنة ثلاث وتسعين للهجرة. وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
قال علي بن زيد بن جدعان: كنت في دار الإمارة والحجاج يعرض الناس أيام ابن الأشعث، فدخل أنس بن مالك، فلما دنا من الحجاج قال الحجاج: يا خبثة! جوال في الفتن، مرة مع علي ابن أبي طالب ومرة مع ابن الزبير ومرة مع ابن الأشعث! والله لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة، ولأجردنك كما يجرد الضب! فقال له أنس: من يعني الأمير، أصلحه الله؟ قال: إياك أعني، أصم الله سمعك! فاسترجع أنس وشغل عنه، فخرج أنس وتبعته وقلت: ما منعك أن تجيبه؟ فقال: والله لولا أني ذكرت كثرة ولدي وخشيته عليهم لأسمعته في مقامي هذا ما لا يستحسن لأحد بعدي! وكتب إلى عبد الملك: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الملك أمير المؤمنين من أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه. أما بعد، فإن الحجاج قال لي هجرا من القول وأسمعني نكرا ولم أكن لما قال أهلا، إنه قال لي كذا وكذا وإني أقسمت بخدمتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين كوامل: لولا صبية صغار ما باليت أية قتلة قتلت، ووالله لو أن اليهود والنصارى أدركوا رجلا خدم نبيهم لأكرموه! فخذ لي على يده وأعني عليه، والسلام! فلما قرأ عبد الملك الكتاب استشاط غضبا وكتب إلى الحجاج: أما بعد، فإنك عبد من ثقيف طمحت بك الأمور فعلوت فيها وطغيت حتى عدوت قدرك وتجاوزت طورك يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب. لأغمزنك غمز الليث ولأخبطنك خبطة ولأركضنك ركضة تود معها لو أنك رجعت في مخرجك من وجار أمك. أما تذكر حال آبائك ومكاسبهم بالطائف وحفرهم الآبار بأيديهم ونقلهم الحجارة على ظهورهم؟ أم نسيت أجدادك في اللؤم والدناءة وخساسة الأصل؟ وقد بلغ أمير المؤمنين ما كان منك إلى أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في المشهد والمغيب جرأة منك على الله ورسوله وأمير المؤمنين والمسلمين وإقداما على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين أصك الرجلين ممسوح الجاعرتين، لقد هممت أن أبعث إليك من يسحبك ظهرا لبطن حتى يأتي بك أبا حمزة فيحكم فيك بما يراه. و لم علم أمير المؤمنين أنك اجترمت إليه جرما أو انتهكت له عرضا غير ما كتب به إليه لفعل ذلك بك. فإذا قرأت كتابي هذا فكن له أطوع من نعله واعرف حقه وأكرمه وأهله ولا تقصرن في شيء من حوائجه، فو الله لو أن اليهود رأت رجلا خدم العزير أو النصارى رجلا خدم المسيح لوقروه وعظموه. فتبا لك! لقد اجترأت ونسيت العهد، وإياك أن يبلغني عنك خلاف ذلك، فأبعث إليك من يضربك بطنا لظهر ويهتك سترك ويشمت بك عدوك! والقه في منزله متنصلا إليه ليكتب إلي برضاه عنك! {لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون}. وكتب عبد الملك إلى أنس: لأبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. من عبد الملك، سلام عليك! أما بعد، فإني قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت في أمر الحجاج، وإني والله ما سلطته عليك ولا على أمثالك. وقد كتبت إليه ما يبلغك، فإن عاد لمثلها فعرفني حتى أحل به عقوبتي وأذله بسطوتي، والسلام عليك!.
ثم أرسل إلى إسماعيل بن عبد الله ابن أبي المهاجر ودفع إليه الكتابين. وقال: اذهب إلى أنس والحجاج وابدأ بأنس وقل له: أمير المؤمنين يسلم عليك ويقول لك: قد كتبت إلى عبد نبي ثقيف كتابا إذا قرأه كان أطوع لك من أمتك، واستعرض حوائجه! فركب إسماعيل البريد، فلما دفع الكتاب إلى الحجاج جعل يقرأه ويتمعر وجهه ويرشح عرقا ويقول: يغفر الله لأمير المؤمنين! ثم قال: نمضي إلى أنس! فقال له: على رسلك! ثم مضى إلى أنس وقال له: يا أبا حمزة، قد فعل أمير المؤمنين معك ما فعل وهو يقرأ عليك السلام ويستعرض حوائجك. فبكى أنس وقال: جزاه الله خيرا، كان أعرف بحقي وأبر بي من الحجاج. قال: وقد عزم الحجاج على المجيء إليك، فإن رأيت أن تتفضل عليه فأنت أول بالفضل. فقام أنس ودخل إلى الحجاج فقام إليه واعتنقه وأجلسه على سريره وقال: يا أبا حمزة، عجلت علي بالملامة وأغضبت أمير المؤمنين، وأخذ يعتذر إليه ويقول: قد علمت شغب أهل العراق وما كان من ابنك مع ابن الجارود ومن خروجك مع ابن الأشعث، فأردت أن يعلموا أني أسرع إليهم بالعقوبة إذ قلت لمثلك ما قلت. فقال أنس: ما شكوت حتى بلغ مني الجهد، زعمت أننا الأشرار والله سمانا الأنصار، وزعمت أننا أهل النفاق ونحن الذين تبوأنا الدار والإيمان، والله يحكم بيننا وبينك. وما وكلتك إلى أمير المؤمنين إلا حيث لم يكن لي به قوة ولا آوي إلى ركن شديد! ودعا لعبد الملك وقال: إن رأيت خيرا حمدت وإن رأيت شرا صبرت، وبالله استعنت. وكتب الحجاج إلى عبد الملك: أما بعد، فأصلح الله أمير المؤمنين وأبقاه ولا أعدمناه، وصلني الكتاب يذكر فيه شتمي وتعييري بما كان قبل نزول النعمة بي من أمير المؤمنين ويذكر استطالتي على أنس جرأة مني على أمير المؤمنين وغرة مني بمعرفة سطواته ونقماته. وأمير المؤمنين أعزه الله في قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق من أقالني عثرتي وعفا عن جريمتي ولم يعجل عقوبتي ورأيه العالي في تفريج كربتي وتسكين روعتي، أقاله الله العثرات! قد رأى إسماعيل ابن أبي المهاجر خضوعي لأنس وإعظامي إياه.. واعتذر اعتذارا كثيرا.
ولما قدم الحجاج العراق أرسل إلى أنس فقال: يا أبا حمزة، إنك قد صبحت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت من عمله وسيرته ومنهاجه، فهذا خاتمي، فليكن في يدك فأرى برأيك ولا أعمل شيئا إلا بأمرك. فقال له أنس: أنا شيخ كبير قد ضعفت ورققت وليس في اليوم ذاك. فقال: قد عملت لفلان وفلان، فما بالي أنا؟ فانظر إن كان في بنيك ممن تثق بدينه وأمانته وعقله! قال: ما في نبي من أثق لك به! وكثر الكلام بينهما.
وقال يوما من جملة كلام: لقد عبت فما تركت شيئا، ولولا خدمتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب أمير المؤمنين لكان لي ولك شأن من الشأن. فقال أنس: هيهات! إني لما خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني كلمات لا يضرني معهن عتو جبار. فقال له الحجاج: يا عماه لو علمتنيهن! فقال: لست لذلك بأهل! فدس إليه الحجاج ابنه محمدا ومعه مائتي ألف درهم، ومات الحجاج قبل أن يظفر بالكلمات، وهي: ’’بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطاني، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء، بسم الله افتتحت، وعلى الله توكلت، الله ربي لا أشرك به أحدا، اللهم أنت جاري من كل شيء’’. {قل هو الله أحد..} السورة. من خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي.
وقال أنس: دفنت من صلبي مائة ولد وإن نخلي يثمر في السنة مرتين، ولقد عشت حتى استحييت من أهلي وأنا أرجو الرابعة. يعني: المغفرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر له ذنبه، وبارك له فيما أعطيته. وكان أنس قد ختمه الحجاج في عنقه.
وقال أنس: يقولون لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب رجل مؤمن.، كذبوا والله، لقد جمع الله حبهما في قلوبنا. وقال ابن سعد: كان يصلي حتى تتفطر رجلاه دما، وكان مجاب الدعوة، يدعو فينزل الغيث. وكان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله وعياله وولده فيختم بحضرتهم، وإذا خرج إلى قصره صلى على حماره تطوعا يومئ إيماء. وقال سبط ابن الجوزي: عامة الرواة على أنه لم يشهد بدرا. وقال: كان لجماعة مائة ولد، منهم أبو بكرة نفيع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة السعدي وعبد الله بن عمر الليثي وجعفر بن سليمان الهاشمي، لم يمت كل واحد من هؤلاء حتى رأى من صلبه مائة ولد. ويقال: إنه لا يعرف لهم سادس.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0
أنس بن مالك ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
الإمام المفتي المقرئ المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي البخاري المدني، خادم رسول الله -صلى الله علي وسلم- وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا.
روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- علما جما، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاذ، وأسيد بن الحضير، وأبي طلحة، وأمه أم سليم بنت ملحان، وخالته أم حرام، وزوجها عبادة بن الصامت، وأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وأبي هريرة، وفاطمة النبوية، وعدة.
وعنه: خلق عظيم؛ منهم: الحسن، وابن سيرين، والشعبي، وأبو قلابة، ومكحول، وعمر بن عبد العزيز، وثابت البناني، وبكر بن عبد الله المزني، والزهري، وقتادة، وابن المنكدر، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد العزيز بن صهيب، وشعيب بن الحبحاب، وعمرو بن عامر الكوفي، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وكثير بن سليم، وعيسى بن طهمان، وعمر بن شاكر.
وبقي أصحابه الثقات إلى بعد الخمسين ومائة، وبقي ضعفاء أصحابه إلى بعد التسعين ومائة، وبقي بعدهم ناس لا يوثق بهم، بل اطرح حديثهم جملة كإبراهيم بن هدبة، ودينار أبي مكيس، وخراش بن عبد الله، وموسى الطويل، عاشوا مديدة بعد المائتين، فلا اعتبار بهم.
وإنما كان بعد المائتين بقايا من سمع من ثقات أصحابه كيزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي عاصم النبيل، وأبي نعيم.
وقد سرد صاحب ’’التهذيب’’ نحو مائتي نفس من الرواة عن أنس.
وكان أنس يقول: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي يحثثنني على خدمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
فصحب أنس نبيه -صلى الله عليه وسلم- أتم الصحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، وإلى أن مات، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة.
وقد روى محمد بن سعد في ’’طبقاته’’: حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن مولى لأنس، أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ فقال: لا أم لك، وأين أغيب عن بدر. ثم قال الأنصاري: خرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر وهو غلام يخدمه.
وقد رواه عمر بن شبة، عن الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة قال: قيل لأنس: | فذكر نحوه. |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 416
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري البصري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا حمزة، سمي باسم عمه أنس بن النضر. أمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية، كان مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ابن عشر سنين. وقيل: ابن ثمان سنين.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا محمد بن منصور وإبراهيم بن سعد الجوهري، قالا: حدثنا سفيان عن عيينة الزهري عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتولى وأنا ابن عشرين سنة.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا أبي عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ قال: لا أم لك! وأين أغيب عن بدر؟ قال محمد بن عبد الله: خرج أنس بن مالك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توجه إلى بدر، وهو غلام يخدمه.
وقال محمد بن عمر الواقدي: حدثني ابن أبي ذئب عن إسحاق بن زيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوما في عنقه ختم الحجاج، أراد أن يذله بذلك واختلف في وقت وفاته، فقيل سنة إحدى وتسعين، هذا قول الواقدي.
وقيل أيضا: سنة اثنتين وتسعين، وقيل سنة ثلاث وتسعين. قاله خليفة ابن خياط وغيره وقال خليفة: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين. وقيل: كانت سنه إذ مات مائة سنة وعشر سنين.
وقال محمد بن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري، ابن كم كان أنس بن مالك يوم مات؟ فقال: ابن مائة سنة وسبع سنين. قال أبو اليقظان: صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. وقال الحسن بن عثمان: مات أنس بن مالك في قصره بالطف على فرسخين من البصرة سنة إحدى وتسعين. ودفن هناك. وقد قيل: إنه مات وهو ابن بضع وتسعين سنة، وأصح ما فيه ما حدثنا به عبد الله بن محمد، قال حدثنا أحمد بن سليمان، قال حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد: أن أنس ابن مالك عمر مائة سنة إلا سنة.
قال أبو عمر: يقال إنه آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا الطفيل عامر بن وائلة، ويقال: إن أنس بن مالك قدم من صلبه من ولده وولد ولده نحوا من مائة قبل موته، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له فقال: اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له. قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالا وولدا. ويقال: إنه ولد لأنس بن مالك ثمانون ولدا منهم ثمانية وسبعون ذكرا، والبنتان الواحدة تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمرو.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 109
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. وأمه أم سليم بنت ملحان وهي أم أخيه البراء بن مالك.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن ثماني سنين.
قال: وأخبرنا محمد بن كناسة الأسدي قال: حدثنا جعفر بن برقان عن عمران البصري عن أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما أمرني بأمر توانيت عنه أو صنعته فلامني. وإن لامني أحد من أهله [قال: دعوه فلو قدر. أو قال:
قضي أن يكون لكان].
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن موسى بن أنس قال: لئن لم نكن من الأزد ما نحن من العرب. قال حماد: أي نحن من الأزد.
قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا أبو غالب الباهلي أنه تبع جنازة عبد الله بن عمير الليثي. قال: فإذا
رجل على بريذينه وعليه كساء أسود رقيق وعلى رأسه خرقة تقيه من الشمس وإذا قطنتان قد وضعهما على موقي عينيه. قال: قلت من هذا الدهقان؟ قالوا: هذا أنس ابن مالك. قال: فزحمت الناس حتى دنوت منه. فلما وضعت الجنازة قام أنس عند رأسه فصلى عليه. فكبر أربع تكبيرات لم يطل ولم يسرع.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن سلمة بن وردان قال: رأيت على أنس عمامة سوداء على غير قلنسوة قد أرخاها من خلفه.
قال: أخبرنا وكيع عن عبد السلام بن شداد أبي طالوت قال: رأيت على أنس ابن مالك عمامة خز.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك قال: نهى عمر بن الخطاب أن يكتب في الخواتيم شيء من العربية وكان في خاتم أنس ذئب أو ثعلب.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال: كان نقش خاتم أنس أسد رابض.
قال: أخبرنا بكار بن محمد عن أبيه قال: كان أنس بن مالك من أحرص أصحاب محمد على المال.
قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: رأيت أنس بن مالك دخل المسجد الحرام فركز شيئا أو هيأ شيئا يصلي عليه.
قال: أخبرنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة قال: عجز أنس بن مالك عن الصوم قبل أن يموت بسنة فأفطر وأطعم ثلاثين مسكينا.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: لما حضر أنس بن مالك الموت أوصى أن يغسله محمد بن سيرين ويصلي عليه. وكان محمد محبوسا. فأتوا الأمير وهو يومئذ من رجل من بني أسيد فأذن له فخرج فذهب فغسله وكفنه وصلى عليه في قصر أنس. بالطف ثم رجع فدخل كما هو السجن. ولم يذهب إلى أهله.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله. إن أنسا غلام كيس فليخدمك. قال: فخدمته في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا؟.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا حميد الطويل عن أنس قال: أخذت أم سليم بيدي مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتت بي رسول الله ص. فقالت: يا رسول الله هذا ابني وهو غلام كاتب. قال أنس: فخدمته تسع سنين فما قال لشيء صنعته قط أسأت أو بئس ما صنعت.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ذهبت بي أمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله. خويدمك ادع الله له. قال: اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره. واغفر ذنبه. قال أنس: فقد دفنت من صلبي مائة غير اثنين. أو قال مائة واثنين. وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين. ولقد بقيت حتى سئمت الحياة وأنا أرجو الرابعة.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي جميلة عن أنس بن مالك قال: إني لأعرف دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفي مالي وفي ولدي.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا أبي عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال: كان كرم أنس يحمل كل سنة مرتين.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا: حدثنا أبو عوانة عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال له: يا بني].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: ما بقي أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن جابر عن رجل عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناه وهو غلام.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن الزهري سمع أنس بن مالك يقول: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين ومات وأنا ابن عشرين سنة وكن أمهاتي يحتثثنني على خدمته. فدخل دارنا ذات يوم فحلبنا له من شاة لنا داجن
وشرب بماء بئر في الدار. وأبو بكر عن شماله وأعرابي عن يمينه وعمر ناحيته. فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر: أعط أبا بكر يا رسول الله. فناوله الأعرابي وقال: الأيمن فالأيمن.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا المثنى بن سعيد الذارع قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي. ثم يبكي.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت أن أبا هريرة قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ابن أم سليم. يعني أنس بن مالك.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا ابن عون عن محمد قال:
كان أنس إذا حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك أنه حدث بحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رجل أنت سمعته من رسول الله. ص؟ فغضب غضبا شديدا وقال: لا والله ما كل ما نحدثكم سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنا لا يتهم بعضنا بعضا.
قال: أخبرنا العلاء بن عبد الجبار العطار وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال: قدمت المدينة وقد مات أبو بكر واستخلف عمر فقلت لعمر: ارفع يديك أبايعك على ما بايعت عليه صاحبك قبلك على السمع والطاعة ما استطعت.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة قال: قال أخبرنا جعفر بن سليمان الضبعي قال: حدثنا ثابت البناني قال: شكا قيم لأنس بن مالك في أرضه العطش.
قال: فصلى أنس ودعا فثارت سحابة حتى غشيت أرضه حتى ملأت صهريجه فأرسل غلامه فقال: انظر أين بلغت هذه. فنظر فإذا هي لم تعد أرضه.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا أبي عن ثمامة بن عبد الله قال: جاء أنسا أكار بستانه في الصيف فشكا العطش فدعا بماء فتوضأ وصلى ثم قال: هل ترى شيئا؟ فقال: ما أرى شيئا. قال: فدخل فصلى ثم قال في الثالثة أو في الرابعة انظر. قال: أرى مثل جناح الطير من السحاب. قال: فجعل يصلي ويدعو
حتى دخل عليه القيم فقال: قد استوت السماء ومطرت. فقال: اركب الفرس الذي بعث به بشر بن شغاف فانظر أين بلغ المطر. قال فركبه فنظر. قال: فإذا المطر لم يجاوز قصور المسيرين ولا قصر الغضبان.
قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا حفص بن أبي الصهباء العدوي قال:
سمعت أبا غالب يقول: لم أر أحدا كان أضن بكلامه من أنس بن مالك.
قال: أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال: حدثنا ابن عون عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال: لا يتقي الله عبد حتى يحزن من لسانه.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا شيخ لنا يكنى أبا الحباب قال: سمعت الجريري يقول: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق. قال: فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله حتى حل. قال: فقال له: يا ابن أخي هكذا الإحرام.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي عن عمه ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك أنه قال لبنيه: يا بني قيدوا العلم بالكتاب.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني أن بني أنس بن مالك قالوا لأبيهم: يا أبانا ألا تحدثنا كما تحدث الغرباء؟ قال: أي بني إنه من يكثر يهجر.
قال: أخبرنا علي بن عبد الحميد المعني قال: حدثنا عمران بن خالد عن ثابت البناني قال: كنا عند أنس بن مالك وجماعة من أصحابه. فالتفت إلينا فقال: والله لأنتم أحب إلي من عدتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير مثلكم.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام بن يحيى عن ابن جريج عن الزهري أن أنس بن مالك نقش في خاتمه: محمد رسول الله. قال: فكان إذا دخل الخلاء نزعه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عيسى بن طهمان قال: رأيت أنس بن مالك دخل على الحجاج وعليه عمامة سوداء وقد خضب لحيته بصفرة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا إسرائيل عن عمران بن مسلم قال: رأيت على أنس بن مالك إزارا أصفر ورأيته واضعا إحدى رجليه على الأخرى.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا ابن عون قال: رأيت على أنس بن مالك مطرف خز وعمامة خز وجبة خز. قال الأنصاري: قال أبي: كان سداه كتان.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: قال لي أبي:
رأيت على أنس مطرفا أصفر من خز ما أعلم أني رأيت ثوبا قط أحسن منه.
قال: أخبرنا شهاب بن عباد قال: حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت أنس بن مالك وعليه مقطعة يمنة وعمامة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا بدر بن عثمان قال: رأيت على أنس ابن مالك عمامة سوداء.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن خالد بن إياس عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: دخلت على أنس بن مالك وهو ملتحف به. يعني ثوب خز.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالا: حدثنا عبد السلام بن شداد أبو طالوت قال: رأيت على أنس عمامة خز وجبة خز ومطرف خز فقالوا له: ما لك تنهانا عن الخز وتلبسنه أنت؟ فقال: إن أمراءنا يكسوناها فنحب أن يروه علينا.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا يزيد بن أبي صالح قال: رأيت على أنس الذي تسمونه الخز أصفر وأحمر.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير قال: رأيت على أنس بن مالك مطرف خز أخضر له علم.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم عن إسرائيل عن عمران بن مسلم قال: رأيت على أنس إزارا معصفرا.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم قال: حدثنا إسرائيل عن عمران بن مسلم عن أنس قال: رأيت عليه ثوبين معصفرين.
قال: أخبرنا زيد بن الحباب قال: أخبرني خالد بن عبد الله الواسطي قال:
أخبرني راشد بن معبد الثقفي قال: رأيت كم أنس بن مالك وسعه فمه عظم الذراع.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن سلمة بن وردان قال: رأيت على أنس عمامة
سوداء على غير قلنسوة وقد أرخاها من خلفه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عباد بن أبي سليمان قال: رأيت على أنس بن مالك قلنسوة بيضاء.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا شيبان عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك يصبغ لحيته بالصفرة.
قال: أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت أنس ابن مالك يخضب بالصفرة.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت أنس بن مالك وخضابه أحمر.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك عن ابن أبي خالد قال: رأيت أنس بن مالك أحمر اللحية ورأيته معتما قد أرخاها من خلفه.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حميد الطويل عن بعض آل أنس أن أنس بن مالك في العام الذي توفي فيه لم يستطع الصوم فأطعم ثلاثين مسكينا خبزا ولحما وزيادة جفنة أو جفنتين.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني حميد الطويل قال:
سألت عمر بن أنس قال: قلت ما فعل أنس. ما صنع؟ قال: وضعف عن الصوم قبل موته بسنة. قال: جفن جفانا وأطعم لكل يوم مسكينا. قال: فأطعم العدة وزيادة.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا هشام بن حسان عن محمد أن أنس بن مالك توفي ومحمد بن سيرين محبوس في دين عليه. قال: وأوصى أنس أن يغسله محمد. قال: فكلم له عمر بن يزيد فتكلم فيه فأخرج من السجن فغسله. قال: ثم رجع محمد إلى السجن حتى عاد فيه. قال: فلم يزل محمد بن سيرين يشكرها لآل عمر بن يزيد حتى مات.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: لما مات أنس بن مالك أوصى أن يغسله محمد بن سيرين ويصلي عليه. قال: وكان محمد محبوسا فأتوا الأمير وهو رجل من بني أسيد فأذن له فخرج فغسله وكفنه وصلى عليه في قصر أنس بالطائف ثم رجع فدخل كما هو السجن ولم يذهب إلى أهله.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن حميد الطويل عن أنس قال:
جعل في حنوطه صرة مسك وشعر من شعر النبي ص. وفيه سك.
قال محمد بن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي ابن كم كان أنس بن مالك يوم مات؟ قال: ابن مائة سنة وسبع سنين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني عبد الله بن يزيد الهذلي أنه حضر أنس بن مالك مات بالبصرة سنة اثنتين وتسعين وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني خليد بن دعلج عن قتادة عن الحسن قال: أنس بن مالك آخر من مات من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبصرة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين.
وقال محمد بن عمر: وقد روى أنس عن أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن مسعود.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 12
أنس بن مالك بن النضر أبو حمزة الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل إلى البصرة في زمان خلافة عمر رضي الله عنه وعلم الناس الفقه ومعاني القرآن
وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين
وكان له ثمانين أولادا ذكورا
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 7
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الخزرجي النجاري قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن عشر سنين فأهدته أمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يخدمه فخدم نبي الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وانتقل من المدينة بعد أن بصرت البصرة أيام عمر بن الخطاب وسكنها وكان يصفر لحيته بالورس وتوفى سنة إحدى وتسعين وكنيته أبو حمزة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 65
أنس بن مالك، أبو حمزة النجاري، الأنصاري، الخزرجي.
خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
سكن البصرة.
قال لي عبد الله بن محمد، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس؛ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن عشر سنين.
قال أبو نعيم: مات أنس، وجابر بن زيد، في جمعة، في سنة ثلاث وتسعين.
حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثني معن عن ابنٍ لأنس بن مالك، قال: توفي أنسٌ سنة ثنتين وتسعين.
وقال معتمر، عن حميد: أن أنساً عاش مئة سنة، إلا سنة، ومات سنة إحدى وتسعين.
حدثني أحمد بن سليمان، عن ابن علية، قال: هلك أنسٌ سنة ثلاث وتسعين.
وقال لي نصر بن علي: أخبرنا نوح بن قيس، عن خالد بن قيس، عن قتادة؛ لما مات أنس بن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم. قيل: كيف ذاك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء، إذا خالفنا في الحديث، قلنا: تعال إلى من سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1
أنس بن مالك
الصحابي وله عن عدة من الصحابة وعنه خلق جاوز المائة مات 93 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
أنس
عن أمه هي أم سليم 7124
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي
بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري وأمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام كنيته أبو حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة انتقل إلى البصرة وتوفي بها سنة إحدى وتسعين ويقال سنة ثنتين وتسعين وقيل ثلاث وتسعين وإنما سمي النجار نجارا لأنه قتل رجلا بالفأس فسمي نجارا وروى عن قتادة أنه قال لما مات أنس بن مالك رضي الله عنه قال مورق ذهب اليوم نصف العلم قيل كيف ذلك يا أبا المعتمر قال كان رجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا تعال إلى من سمعه وكان آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى عن معاذ بن جبل ومحمود بن الربيع وعتبان بن مالك وأبي ذر ومالك بن صعصعة وعبد الله بن مسعود كلها في الإيمان وأم سليم في الوضوء والدلائل والفضائل وأبي موسى الأشعري في الصلاة وعمر رضي الله عنه في الجنائز وعذاب القبر وزيد بن ثابت في الصوم وعبد الرحمن بن عوف في النكاح وأسيد بن حضير في الجهاد وخالته أم حرام بنت ملحان في الجهاد وعبادة بن الصمت في الرؤيا والدعاء وأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الفضائل وجرير بن عبد الله في الفضائل وأبي هريرة في الدعاء وأبي طلحة في عذاب القبر
روى عنه قتادة وأبو قلابة وثابت وعبد العزيز بن صهيب وعبد الله بن جبر وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس والمختار بن فلفل وشريك بن أبي نمر والزهري وأبو عمران الجوني وسليمان التميمي والحسن وسعيد بن هلال وعطاء بن أبي ميمونة ويحيى بن سعيد الأنصاري وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ومسلم بن زيد وأبو مالك الأشجعي وحميد الطويل وبكر بن عبد الله المزني والعلاء بن عبد الرحمن وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وحفص بن عبيد الله وموسى بن أنس ومحمد بن سيرين وأبو مجلز وأنس بن سيرين وعاصم الأحول ومحمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة ويحيى بن زيد الهنائي وإسماعيل السدي وشعيب بن الحبحاب والسميد وطلحة بن مصرف ومورق العجلي ومروان الأصفر ويحيى بن أبي إسحاق ومحمد بن أبي بكر الثقفي والجعد أبو عثمان وبكير بن الأخنس وعمرو بن أبي عمرو وأبو حمزة عبد الرحمن بن عبد الله ومعاوية بن قرة وعلي بن زيد بن جدعان ومحمد بن يحيى بن حبان وأبو طوالة الأنصاري وحفصة بنت سيرين وأبو بكر بن أنس ورجل غير مسمى وجعفر بن عبد الله بن الحكم ويحيى بن عباد وثمامة بن عبيد الله بن أنس وأبو عصام وسعد بن سعيد الأنصاري وعبد الرحمن بن أبي ليلى ويحيى بن عمارة وعبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة وعمرو بن عبد الله بن أبي طلحة والنضر بن أنس ومصعب بن سليم وعبد الرحمن الأصم ويوسف بن عبد الله بن الحارث وعمرو بن عامر وسعيد بن أبي بردة وعمرو بن معبد وربيعة بن أبي عبد الرحمن والزبير بن عدي وسالم بن أبي الجعد وعبد الحميد الزيادي وحمزة الضبي وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والشعبي
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
أنس بن مالك خويدم النبي صلى الله عليه وسلم
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 19
(ع) أنس بن مالك بن النضر أبو حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العتقي في «تاريخه»: ولد في السنة الرابعة من نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
وزعم الجاحظ في كتاب «البرصان»: أن ولده لا ينفكون في كل زمن أن يكون فيهم رؤساء إما في الفقه، وإما في الزهد وإما في الخطابة، ومع ذلك فلم يكن يعتري ولده عطاس.
وفي «الأوائل» للعسكري: ولّى الحجاج أنسا نيسابور من فارس فأقام فيها سنين يقصر الصلاة ويفطر، ويقول: ما أدري كم مقامي؟ ومتى يوافيني العزل؟.
قال أبو هلال هذا إسناده صحيح.
وفي كتاب «الشكر» تأليف [ق 97 / ب] الجاحظ: لما قالت أم سليم يا رسول الله خويدمك أنس فادع الله له.
فقال: «اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر له».
قال أنس: فوالله لقد كثر مالي حتى كان يقبض في السنة مرتين فأكثر، وكثر ولدي حتى دفنت من صلبي مائة، وأطال عمري حتى اشتقت إلى ربي، وأما الرابعة فيفعل الله فيها ما يشاء، فجاءت أم سليم بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتشكره، فلما رآها قال: لم جئت يا أم سليم قال لأشكرك يا رسول الله قال فقد شكرت أم سليم.
وذكره أبو عروبة الحراني في «طبقة الآخذين» وهي الثانية من «طبقات الصحابة».
وروى عنه من أهل واسط فيما ذكره أبو الحسن مؤرخ واسط في «تاريخه»: أبو سهل زياد الجصاص، ودينار مولى أنس بن مالك، ورائطة مولاته أيضا، وأبو بصيرة مسلم بن عبيد، وزياد بن ميمون أخو حسان بن أبي حسان النبطي، وأبو عمار، وعطاء البزاز جار ابن عون وهو ابن عبد الرحمن بزاز الحجاج بن يوسف قدم به الحجاج من البصرة، وخالد بن مَحْدوج أبو رَوْح، وجهصم أبو معاذ الحذاء، وبزيع مولى الحجاج بن
يوسف، وأبو فزارة وليس بأبي فزارة الكوفي ذاك راشد بن كيسان، وأبو الحكم السيقل التنوخي، وأبو اليمان حذيفة بن اليمان، وأبو هاشم الرماني - يعني - يحيى بن دينار، ومن حديث بقية عن يحيى بن عطية، عن منصور بن زادان قال: ثنا أنس فذكر حديثا، وأبو حمزة الواسطي، وأبو الأبيض العبسي - يعني - عيسى، وعمر بن عبد الله بن المنذر بن مصعب بن جندل جد عباد بن العوام، كان على خزانة الحجاج بواسط، وهبيرة بن عبد الرحمن أبو عمر بن هبيرة، وموسى السَبَلاني من أهل القارون، والحجاج جد سعد بن شعبة بن الحجاج، ويزيد بن خمير الرحبي، وشداد بن عطية، وأبو الصباح المؤذن بالمسجد الأعظم، وأبو حماد الشامي، وعكرمة بن إياس وأبو عميرة عن أنس، وعتاب بن حيان - ذكره المزي ولم ينسبه، وحماد بن أبي سليمان، وأبو صدقة سليمان بن كِنْدير، وأبو موسى الواسطي الأعور، ونصير خادم أنس، وأبو خالد مولى الحجاج بن يوسف، وهلال بن أبي هلال، وأم كثير بنت يزيد الأنصارية أم امرأة أبي الصباح المؤذن، وأختها بركة الواسطية رضي الله عنهم.
وقال أبو بكر السمعاني في كتاب «الأمالي»: غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات.
وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم أنس بن مالك.
وقال ابن حبان: كان يصفر لحيته بالورس.
وعند البغوي: بالحناء.
وقول من يقول: إنه آخر من بقي من الصحابة موتا، فيه نظر، لما حكى أبو بكر بن دريد في كتاب «الاشتقاق الكبير» «تأليفه: أن عكراش بن ذؤيب
توفي بعد وقعة الجمل بمائة سنة، فعلى هذا تكون وفاته بعد أبي الطفيل بعدة سنين، وسيأتي ذكره، والله أعلم.
مات أعني أنساً سنة خمس وتسعين قاله أحمد بن حنبل في «تاريخه الكبير».
وقال السمعاني في «الأمالي»: وله حين مات مائة وسنتان.
وفي «كتاب» ابن أحمد العسكري، وله سبع وتسعون سنة.
وفي «كتاب» أبي عمر: مائة وعشرين.
وفي كتاب «قبائل الخزرج» لشيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي [ق 98 / ا] رحمه الله تعالى: قال أنس: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي وانطلق بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك، وفي لفظ: كاتب ومات وقد بلغ المائة أو جاوزها على المشهور، ومن ولده النضر وموسى وأبو عمير عبد الله وعبيد الله أبو حفص وزيد وأبو بكر وعمر ومالك أولاد أنس رضي الله عنهم.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: عن شعيب بن الحجاب، ثنا أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب سره.
عن عاصم قال: قال لي أنس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ذا الأذنين».
وقال قتادة: كبر أنس حتى لم يطق الصيام.
وفي «كتاب» أبي القاسم الطبراني كان يخلت ذراعيه لبياض كان به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجذها فنهته أمه وقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها.
وفي «الأوسط» للطبراني: لا يعلم أبا هريرة حدث عن أنس إلا بحديث واحد: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة.
وفي «كتاب» ابن الأثير: كان يشد أسنانه بالذهب، وكان نقش خاتمه صورة أسد.
وفي «كتاب «أولاد المحدثين» لابن مردويه: كان كاتباً - يعني أنس بن مالك.
وفي «تاريخ البصرة» لابن أبي خيثمة: أوصى أنس أن يجعل في فمه شعر من شعره صلى الله عليه وسلم.
وفي «تاريخ» ابن عساكر: يكنى أبا ثمامة [ق 137 / أ]، وكان صاحب نعل النبي صلى الله عليه وسلم وأداته.
ورأيت جزءا بخط الحافظ المنذري بسند له عن أنس قال: لما دعا لي النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة الولد لقد دفنت من ولدي لصلبي غير ولد ولدي خمسة وعشرين ومائة ولد.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 2- ص: 1
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر
بن غنم بن عدي بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري وإنما سمى النجار لأنه قتل رجلا بفاس كنيته أبو حمزة خادم الرسول صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو بن عشر سنين وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن عشرين سنة وانتقل إلى البصرة وتوفي بها سنة إحدى وتسعين وقيل سنة ثلاث وتسعين وكان يصفر لحيته بالورس أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر
بن غنم بن عدي بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا محمد بن كثير المصيصي، نا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة وأومأ بيده إلى الشأم»
حدثنا موسى بن الحسن بن أبي عباد، نا عبد الله بن بكر السهمي، نا حميدٌ الطويل، عن أنس بن مالك قال: كان رجلٌ أسود يقال له أنجشة يسوق بأمهات المؤمنين ونسائهم فاشتد سياقه، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك يا أنجشة كذلك سوقاً بالقوارير»
حدثنا أبو حكيم حفص بن إبراهيم الأنصاري نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، نا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد مستتراً بحربة»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
أنس بن مالك (ع)
ابن النضر بن ضمضم، أبو حمزة الأنصاري، النجاري، المدني.
خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولازمه، وصحبه منذ هاجر إلى أن مات. وحدث عنه كثيراً، وعمر دهراً، وكان آخر الصحابة موتاً.
مات - في قول الجمهور - سنة ثلاثٍ وتسعين، وقيل: سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة تسعين. رضي الله عنه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
أنس بن مالك أبو حمزة النجاري الخزرجي الأنصاري رضي الله تعالى عنه
خادم النبي صلى الله عليه وسلم نزل البصرة روى عنه الزهري وقتادة وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثابت البناني سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1