أويس القرني أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني، من بني قرن بن ردمان بن ناجية ابن مراد: أحد النساك العباد المقدمين، من سادات التابعين. أصله من اليمن، يسكن القفار والرمال وأدرك حياة النبي (ص) ولم يره، فوفد على عمر بن الخطاب ثم سكن الكوفة. وشهد وقعة صفين مع علي، ويرجع الكثيرون أنه قتل فيها
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 32
أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر بن مالك بن أدد بن مذحج المرادي المعروف بأويس القرني.
قتل مع علي عليه السلام بصفين سنة 37 وقبره بها معروف إلى اليوم.
هكذا نسبه ابن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير. وفي أسد الغابة عن ابن الكلبي أنه قال بعد ابن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد الخ المرادي ثم القرني ويمكن إن يكون مسعدة بن عمرو سقط من النساخ في الطبقات. وفي المستدرك للحاكم وحلية الأولياء والإصابة ولسان الميزان وغيرها أويس بن عامر وقيل عمرو وفي تاريخ ابن عساكر ذكر ابن عياش في أسماء أهل الكوفة أويس بن عروة المرادي وهو أويس القرني قال وفي تاريخ الهيثم أويس هو ابن عمرو وهو الصواب (انتهى).
(والقرني) بفتح القاف والراء بعدها نون نسبة إلى قرن أبو قبيلة. وفي تاريخ دمشق قال الدارقطني قرن بفتحتين (انتهى) وفيه قال عبد الغني بن سعيد قرن بطن من مراد (انتهى) وفي الإصابة قال عبد الغني بن سعيد القرني بفتح القاف والراء هو أويس (انتهى) وما في الصحاح من أنه بسكون الراء اشتباه.
موضع وفاته
المشهور وهو الأصح أنه قتل بصفين مع علي عليه السلام ودفن بها كما مر. قال الكشي قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي طالب عليه السلام وروى بسنده من طريق العامة عن شريك قتل أويس مع علي عليه السلام في الرجالة بصفين. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر في مقال لسعيد بن المسيب إن أويسا قاتل بين يدي علي يوم صفين حتى استشهد أمامه فنظروا فإذا به نيف وأربعون جراحة من طعنة وضربة ورمية. وفي المستدرك للحاكم ذكرته في جملة من استشهد بصفين بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول قتل أويس القرني بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم صفين، وبسنده عن شريك قال وذكروا في مجلسه أويس القرني فقال قتل مع علي بن أبي طالب في الرجالة (انتهى) ويأتي عند ذكر شهوده صفين رواية الكشي أنه لم يزل يقاتل بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام حتى قتل فوجد في الرجالة ورواية الحاكم أنه ما زال يحارب بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام بصفين حتى قتل وروايته الأخرى أنه استشهد أويس في الرجالة بين يدي علي بن أبي طالب. وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن حفص بن عمران البرجمي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال أصيب أويس القرني مع علي بصفين. وفي ميزان الاعتدال بسنده عن زيد بن علي قتل أويس يوم صفين، وفيه بسنده عن سعيد بن المسيب في حديث أنه لما شهر هام على وجهه فلم يوقف له على أثر دهرا ثم عاد في أيام علي فقاتل بين يديه فاستشهد بصفين فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة. وفي خلاصة تذهيب الكمال شهد صفين مع علي وقتل يومئذ (انتهى) وفي الإصابة في ذيل حديث أسير الآتي إن أويسا قال اللهم ارزقني شهادة توجب لي الجنة والرزق قال أسير فلم يلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث علي فخرج صاحب القطيفة أويس وخرجنا معه حتى نزلنا بحضرة العدو قال ابن المبارك فحدثني حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير قال فنادى منادي علي يا خيل الله اركبي وابشري فصف الناس لهم فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه ثم جعل يقول يا أيها الناس تموا تموا لتتمن وجوه ثم لا تنصرف حتى ترى الجنة فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردى مكانه كأنما مات منذ زمن وهو صحيح السند (انتهى) وفي الإصابة أيضا قال ابن عمار الموصلي ذكر عند المعافى بن عمران إن أويسا قتل في الرجالة مع علي بصفين فقال معافي ما حدث بهذا إلا الأعرج فقال له عبد ربه الواسطي حدثني به شريك عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فسكت. وفي مناقب ابن شهراشوب عند ذكر حرب صفين وأتى أويس القرني متقلدا بسيفين ويقال كان معه مرماة ومخلاة من الحصى فسلم على أمير المؤمنين وودعه وبرز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه فصلى عليه أمير المؤمنين عليه السلام و دفنه (انتهى) ويأتي خبر قتله بصفين مفصلا في أواخر الترجمة.
ما روى في الشواذ من موته في غير صفين
في لسان الميزان اختلفوا في موته فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين في رجالة علي ومنهم من يزعم أنه مات على جبل أبي قبيس بمكة ومنهم من يزعم أنه مات بدمشق ويحكمون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت عنه (انتهى) وفي تاريخ دمشق اختلفوا في وفاته فقيل أنه قتل في صفين ويقال أنه مات بدمشق وان قبره في مقبرة باب الجابية وقيل أنه خرج غازيا راجلا إلى ثغر أرمينية فأصابه البطن فالتجأ إلى أهل خيمة فتوفي هناك (انتهى) وفي الإصابة روى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان في زمن عمر ومعنا أويس فلما رجعنا مرض فمات وفي الإسناد الهيثم بن عدي وهو متروك والمعتمد الأول يعني قتله بصفين (انتهى) وفي ميزان الاعتدال بسنده في حديث إن أويسا غزا غزوة أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره وفيه إن في آخر حديث أسير بن جابر أنه مات بالحيرة (انتهى) والأخبار مستفيضة بأنه استشهد بصفين والقول بأنه مات بدمشق أو أرمينية أو غيرهما شاذ لا يلتفت إليه.
حليته
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن هرم بن حيان العبدي قال قدمت الكوفة فلم يكن لي بها هم إلا أويس القرني حتى سقطت عليه فعرفته بالنعت فإذا رجل لحم آدم شديد الأدمة أشعر محلوق الرأس يعني ليس له جمة كث اللحية عليه إزار من صوف ورداء صوف بغير حذاء كبير الوجه مهيب المنظر جدا الحديث. وفي حلية الأولياء بسنده عن أبي هريرة في حديث يصف فيه الأصفياء الأخفياء الأبرياء قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس القرني قالوا وما أويس القرني قال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بازار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه إلا وأن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء إلا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر ’’الحديث’’.
من أنكره أو شك في وجوده أو لم يعرفه
من الغريب ما ينقل من انكار وجوده والشك فيه مع اشتهاره وشهرة أخباره المانعة من وقوع الشك في مثله أما عدم معرفته فليس بغريب. في الإصابة كان مالك ينكر وجوده إلا إن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا إن يشك فيه (انتهى) وقال ابن عساكر أمر أويس مشهور فلا معنى لهذا القول (انتهى) وفي ميزان الاعتدال قال أبو داود أنبأنا شعبة قلت لعمرو بن مرة أخبرني عن أويس هل تعرفونه فيكم قال قلت إنما سال عمرا لأنه مرادي هل تعرف نسبه فيكم فلم يعرف ولولا الحديث الذي رواه مسلم ونحوه في فضل أويس لما عرف لأنه عبد الله تقي خفي وما روى شيئا فكيف يعرفه عمرو وليس من لم يعرف حجة على من عرف. قال وروى قراد أبو نوح عن شعبة أنه سال أبا إسحاق وعمرو بن مرة عن أويس فلم يعرفاه. قال ابن عدي قد شك قومه فيه ولا يجوز إن يشك فيه لشهرته (انتهى).
أقوال العلماء فيه
قال الكشي في رجاله كان أويس من خيار التابعين ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصحبه وقال أيضا الزهاد الثمانية علي بن محمد بن قتيبة سئل أبو الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال الربيع بن خثيم وهرم بن حيان وأويس القرني وعامر بن عبد قيس فكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه وكانوا زهادا أتقياء وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية وهو الذي كان يحث الناس على قتال علي عليه السلام وقال لعلي عليه السلام ادفع إلينا الأنصار والمهاجرين حتى نقتلهم بعثمان فأبى علي عليه السلام ذلك فقال أبو مسلم الآن طاب الضراب إنما كان وضع فخا ومصيدة. أما مسروق فإنه كان عشارا لمعاوية ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له الرصافة وقبره هناك. والحسن كان يلقى أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنع للرياسة وكان رئيس القدرية وأويس القرني مفضل عليهم كلهم (انتهى) قال أبو محمد الفضل ثم تحرف الناس بعد أويس القرني رحمه الله. ولا يخفى إن الكشي ذكر إن الزهاد ثمانية وذكر منهم سبعة فقط وكان الثامن سقط من قلمه أو من النساخ وعن المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني والشيخ عبد النبي الجزائري وغيرهما أنه الأسود بن يزيد وهو مذموم وهو المطابق لما يأتي عن تاريخ دمشق. وفي النقد سمعنا من بعض الفضلاء أنه جرير بن عبد الله البجلي والله العالم (انتهى) والصواب أنه الأسود كما مر. وفي ميزان الاعتدال قال يحيى بن سعيد القطان الحمصي حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي عن علقمة بن مرثد قال (انتهى) الزهد إلى ثمانية من التابعين عامر بن عبد القيسي وأويس وهرم بن حيان والربيع بن خثيم وأبو مسلم الخولاني والحسن ومسروق الحديث بطوله وهو باطل من هذا السياق (انتهى) وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قال علقمة بن مرثد الحضرمي (انتهى) الزهد إلى ثمانية نفر من التابعين عامر بن عبد القيس وأويس القرني وهرم بن حيان العبدي والربيع بن خثيم الثوري وأبي مسلم الخولاني والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع والحسن بن أبي الحسن البصري الحديث. ومن هذا يظهر إن المراد بابى مسلم في رواية الكشي السابقة هو أبو مسلم الخولاني واسمه عبد الله بن ثوب وقيل غير ذلك. واستظهار إن المراد بأبي مسلم اهبان بن صيفي كما وقع في النقد ليس بصواب كما مر في ترجمة اهبان ويدل عليه أيضا ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء قال ثنا أبي ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي ثنا يحيى بن سعيد ثنا عطاء بن يزيد عن علقمة بن مرثد قال (انتهى) الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني (انتهى) ومن غريب الاتفاق قول صاحب الميزان أنهم ثمانية وعدهم سبعة فترك الأسود ولعله سقط من الناسخ كما إن الكشي وقع له مثل ذلك كما مر آنفا فترك الأسود أيضا وقال الكشي أيضا في أوائل الكتاب في ترجمة سلمان ومقداد وأبو ذر محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي حدثنا علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه فيقف سلمان ومقداد وأبو ذر ثم ينادي مناد أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس القرني الحديث ثم قال فهؤلاء المتحورة وأول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين (انتهى) وذكره ابن سعد في الطبقات الكبير فيمن نزل الكوفة من الصحابة والتابعين وغيرهم من أهل الفقه والعلم فقال أويس بن عامر القرني كان ثقة وليس له حديث عن أحد (انتهى) وفي حلية الأولياء أويس بن عامر القرني سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد بشر النبي صلى الله عليه وسلم به وأوصى به أصحابه. وفي المستدرك للحاكم ذكر مناقب أويس بن عامر القرني أويس راهب هذه الأمة ولم يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذكره رسول الله ودل على فضله. وفي أسد الغابة أويس بن عامر المرادي ثم القرني الزاهد المشهور أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها (انتهى) وفي الإصابة أويس بن عامر وقيل عمرو المرادي القرني الزاهد المشهور أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وعلي وروى عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال كان ثقة. وذكره البخاري فقال في إسناده نظر قال ابن عدي ليس له رواية (انتهى). وقوله روى عن عمر وعلي ربما ينافي قول ابن سعد المتقدم ليس له حديث عن أحد وقول ابن عدي السابق والآتي ليس له راية وقول ابن حجر الآتي ما روى الرجل شيئا، إلا إن يراد نفي روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة أو بغيرها لكن ينافيه ما يأتي عن ابن عساكر أنه أسند عن أويس عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض كتب أصحابنا ما يدل على إن له رواية عن علي عليه السلام ففي مهج الدعوات عن موسى بن زيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب وذكر دعاء وبسند آخر إن أمير المؤمنين عليه السلام علم أويسا دعاء (انتهى) وفي الإصابة قال عبد الغني بن سعيد أويس أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع علي وكان من خيار المسلمين وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال اسلم أويس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بره بأمه. وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر وفي رواية فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم (انتهى) وفي ميزان الاعتدال أويس بن عامر ويقال ابن عمرو القرني اليمني العابد نزيل الكوفة قال البخاري يماني مرادي في إسناده نظر فيما يرويه وقال البخاري أيضا في الضعفاء في إسناده نظر يروي عن أويس في إسناد ذلك قلت يريد إن الحديث الذي يروى عن أويس في الإسناد إلى أويس نظر ولولا إن البخاري ذكر أويسا في الضعفاء لما ذكرته أصلا فإنه من أولياء الله الصادقين وما روى الرجل شيئا فيضعف أو يوثق من أجله. وروى بسنده عن إسحاق بن إبراهيم ما شبهت عدي بن سلمة الجزري إلا بأويس القرني تواضعا. قال ابن عدي ليس لأويس من الرواية شيء إنما له حكايات ونتف في زهده ولا يتهيأ إن يحكم عليه بالضعف بل هو ثقة صدوق (انتهى) وروى بسنده في حديث كان أويس يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له بشير قال ففقدته فإذا هو في خص له قد انقطع من العري فذكر الحديث بطوله (انتهى) الميزان. وفي لسان الميزان قال ابن حبان في ثقات التابعين أويس بن عامر القرني من اليمن من مراد سكن الكوفة وكان زاهدا عأبدا يروي عن عمر (انتهى) وفي خلاصة تذهيب الكمال أويس بن عامر القرني بفتح القاف والمهملة ثم نون من مذحج محضرم أرسل وروى له مسلم أشياء من كلامه وهو سيد التابعين كما رواه مسلم في صحيحه وله مناقب مشهورة (انتهى) وفي تاريخ دمشق لابن عساكر أويس بن عامر وقيل ابن الخليص بن مالك بن عمر بن سعد بن عصوان المرادي القرني من تابعي أهل اليمن أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ووفد على عمر بن الخطاب وروى عنه وعن علي إن صحت الرواية. عنه يسير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى وموسى بن يزيد وأبو عبد رب الدمشقي وسكن الكوفة واسند ابن عساكر أويس عن علي بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد أنه وتر يحب الوتر ما من عبد يدعو بها إلا وجبت له الجنة وقال في تتمة حديث علقمة بن مرثد السابق فأما أويس القرني فان أهله ظنوا أنه مجنون فبنوا له بيتا على باب دارهم وكان يأتي عليه السنة والسنتان لا يرون له وجها وكان طعامه مما يلتقط من النوى فإذا أمسى باعه لإفطاره وان أصاب حشفة خبأها لإفطاره (انتهى)
بعض ما روي في حقه
روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خليلي من هذه الأمة أويس القرني، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خير التابعين أويس وهو حديث مشهور (انتهى).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي بكر بن عياش عن هشام عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة بشفاعة من أمتي أكثر من ربيعة ومضر قال هشام فأخبرني حوشب عن الحسن أنه أويس القرني أبو بكر بن عياش فقلت لرجل من قومه أويس بأي شيء بلغ هذا قال فضل الله يؤتيه من يشاء. وفيه بسنده عن عبد الله بن أبي الجدعاء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال عبد الوهاب الثقفي قال هشام سمعت الحسن يقول أنه أويس القرني صحيح الإسناد ولم يخرجاه (انتهى) يعني مسلما والبخاري. وفي الإصابة عن الدلائل للبيهقي عن عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه قال يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال هشام بن حسان كان الحسن يقول هو أويس القرني (انتهى) وفي ميزان الاعتدال بسنده عن أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليشفعن رجل من أمتي في أكثر من مضر قال أبو بكر يا رسول الله إن تميما من مضر قال ليشفعن من أمتي لأكثر من تميم ومن مضر وانه أويس القرني. وفيه عن يونس وهشام عن الحسن قال يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة ومضر قال هشام عن الحسن هو أويس (انتهى).
جملة مما روي من أخباره
قال محمد بن سعد في الطبقات الكبير أخبرنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثني سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرع من حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا اسمع أحدا يتكلم كلامه فأحببته ففقدته فقلت لأصحابي هل تعرفون رجل كان يجالسنا كذا وكذا فقال رجل منهم أنا أعرفه ذاك أويس القرني فانطلقت معه حتى ضربت حجرته فخرج إلي، قلت يا أخي ما حبسك عنا؟ قال العري وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه، قلت خذ هذا البرد فالبسه، قال لا تفعل فإنهم إذا يؤذنني إن رأوه علي، فلم أزل به حتى لبسه، فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع عن برده هذا؟ فجاء فوضعه، وقال أ ترى؟ فقلت ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه؟! الرجل يعرى مرة ويكسى مرة فأخذتهم بلساني أخذا شديدا. فقضي إن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر وفيهم رجل ممن كان يسخر به، فقال عمر هل هنا أحد من القرنيين فجاء ذلك الرجل فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال فقدم علينا قلت من أين قال من اليمن قلت ما اسمك قال أويس قلت فمن تركت باليمن قال أما لي قال أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك قال نعم قال استغفر لي قال أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين فاستغفر له قلت له أنت أخي لا تفارقني قال فأملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة فجعل ذلك الذي كان يسخر به ويحتقره يقول ما هذا فينا يا أمير المؤمنين وما نعرفه فقال عمر بلى أنه رجل كذا كأنه يضع من شانه قال فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس نسخر به قال أدرك ولا أراك تدرك فاقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل إن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه بعادتك فما بدا لك قال سمعت عمر يقول فيك كذا كذا فاستغفر لي يا أويس قال لا أفعل حتى تجعل لي عليك إن لا تسخر بي فيما بعد ولا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له قال أسير فما لبثت إن فشا أمره في الكوفة فأتيته فدخلت عليه فقلت يا أخي أ لا أراك العجب ونحن لا نشعر قال ما كان في هذا ما أ تبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله ثم أملس منهم فذهب. وروى هذا المضمون أو قريبا منه الحاكم في المستدرك مع بعض الاختلاف. وفي الطبقات بسنده عن قيس بن يسير بن عمرو عن أبيه أنه كسا أويسا القرني ثوبين من العري قال فأي شيء لقي من ابن عم له. وبسنده عن هرم بن حيان العبدي قدمت من البصرة فلقيت أويسا القرني على شط الفرات بغير حذاء فقلت كيف أنت يا أخي كيف أنت يا أويس فقال لي كيف أنت أخي قلت حدثني قال أني أكره إن أفتح هذا الباب يعني على نفسي إن أكون محدثا أو قاصا أو مفتيا ثم أخذ بيدي فبكى قلت فاقرأ علي قال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم {حم؛ والكتاب المبين} {أنا أنزلناه في ليلة مباركة أنا كنا منذرين} حتى بلغ {أنه هو السميع العليم} فغشي عليه ثم أفاق ثم قال الوحدة أحب إلي (انتهى). ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن هرم بن حيان العبدي بأطول من ذلك بكثير مع بعض الاختلاف ونحن ننقله من المستدرك بأخصر مما ذكره وبأطول مما في الطبقات قال هرم بن حيان العبدي قدمت الكوفة فلم يكن لي بها هم إلا أويس القرني حتى سقطت عليه جالسا وحده على شاطئ الفرات نصف النهار يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فسلمت عليه فرد علي فمددت يدي لأصافحه فأبى إن يصافحني فقلت رحمك الله يا أويس كيف أنت ثم خنقتني العبرة من حبي إياه ورقتي له لما رأيت من حاله حتى بكيت وبكى ثم قال وأنت فرحمك الله يا هرم بن حيان كيف أنت يا أخي من ذلك علي قلت الله قال لا إله إلا الله {سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا} حين سماني والله ما كنت رأيته قط ولا رآني ثم قلت من أين عرفتني وعرفت اسمي وأبي فوالله ما كنت رأيتك قط قبل هذا اليوم {قال نبأني العليم الخبير} عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأحياء إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ويتحدثون بروح الله وان لم يلتقوا وإن لم يتكلموا ويتعارفوا وان نأت بهم الديار وتفرقت بهم المنازل! قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث أحفظه عنك! قال أني لم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني من حديثه كما بلغكم ولست أحب إن افتح هذا الباب على نفسي إن أكون محدثا أو قاضيا ومفتيا في النفس شغل يا هرم بن حيان! فقلت يا أخي اقرأ علي آيات من كتاب الله اسمعهن منك فاني أحبك في الله حبا شديدا وادع بدعوات وأوص بوصية أحفظها عنك! فأخذ بيدي على شاطئ الفرات وقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم فشهق شهقة ثم بكى مكانه ثم قال قال ربي تعالى ذكره وأحق القول قوله وأصدق الحديث حديثه وأحسن الكلام كلامه {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} {ما خلقناهما إلا بالحق}. حتى بلغ {إلا من رحم الله أنه هو العزيز الرحيم} ثم شهق شهقة ثم سكت وأنا احسبه قد غشي عليه، ثم ذكر له موعظة ووصية ودعاء لهرم، ثم قال استودعتك الله والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم قال لي لا أراك بعد اليوم فاني أكره الشهرة والوحدة أحب إلي ولا تسال عني ولا تطلبني. فحرصت على إن أسير معه ساعة فأبى علي حتى دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء (انتهى).
وهذا الحديث مما استدركه الحاكم على الشيخين مسلم والبخاري وصححه ولم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك فدل على أنه صحيح عنده. وقد تضمن أخبار أويس بالمغيبات ومعرفته هرم بن حيان وتسميته باسمه ونسبته إلى أبيه، وهو لم يره قط، ويقول له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض نسائه نبأني العليم الخبير!! وإذا روى راو ما يشبه ذلك عن أحد أئمة أهل البيت عليه السلام وراث علوم جدهم استعظم ذلك واستكبر وكذب راويه ونسب إلى المغالاة ودعوى علم الغيب للبشر! ما هذا بإنصاف.
وروى فيه بسنده عن سفيان الثوري كان لأويس القرني رداء إذا جلس مس الأرض وكان يقول اللهم أني اعتذر إليك من كبد جائعة وجسد عار وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني وبسنده عن عطاء الخراساني ذكروا الحج فقالوا لأويس القرني أما حججت قال لا قالوا ولم فسكت فقال رجل منهم عندي راحلة وقال آخر عندي نفقة وقال آخر عندي جهاز فقبله منهم وحج به.
شهوده صفين وشهادته وانه من خير التابعين
قال الكشي روى يحيى بن آدم عن شريك عن ابن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال خرج بصفين رجل من أهل الشام فقال فيكم أويس القرني قلنا نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير التابعين أو من خير التابعين أويس القرني ثم تحول إلينا (انتهى) ويذكرنا هذا الخبر ما جرى لعمار يوم صفين حين روى عمرو بن العاص لأهل الشام عمار تقتله الفئة الباغية وسؤال جماعة من أهل الشام أهل العراق أ فيكم عمار بن ياسر وقول ابن أبي الحديد عجبا لقوم يرتابون لمكان عمار ولا يرتابون لمكان علي بن أبي طالب. ونحن نقول أيضا عجبا لقوم يرتابون لمكان أويس لأن روي فيه أنه خير التابعين ولا يرتابون لمكان علي بن أبي طالب وقد ورد فيه حربك حربي وسلمك سلمي، علي مع الحق والحق مع علي وأمثال ذلك مما شاع وذاع وملأ الأسماع، أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. قال ورثاه دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها على نزار وينقض على الكميت بن زيد قصيدته التي يقول فيها أ لا حييت عنا يا ردينا فقال دعبل:
أويس ذو الشفاعة كان منا | فيوم البعث نحن الشافعونا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 512
أويس بن عامر (د ع) أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان ابن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي، ثم القرني الزاهد المشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وسكن الكوفة، وهو من كبار تابعيها.
روى أبو نضرة، عن أسير بن جابر قال: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني، قلت: أو تعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ فقال: العري. قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه، قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني، قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترى خدع عن برده هذا؟ فجاء فوضعه، وقال: قد ترى، فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة، وأخذتهم بلساني.
فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، قال: فقال عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس لا يدع باليمن غير أم، وقد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا مثل الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم». فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما هذه بعادتك؟ قال: سمعت عمر يقول: كذا وكذا فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أنك لا تسخر بي ولا تذكر قول عمر لأحد، فاستغفر له.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود بن سعد بإسناده عن مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن مثنى، ومحمد بن بشار، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا، واللفظ لابن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى أمداد اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: كان بك برص، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل»، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي.
قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر، فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، ثم من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فأتى أويسا فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدا بسلف صالح فاستغفر لي، قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له.
ففطن له الناس، فانطلق على وجهه، قال أسير: وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة؟
قال هشام الكلبي: قتل أويس القرني يوم صفين مع علي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 91
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 331
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 179
أويس بن عامر وقيل: عمرو. ويقال: أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي القرني الزاهد المشهور.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عن عمر وعلي، وروى عنه بشير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان ثقة وذكره البخاري، فقال في إسناده نظر.
وقال ابن عدي: ليس له رواية، لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشك فيه.
وقال عبد الغني بن سعيد: القرني- بفتح القاف والراء- هو أويس، أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قبل وجوده، وشهد صفين مع علي، وكان من خيار المسلمين.
وروى ضمرة، عن أصبغ بن زيد، قال: أسلم أويس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بره بأمه.
وروى مسلم في صحيحه، من حديث أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر»، وفي رواية له: «فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم».
وله من طريق قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر: وفيها قول عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليك أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن، ثم من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل....» الحديث.
ورواه البيهقي، وأبو نعيم في «الدلائل»، وفي الحلية. من هذا الوجه مطولا.
وله طرق أخرى، منها ما روى ابن مندة، من طريق سعد بن الصلت، عن مبارك بن فضالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بن معاوية، قال: كان عمر يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه: تعرفون أويس بن عامر القرني؟ فيقولون: لا، فذكر نحوه.
ورواه هدبة بن خالد، عن مبارك، عن أبي الأصغر- بدل مروان الأصغر- أخرجه أبو يعلى.
وروى الروياني في «مسندة»، من طريق بكر بن عبد الله. عن الضحاك، عن أبي هريرة، فذكر حديثا في وصف الأتقياء الأصفياء، قال: فقلنا: يا رسول الله.
كيف لنا برجل منهم؟ قال: «ذاك أويس» وساق الحديث في توصية النبي صلى الله عليه وسلم عليا وعمر إذا لقياه أن يستغفر لهما. وفيه قصة طلب عمر إياه.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أويس القرني يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير، فذكر الحديث منقطعا.
وفي «الدلائل» للبيهقي، من طريق الثقفي، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء- رفعه، قال: «يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم».
قال الثقفي: قال هشام بن حسان: كان الحسن يقول: هو أويس القرني، وسيأتي له ذكر في ترجمة فرات بن حيان.
وقال أحمد في مسندة: حدثنا أبو نعيم، حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشام يوم صفين: أفيكم أويس القرني؟ قالوا: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من خير التابعين أويسا القرني» ورواه جماعة عن شريك.
وقال ابن عمار الموصلي: ذكر عند المعافى بن عمران أن أويسا قتل في الرجالة مع علي بصفين، فقال معافى: ما حدث بهذا إلا الأعرج، فقال له عبد ربه الواسطي: حدثني به شريك، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فسكت.
وأخرج أحمد في «الزهد»، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن أشعث بن سوار، عن محارب بن دثار- يرفعه: «إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العرى، يحجزه إيمانه أن يسأل الناس، منهم أويس القرني، وفرات بن حيان».
وأخرجه أيضا في الزهد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد- مرسلا.
وفي المستدرك، من طريق يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد، حدثنا أبو مكيس قال: رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده هذا يصلون ويقرءون حتى غزوا، فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه في الرجالة بين يدي علي.
ومن طريق الأصبغ بن نباته، قال: شهدت عليا يوم صفين يقول: من يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون رجلا. فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه أطمار صوف محلوق الرأس، فبايعه على القتل، فقيل: هذا أويس القرني. فما زال يحارب حتى قتل.
وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد الله بن سلمة، قال: غزونا أذربيجان في زمن عمر، ومعنا أويس، فلما رجعنا مرض فمات.
وفي الإسناد: الهيثم بن عدي، وهو متروك والمعتمد الأول.
وقد أخرج الحاكم من طريق ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن الجريري، عن أبي نضرة العبدي، عن أسير بن جابر، قال: قال صاحب لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه؟ فذكر قصة أويس، وفيها: فتنحى إلى سارية فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ما لكم ولي تطؤون عقبي، وأنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم؟ لا تفعلوا رحمكم الله. من كانت له إلي حاجة فليقلني بعشاء، ثم قال: إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر: مؤمن فقيه، ومؤمن لم يفقه، ومنافق، وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وإيناعا وطيبا، ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة، ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطمه، ثم قرأ: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق قال أسير: فلم يلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث علي. فخرج صاحب القطيفة أويس، وخرجنا معه، حتى نزلنا بحضرة العدو.
قال ابن المبارك: فحدثني حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير، قال: فنادى منادي علي، يا خيل الله اركبي وأبشري، فصف الناس لهم، فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه، ثم جعل يقول: يا أيها الناس تموا ليتمن وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة، فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردى مكانه كأنما مات منذ... وهو صحيح السند.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 359
أويس القرني أويس بن عامر بن جزء بن مالك المرادي القرني الزاهد سيد التابعين، قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة سبع وثلاثين، أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعه من القدوم عليه بره بأمه، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأمر من أدركه من الصحابة أن يطلبوا منه الاستغفار لهم وقال: هو خير التابعين. وقال لعمر رضى الله عنه: أقره مني السلام! وقال: لو أقسم على الله لأبره. وقال: يقال للعباد يوم القيامة: {ادخلوا الجنة} ويقال لأويس: قف لتشفع فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر. وكان عمر رضي الله عنه يسأل عنه وفود أهل اليمن. قال ابن عباس: مكث عمر يسأل عن أويس عشر سنين، فأعلم أنه بالكوفة فأرسل إليه بالسلام والقدوم عليه، فقدم عليه وسأله عمر الاستغفار له ففعل. وقيل: إن عمر وعليا اجتمعا به في عرفات وهو يرعى الإبل فاستغفر لهما. وعرض عليه عمر شيئا من العطاء فأبى. وكان يسكن الكوفة وكان أهلها يسخرون منه، فلما ظهر أمره اختفى. وكان يحب الخلوة، وجل مواعظه ذكر الموت.
ويقال إنه مات بدمشق وإن قبره في مقابر الجابية وهو ظاهر معروف، وإن هرم بن حيان رآه في مسجد دمشق ملفوفا في عباءة ميتا فكشفها عنه فعرفه وكفنه ودفنه. وقال ابن سعد: توفي في خلافة عمر. وقيل: شهد صفين مع علي فقتل، فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة. وقيل: غزا غزوة أذربيجان فمات، فتنافس أصحابه في حفر قبره فحفروا فإذا بصخرة محفورة ملحودة، وتنافسوا في كفنه فإذا في عيبته ثياب ليست مما نسج بنو آدم فكفنوه فيها ودفنوه في ذلك القبر. وقيل: مات بالجزيرة، وقيل: بسجستان، وقيل: استشهد يوم نهاوند، وقيل: مات وقد خرج غازيا إلى ثغر أرمينية. وقال علقمة بن مرثد الحضرمي: انتهى الزهد إلى ثمانية نفر من التابعين: عامر بن عبد قيس وأويس وهرم بن حيان العبدي والربيع بن خثيم الثوري وأبي مسلم الخولاني والأسود بن يزيد ومسروق والحسن البصري. قال سفيان الثوري: كان أويس يقول: اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة وجسد عار وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0
أويس القرني هو القدوة الزاهد، سيد التابعين في زمانه، أبو عمرو أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني.
وقرن: بطن من مراد، وفد على عمر، وروى قليلا عنه، وعن علي.
روى عنه يسير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد رب الدمشقي، وغيرهم، حكايات يسيرة ما روى شيئا مسندا، ولا تهيأ أن يحكم عليه بلين، وقد كان من أولياء الله المتقين، ومن عباده المخلصين.
عفان: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر قال: لما أقبل أهل اليمن، جعل عمر -رضي الله عنه- يستقرئ الرفاق، فيقول: هل فيكم أحد من قرن، فوقع زمام عمر أو زمام أويس، فناوله أو ناول أحدهما الآخر، فعرفه، فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أنا أويس، قال: هل لك والدة، قال: نعم، قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: نعم، فدعوت الله فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي؛ لأذكر به ربي، قال له عمر: استغفر لي، قال: أنت أحق أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته’’، فاستغفر له، ثم دخل في غمار الناس، فلم ندر أين وقع، قال: فقدم الكوفة، قال: فكنا نجتمع في حلقة، فنذكر الله، فيجلس معنا، فكان إذا ذكر هو وقع في قلوبنا لا يقع حديث غيره ....، فذكر الحديث، هكذا اختصره.
’’م’’: حدثنا ابن مثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر، حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد، ثم من قرن، قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم، قال: نعم، قال: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة، هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل’’، فاستغفر لي، قال: فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبرات الناس أحب إلي، قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، فقال: تركته رث الهيئة، قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد، ثم من قرن، كان به برص، فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل’’. فأتى أويسا، فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح، فاستغفر لي، قال: استغفر لي، قال: لقيت عمر، قال: نعم، قال: فاستغفر له، قال: ففطن له الناس، فانطلق على وجهه، قال أسير: وكسوته بردة، وكان كل من رآه قال: من أين لأويس هذه البردة؟
م: حدثنا محمد بن مثنى، حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير، عن عمر، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به بياض، فمروه فليستغفر لكم’’. قال ابن المديني هذا حديث بصري.
قلت: تفرد به أسير بن جابر، ويقال: يسير بن عمرو أبو الخباز، بصري، روى عنه ابنه قيس، وأبو إسحاق الشيباني، وابن سيرين، وأبو عمران الجوني.
قال ابن المديني: أسير بن جابر من أصحاب ابن مسعود، سمعت سفيان يقول: قدم أسير البصرة، فجعل يحدثهم، فقالوا: هذا هكذا، فكيف النهر الذي شرب منه، يعنون: ابن مسعود، قال علي: وأهل البصرة يقولون: أسير بن جابر، وأهل الكوفة يقولون: ابن عمرو، ويقال: يسير.
وقال العوام بن حوشب: ولد في مهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم، ومات سنة خمس وثمانين.
أبو النضر ’’م’’: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر:
سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’خير التابعين رجل يقال له أويس، وكان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه، إلا موضع الدرهم في سرته، لا يدع باليمن غير أم له، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم’’. قال عمر، فقدم علينا رجل، فقلت له: من أين أنت؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قلت: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم، قلت: فاستغفر لي، قال: أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر لي، وقلت له: أنت أخي لا تفارقني، قال: فانملس مني، فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل رجل كان يسخر بأويس بالكوفة، ويحقره، يقول: ما هذا منا ولا نعرفه، قال عمر: بلى إنه رجل كذا وكذا، فقال: كأنه يضع شأنه، فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس، فقال عمر: أدرك فلا أراك تدركه، قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل على أويس قبل أن يأتي أهله، فقال له أويس: ما هذه عادتك، فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك: كذا وكذا، فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد، وأن لا تذكر ما سمعته من عمر لأحد، قال: نعم، فاستغفر له، قال أسير، فما لبثنا أن فشا أمره في الكوفة، قال: فدخلت عليه، فقلت: يا أخي، ألا أراك العجب ونحن لا نشعر؟ فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس، وما يجزى كل عبد إلا بعمله، قال: وانملس مني فذهب.
وبالإسناد إلى أسير بن جابر قال: كان بالكوفة رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحد يتكلم به، ففقدته، فسألت عنه، فقالوا: ذاك أويس، فاستدللت عليه وأتيته، فقلت: ما حبسك عنا؟ قال: العري، قال: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه، قلت: هذا برد فخذه، قال: لا تفعل، فإنهم إذا يؤذونني، فلم أزل به حتى لبسه، فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خدع عن هذا البرد؟ قال: فجاء فوضعه، فأتيت فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ فقد آذيتموه، الرجل يعرى مرة، ويكتسي أخرى، وآخذتهم بلساني، فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر، فوفد رجل ممن كان يسخر به، فقال عمر: ما ههنا رجل من القرنين، فقام ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’إن رجل يأتيكم من اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه، إلا موضع لدرهم، فمن لقيه منكم، فمروه فليستغفر لكم’’ قال عمر: فقدم علينا ههنا، فقلت: ما أنت؟ قال: أنا أويس، قلت: من تركت باليمن؟ قال: أما لي، قلت: هل كان بك بياض، فدعوت الله، فأذهبه عنك؟ قال: نعم، قلت: استغفر لي، قال: يا أمير المؤمنين! يستغفر مثلي لمثلك؟!
قلت: أنت أخي لا تفارقني، فانملس مني، فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة، قال: وجعل الرجل يحقره عما يقول فيه عمر، فجعل يقول: ماذا فينا ولا نعرف هذا، قال عمر: بلى، إنه رجل كذا، فجعل يضع من أمره، فقال: ذاك رجل عندنا نسخر به، فقال له: أويس؟ قال: هو هو، أدرك ولا أراك تدرك، فأقبل الرجل حتى دخل عليه من قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما كانت هذه عادتك، فما بدا لك أنشدك الله؟ قال: لقيت عمر فقال كذا وقال كذا، فاستغفر لي، قال: لا أستغفر لك حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي، ولا تذكر ما سمعت من عمر إلى أحد، قال: لك ذاك، قال: فاستغفر له، قال أسير: فما لبث أن فشا حديثه بالكوفة، فأتيته فقلت: يا أخي ألا أراك أنت العجب، وكنا لا نشعر، قال: ما كان في هذا ما أتبلغ به إلى الناس، وما يجزى كل عبد إلا بعمله، فلما فشا الحديث هرب، فذهب.
ورواه أبو أسامة، عن سليمان بن المغيرة، وفي لفظ: أويستغفر لمثلك؟ وروى نحوا من ذلك عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، وزاد فيها: ثم إنه غزا أذربيجان، فمات، فتنافس أصحابه في حفر قبره.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أنبأنا عبد المعز بن محمد، أنبأنا تميم بن أبي سعيد، أنبأنا أبو سعد الكنجروذي، أنبأنا أبو عمرو الحيري، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثني أبو الأصفر، عن صعصعة بن معاوية قال: كان أويس بن عامر رجلا من قرن، وكان من أهل الكوفة، وكان من التابعين، فخرج به وضح، فدعا الله أن يذهبه عنه، فأذهبه الله، قال: دع في جسدي منه ما أذكر به نعمك علي، فترك له ما يذكر به نعمه عليه، وكان رجل يلزم المسجد في ناس من أصحابه، وكان ابن عم له يلزم السلطان يولع به، فإن رآه مع قوم أغنياء قال: ما هو إلا يستأكلهم، وإن رآه مع قوم فقراء قال: ما هو إلا يخدعهم، وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا، غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سببه، وكان عمر يسأل الوفود إذا هم قدموا عليه من الكوفة: هل تعرفون أويس بن عامر القرني؟ فيقولون: لا، فقدم وفد من أهل الكوفة، فيهم ابن عمه ذاك، فقال: هل تعرفون أويسا؟ قال ابن عمه: يا أمير المؤمنين، هو ابن عمي، وهو رجل نذل فاسد، لم يبلغ ما أن تعرفه أنت، قال: ويلك هلكت، ويلك هلكت، إذا قدمت فأقرأه مني السلام، ومره فليفد إلي، فقدم الكوفة، فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد، فرأى أويسا، فلم به، فقال: استغفر لي يا ابن عمي، قال: غفر الله لك يا ابن عم، قال: وأنت، فغفر الله لك يا أويس، أمير المؤمنين يقرئك السلام، قال:
ومن ذكرني لأمير المؤمنين؟ قال: هو ذكرك، وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه، قال: سمعا وطاعة لأمير المؤمنين، فوفد عليه، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: أنت الذي خرج بك وضح، فدعوت الله أن يذهبه عنك فأذهبه، فقلت: اللهم دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك علي، فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك، قال: وما أدراك يا أمير المؤمنين، فوالله ما اطلع على هذا بشر، قال: أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر، يخرج به وضح، فيدعو الله أن يذهبه عنه فيذهبه، فيقول: اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي، فيدع له ما يذكر به نعمه عليه، فمن أدركه منكم، فاستطاع أن يستغفر له، فليستغفر له’’، فاستغفر لي يا أويس، قال: غفر الله لك يا أمير المؤمنين، قال: وأنت غفر الله لك يا أويس بن عامر، قال: فلما سمعوا عمر قال عن النبي -صلى الله عليه وسلم، قال رجل: استغفر لي يا أويس، وقال آخر: استغفر لي يا أويس، فلما كثروا عليه انساب فذهب، فما رؤي حتى الساعة.
هذا حديث غريب تفرد به مبارك بن فضالة، عن أبي الأصفر، وأبو الأصفر ليس بمعروف.
معلل بن نفيل: حدثنا محمد بن محصن، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن سالم، عن أبيه، عن جده، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يا عمر إذا رأيت أويسا القرني، فقل له: فليستغفر لك، فإنه يشفع يوم القيامة، في مثل ربيعة، ومضر، بين كتفيه علامة وضح مثل الدرهم’’.
أخرجه الإسماعيلي في مسند عمر، ومحمد بن محصن هو العكاشي، تالف.
أنبئت عن أبي المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد، وعلم الأصفياء من الزهاد؛ أويس بن عامر القرني، بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- به، وأوصى به، إلى أن قال في الترجمة: ورواه الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابع عليها، وما رواه أحد سوى مخلد بن يزيد، عن نوفل بن عبد الله عنه، ومن ألفاظه: فقالوا يا رسول الله، وما أويس؟ قال: ’’أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه على صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، يتزر بإزار صوف، ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض، معروف في السماء، لو أقسم على الله لأبره، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة، ويقال لأويس: قف فاشفع. فيشفعه
الله في مثل عدد ربيعة ومضر، يا عمر ويا علي إذا رأيتماه فاطلبا إليه يستغفر لكما يغفر الله لكما’’. فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه، فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر، قام على أبي قبيس، فنادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس بن مراد، فقام شيخ كبير، فقال: إنا لا ندري من أويس، ولكن ابن أخ لي يقال له أويس، وهو أخمل ذكرا، وأقل مالا، وأهون أمرا من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى إبلنا بأراك عرفات.
فذكر اجتماع عمر به وهو يرعى، فسأله الاستغفار، وعرض عليه مالا، فأبى.
وهذا سياق منكر لعله موضوع.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا أبو المكارم المعدل، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا خالد بن يزيد العمري، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية: عامر بن عبد الله بن عبد قيس، وأويس القرني، وهرم بن حيان، والربيع بن خيثم، ومسروق بن الأجدع، والأسود بن يزيد، وأبي مسلم الخولاني، والحسن بن أبي الحسن.
وروي عن هرم بن حيان قال: قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا أويس أسأل عنه، فدفعت إليه بشاطئ الفرات، يتوضأ ويغسل ثوبه، فعرفته بالنعت، فإذا رجل آدم محلوق الرأس، كث اللحية، مهيب المنظر، فسلمت عليه، ومددت إليه يدي لأصافحه، فأبى أن يصافحني، فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله، فقلت: السلام عليك يا أويس، كيف أنت يا أخي؟ قال: وأنت، فحياك الله يا هرم، من دلك علي؟ قلت: الله -عز وجل- قال: {سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا} الإسراء: 108]. قلت: يرحمك الله، من أين عرفت اسمي واسم أبي؟ فوالله ما رأيتك قط، ولا رأيتني، قال: عرفت روحي روحك؛ حيث كلمت نفسي نفسك؛ لأن الأرواح لها أنس كأنس الأجساد، وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله، وإن نأت بهم الدار، وتفرقت بهم المنازل، قلت: حدثني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديث أحفظه عنك، فبكى وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إني لم أدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولعله قد رأيت من رآه؛ عمر وغيره، ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي، لا أحب أن أكون قاصا أو مفتيا، ثم سأله هرم أن يتلو عليه شيئا من القرآن، فتلا عليه قوله تعالى: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، إلا من رحم
الله إنه هو العزيز الرحيم}. ثم قال: يا هرم بن حيان مات أبوك، ويوشك أن تموت، فإما إلى جنة، وإما إلى نار، ومات آدم، وماتت حواء، ومات إبراهيم، وموسى، ومحمد عليهم السلام، ومات أبو بكر خليفة المسلمين، ومات أخي، وصديقي، وصفيي عمر، واعمراه،، واعمراه قال: وذلك في آخر خلافة عمر، قلت: يرحمك الله، إن عمر لم يمت، قال: بلى، إن ربي قد نعاه لي، وقد علمت ما قلت، وأنا وأنت غدا في الموتى، ثم دعا بدعوات خفيفة، وذكر القصة، أوردها أبو نعيم في الحلية، ولم تصح، وفيها ما ينكر.
عن أصبغ بن زيد قال: إنما منع أويسا أن يقدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بره بأمه.
عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا عبد الله بن الأشعث بن سوار، عن محارب بن دثار قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العري، يحجزه إيمانه أن يسأل الناس، منهم أويس القرني، وفرات بن حيان’’.
عبد الله بن أحمد: حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة قال: إن كان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتى يجلس عريانا، لا يجد ما يروح فيه إلى الجمعة.
أبو زرعة الرازي: حدثنا سعيد بن أسد، حدثنا ضمرة، عن أصبغ بن زيد قال: كان أويس إذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع، فيركع حتى يصبح، وكان إذا أمسى يقول: هذه ليلة السجود، فيسجد حتى يصبح، وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب، ثم قال: اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريا فلا تؤاخذني به.
أبو نعيم: حدثنا مخلد بن جعفر، حدثنا ابن جرير، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا زافر بن سليمان، عن شريك، عن جابر، عن الشعبي قال: مر رجل من مراد على أويس القرني، فقال: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحمد الله -عز وجل، قال: كيف الزمان عليك؟ قال: كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أنه لا يمسي، وإن أمسى ظن أنه لا يصبح، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار، يا أخا مراد، إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه لله بالحق لم يترك له صديقا.
شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نادى رجل من أهل الشام يوم صفين: أفيكم أويس القرني، قلنا: نعم، وما تريد منه؟ قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’أويس القرني خير التابعين بإحسان’’، وعطف دابته، فدخل مع أصحاب علي -رضي الله عنه.
رواه عبد الله بن أحمد، عن علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك، وزاد بعض الثقات فيه: عن يزيد، عن ابن أبي ليلى قال: فوجد في قتلى صفين.
أنبأنا وخبرنا عن أبي المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن يحيى، حدثني أحمد بن معاوية بن الهذيل، حدثنا محمد بن أبان العنبري، حدثنا عمرو شيخ كوفي، عن أبي سنان، سمعت حميد بن صالح، سمعت أويسا القرني يقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ’’احفظوني في أصحابي، فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها، وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها، فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه، ثم ليلق ربه تعالى شهيدا، فمن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه’’.
هذا حديث منكر جدا وإسناده مظلم، وأحمد بن معاوية تالف.
ويروى عن علقمة بن مرثد، عن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يدخل الجنة بشفاعة أويس مثل ربيعة ومضر’’.
فضيل بن عياض: حدثنا أبو قرة السدوسي، عن سعيد بن المسيب قال: نادى عمر بمنى على المنبر: يا أهل قرن، فقام مشايخ، فقال: أفيكم من اسمه أويس، فقال شيخ: يا أمير المؤمنين، ذاك مجنون يسكن القفار، لا يألف ولا يؤلف، قال: ذاك الذي أعنيه، فإذا عدتم فاطلبوه، وبلغوه سلامي، وسلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال: فقال: عرفني أمير المؤمنين، وشهر باسمي، اللهم صل على محمد، وعلى آله السلام على رسول الله، ثم هام على وجهه، فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا، ثم عاد في أيام علي -رضي الله عنه، فاستشهد معه بصفين، فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة.
وروى هشام بن حسان، عن الحسن قال: يخرج من النار بشفاعة أويس أكثر من ربيعة، ومضر.
وروى خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم’’.
قال أبو أحمد بن عدي في الكامل: أويس ثقة صدوق، ومالك ينكر أويسا، ثم قال: ولا يجوز أن يشك فيه.
أخبار أويس مستوعبة في تاريخ الحافظ أبي القاسم بن عساكر.
الحاكم في مستدركه، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن حبان بن علي، عن سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة، شهدت عليا يوم صفين يقول: من يبايعني على الموت، فبايعه تسعة وتسعون، فقال: أين التمام، فجاء رجل على أطمار صوف محلوق الرأس، فبايع، فقيل: هذا أويس القرني، فما زال يحارب بين يديه حتى قتل. سنده ضعيف.
أبو الأحوص سلام بن سليم: حدثني فلان قال: جاء رجل من مراد، فقال له أويس: يا أخا مراد، إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا، وإن عرفان المؤمن بحق الله لم يبق له فضة ولا ذهبا، ولم يبق له صديقا. وعن عطاء الخراساني قال: قيل لأويس: أما حججت، فسكت، فأعطوه نفقة وراحلة، فحج.
أبو بكر الأعين: حدثنا أبو صالح، حدثنا الليث، عن المقبري، عن أبي هريرة مرفوعا: ’’يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وتميم’’. قيل: من هو يا رسول الله؟ قال: ’’أويس القرني’’.
هذا حدث منكر. تفرد به الأعين، وهو ثقة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 519
أويس بن عامر القرني سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني بشر النبي صلى الله عليه وسلم به وأوصى به أصحابه
حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، ثنا أبو النضر، ثنا سليمان بن المغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، قال: كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ من حديثه يقول: تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأجبته ففقدته فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني قلت: أفتعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري قال: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه قال: لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقال: ومن ترون خدع عن برده هذا فجاء فوضعه فقال: أترى؟ قال: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسى مرة قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال: فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب فوجد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين قال: فجاء ذاك الرجل فقال: أنا، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم» قال: فقدم علينا قال: فقلت: من أين؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قال: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قال: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم قال: فاستغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر له قال: قلت: أنت أخي لا تفارقني قال: فانملس مني وأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال: فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر منه يحقره قال: يقول: ما هذا؟ فينا ولا نعرفه قال عمر: بلى إنه رجل كذا كأنه يضع شأنه قال: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس قال: أدرك ولا أراك تدرك فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك قال: سمعت عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له قال أسير: فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة قال: فدخلت عليه فقلت: يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال: ثم انملس منهم فذهب رواه حماد بن سلمة، عن الجريري نحوه ورواه زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي خيثمة، عن أبي النضر، مختصرا وعن إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن زرارة، عن أسير، مطولا ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا معاذ بن هشام الدستوائي، أخبرنا أبي، عن قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم هل فيكم أويس بن عامر القرني، فذكر نحو حديث أبي نضرة، عن أسير، بطوله ورواه الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة، بزيادة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد تفرد به مجالد بن يزيد، عن نوفل عنه
حدثنا أبي، ثنا حامد بن محمود، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الوليد بن إسماعيل
الحراني، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد، حدثني مجالد بن يزيد، عن نوفل بن عبد الله، عن الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة من أصحابه إذ قال: «ليصلين معكم غدا رجل من أهل الجنة» قال أبو هريرة: فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل فغدوت فصليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد برقعة فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا نبي الله ادع الله لي فدعا النبي صلى الله عليه وسلم له بالشهادة وإنا لنجد منه ريح المسك الأذفر فقلت: يا رسول الله أهو هو؟ قال: «نعم إنه لمملوك لبني فلان» قلت: أفلا تشتريه فتعتقه يا نبي الله؟ قال: «وأنى لي ذلك إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة يا أبا هريرة إن لأهل الجنة ملوكا وسادة وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء الشعثة رءوسهم المغبرة وجوههم الخمصة بطونهم إلا من كسب الحلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا» قالوا: يا رسول الله كيف لنا برجل منهم؟ قال: «ذاك أويس القرني» قالوا: وما أويس القرني؟ قال: ’’أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بإزار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة
قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس: قف فاشفع فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما، يغفر الله تعالى لكما ’’ قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر في ذلك العام قام على أبي قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال: إنا لا ندري ما أويس، ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا، وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا، فعمى عليه عمر كأنه لا يريده قال: أين ابن أخيك هذا أبحرمنا هو؟ قال: نعم قال: وأين يصاب؟ قال: بأراك عرفات قال: فركب عمر وعلي سراعا إلى عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والإبل حوله ترعى فشدا حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا: السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته قالا: من الرجل؟ قال: راعي إبل وأجير قوم قالا: لسنا نسألك عن الرعاية ولا عن الإجارة ما اسمك؟ قال: عبد الله، قالا: قد علمنا أن أهل السماوات والأرض كلهم عبيد الله فما اسمك الذي سمتك أمك؟ قال: يا هذان ما تريدان إلي قالا: وصف لنا محمد صلى الله عليه وسلم أويسا القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كان بك فأنت هو فأوضح منكبه فإذا اللمعة فابتدراه يقبلانه قالا: نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك قال: ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحر، في المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، يا هذان قد أشهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن أنتما؟ قال علي رضي الله عنه: أما هذا فعمر أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب، فاستوى أويس قائما وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، وأنت يا ابن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا قالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا، فقال له عمر: مكانك
يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي هذا المكان ميعاد بيني وبينك قال: يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك لا أراك بعد اليوم تعرفني، ما أصنع بالنفقة؟ ما أصنع بالكسوة؟ أما ترى علي إزارا من صوف ورداء من صوف متى تراني أخرقهما؟ أما ترى أن نعلي مخصوفتان متى تراني أبليهما؟ أما تراني إني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم متى تراني آكلها؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كئودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول فأخف يرحمك الله فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت أن أم عمر لم تلده يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها ألا من يأخذها بما فيها ولها؟ ثم قال: يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا حتى آخذ أنا هاهنا، فولى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى القوم إبلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز وجل فهذا ما أتانا عن أويس، خير التابعين قال سلمة بن شبيب: كتبنا غير حديث في قصة أويس، ما كتبنا أتم منه
حدثنا محمد بن جعفر، ثنا محمد بن جرير، ثنا محمد بن حميد، ثنا زافر بن سليمان، عن شريك، عن جابر، عن الشعبي، قال: مر رجل من مراد على أويس القرني فقال: كيف أصبحت؟ قال: «أصبحت أحمد الله» قال: كيف الزمان عليك؟ قال: «كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أن لا يمسي وإن أمسى ظن أن لا يصبح فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار يا أخا مراد، إن الموت وذكره لم يدع لمؤمن فرحا وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه بالحق لم يترك له صديقا»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني زكريا بن يحيى بن زحمويه، ثنا الهيثم بن عدي، ثنا عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه، عن عبد الله بن سلمة، قال: ’’غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرني، فلما رجعنا مرض علينا يعني أويسا فحملناه فلم يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه فقال بعضنا لبعض: لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا فإذا لا قبور ولا أثر’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، وعبيد الله بن عمر، قالا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد الله بن الأشعت بن سوار، عن محارب بن دثار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العري يحجزه إيمانه أن يسأل الناس، منهم أويس القرني وفرات بن حيان»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، قال: «وكان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتى يجلس عريانا لا يجد ما يروح فيه أي إلى الجمعة»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، وعبيد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن قيس بن بشير بن عمرو، عن أبيه، قال: «كسوت أويسا القرني ثوبين من العري»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا يحيى بن محمد بن السكن، ثنا يحيى بن كثير أبو غسان، ثنا الهيثم بن جرموز، عن حمدان، عن سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن أبي الضحاك الجرمي، عن هرم بن حيان العبدي، قال: قدمت فلم يكن لي هم إلا أويسا أسأل عنه فدفعت إليه بشاطئ الفرات يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فإذا رجل آدم محلوق الرأس كث اللحية مهيب المنظر فسلمت عليه ومددت إليه يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله فقلت: السلام عليك يا أويس كيف أنت يا أخي؟ قال: ’’وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان من دلك علي؟ قلت: الله عز وجل قال: ’’{سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا} [الإسراء: 108] ’’ قلت: يرحمك الله من أين عرفت اسمي واسم أبي؟ فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتني، قال: «عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي؛ لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله عز وجل وإن نأت بهم الدار
وتفرقت بهم المنازل» قال: قلت: حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا؛ لأحفظه عنك، قال: «إني لم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لي معه صحبة، وقد رأيت رجالا رأوه وقد بلغني عن حديثه كبعض ما يبلغكم، ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي لا أحب أن أكون قاضيا أو مفتيا في نفسي شغل» قال: قلت: فاتل علي آيات من كتاب الله عز وجل أسمعهن منك، فادع الله لي بدعوات وأوصني بوصية قال: فأخذ بيدي وجعل يمشي على شاطئ الفرات، ثم قال: ’’قال ربي وأحق القول قول ربي عز وجل وأصدق الحديث حديث ربي عز وجل وأحسن الكلام كلام ربي: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} [الدخان: 40] قال: ثم شهق شهقة فأنا أحسبه، قد غشي عليه ثم قرأ: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم} [الدخان: 42] ’’ ثم نظر إلي فقال: «يا هرم بن حيان، مات أبوك ويوشك أن تموت ومات أبو حيان وإما إلى الجنة وإما إلى النار، ومات آدم وماتت حواء، يا ابن حيان، ومات إبراهيم خليل الرحمن، يا ابن حيان، ومات موسى نجي الرحمن، يا ابن حيان، ومات محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين، يا ابن حيان، ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات أخي وصديقي وصفيي عمر، واعمراه واعمراه» قال: وذلك في آخر خلافة عمر قال: قلت: يرحمك الله إن عمر لم يمت قال: «بلى إن ربي عز وجل قد نعاه لي وقد علمت ما قلت، وأنا وأنت غدا في الموتى»، ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال: «هذه وصيتي لك يا ابن حيان، كتاب الله عز وجل ونعي الصالحين من المؤمنين والصالحين من المسلمين، ونعيت لك نفسي فعليك بذكر الموت فإن استطعت أن لا يفارق قلبك طرفة عين فافعل، وأنذر قومك إذا رجعت إليهم واكدح لنفسك وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك وأنت لا تشعر، فتموت فتدخل النار يوم القيامة» ثم قال: «اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك فأدخله علي زائرا في الجنة دار السلام، وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من شيء في الدنيا في يسير
وعافية واجعله لما تعطيه من العمل من الشاكرين، أستودعك الله يا هرم بن حيان والسلام عليك لا أراك بعد اليوم تطلبني ولا تسأل عني، أذكرك وأدعو لك إن شاء الله، انطلق هاهنا حتى أنطلق هاهنا» فطلبت أن أمشي معه ساعة فأبى علي وفارقني يبكي وأبكي ثم دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء رواه يوسف بن عطية الصفار، عن سليمان التيمي مثله وقال: الضحاك الجرمي، عن هرم، ورواه سيف بن هارون البرجمي، عن منصور بن مسلم، عن شيخ من بني حرام قال: سمعت هرم بن حيان العبدي يقول: خرجت من البصرة في طلب أويس القرني فقدمت الكوفة فذكر نحوه، ورواه أبو عصمة، عن هرم نحوه
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أحمد بن موسى بن العباس، ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا أبو الصباح، عن أبي عصمة، وكان جارا لهرم بن حيان هو وآخر من عبد القيس حدثاني أنهما، سمعا هرم بن حيان، عن أويس القرني، قال: قلت: حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث أحفظه عنك فبكى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: «إني لم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لي معه صحبة ولكن قد رأيت من رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر وغيره رضوان الله تعالى عليهم» فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن حكيم، أخبرنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشام يوم صفين: أفيكم أويس القرني قال: قلنا: نعم وما تريد منه؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أويس القرني خير التابعين بإحسان» وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي رضي الله تعالى عنهم
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى، حدثني أحمد بن معاوية بن الهذيل، ثنا محمد بن أبان العنبري، ثنا عمرو شيخ كوفي، عن أبي سنان، قال: سمعت حميد بن صالح، يقول: سمعت أويسا القرني، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظوني في أصحابي فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه ثم ليلق ربه تعالى شهيدا فإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن إبراهيم، ثنا إبراهيم بن عياش، ثنا ضمرة، عن أصبغ بن زيد، قال: «إنما منع أويسا أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بره بأمه»
حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا عبيد الله بن عبد الكريم، ثنا سعيد بن أسد بن موسى، عن ضمرة بن ربيعة، عن أصبغ بن زيد، قال: ’’كان أويس القرني إذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح، وكان يقول إذا أمسى: هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح، وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول: اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به’’
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 79
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 79
أويس القرني وهو أويس بن عامر ويقال ابن عمرو وأصله من اليمن مرادي يعد في الكوفيين.
حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، حدثنا عباس سمعت يحيى بن معين يقول أويس القرني أويس بن عمرو.
سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري أويس القرني أصله من اليمن مرادي في إسناده نظر فيما يرويه.
حدثنا أبو العلاء الكوفي، حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الحميد، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، قال: قلت لعمرو بن مرة أخبرني عن أويس هل تعرفونه فيكم قال لا
كتب إلي محمد بن الحسين البري، حدثنا عمرو بن علي سمعت يحيى يقول: سمعت شعبة يقول: سألت عمرو بن مرة عن أويس القرني فلم يعرفه.
حدثنا محمود بن محمد الواسطي، حدثنا زحمويه، حدثنا سنان بن هارون عن حمزة الزيات، حدثني بشر سمعت زيد بن علي يقول قتل أويس القرني يوم صفين.
حدثنا عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: قلت لبلبل البصري ولقيته بمكة أثبت لي حديث سمعتموه في أويس أي شيء هو فقال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن يسير بن عمرو قال كسا أبي لأويس حلتين من العري.
أخبرني الحسن بن سفيان، حدثني عبد العزيز بن سلام سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول ما شبهت محمد بن سلمة الجزري إلا بأويس القرني تواضعا.
حدثنا أبو يعلى وعمران بن موسى السختياني، قالا: حدثنا هدبة، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثني مروان الأصغر عن صعصعة بن معاوية، قال: كان أويس بن عامر رجلا من قرن وكان من التابعين من أهل الكوفة فخرج به وضح وكان يلزم مسجد الجامع مع ناس من أصحابه فدعوا الله تبارك وتعالى أن يذهب عنه فأذهبه فذكر الحديث بطوله.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن ميمون السراج، حدثنا عبيد الله القواريري، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال أنت أويس بن عامر من مراد من قرن
قال نعم، قال: كان بك برص فبرات منه إلا موضع درهم وله والدة، وهو بها بار لو أقسم على الله تبارك وتعالى لأبره إن استطعت أن تستغفر لي فافعل فاستغفر له فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها ليستوصي فيك؟ قال: لا لأن أكون في غبر الناس أحب إلي.
فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس كيف تركته قال تركته رث البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بار لو أقسم على الله تبارك وتعالى لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل.
فلما قدم الرجل الكوفة أتى أويس فقال استغفر لي فقال أنت أحدث عهدا بسفر صالح استغفر لي قال لقيت عمر؟ قال: نعم فاستشعر ففطن له الناس فانطلق على وجهه.
قال يسير فكسوته بردا وكان إذا رآه إنسان عليه قال من أين لأويس هذا البرد.
قال الشيخ: وهذا الحديث معروف لأويس يرويه معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة وليس لأويس من الرواية شيء، وإنما له حكايات ونتف وأخبار في زهده وقد شك قوم فيه إلا أنه من شهرته في نفسه وشهرة أخباره لا يجوز أن يشك فيه وليس
له من الأحاديث إلا القليل فلا يتهيأ أن يحكم عليه الضعف بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه.
قال الشيخ: مالك ينكره يقول لم يكن
{أسامي شتى ممن أول أساميهم ألف.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 5( 1997) , ج: 2- ص: 109
أويس القرني. من مراد. وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد. وهو يحابر بن مالك بن أدد من مذحج.
قال: أخبرنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثني سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال: كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم كلامه. فأحببته ففقدته. فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟
فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه. ذاك أويس القرني. قال: فتعلم منزله؟ قال:
نعم. فانطلقت معه حتى ضربت حجرته فخرج إلي. قال قلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري. قال وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه. قال قلت: خذ هذا البرد فالبسه. قال: لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إن رأوه علي. قال فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا؟ قال فجاء فوضعه وقال: أترى؟.
قال أسير: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه.
الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة. فأخذتهم بلساني أخذا شديدا. قال فقضي أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر. فوفد رجل ممن كان يسخر به. فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل فقال: [إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له. وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدرهم. فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم.] قال فقدم علينا.
قال قلت: من أين؟ قال: من اليمن. قال قلت: ما اسمك؟ قال: أويس. قال: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي. قال: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال:
نعم. قال: استغفر لي. قال: أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال فاستغفر له. قال قلت له: أنت أخي لا تفارقني. قال فأملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم
الكوفة. قال فجعل ذلك الذي كان يسخر به ويحتقره يقول: ما هذا فينا يا أمير المؤمنين وما نعرفه. فقال عمر: بلى إنه رجل كذا. كأنه يضع من شأنه. قال: فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس نسخر به. قال: أدرك ولا أراك تدرك. قال فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله. فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس. قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد ولا تذكر الذي سمعته من عمر لأحد. قال فاستغفر له.
قال أسير: فما لبث أن فشا أمره في الكوفة.
قال أسير: فأتيته فدخلت عليه فقلت له: يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر. قال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس. وما يجزى كل عبد إلا بعمله. ثم املس منهم فذهب.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نادى رجل من أهل الشام يوم صفين فقال: أفيكم أويس القرني؟ قالوا: نعم. قال: [إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن من خير التابعين أويسا القرني. ثم ضرب دابته فدخل فيهم].
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثني رجل [قال: قال رسول الله. ص: خليلي من هذه الأمة أويس القرني].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر بن عمر أنه قال لأويس: استغفر لي. قال: كيف أستغفر لك وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس]. وفي الحديث طول كنحو حديث سليمان بن المغيرة.
أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال: أخبرنا ابن عون عن محمد قال: أمر عمر إن لقي رجلا من التابعين أن يستغفر له.
قال محمد: فأنبئت أن عمر كان ينشده في الموسم. يعني أويسا.
قال: أخبرنا علي بن عبد الله قال: حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي قال:
حدثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب. إذا أتت عليه أمداد اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال:
أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: فلك والدة؟ قال: نعم. قال:
[سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم. له والدة هو بها بر. لو أقسم على الله لأبره. فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل. فاستغفر لي]. فاستغفر له. قال: أين تريد؟ قال:
الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك؟ قال: لا. أكون في غبر الناس أحب إلي.
قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس كيف تركته. قال: تركته رث البيت قليل المتاع. [قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يأتي عليك أويس بن عامر من أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن. كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم. له والدة هو بها بر. لو أقسم على الله لأبره. فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل.] فلما قدم الرجل الكوفة أتى أويسا فقال:
استغفر لي! فقال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي! قال: لقيت عمر؟
قال: نعم. فاستغفر له. قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه.
قال أسير: فكسوته بردا كان إذا رآه عليه إنسان قال: من أين لأويس هذا البرد؟.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن ابن يسير بن عمرو عن أبيه أنه أتى أويسا القرني فوجده لا يتوارى من العري فكساه.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن قيس بن يسير ابن عمرو عن أبيه أنه كسا أويسا القرني ثوبين من العري. قال: فأي شيء لقي من ابن عم له؟.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو الأحوص قال: أخبرناه صاحب لنا قال: جاء رجل من مراد إلى أويس القرني فقال: السلام عليكم. قال:
وعليكم. قال: كيف أنت يا أويس؟ قال: بخير نحمد الله. قال: كيف الزمان عليكم؟
قال: ما تسأل رجلا إذا أمسى لم ير أنه يصبح. وإذا أصبح لم ير أنه يمسي. يا أخا مراد إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا. يا أخا مراد إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضة ولا ذهبا. يا أخا مراد إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا. والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداء ويجدون على ذلك من الفساق أعوانا حتى والله لقد رموني بالعظائم. وايم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سيف بن هارون البرجمي عن منصور عن مسلم بن سابور قال: حدثني شيخ من بني حرام عن هرم بن حيان العبدي قال:
قدمت من البصرة فلقيت أويسا القرني على شط الفرات بغير حذاء فقلت: كيف أنت يا أخي. كيف أنت يا أويس؟ فقال لي: كيف أنت يا أخي؟ قلت: حدثني. قال: إني أكره أن أفتح هذا الباب. يعني على نفسي. أن أكون محدثا أو قاصا أو مفتيا. ثم أخذ بيدي فبكى. قال قلت: فاقرأ علي. قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} الدخان:
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 204
أويس بن عامر القرني من اليمن من مراد سكن الكوفة وكان عابدا زاهدا دينا فاضلا متخليا متقشفا متجردا متعبدا اختلف في موته
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 161
أويس بن عامر. ويقال ابن عمرو القرني التميمي العابد.
نزل الكوفة.
قال البخاري.
يماني مرادي، في إسناده نظر فيما يرويه.
وقال البخاري أيضا في الضعفاء: في إسناده نظر، يروى عن أويس في إسناد ذلك.
قلت: هذه عبارته، يريد أن الحديث الذي روى عن أويس في الإسناد إلى أويس
نظر، ولولا أن البخاري ذكر أويسا في الضعفاء لما ذكرته أصلا، فإنه من أولياء الله الصادقين، وما روى الرجل شيئا فيضعف أو يوثق من أجله.
وقال أبو داود: حدثنا شعبة: قلت لعمرو بن مرة: أخبرني عن أويس هل تعرفونه فيكم؟ قال: لا.
قلت: إنما سأل عمرا، لأنه مرادي هل تعرف نسبه فيكم؟ فلم يعرف، ولولا الحديث الذي رواه مسلم ونحوه في فضل أويس لما عرف، لأنه عبد لله تقي خفي، وما روى شيئا، فكيف يعرفه عمرو، وليس من لم يعرف حجة على من عرف.
وروى سنان بن هارون، عن حمزة الزيات، قال: حدثني بشر، سمعت زيد بن علي يقول: قتل أويس يوم صفين.
قال ابن عدي: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن سلام، سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: ما شبهت عدى بن سلمة الجزري إلا بأويس القرني
تواضعا.
مبارك بن فضالة، حدثنا مروان الأصفر، عن صعصعة بن معاوية، قال: كان أويس بن عامر رجلا من قرن، وكان من التابعين، فخرج به وضح، وكان يلزم المسجد الجامع في ناس من أصحابه، فدعا الله أن يذهبه عنه، فأذهبه..الحديث بطوله.
هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسبر بن جابر، قال: كان عمر إذا أتت عليه أمداد اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ وذكر الحديث بطوله.
وروى قراد أبو نوح، عن شعبة أنه سأل أبا إسحاق وعمرو بن مرة، عن أويس، فلم يعرفاه.
قال ابن عدي: ليس لأويس من الرواية شئ، إنما له حكايات ونتف في زهده، وقد شك قومه فيه، ولا يجوز أن يشك فيه لشهرته ولا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف، بل هو ثقة صدوق.
قال: ومالك ينكر أويسا يقول: لم يكن.
وقال الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر: إن أهل الكوفة وفدوا
على عمر وفيهم رجل كان ممن يسخر بأويس، فقال عمر: ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أم له، وقد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم.
وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير ابن جابر، عن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته.
رواهما مسلم /.
أبو النضر، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير
[ابن جابر]، قال: كان محدث بالكوفة، فإذا فرغ تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم به، ففقدته، فسألت عنه، فقال رجل: ذاك أويس القرني قلت: أتعرف منزله؟ قال.
نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلى فقلت: يا أخي، ما حبسك عنا؟ قال: العرى.
وكان أصحابه يسخرون به..الحديث بطوله.
وقال ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، قال: كان أويس يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير، ففقدته، فإذا هو في خص له قد انقطع من العرى..فذكر الحديث بطوله، وزاد: ثم غزا غزوة أذربيجان، فمات، فتنافس أصحابه في حفر قبره.
وقال يحيى بن سعيد القطان الحمصي: حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي، عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين: عامر بن عبد القيس، وأويس، وهرم ابن حيان، والربيع بن خثيم، وأبو مسلم الخولاني، والحسن، ومسروق..الحديث بطوله.
وهو باطل من هذا السياق.
وأخرج مسلم من حديث معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر، فذكر اجتماع عمر بأويس.
وفيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس القرني مع أمداد من اليمن، كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي، فاستغفر له.
قال: أين تريد؟ قال: الكوفة.
قال:
ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصى بك؟ قال: لا، بل أكون في غرات الناس أحب إلى..الحديث.
وفي آخره أنه مات بالحيرة.
وقال أبو صالح: حدثنا الليث، حدثني المقبري، عن أبي هريرة.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليشفعن رجل من أمتي في أكثر من مضر.
قال أبو بكر: يا رسول الله، إن تميما من مضر.
قال: ليشفعن رجل من أمتي لأكثر من تميم ومن مضر، وإنه أويس القرني.
وقال فضيل بن عياض: أخبرنا أبو قرة السدوسي، عن سعيد بن المسيب، قال: نادى عمر بمنى على المنبر: يأهل قرن، فقام مشايخ فقال: أفيكم من اسمه أويس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين، ذاك مجنون، يسكن القفار والرمال.
قال: ذاك الذي أعنيه، إذا عدتم فاطلبوه وبلغوه سلامي.
فعادوا إلى قرن، فوجدوه في الرمال، فأبلغوه سلام عمر وسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: عرفني أمير المؤمنين، وشهر اسمي، ثم هام على وجهه، فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا، ثم عاد في أيام على فقاتل بين يديه، فاستشهد بصفين، فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة.
وقال لوين: حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: كنا وقوفا بصفين، فنادى منادى أهل الشام: أفيكم أويس القرني؟ قلنا: نعم.
قال.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كذا - يعنى يمدحه.
يونس وهشام، عن الحسن، قال: يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة ومضر.
قال هشام، عن الحسن: هو أويس.
وقال عبد الوهاب الثقفي: حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدخل الجنة بشفاعة رجل
من أمتي أكثر من ربيعة وبني تميم.
ورواه أحمد في مسنده، عن ابن علية عن الحذاء.
[عن] شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير التابعين أويس القرني.
سفيان الثوري، حدثني قيس بن يسير بن عمرو، عن أبيه أن أويسا القرني عرى غير مرة، فكساه أبي.
قال: وكان أويس يقول: اللهم لا تؤاخذني بكبد جائعة أو جسد عار.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 278
أويس القرني.
أصله من اليمن.
في إسناده نظرٌ.
المرادي.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1
أويس بن عامر القرني، من مراد.
سكن الكوفة، وكان زاهداً عابداً، يروي عن عمر، اختلفوا في موته فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين في رجالة علي، ومنهم من يزعم أنه مات على جبل
أبي قبيس بمكة، ومنهم من يزعم أنه مات بدمشق، ويحكون في موته قصصاً تشبه المعجزات التي رويت عنه، وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا.
حدثني عبد الله بن الحسين الرحبي: ثنا عبد الله بن محمد ثنا قراد أبو نوح سمعت شعبة يقول: سألت عمرو بن مرة وأبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه.
قلت: لا يلزم من هذا عدم كونه في الدنيا، والله أعلم.
وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، ويسير بن عمرو.
وذكره البخاري في «الضعفاء» وقال: في إسناده نظر.
قلت: هذا مما لا معنى له؛ فإنه إن أراد أن في إسناد هذا الحديث الذي يروى عنه نظر كما هو الواقع فلا يذكر الرجل بسبب ذلك في «الضعفاء»، وإن أراد إسناد هذا الحديث الذي رواه أويس فهو لم يرو حديثاً قط.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1
أويس القرني الزاهد
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 32
أويس بن عامر، ويقال: أويس بن خُلَيْص.
قاله أبو داود.
وفي «كتاب المنتجالي»: الخليص، قال: وهو تابعي من خيار التابعين وعبادهم وعن الحازمي: أويس بن عامر بن جَزْء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عمرو بن عصوان بن قرن بن رَدْمان عن مراد واسمه بحاير.
قال المنتجيلي: وعن [ق 141 / ب] عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال: لما حضرته الوفاة - يعني أويساً -، ثنوا رجله فإذا كفن، وإذا موضع قبر محفور، قال عطاء: حدثني بهذا الرهط الذين كانوا معه.
وكناه الهيثم بن عدي في «تاريخه الصغير»: أبا عمرو.
وقال ابن سعد: كان سيد التابعين هو ثقة وليس له حديث عن أحد.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان عابداً زاهداً، روى عن عمر بن الخطاب اختلفوا في موته، فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين وفي رجال علي بن أبي طالب، ومنهم من زعم أنه مات بمكة على جبل أبي قبيس، ومنهم من زعم أنه مات بدمشق، وتحكى في موته قصص تشبه المعجزات التي رويت عنه، وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا.
ثنا عبد الله بن الحسين، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو نوح قراد سمعت شعبة يقول: سألت عمرو بن مرة وأبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه.
وقال العجلي: كوفي تابعي من خيار التابعين وعبادهم ومن «تاريخ دمشق»: توفي بأرمينية بعمل بسجستان.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: أويس بن أنيس ومات في غزوة أذربيجان - يعني - أيام عمر. وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير التابعين بإحسان، ويدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر، ولو أقسم على الله تعالى لأبره».
وقال هرم بن حيان: كان آدم شديد الآدمة أشعر محلوق الرأس وفي رواية غيره: أشهل أصهب عريض ما بين المنكبين في كتفه اليسرى وضح يضرب بلحيته على صدره.
وأبنا سُليمان بن أبي شيخ، قال: كان أبو سعيد الراني يحلف بالله ما كان
أويس قط. قال: وهذا عمرو بن مرة من مراد أنكر أويساً ولم يعرفه. روى عثمان بن عطاء عن أبيه عن رجل من قوم أويس، وعن أبيه عن أويس وأبو مكين عن امرأة رأت أويساً وعلقمة بن مرثد.
وفي كتاب «المتحابين» للموفق ابن قدامة: عن هرم بن حيان: كان أويساً لحيماً فخيماً، آدم شديد الآدمة، أشعر محلوق الرأس مهيب المنظر.
وفي «تاريخ دمشق»: أويس بن عامر بن مالك بن سعد بن عصوان بن قرن ويقال: أويس بن عمرو بن حمران بن عصوان، ويقال: أويس بن عامر بن الخليص ويقال: أويس بن عبد الله يكنى أبا عمرو، ويقال: أويس للكلبي بن عروة.
وفي «الجمهرة» للكلبي: أويس بن عمرو بن جَزْء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عمرو بن حمران بن قرن، وفي كتاب «الأبناء»: سعد بن عمرو بن حوران بن عصوان بن قرن، قال الرشاطي: كان أويس من المنقطعين في الزهد والعبادة.
قال ابن عساكر: وذكر أبو الشيخ الأصبهاني وفاته في سنة ست وعشرين، وعن الزهري: مات بأرض الجزيزة فانشقت الأرض عن مثل شهب فحفر مكان قبره. [ق 141 / ب].
روى عن عمر وعلي إن صحت الرواية عنه.
روى عنه: يسير بن عمرو وله صحبة وفرات بن حيان ووهب وابن المغيرة - والشعبي وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وأبو عبد ربه الدمشقي الزاهد عبيد الله بن سليمان، وموسى بن يزيد.
وقال البخاري: في إسناده نظر فيما يرويه.
وقال ابن عدي: ليس لأويس من الرواية شيء إنما هي جوابات ونتف وأخبار في زهده، وقد شك قوم فيه إلا أن من شهرته في نفسه وشهرة أخباره
لا يجوز أن يشك فيه، وليس له من الأحاديث إلا القليل، ولا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه، وقال: مالك ينكره يقول: لم يكن.
وقال الدارقطني: حديثه مشهور.
وقال عبد الغني بن سعيد: كان من خيار المسلمين وشهد مع علي صفين.
وقال ابن ماكولا: هو أحد الزهاد الثمانية الذي انتهى الزهد إليهم.
وقال حمزة بن ربيعة عن أصبغ بن زيد: أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومنعه من القدوم عليه بر أمه.
وقال يحيى بن محمد بن صاعد: أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات عن الثقات.
قال ابن عباس: مكث عمر بن الخطاب يسأل عن أويس عشر سنين.
وقال يزيد بن أبي حصين: وكان يقرئ الناس القرآن في مسجد الكوفة، وكان رجلاً دميماً قصيراً آدما أثعل كث اللحية كريه المنظر ووجد به في صفين ما ينيف على أربعين جراحة بين طعنة وضربة ورمية.
وعن الهيثم بن عدي: أنه مات في أيام عمر.
وقال سليمان بن قيس العامري: رأيته صريعاً بصفين بين عمار وخزيمة.
وذكر أبو إسحاق الصريفيني الحافظ أن مسلماً خرج حديثه، ولم أر ذاك لغيره، والذي في مسلم - فيما أعلم - ذكره لا روايته، فينظر. والله أعلم.
قال العقيلي: روى حديثه صعصعة بن عامر، وهو كوفي مذكور في زهاد التابعين.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 2- ص: 1
أويس بن عامر القرني
من اليمن من مراد سكن الكوفة وكان عابدا زاهدا يروي عن عمر اختلفوا في موته فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين في رجاله على ومنهم من زعم أنه مات على جبل أبي قيس بمكة ومنهم من زعم أنه مات بدمشق ويحكون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت عنه وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا ثنا عبد العزيز الرخي قال ثنا عباس بن محمد قال ثنا قراد أبو نوح سمعت شعبة يقول سألت عمرو بن مرة وأبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1
أويس القرني كوفي
تابعي من خيار التابعين وعبادهم
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
أويس بن عامر القرني المرادي
أصله من اليمن سكن الكوفة روى عن عمر وعلي روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى ويسير بن عمر سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1