بختيشوع بختيشوع بن جبرئيل بن بختيشوع ابن جرجس: طبيب سرياني الأصل مستعرب. قربه الخلفاء العباسيون ولاسيما المتوكل العباسي، فعلت مكانته وأثرى حتى كان يضاهي المتوكل في الفرش واللباس. خدم الواثق والمتوكل والمستعين والمهتدي والمعتز. وصنف كتابا في (الحجامة) على طريقة السؤال والجواب. مات ببغداد

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 44

بختيشوع بن جبريل الطبيب بختيشوع بن جبريل النصراني الطبيب. صاحب التصانيف؛ خدم المأمون ومن بعده من الخلفاء. نكبه المتوكل مرة ونفاه، ثم رده إلى المطبق وقيده وغله بمائة رطل بالبغدادي حتى هلك في حدود الستين ومائتين. وكان يضاهي المتوكل في اللبس والفرس، ونقل له كتبا كثيرة من كتب جالينوس. وكان القاضي أحمد بن أبي دؤاد والوزير ابن الزيات يعملان عليه عند المتوكل حتى نكبه. دخل يوما على المتوكل، فجلس معه على عادته في السدة، وكان عليه دراعة ديباج قد انفتق ذيلها قليلا، فجعل المتوكل يحادث بختيشوع ويعبث بذلك الفتق حتى بلغ النيفق؛ ودار بينهما كلام اقتضى أن المتوكل سأل بختيشوع: بماذا يعلم أن الموسوس يحتاج إلى الشد والوثاق؟ قال: إذا بلغ في فتق دراعة طبيبه إلى النيفق شددناه، فضحك المتوكل حتى استلقى على ظهره، وأمر له بخلعة ومال جزيل. قال أبو الريحان البيروني في كتاب الجماهير: إن المتوكل جلس يوما لهدايا النيروز، فقدم إليه كل علق نفيس، وإن طبيبه بختيشوع دخل عليه وفي كمه درج آبنوس فتحه عن ملعقة كبيرة جوهر لمع منها شهاب، فرأى المتوكل ما لا عهد له بمثله، فقال له: من أين لك هذا؟ قال: من الناس الكرام؛ ثم إنه حدث: إنه صار إلى أبي من أم جعفر في ثلاث مرات مائة ألف دينار، أحدها أنها شكت عارضا في حلقها منذرا بخناق، فأشار عليها بالفصد والتطفية والتغذي بحشو، فأحضر في غضارة صيني فيها هذه الملعقة، فغمزني أبي على أخذها فجاذبتها الخادم، ودفع لي فيها عشرة آلاف دينار فامتنع أبي وقال: يا ستي إن ابني لم يسرق قط فلا تفضحيه في أول أمره لئلا ينكسر قلبه فضحكت ووهبتها له. وسئل عن الثانية فقال: اشتد تغير النكهة على أم جعفر وذكرت أن الموت أسهل عليها من ذلك، فجوعها إلى العصر وأطعمها سمكا ممقورا، وسقاها دردي نبيذ، فغثيت نفسها، وقذفت وكرر ذلك ثلاثة أيام، وقال: تنكهي في وجه من أخبرك. وعن الثالثة، أنها أشرفت على التلف من فواق شديد كان بها، فأمر الخدام بإحضار خواب إلى سطح الصحن وتصفيفها حوله، وأن تملأ ماء، وأن يجلس خادم خلف كل خابية حتى إذا صفق بيده على الأخرى دفعوها دفعة واحدة، فارتفع لذلك صوت عظيم أرعبها فوثبت، وزال عنها الفواق.
وقيل إنه كان يأمر بالحقن، والقمر متصل بالذنب، فينحل القولنج من ساعته. ويأمر بالدواء والقمر على مناظرة الزهرة، فيصلح العليل من يومه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0