بدران العقيلي بدران بن المقلد العقيلي: أمير. استولى على نصيبين سنة 419هـ ، وكانت لنصر الدولة بن مروان، فقاتله نصر الدولة. فظفر بدران، وتعددت الوقائع ثم استقر بدران في نصيبين بالاتفاق مع نصر الدولة، إلى أن توفى بها، وكان شجاعاً شريفاً

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 46

أبو الفضل بدران بن المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي توفي سنة 425.
قال ابن الأثير في حوادث سنة 387 لما قبض المقلد على أخيه علي أرسل إلى زوجته يأمرها باخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق بتكريت قبل إن يسمع أخوه الحسن الخبر ففعلت ذلك وخلصت وكانت في الحلة التي له على أربعة فراسخ من تكريت، وسمع الحسن الخبر فبادر إلى الحلة ليقبض
أولاد أخيه فلم يجدهم. وقال أيضا أنه في هذه السنة قصد بدران بن المقلد دقوقا وأخذها من جبرئيل بن محمد وموصك بن جكويه الكردي وكانا متغلبين عليها. وقال في حوادث سنة 339 لما قتل عيسى بن خلاط أبا علي بن ثمال بالرحبة ملكها أقام فيها مدة ثم قصده بدران بن المقلد العقيلي فأخذ الرحبة منه، وبقيت لبدران، فأمر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق لؤلؤ البشاري بالمسير إليها. فسار إليها وملكها. وقال في حوادث سنة 417 فيها جمع نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا كثيرا من عقيل وانضم إليهم بدران بن المقلد، و ساروا يريدون حرب قرواش بن المقلد وكان قرواش لما سمع خبرهم اجتمع هو و غريب بن مقن في ثلاثة عشر ألف مقاتل، فالتقوا عند بلد واقتلوا ففعل ثروان بن قراد فعلا جميلا، وذلك أنه قصد غريبا في وسط المصاف واعتنقه وصالحه وفعل أبو الفضل بدران بن المقلد بأخيه قرواش كذلك فاصطلح الجميع وأعاد قرواش إلى أخيه بدران مدينة نصيبين. وقال في حوادث سنة 419 فيها في جمادى الأولى سار بدران بن المقلد العقيلي في جمع من العرب إلى نصيبين وحصرها، وكانت لنصر الدولة بن مروان، فخرج إليه عسكر نصر الدولة الذين بها وقاتلوه، فهزمهم، فسير نصر الدولة عسكرا آخر فأرسل إليهم بدران عسكرا فقاتلوهم وهزموهم وقتلوا أكثرهم فأزعج ذلك ابن مروان فسير عسكرا آخر ثلاثة آلاف فارس فدخلوا نصيبين و خرجوا إلى بدران فاقتتلوا فانهزم بدران ومن معه بعد قتال شديد وتبعهم عسكر ابن مروان، ثم عطف عليهم بدران وأصحابه فلم يثبتوا له فأكثر فيهم القتل والأسر فعادوا مفلولين فدخلوا نصيبين واقتتلوا مرة أخرى وكانوا على السواء، ثم سمع بدران بان أخاه قرواشا قد وصل إلى الموصل فرحل خوفا منه لأنهما كانا مختلفين (انتهى) وهذا ينافي ما مر من أنهما اصطلحا وأعاد قرواش إلى بدران مدينة نصيبين، فيكون قد أخذها منه ابن مروان واختلف بدران مع أخيه قرواش مرة ثانية. قال فلما رحل بدران شرع في إصلاح الحال مع أخيه قرواش فاصطلحا ثم جرى في سنة 421 بين قرواش وابن مروان نفرة فأرسل قرواش إلى ابن مروان يطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها عام أول فلم يقبل فسير قرواش جيشا مع أخيه بدران إلى نصيبين فحصرها بدران وأتاه قرواش فحصرها معه فلم يملكها وتفرق من كان معه من العرب والأكراد، فلما رأى بدران تفوق الناس عن أخيه سار إلى نصر الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين فسلمها إليه.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 548