الأشرف برسباي برسباي الدقمامقي الظاهري، أبو النصر، السلطان الملك الأشرف:صاحب مصر. جركسي الأصل، كان من مماليك الأمير (دقماق) المحمدي وأهداه إلى (الظاهر) برقوق، فأعتقه واستخدمه في الجيش، فتقدم إلى أن ولى نيابة طرابلس الشام في أيام المؤيد (شيخ ابن عبد الله) ثم اعتقل بقلعة (المرقب) مدة طويلة، واطلق. وأعتقل بقلعة دمشق، فأخرجه الظاهر ططر وجعله (دوادارا) كبيرا له بمصر. وتوفى الظاهر ططر وبويع ابنه (الصالح) محمد. فتولى برسباي تدبير الملك أسابيع ثم خلع الصالح ونادى بنفسه سلطانا، وتلقب بالملك (الأشرف) سنة 824 فأطاعه الأمراء وهدأت البلاد في أيامه. وغزا مدينة (قبرس) ففتحها وأسر ملكها. وأنشأ مدارس بمصر وعمارات نافعة. وأصيب بالماليخوليا فأتى بأعمال مستغربة. ولم يلبث أن توفى بقلعة القاهرة. قال ابن إياس في جملة وصفه له: (كان ملكا جليلا مبجلا منقادا للشريعة يحب أهل العلم، مهيبا مع لين جانب. كفؤا للملك إلا انه كان عنده طمع زائد في تحصيل الأموال. وكان خيار ملوك الجراكسة) ولايزال إلى اليوم - عام 1372هـ ، - منقوشا على احد الألواح الرخامية في داخل الكعبة: (بسم الله الرحمن الرحيم. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. تقرب إلى الله تعالى السلطان الملك الأشرف أبو النصر برسباي خادم الحرمين الشريفين بلغه الله آماله وزين بالصالحات أعماله. بتاريخ سنة ست وعشرين وثمانمائة) قال السخاوي: سيرته تحتمل مجلدا أو نحوه
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 48