بركة بن المقلد بركة بن المقلد العقيلي، أبو كامل، زعيم الدولة: أمير، من الشجعان. قاتل (الغز) لما ملكوا الموصل، وجرح. ثم كان مع أخيه قرواش (صاحب الموصل) وتحكم في البلاد بريه، فاستاء قرواش وأراد الانحدار إلى بغداد، فمنعه زعيم الدولة وحجر عليه دار الإمارة بالموصل سنة 442هـ. واستمر بتصريف الأمور إلى أن توفى بتكريت
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 49
زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد ابن المسيب بن رافع العقيلي
توفي في شهر رمضان على قول ابن الأثير وفي شذرات الذهب في ذي الحجة سنة 443 بتكريت وكان انحدر إليها قاصدا العراق لينازع النواب به عن الملك الرحيم، فلما بلغها انتفض عليه جرح كان أصابه من الغز لما ملكوا الموصل فتوفي ودفن بمشهد الخضر بتكريت قاله ابن الأثير.
كان من أمراء بني عقيل المشهورين في الموصل وبلاد الجزيرة وكانوا شيعة، قال ابن الأثير في حوادث سنة 440 كان قرواش واخوه زعيم الدولة أبو كامل بالعراق مشغولين، فلما عادا إلى الموصل وقد سخطا حالة الأكراد الحميدية والهذبانية لم يظهراها. ثم جرت أمور أوجبت تأكد الوحشة بين الأكراد وقرواش وأخيه قال وتقاطعوا واضمر كل منهم الشر لصاحبه. قال وفيها كان ابتداء الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلد وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بركة بن المقلد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلد إلى عمه قرواش وجمع جمعا وقاتل بركة فظفر ونصر وانهزم بركة ولم يزل قريش يغري قرواشا بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما. وقال في حوادث سنة 441. في هذه السنة ظهر الخلف بين معتمد الدولة قرواش وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بركة ظهورا آل إلى المحاربة، وجمع كل منهما جمعا لمحاربة صاحبه، وسار قرواش وعبر دجلة بنواحي بلد وجاءه سليمان بن مروان وأبو الحسن الحميدي وجاء أبو كامل فيمن معه من العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بانيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم السبت ثاني المحرم وافترقوا من غير ظفر ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم يلابس الحرب ابن مروان ولا الحميد، وساروا عن قرواش وفارقه جمع من العرب وقصدوا أخاه فضعف أمر قرواش فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده فمنعهم أبو كامل. وفي يوم الاثنين تسرع بعضهم ونهب بعضا من عرب قرواش وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجورا عليه، وكان قرواش قد قبض على قوم من الصيادين بالأنبار لفسادهم، فهرب الباقون منهم فلما كان الآن سار جماعة منهم إلى الأنبار وقتلوا حارسا وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل، فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل فكثروا واقتتلوا مع أصحاب قرواش فظفروا وقتلوا من أصحاب قرواش جماعة وهرب الباقون ففت ذلك في عضد قرواش واضعف نفسه، ثم إن المسيب وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه فخاف إن يؤول الأمر بهم إلى طاعة قرواش وإعادته إلى مملكته فبادرهم إليه وقبل يده وقال له إنني وان كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا إلا بسبب المفسدين والآن فأنت الأمير وأنا الطائع لأمرك والتابع لك، فقال له قرواش بل أنت الأخ والأمر لك مسلم وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما، وعاد قرواش إلى التصرف على حكم اختياره، وكان أبو كامل قد اقطع بلال بن غريب بن مقن حربي واوانا، فلما اصطلح هو وقرواش أرسلا إلى حربي من منع بلالا عنها، فجمع بلال جمعا وقاتل أصحاب قرواش وأخذ حربي واوانا، فانحدر قرواش من الموصل وحصرها وأخذها. وفيها سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من أعمال العراق وبادوريا فنهبوهما وكانا في إقطاع البساسيري فسار من بغداد إليهم فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل بن المقلد واقتتلوا قتالا شديدا قتل فيه جماعة من الفريقين. وفي سنة 244 في جمادى الأولى استولى زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد على أخيه قرواش وحجر عليه ومنعه من التصرف على اختياره لان قرواشا كان قد انف من تحكم أخيه في البلاد وانه قد صار لا حكم له، فانحدر من الموصل إلى بغداد مفارقا لأخيه فشق ذلك على بركة وعظم عنده، ثم أرسل إليه نفرا من أعيان أصحابه يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ويحذرونه من الفرقة و الاختلاف فلما بلغوه ذلك امتنع عليهم فقالوا أنت ممنوع عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك، فعلم حينئذ أنه يمنع قهرا فأجاب إلى العود على شرط إن يسكن دار الإمارة بالموصل وسار معهم فلما قارب حلة أخيه زعيم الدولة لقيه وأنزله عنده فهرب أصحابه وأهله خوفا من زعيم الدولة وحضر عنده و خدمه وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره (انتهى) وفي شذرات الذهب وقع بين قرواش بن المقلد وأخيه بركة بن المقلد خلاف وكان خارج الموصل فقبض بركة عليه سنة 441 وحبسه في الخارجية إحدى قلاع الموصل وتولى مكانه ولقب بزعيم الدولة وبقي في الإمارة سنتين وتوفي (انتهى).
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 556
زعيم الدولة صاحب الموصل بركة بن المقلد بن المسيب أبو كامل زعيم الدولة العقيلي؛ كان قد غلب على الموصل وغيرها، وقهر أخاه قرواشا، وعاث وأفسد وعسف. وانحدر في سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة إلى تكريت، واستولى على العراق، ونهب البلاد، فانتقض عليه جرح أصابه من الغز، فمات في السنة المذكورة، فاجتمع جيشه على تأمير علم الدين قريش بن بدران بن مقلد، فعاد إلى الموصل، وقتل عمه قرواشا فيما قبل، وسيأتي ذكر قرواش، وذكر أبيه المقلد في مكانيهما. وأقام بركة في الإمارة سنتين، وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة، فقام مقامه ابن أخيه أبو المعالي قريش بن أبي الفضائل بدران الذي قتل عمه قرواشا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
زعيم الدولة صاحب الموصل بركة بن المقلد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0